الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة
فيها توفي شيخ الإسلام علم الأعلام أمير المؤمنين في الحديث حافظ العصر شهاب الدّين أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن أحمد، الشهير بابن حجر [1] ، نسبة إلى آل [2] حجر- قوم تسكن الجنوب الآخر على بلاد الجريد وأرضهم قابس- الكناني العسقلاني الأصل المصري المولد، والمنشأ، والدار، والوفاة، الشافعي.
ولد في ثاني عشري شعبان سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة، ومات والده وهو حدث السنّ فكفله بعض أوصياء والده [3] إلى أن كبر، وحفظ القرآن العظيم، وتعانى المتجر، وتولع بالنظم، وقال الشعر الكثير المليح إلى الغاية، ثم حبّب الله إليه طلب الحديث، فأقبل عليه، وسمع الكثير بمصر وغيرها، ورحل، وانتقى، وحصّل.
[1] ترجمته في «الضوء اللامع» (2/ 36- 40) و «طبقات الحفاظ» ص (547) و «التبر المسبوك» ص (230- 236) و «الذيل على رفع الإصر» ص (75- 89) و «حسن المحاضرة» (1/ 363) و «الدليل الشافي» (2/ 64) و «معجم الشيوخ» لابن فهد ص (70) و «نظم العقيان» ص (45- 53) و «بدائع الزهور» (2/ 339- 340) و «درة الحجال» (1/ 64- 72) و «النجوم الزاهرة» (15/ 532) و «الذيل التام على دول الإسلام» الورقة (87) من المخطوط، وهو قيد التحقيق الآن.
يقوم بتحقيقه صاحبي الأستاذ حسن إسماعيل مروة، وقد فرغ من المجلد الأول منه، وقمت بمراجعته والتقديم له وسوف يصدر قريبا إن شاء الله تعالى.
[2]
لفظة «آل» سقطت من «آ» .
[3]
في «الضوء اللامع» : «ونشأ يتيما في كنف أحد أوصيائه الزكي الخروبي» .
وسمع بالقاهرة: من السّراج البلقيني، والحافظين ابن الملقّن والعراقي، وأخذ عنهم الفقه أيضا. ومن البرهان الأبناسي، ونور الدّين الهيثمي، وآخرين.
وبسرياقوس [1] : من صدر الدّين الإبشيطي.
وبغزّة: من أحمد بن محمد الخليلي.
وبالرّملة: من أحمد بن محمد الأيكي.
وبالخليل: من صالح بن خليل بن سالم.
وببيت المقدس: من شمس الدّين القلقشندي، وبدر الدّين بن مكّي، ومحمد المنبجي، ومحمد بن عمر بن موسى.
وبدمشق: من بدر الدّين بن قوام البالسي، وفاطمة بنت المنجّى التّنوخية، وفاطمة بنت عبد الهادي، وعائشة بنت عبد الهادي، وغيرهم.
وبمنى: من زين الدّين أبي بكر بن الحسين.
ورحل إلى اليمن بعد أن جاور بمكة، وأقبل على الاشتغال والإشغال والتصنيف، وبرع في الفقه والعربية، وصار حافظ الإسلام.
قال بعضهم: كان شاعرا، طبعا، محدّثا صناعة، فقيها تكلّفا، انتهى إليه معرفة الرجال واستحضارهم ومعرفة العالي والنّازل، وعلل الأحاديث، وغير ذلك.
وصار هو المعوّل عليه في هذا الشأن في سائر الأقطار، وقدوة الأمّة، وعلّامة العلماء، وحجة الأعلام، ومحيي السّنّة. وانتفع به الطلبة، وحضر دروسه وقرأ عليه غالب علماء مصر، ورحل الناس إليه من الأقطار، وأملى بخانقاه بيبرس نحوا من عشرين سنة ثم انتقل لما عزل عن منصب القضاء بالشّمس القاياتي إلى دار الحديث الكاملية بين القصرين، واستمرّ على ذلك. وناب في الحكم عن جماعة، ثم ولاه الملك الأشرف برسباي قضاء القضاة الشافعية بالدّيار المصرية عن
[1] سرياقوس: من أعمال القليبوية بنواحي القاهرة. انظر «معجم البلدان» (3/ 218) و «التحفة السّنية» ص (10) .
علم الدّين البلقيني بحكم عزله، وذلك في سابع عشري محرم سنة سبع وعشرين، ثم لا زال يباشر القضاء ويصرف مرارا كثيرة إلى أن عزل نفسه سنة مات في خامس عشري جمادى الآخرة، وانقطع في بيته ملازما للاشغال والتصنيف.
ومن مصنّفاته: «تغليق التعليق» [1] وصل في تعليقات البخاري، وهو أول تصانيفه، وهو كتاب نفيس وشرح «البخاري» في نيف وعشرين مجلدا سمّاه «فتح الباري» وصنّف له مقدمة في مجلد ضخم [2] . [3] وكتاب «فوائد الاحتفال في بيان أحوال الرجال المذكورين في البخاري زيادة على «تهذيب الكمال» في مجلد ضخم [3] . وكتاب «تجريد التفسير من صحيح البخاري على ترتيب السور» [4] وكتاب «تقريب الغريب وإتحاف المهرة بأطراف العشرة» في ثمان مجلدات، ثم أفرد منه «أطراف مسند الإمام أحمد» وسمّاه «أطراف المسند المعتلي بأطراف المسند الحنبلي» في مجلدين [5] و «أطراف الصحيحين» و «أطراف المختارة» للضياء مجلد ضخم، و «تهذيب تهذيب الكمال» للحافظ المزّي في ست مجلدات، ومختصرة «تقريب التهذيب» مجلد ضخم [6] وكتاب «تعجيل المنفعة برواية رجال الأئمة الأربعة» أصحاب المذاهب [7] و «الإصابة في تمييز الصحابة» خمس مجلدات. و «لسان الميزان وتحرير الميزان» و «تبصير المنتبه بتحرير المشتبه» مجلد ضخم، و «طبقات الحفّاظ» في مجلدين. و «الدر الكامنة في المائة الثامنة» و «إنباء الغمر بأنباء العمر» و «قضاة مصر» مجلد ضخم، و «الكافي الشاف في تحرير أحاديث الكشّاف» مجلد، و «الاستدراك عليه» مجلد آخر.
[1] نشره المكتب الإسلامي في بيروت محققا تحقيقا جيدا قبل سنوات قليلة.
[2]
لفظة «ضخم» لم ترد في «ط» .
[3، 3] ما بين الرقمين سقط من «آ» وهذا الكتاب جدير بالنشر إذا وجد.
[4]
وهذا أيضا لم ينشر بعد من مصنفاته وهو جدير بالنشر إذا وجد.
[5]
في «ط» : «في مجلدات» .
[6]
نشر قديما في مصر بتحقيق فضيلة الشيخ عبد الوهاب عبد اللطيف، ونشر منذ سنوات قليلة في بيروت نشرة جيدة متقنة بتحقيق الأستاذ الفاضل محمد عوامة.
[7]
أراد بذلك الأئمة المجتهدين المتبوعين أبو حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد بن حنبل، رحمهم الله وجزاهم كل خير عنّا وعن المسلمين جميعا.
و «التمييز في تخريج أحاديث الوجيز» مجلدين، و «الدراية في منتخب تخريج أحاديث الهداية» و «الإعجاب ببيان الأسباب» مجلد ضخم، و «الأحكام لبيان ما في القرآن من الإبهام» و «الزّهر المطوّل في بيان الحديث المعدل» و «شفاء الغلل في بيان العلل» و «تقريب النهج بترتيب الدرج» و «الأفنان في رواية القرآن» و «المقترب في بيان المضطرب» و «التعريج على التدريج» و «نزهة القلوب في معرفة المبدل من المقلوب» و «مزيد النفع بما رجح فيه الوقف على الرفع» و «بيان الفصل بما رجّح فيه الإرسال على الوصل» و «تقويم السناد بمدرج الإسناد» و «الإيناس بمناقب العباس» و «توالي التأسيس بمعاني ابن إدريس» و «المرجة الغيثية عن الترجمة اللّيثية» و «الاستدراك على الحافظ العراقي في تخريج أحاديث الإحياء» مجلد [1] و «تخريج أحاديث مختصر ابن الحاجب الأصلي» مجلدين، و «تحفة الظّراف بأوهام الأطراف» [2] مجلد، و «المطالب العالية من رواية المسانيد الثمانية» [3] و «التعريف الأوحد بأوهام من جمع رجال المسند» [4] و «تعريف أولي التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس» وكتاب «الإعلام بمن ولي مصر في الإسلام» و «تعريف الفئة بمن عاش مائة من هذه الأئمة» و «القصد الأحمد فيمن كنيته أبو الفضل واسمه أحمد» و «إقامة الدلائل على معرفة الأوائل» والخصال المكفّرة للذنوب المقدّمة والمؤخرة» و «الشمس المنيرة في معرفة الكبيرة» و «الإتقان في فضائل القرآن» مجلد، و «الأنوار بخصائص المختار» و «الآيات النّيّرات للخوارق المعجزات» و «النبأ الأنبه في بناء الكعبة» و «القول المسدّد في
[1] وهو جدير بالنشر إذا وجد نظرا لما فيه من الفوائد النافعة والتعقيبات الماتعة، يسّر الله تعالى إخراجه.
ونشره.
[2]
قلت: لعله أراد «النّكت الظراف على الأطراف» المنشور بهامش «تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف» الذي حققه فضيلة الأستاذ الشيخ عبد الصمد شرف الدّين ونشرته الدار القيمة في بمباي بالهند ثم أعاد نشره مصورا كما هو المكتب الإسلامي ببيروت عام (1403 هـ) .
[3]
قام بتحقيقه فضيلة الأستاذ الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي رحمه الله ونشر في الكويت منذ سنوات، ثم أعادت نشره دار المعرفة ببيروت مصورا عام (1407 هـ) وألحقت به مجلدا للفهارس العامة أعده الأخ الدكتور يوسف عبد الرحمن المرعشلي نفع الله تعالى به.
[4]
وهو جدير بالنشر إن وجدت أصوله الخطية.
الذّب عن المسند» و «بلوغ المرام بأدلة الأحكام» و «بذل الماعون في فضل [1] الطّاعون» و «المنحة فيما علّق به الشافعي القول على الصحة» و «الأجوبة المشرقة على الأسئلة المفرقة» و «منسك الحج» و «شرح مناسك المنهاج» و «تصحيح الرّوضة» كتب منه ثلاث مجلدات، و «نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر» وشرحها «نزهة النظر بتوضيح نخبة الفكر» و «الانتفاع بترتيب الدارقطني على الأنواع» و «مختصر البداية والنهاية» لابن كثير [2] ، و «تخريج الأربعين النووية بالأسانيد العلية» و «الأربعين المتباينة» و «شرح الأربعين النووية» و «ترجمة النووي» ، وغير ذلك.
وله ديوان شعر.
ومن شعره:
أحببت وقّادا كنجم طالع
…
أنزلته برضا الغرام فؤادي
وأنا الشّهاب فلا تعاند عاذلي
…
إن ملت نحو الكواكب الوقّاد
وكان- رحمه الله تعالى- صبيح الوجه، للقصر أقرب، ذا لحية بيضاء، وفي الهامة نحيف الجسم، فصيح اللّسان، شجي الصوت، جيد الذكاء، عظيم الحذق، رواية للشعر وأيام من تقدمه ومن عاصره، هذا مع كثرة الصّوم، ولزوم العبادة، واقتفاء السّلف الصالح، وأوقاته مقسمة للطلبة، مع كثرة المطالعة والتأليف والتصدي للإفتاء والتصنيف.
وتوفي ليلة السبت ثامن عشري ذي الحجّة ودفن بالرّميلة. وكانت جنازته حافلة [3] مشهودة [4] .
وفيها الأمير سيف الدّين أبو محمد تغري برمش بن عبد الله الجلالي
[1] في «ط» : «بفضل» وما جاء في «آ» موافق لما في «كشف الظنون» (1/ 237) .
[2]
وهذا الكتاب هام جدا وجدير بالنشر إن توفرت أصوله الخطية.
[3]
لفظة «حافلة» سقطت من «آ» .
[4]
في «ط» : «مشهورة» .
المؤيدي [1] الفقيه الحنفي، نائب القلعة بالديار المصرية.
قال هو: قدم بي الخواجا جلال الدّين من بلادي إلى حلب، فاشتراني جقمق بحلب ولي سبع أو ثمان سنين، وأتى بي إلى الدّيار المصرية، وقدّمني إلى أخيه الأمير [2] جاركس القاسمي المصارع، فأقمت عنده إلى أن خرج عن طاعة الملك الناصر فرج، واستولى الناصر على مماليكه، فأخذني فيمن أخذ، وجعلني من جملة المماليك السّلطانية الكتابية بالطبقة بقلعة الجبل، إلى أن قتل الناصر، واستولى المؤيد شيخ على الدّيار المصرية [3] اشتراني فيمن [3] اشتراه من المماليك الناصرية، وأعتقني، وجعلني جمدارا مدة طويلة.
قال صاحب «المنهل» : استمر تغري برمش إلى أول رجب سنة أربع وأربعين وثمانمائة فأنعم عليه بإمرة عشرة، ونيابة القلعة، فباشر ذلك بحرمة وافرة، وصار معدودا من أعيان الدولة، وقصدته الناس لقضاء حوائجهم، ثم أخذ أمره في انتقاص لسوء تدبيره، وصار يتكلّم في كل وظيفة، ويداخل السلطان فيما لا يعنيه، فتكلّم فيه من له رأس عند السلطان وهو لا يعلم، إلى أن أمر بنفيه إلى القدس في السنة التي قبل هذه، فذهب إلى القدس، وأقام به إلى أن توفي به.
وكان له فضل ومعرفة بالحديث، لا سيما أسماء الرجال، فإنه كان بارعا في ذلك، وكانت له مشاركة جيدة في الفقه، والتاريخ، والأدب، محسنا لفنون الفروسية، فصيحا باللغة العربية والتركية، ومقداما، محبا لطلبة العلم وأهل الخير، متواضعا، كثير الأدب، جهوري الصّوت، أشقر، ضخما، للقصر أقرب. كثّ اللّحية، بادره الشيب. قرأ «صحيح البخاري» على القاضي محب الدّين بن نصر الله الحنبلي، و «صحيح مسلم» على الزّين الزركشي، و «السنن الصّغرى» للنسائي على الشّهاب الكلوتاتي، و «سنن ابن ماجة» على شمس الدّين محمد
[1] ترجمته في «الضوء اللامع» (3/ 33) و «النجوم الزاهرة» (15/ 530) و «الدليل الشافي» (1/ 219) و «المنهل الصافي» (4/ 68- 74) .
[2]
لفظة «الأمير» سقطت من «آ» .
[3، 3] ما بين الرقمين سقط من «آ» .
المصري، و «سنن أبي داود» على الحافظ ابن حجر. وقرأ ما لا يحصى على من لا يحصى. وتفقه بسراج الدّين قارئ الهداية، وبسعد الدّين الديري.
وتوفي في ثالث شهر رمضان عن نيف وخمسين سنة.
وفيها زين الدّين أبو النّعيم- بفتح النون المشددة- رضوان بن محمد بن يوسف بن سلامة بن البهاء بن سعيد العتبي [1] الشافعي المستملي المصري [2] البارع، مفيد القاهرة.
ولد في رجب سنة تسع وستين وسبعمائة بمينة عقبة الجيزة، ونشأ بها، ثم دخل القاهرة، واشتغل بها في عدة علوم، وتلا بالسبع على الإمام نور الدّين الدّميري المالكي سبع ختمات، ثم بالسبع، وقراءة يعقوب على الشمس الغماري، وأجاز له ثم بالثمان المذكورة على ركن الدّين الأشعري المالكي. وتفقه بالشّمس العراقي، والشمس الشّطنوفي، والشمس القليوبي، والصّدر الأمشيطي، والعزّ بن جماعة، وغيرهم. وأخذ النحو عن شمس الدّين الشّطّنوفي، والغماري، والشمس البساطي. وكتب عن الزّين العراقي مجالس كثيرة من أماليه، وسمع الحديث من التّقي بن حاتم، والبرهان الشامي، وابن الشّحنة، وخلائق. ثم حبّب إليه الحديث، فلازم السماع من أبي الطّاهر بن الكويك. فأكثر عنه، ولازم الحافظ ابن حجر، وكتب عنه الكثير، وتفقه به أيضا، وحجّ ثلاث حجّات، وجاور مرتين.
وسمع بمكّة من الزّين المراغي وغيره، وخرّج لبعض الشيوخ ولنفسه «الأربعين المتباينات» وغير ذلك. وكان ديّنا، خيّرا، متواضعا، غزير المروءة، رضي الخلق، ساكنا، بشوشا، طارحا للتكلّف، سليم الباطن.
توفي عصر يوم الاثنين ثالث رجب بالقاهرة.
[1] في «آ» : «العقبي» .
[2]
ترجمته في «الضوء اللامع» (3/ 33- 34) و «التبر المسبوك» ص (237- 238) و «النجوم الزاهرة» (15/ 530- 532) و «بدائع الزهور» (2/ 267) و «الدليل الشافي» (1/ 219) و «حوادث الدهور» (1/ 193) و «الذيل التام على دول الإسلام» (2/ 8) من المنسوخ.
وفيها قطب الدّين محمد بن عبد القوي [1] بن محمد بن عبد القوي [1] البجائي، ثم المكّي المالكي [2] شاعر مكة.
كان إماما أديبا ماهرا.
توفي في ذي الحجّة، وقد جاوز التسعين، والله أعلم.
[1، 1] ما بين الرقمين سقط من «آ» .
[2]
ترجمته في «الضوء اللامع» (7/ 71) و «معجم الشيوخ» لابن فهد ص (233- 234) .