الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة
فيها كان وباء عام في بلاد المسلمين والكفّار، مات به من لا يحصى كثرة [1] .
وفيها توفي شهاب الدّين أحمد بن عبد الخالق بن عبد المحي بن عبد الخالق بن عبد العزيز الأسيوطي [2] .
سمع من أبيه، ومن عبد الرحمن بن القارئ، وأجاز له، وكان يواظب التّكسّب بالشهادة في جامع ظاهر الورّاقين.
ومات في ثاني عشر ربيع الآخر.
وفيها شهاب الدّين أحمد بن ناصر الدّين محمد بن أبي بكر بن رسلان بن نصير البلقيني [3] الشافعي ابن أخي سراج الدّين البلقيني.
ولد سنة ست وتسعين وسبعمائة، وقرأ القرآن، وحفظ كتبا، ودرّبه أبوه في توقيع الحكم، واشتغل في القراآت والعربية، وكان حسن الصوت بالقرآن، أمّ بالمدرسة المالكية بالقرب من مشهد الحسين، ووقع في الحكم، ثم ناب في القضاء بأخرة، وخدم ابن الكوين وهو كاتب السرّ، ثم ابن مزهر فأثرى، وصارت له وجاهة، وحصّل جهات، ثم تمرض أكثر من سنة.
[1] انظر «إنباء الغمر» (8/ 344) .
[2]
ترجمته في «إنباء الغمر» (8/ 358) و «الضوء اللامع» (1/ 323) .
[3]
ترجمته في «إنباء الغمر» (8/ 359) و «الضوء اللامع» (2/ 102) .
وتوفي في السادس والعشرين من رجب بعلّة السّلّ، ودفن عند أبيه بمقابر الصّوفية.
وفيها مجد الدّين أبو الطاهر إسماعيل بن علي بن محمد بن داود بن شمس بن عبد الله بن رستم البيضاوي الزّمزمي [1] المؤذن بمكّة.
قال ابن حجر: ولد سنة ست وستين وسبعمائة، وأجاز له صلاح الدّين بن أبي عمر، وعمر بن أميلة، وأحمد بن النجم، وابن مقبل، وآخرون. وكان يتعانى النّظم، وله نظم مقبول ومدائح نبوية من غير اشتغال بآلاته، ثم أخذ العروض عن الشيخ نجم الدّين المرجاني ومهر، وكان فاضلا، ورحل إلى القاهرة، فسمع من بعض شيوخنا، وكان قليل الشرّ، مشتغلا بنفسه وعياله، مشكور السيرة، ملازما لخدمة قبة العبّاس، وله سماع من قدماء المكّيين، وحدّث بشيء يسير سمعت من نظمه.
وأخوه إبراهيم [2] .
ولد سنة سبع وسبعين وسبعمائة، وأجاز له في سنة سبع وثمانين الشّهاب بن ظهيرة وآخرون، واشتغل في عدة فنون، وأخذ عن أخيه حسين علم الفرائض والحساب فمهر فيها. انتهى كلام ابن حجر.
وفيها زكي الدّين أبو بكر بن أحمد بن عبد الله بن الهليس المهجمي الأصل ثم المصري [3] .
قال ابن حجر: رفيقي ولد بعد السبعين وسبعمائة بيسير، ونشأ في حال بزّة وترفه، ثم اشتغل بالعلم بعد أن جاوز العشرين، ولازم الشيوخ، وسمع معي من عوالي شيوخي مثل ابن الشّحنة، وابن أبي المجد، وبنت الأذرعي، وغيرهم فأكثر جدا، وأجاز له عامة من أخذت عنه في الرّحلة الشامية، ورافقني في الاشتغال على
[1] ترجمته في «إنباء الغمر» (8/ 360) و «الضوء اللامع» (2/ 302) .
[2]
ترجمته في «إنباء الغمر» (8/ 361) و «الضوء اللامع» (1/ 86) .
[3]
ترجمته في «إنباء الغمر» (8/ 361) و «الضوء اللامع» (11/ 19) .
الأبناسي، والبلقيني، والعراقي، وغيرهم. ثم دخل اليمن سنة ثمانمائة، فاستمر بالمهجم وبعدن، إلى أن عاد من قرب، فسكن مصر، ثم ضعف بالدّرب، واختل عقله جدا، وسئم منه جيرانه فنقلوه إلى المارستان، فأقام به نحو شهرين ومات، وصلّيت عليه ودفنته بالتربة الرّكنية بيبرس في سلخ المحرم. انتهى.
وفيها الشيخ تقي الدّين أبو بكر اللّوبياني [1] الفقيه الشافعي، أحد الفضلاء الشافعية بدمشق.
باشر تدريس الشّامية الجوّانية وغيرها. وتوفي في شوال.
وفيها شرف الدّين وبدر الدّين حسين بن علي بن سبع المالكي البوصيري [2] .
قال ابن حجر: ولد سنة خمس وأربعين وسبعمائة، وسمع على المحبّ الخلاطي أكثر «الدارقطني» أنا الدمياطي، و «صفة التصوف» لابن طاهر، خلا من أول زهد إلى آخر الكتاب. وسمع أيضا على عزّ الدّين ابن جماعة غالب «الأدب المفرد» للبخاري، وعرض على مغلطاي شيئا من محفوظة، وأجاز له، وكان من الطلبة بالشيخونية، وحدّث. سمع منه رضوان، وابن فهد، والبقاعي، وغيرهم.
وأجاز لابني محمد ومن معه.
ومات في ربيع الأول. انتهى.
وفيها زين الدّين عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن سليمان بن حمزة المقدسي الحنبلي، المعروف بابن زريق [3] .
ولد في رمضان سنة تسع وثمانين وسبعمائة، وأسمعه عمّه الكثير من ابن المحب، وابن عوض، وابن داود، وابن الذهبي، وابن العزّ، ومن مسموعه على
[1] ترجمته في «إنباء الغمر» (8/ 361) و «الضوء اللامع» (11/ 43) .
[2]
ترجمته في «إنباء الغمر» (8/ 362) و «الضوء اللامع» (3/ 105) و «معجم الشيوخ» لابن فهد ص (355) .
[3]
ترجمته في «إنباء الغمر» (8/ 363) و «الضوء اللامع» (4/ 63) و «السحب الوابلة» ص (201) .
ابن العزّ السادس من مسند أنس من «المختارة» للضياء، والثاني والسبعين منها.
وسمع على ابن داود من «أمالي» المحاملي رواية أبي عمر بن مهدي، أنا سليمان بن حمزة.
وتوفي فجأة ليلة الثلاثاء ثالث عشر ربيع الآخر.
وفيها زين الدّين أبو زيد وأبو هريرة عبد الرحمن بن نجم الدّين عمر بن عبد الرحمن بن حسين بن يحيى بن عمر بن عبد المحسن القبابي [1]- نسبة إلى القباب الكبرى من قرى أشمون الرّمان بالوجه الشرقي من أعمال القاهرة [2]- ثم المقدسي الحنبلي المسند.
ولد في ثالث عشر شعبان سنة تسع وأربعين وسبعمائة، وأجاز له أبو الفتح الميدومي، وجلّ شيوخ العراقي، وسمع من الشيخ تقي الدّين السّبكي، وصلاح الدّين بن أبي عمر، وابن أميلة، وصلاح الدّين العلائي، والتبّاني، وابن رافع، والخلاطي، وابن جماعة، ومغلطاي، وابن هبل، وخلائق، تجمعهم «مشيخة» خرّجها له ابن حجر سمّاها «المشيخة الباسمة» للقبابي، وفاطمة، وكان أحد الفقهاء المبجلين بالقدس الشريف، وقد أكثر عنه الرّحالة وغيرهم، وقصد لذلك، وتفرّد بأكثر مشايخه، وأخذ عنه خلق، منهم ابن حجر.
وتوفي ببيت المقدس في سابع ربيع الآخر.
وفيها جلال الدّين أبو المحامد عبد الواحد [3] بن إبراهيم بن أحمد بن أبي بكر بن عبد الوهاب الفوي الأصل ثم المكّي العلّامة النحوي، الشهير بالمرشدي [4] .
قال ابن حجر: ولد في جمادى الآخرة سنة ثمانين وسبعمائة بمكة، وأسمع
[1] ترجمته في «إنباء الغمر» (8/ 363) و «الضوء اللامع» (4/ 113) و «السحب الوابلة» ص (209) .
[2]
انظر «التحفة السنية» ص (49) .
[3]
في «آ» و «ط» : «عبد الرحمن» والتصحيح من مصادر الترجمة.
[4]
ترجمته في «إنباء الغمر» (8/ 364) و «الضوء اللامع» (5/ 93) و «بغية الوعاة» (2/ 118) .
علي الشّاوري، والأميوطي، والشّهاب بن ظهيرة، وغيرهم.
ورحل إلى القاهرة فسمع بها من بعض شيوخنا، ومهر في العربية، وقرأ الأصول، والمعاني، والفقه.
وكان نعم الرّجل مروءة وصيانة.
ومات في يوم الجمعة رابع عشري شعبان وكثر الأسف عليه. انتهى.
وفيها علاء الدّين علي بن طيبغا بن حاجي بك التّركماني العينتابي الحنفي [1] .
كان فاضلا وقورا، مهر في الفنون، وقرّره السلطان الأشرف مدرسا وخطيبا بالتربة التي أنشأها بالصّحراء.
وتوفي بطريق الحجاز، ودفن بالقرب من الينبع.
وفيها نور الدّين علي بن محمد بن موسى بن منصور المحلّي ثم المدني [2] .
وقال ابن حجر: ولد في جمادى الأولى سنة أربع وخمسين وسبعمائة بالمدينة المنورة، وسمع على ابن حبيب، وابن خليل، وابن القارئ، وأبي البقاء السّبكي، وغيرهم. وأجاز له ابن أميلة، وابن الهبل، وابن أبي عمر، وحدّث باليسير، وأجاز لنا، وليس ببلاد الحجاز أسند منه يوم مات.
وتوفي في ثالث شوال.
وفيها نجم الدّين محمد بن عبد الله بن عبد القادر الواسطي السّكاكيني [3] الشافعي.
قرأ على العاقولي، وصدر الدّين الإسفرايني مصنّف «ينابيع الأحكام في
[1] ترجمته في «إنباء الغمر» (8/ 365) و «الضوء اللامع» (5/ 233) و «الدليل الشافي» (1/ 458) .
[2]
ترجمته في «إنباء الغمر» (8/ 365) و «الضوء اللامع» (6/ 24) و «التحفة اللطيفة» (3/ 258) .
[3]
ترجمته في «إنباء الغمر» (8/ 366) و «الضوء اللامع» (8/ 67) وقد ذكر فيه تمام نسبه فيحسن بالباحث الرجوع إليه.
مذاهب الأربعة الأعلام» ومهر في النظم، والقراءات، والفقه.
يقال: إنه أقرأ «الحاوي» ثلاثين مرّة، وله «شرح على منهاج البيضاوي» ونظم بقية القراءات العشر، و «تكملة» للشاطبي على طريقته حتّى يغلب على سامعه أنه نظم الشّاطبي. وخمّس «البردة» و «بانت سعاد» .
وتوفي بمكة في سادس عشري ربيع الآخر.
وفيها تقي الدّين محمد بن بدر الدّين محمد بن سراج الدّين عمر البلقيني الشافعي [1] .
ولد سنة تسع وثمانين وسبعمائة، ومات أبوه وهو طفل، فربّاه جدّه، وحفظ القرآن، وصلّى بالناس وهو صغير نحو عشرة سنين، ودرّس في «المنهاج» ولازم الكمال الدّميري وغيره، وكان ذكيا، حسن النّغمة. ونشأ في إملاق، ولما ولي عمّه القضاء نبه قليلا، وولي بأخرة نيابة الحكم بمينة الأمل وغيرها من الضواحي، ودرّس بعد موت عمّه جلال الدّين بجامع طولون، وتمول بملازمة ناظر الجيوشي عبد الباسط، وحصل وظائف وإقطاعات، وصار كثير المال جدا في مدة يسيرة، وحدّث عن جدّه بشيء يسير.
وتوفي بالقاهرة ليلة الثاني عشر من شوال، ودفن على أبيه وجدّه، وخلّف ولدا كبيرا وآخر صغيرا وابنتين.
[1] ترجمته في «إنباء الغمر» (8/ 367) و «الضوء اللامع» (9/ 171) و «الدليل الشافي» (2/ 686) .