المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌سنة سبع وعشرين وثمانمائة - شذرات الذهب في أخبار من ذهب - جـ ٩

[ابن العماد الحنبلي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد التاسع]

- ‌تقديم [1] للأستاذ الدكتور شاكر الفحّام نائب رئيس مجمع اللّغة العربيّة بدمشق المدير العام لهيئة الموسوعة العربيّة

- ‌نسخة أخرى من منتخب شذرات الذّهب بين أيدينا

- ‌سنة إحدى وثمانمائة وهي أول القرن التاسع من الهجرة

- ‌سنة اثنتين وثمانمائة

- ‌سنة ثلاث وثمانمائة

- ‌سنة أربع وثمانمائة

- ‌سنة خمس وثمانمائة

- ‌سنة ست وثمانمائة

- ‌سنة سبع وثمانمائة

- ‌سنة ثمان وثمانمائة

- ‌سنة تسع وثمانمائة

- ‌سنة عشر وثمانمائة

- ‌سنة إحدى عشرة وثمانمائة

- ‌سنة اثنتي عشرة وثمانمائة

- ‌سنة ثلاث عشرة وثمانمائة

- ‌سنة أربع عشرة وثمانمائة

- ‌سنة خمس عشرة وثمانمائة

- ‌سنة ست عشرة وثمانمائة

- ‌سنة سبع عشرة وثمانمائة

- ‌سنة ثمان عشرة وثمانمائة

- ‌سنة تسع عشرة وثمانمائة

- ‌سنة عشرين وثمانمائة

- ‌سنة إحدى وعشرين وثمانمائة

- ‌سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة

- ‌سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة

- ‌سنة أربع وعشرين وثمانمائة

- ‌سنة خمس وعشرين وثمانمائة

- ‌سنة وست وعشرين وثمانمائة

- ‌سنة سبع وعشرين وثمانمائة

- ‌سنة ثمان وعشرين وثمانمائة

- ‌سنة تسع وعشرين وثمانمائة

- ‌سنة ثلاثين وثمانمائة

- ‌سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة

- ‌سنة اثنتين وثلاثين وثمانمائة

- ‌سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة

- ‌سنة أربع وثلاثين وثمانمائة

- ‌سنة خمس وثلاثين وثمانمائة

- ‌سنة ست وثلاثين وثمانمائة

- ‌سنة سبع وثلاثين وثمانمائة

- ‌سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة

- ‌سنة تسع وثلاثين وثمانمائة

- ‌سنة أربعين وثمانمائة

- ‌سنة إحدى وأربعين وثمانمائة

- ‌سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة

- ‌سنة ثلاث وأربعين وثمانمائة

- ‌سنة أربع وأربعين وثمانمائة

- ‌سنة خمس وأربعين وثمانمائة

- ‌سنة ست وأربعين وثمانمائة

- ‌سنة سبع وأربعين وثمانمائة

- ‌سنة ثمان وأربعين وثمانمائة

- ‌سنة تسع وأربعين وثمانمائة

- ‌سنة خمسين وثمانمائة

- ‌سنة إحدى وخمسين وثمانمائة

- ‌سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة

- ‌سنة ثلاث وخمسين وثمانمائة

- ‌سنة أربع وخمسين وثمانمائة

- ‌سنة خمس وخمسين وثمانمائة

- ‌سنة ست وخمسين وثمانمائة

- ‌سنة سبع وخمسين وثمانمائة

- ‌سنة ثمان وخمسين وثمانمائة

- ‌سنة تسع وخمسين وثمانمائة

- ‌سنة ستين وثمانمائة

- ‌سنة إحدى وستين وثمانمائة

- ‌سنة اثنتين وستين وثمانمائة

- ‌سنة ثلاث وستين وثمانمائة

- ‌سنة أربع وستين وثمانمائة

- ‌سنة خمس وستين وثمانمائة

- ‌سنة ست وستين وثمانمائة

- ‌سنة سبع وستين وثمانمائة

- ‌سنة ثمان وستين وثمانمائة

- ‌سنة تسع وستين وثمانمائة

- ‌سنة سبعين وثمانمائة

- ‌سنة إحدى وسبعين وثمانمائة

- ‌سنة اثنتين وسبعين وثمانمائة

- ‌سنة ثلاث وسبعين وثمانمائة

- ‌سنة أربع وسبعين وثمانمائة

- ‌سنة خمس وسبعين وثمانمائة

- ‌سنة ست وسبعين وثمانمائة

- ‌سنة سبع وسبعين وثمانمائة

- ‌سنة ثمان وسبعين وثمانمائة

- ‌سنة تسع وسبعين وثمانمائة

- ‌سنة ثمانين وثمانمائة

- ‌سنة إحدى وثمانين وثمانمائة

- ‌سنة اثنتين وثمانين وثمانمائة

- ‌سنة ثلاث وثمانين وثمانمائة

- ‌سنة أربع وثمانين وثمانمائة

- ‌سنة خمس وثمانين وثمانمائة

- ‌سنة ست وثمانين وثمانمائة

- ‌سنة سبع وثمانين وثمانمائة

- ‌سنة ثمان وثمانين وثمانمائة

- ‌سنة تسع وثمانين وثمانمائة

- ‌سنة تسعين وثمانمائة

- ‌سنة إحدى وتسعين وثمانمائة

- ‌سنة اثنتين وتسعين وثمانمائة

- ‌سنة ثلاث وتسعين وثمانمائة

- ‌سنة أربع وتسعين وثمانمائة

- ‌سنة خمس وتسعين وثمانمائة

- ‌سنة ست وتسعين وثمانمائة

- ‌سنة سبع وتسعين وثمانمائة

- ‌سنة ثمان وتسعين وثمانمائة

- ‌سنة تسع وتسعين وثمانمائة

- ‌سنة تسعمائة

الفصل: ‌سنة سبع وعشرين وثمانمائة

‌سنة سبع وعشرين وثمانمائة

فيها توفي الملك الناصر أحمد بن الأشرف إسماعيل بن الأفضل عبّاس بن المجاهد علي صاحب اليمن [1] .

استقرّ في المملكة بعد أبيه سنة ثلاث وثمانمائة، وجرت له كائنات، وكان فاجرا جائرا.

قال ابن حجر: مات بسبب صاعقة سقطت على حصنه من زجاج فارتاع من صوتها فتوعك.

ثم مات في سادس عشر جمادى الآخرة.

قال الله تعالى: وَيُرْسِلُ الصَّواعِقَ فَيُصِيبُ بِها من يَشاءُ 13: 13 [الرّعد: 13] .

انتهى بحروفه.

وفيها شهاب الدّين أحمد بن عبد الله البوتيجي الشافعي [2] .

تفقه ومهر، وحفظ «المنهاج» وكان يتكسّب بالشهادة، ثم تركها تورعا.

وفيها شهاب الدّين أحمد بن علي بن أحمد النّويري المكّي المالكي [3] ، قاضي مكّة وإمام المالكية بحرمها الشريف وابن إمامهم.

ولد في صفر سنة ثمانين وسبعمائة، وسمع على والده، والعفيف عبد الله،

[1] ترجمته في «إنباء الغمر» (8/ 49) و «الضوء اللامع» (1/ 239) و «الدليل الشافي» (1/ 41) .

[2]

ترجمته في «إنباء الغمر» (8/ 50) و «الضوء اللامع» (1/ 371) .

[3]

ترجمته في «العقد الثمين» (3/ 98) و «الضوء اللامع» (2/ 8) .

ص: 257

وبقراءة أخيه عبد العزيز المذكور في السنة التي قبلها على الشيخ نصر الله بن أحمد البغدادي الحنبلي، ومن جماعة أخر بمكّة. وحفظ «رسالة ابن أبي زيد المالكي» وتفقه على الشريف أبي الخير الفاسي وغيره، وأفتى، ودرّس، وولي بعد وفاة والده بمدة إمامة المالكية بالحرم، ثم بعد مدة طويلة ولي القضاء فلم يتمّ أمره، ودام مصروفا إلى أن توفي قبيل العصر من يوم الأربعاء ثالث عشر ربيع الآخر، ودفن بالمعلاة، وكان له ثروة.

وفيها القاضي محبّ الدّين أحمد بن الشيخ جمال الدّين محمد بن عبد الله بن ظهيرة المخزومي الشافعي [1] قاضي مكّة وابن قاضيها، ومفتيها وابن مفتيها.

ولد في جمادى الأولى سنة تسع وثمانين وسبعمائة، وحفظ «المنهاج» وعدة كتب، وتفقه بوالده وغيره، وأذن له في الإفتاء الشّهاب الغزّي، والشّهاب ابن حجي، وغيرهما.

وكان ماهرا في الفقه والفرائض، حسن السيرة في القضاء، ولي من سنة ثماني عشرة إلى أن مات.

وتوفي في جمادى الأولى، وخلت مكّة بعده ممن يفتي فيها على مذهب الشافعي. قاله ابن حجر.

وفيها زين الدّين أبو بكر بن عمر بن محمد الطّريني ثم المحلّي المالكي [2] الشيخ الفاضل المعتقد.

كان صالحا، ورعا، حسن المعرفة بالفقه، قائما في نصر الحق، وله أتباع وصيت كبير.

وتوفي في حادي عشر ذي الحجّة وقد جاوز الستين.

وفيها الملك العادل فخر الدّين أبو المفاخر سليمان بن الملك الكامل

[1] ترجمته في «إنباء الغمر» (8/ 50) و «الضوء اللامع» (2/ 134) .

[2]

ترجمته في «إنباء الغمر» (8/ 51) و «الضوء اللامع» (11/ 64) .

ص: 258

غازي بن محمد بن أبي بكر بن شادي [1] صاحب حصن كيفا وابن صاحبه.

تسلطن في الحصن بعد موت أبيه، وحسنت أيامه، وكان مشكور السيرة، محبّبا للرعية، مع الفضيلة التّامة، والذكاء، والمشاركة الحسنة، وله نظم، ونثر، وديوان شعر لطيف.

ومن شعره:

أريعان الشّباب عليك منّي

سلام كلّما هبّ النّسيم

سروري مع زمانك قد تناءى

وعندي بعده وجد مقيم

فلا برحت لياليك الغوادي

وبدر التّمّ لي فيها نديم

يغازلني بغنج والمحيّا

يضيء وثغره درّ نظيم

وقد مثل لدنّ [2] إن تثنّى

وريقته بها يشفي السّقيم

إذا مزجت رحيق مع رضاب

ونحن بليل طرّته نهيم

ونصبح في ألذّ العيش حتّى

تقول وشاتنا هذا النّعيم

ونرتع في رياض الحسن طورا

وطورا للتّعانق نستديم

واستمرّ في مملكة الحصن إلى أن توفي، وأقيم بعده ولده الملك الأشرف أحمد المقتول بيد أعوان قرايلك في سنة ست وثلاثين وثمانمائة.

وفيها عبيد الله [3] بن محمد بن محمد [4] بن محمد [4] بن زبد- بالزاي والباء الموحدة [5]- البعلبكي الشافعي، المعروف بان زبد [6] .

[1] ترجمته في «إنباء الغمر» (8/ 53) و «الضوء اللامع» (3/ 268) و «المنهل الصافي» (6/ 48- 51) و «الدليل الشافي» (1/ 320) .

[2]

في «الضوء اللامع» : «وقد سل لدن» .

[3]

كذا في «آ» و «ط» : «عبيد الله» وفي «إنباء الغمر» و «الضوء اللامع» : «عبد الله» .

[4، 4] ما بين الرقمين سقط من «آ» .

[5]

كذا في «آ» و «ط» : «ابن زبد بالزاي والباء الموحدة» وفي «إنباء الغمر» و «الضوء اللامع» : «ابن زيد» بالياء.

[6]

ترجمته في «إنباء الغمر» (8/ 54) و «الضوء اللامع» (5/ 65- 66) .

ص: 259

ولد سنة ستين وسبعمائة تقريبا، وتفقه على ابن الشّريشي، والقرشي، وغيرهما بدمشق. ثم ولي قضاء بلده قبل اللّنك، ودرّس وأفتى، ثم ولي قضاء طرابلس في سنة عشر، ثم ولاه المؤيد قضاء دمشق عوضا عن نجم الدّين بن حجي في سنة تسع عشرة، ثم في سنة ست وعشرين في أيام الأشرف، وكانت مدته في الولايات يسيرة جدا الأولى ستة أشهر، والثانية شهرا ونصفا. ولما صرف في النّوبة الثانية حصل له ذلّ كبير، وقهر زائد، وذهب غالب ما كان حصّله في عمره، ولحقه فالج، فاستمرّ به إلى أن مات في ربيع الأول. قاله ابن حجر.

وفيها أبو محمد بن عبد الله بن مسعود بن علي الملبّي [1] المعروف بابن القرشية [2] .

أخذ عن أبيه عن الوادياشي، وعن أبي عبد الله بن عرفة، وأبي علي عمر بن قدّاح الهواري، وأحمد بن إدريس الزواوي شيخ بجاية.

أخذ عنه «المسلسل بالأولية» و «مصافحة المعمّرين» وأبي عبد الله بن مرزوق في آخرين تتضمنهم «فهرسته» التي أجاز فيها لابن أخيه أبي الفرج سرور بن عبد الله القرشي.

وتوفي بتونس على ما ذكره ابن أخيه سرور.

وفيها زين الدّين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن يوسف بن الحسن بن محمد الزّرندي المدني الحنفي [3] قاضي الحنفية بالمدينة المنورة.

ولد في ذي القعدة سنة ست وأربعين وسبعمائة بالمدينة، وسمع على عزّ الدّين بن جماعة، وصلاح الدّين العلائي، وأجاز له الزّبير بن علي الأسواني، فكان خاتمة أصحابه.

وتوفي في ربيع الأول.

[1] تحرفت في «ط» إلى «الحلبي» .

[2]

ترجمته في «إنباء الغمر» (8/ 55) و «الضوء اللامع» (5/ 70) .

[3]

ترجمته في «إنباء الغمر» (8/ 56) و «الضوء اللامع» (4/ 105) و «التحفة اللطيفة» (2/ 518) .

ص: 260

وفيها محيي الدّين عبد القادر بن أبي الفتح محمد بن أبي المكارم أحمد بن أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن الشريف الحسني الفاسي [1] الأصل المكي الحنبلي أخو قاضي القضاة سراج الدّين عبد اللّطيف الحنبلي.

ولد سنة إحدى وتسعين وسبعمائة، وقرأ، وتفقه، وناب في الحكم عن أخيه شقيقه سراج الدّين المذكور.

وتوفي بمكة في يوم الأربعاء الثاني والعشرين من شعبان، ودفن بالمعلاة.

قاله تقي الدّين الفاسي في «تاريخه» .

وفيها نور الدّين علي [بن محمد] بن عبد الكريم الفوي [2] .

قال ابن حجر: سمع من الشيخ جمال الدّين بن نباتة، وأحمد بن يوسف الخلاطي، وغيرهما. وحدّث بالكثير.

سمعت عليه «السيرة النبوية» لابن هشام ونعم الشيخ كان.

مات في خامس ذي الحجّة وبلغ الستين.

وفيها [3] نور الدّين [3] علي بن لؤلؤ [4] .

قال ابن حجر: كان عالما متورّعا، لا يأكل إلّا من عمل يده، ولم يتقلّد وظيفة قطّ، ولازم الإقراء بالجامع الأزهر وغيره، وانتفع الناس به، وله مقدّمة في العربية سهلة المأخذ.

مات في عشر الستين. انتهى.

وفيها عيسى بن يحيى الرّيغي- براء، ومثناة تحية، وغين معجمة، نسبة

[1] ترجمته في «العقد الثمين» (5/ 47) و «الضوء اللامع» (4/ 287) .

[2]

ترجمته في «إنباء الغمر» (8/ 56) و «الضوء اللامع» (5/ 313) وما بين الحاصرتين مستدرك منه.

[3، 3] ما بين الرقمين سقط من «آ» .

[4]

ترجمته في «إنباء الغمر» (8/ 57) و «الضوء اللامع» (5/ 276) .

ص: 261

إلى ريغة إقليم بالمغرب- المغربي [1] المالكي، نزيل مكة.

قال الفاسي: كان خيرا متعبدا معتنيا بالعلم نظرا وإفادة، وله في النحو وغيره يد، وسمع الحديث بمكّة على جماعة من شيوخها والقادمين إليها، وكان كثير السعي في مصالح الفقراء والطّرحاء، وجمعهم من الطرقات إلى البيمارستان المستنصري بالجانب الشامي من المسجد الحرام، وربما حمل الفقراء المنقطعين بعد الحجّ إلى مكّة من منى، وجاور بمكة سنين كثيرة تقارب العشرين [2] وتأهل فيها بنساء من أعيان مكة، ورزق بها أولادا، وبها توفي ليلة الاثنين سلخ المحرم، ودفن بالمعلاة وهو في عشر الستين ظنا [2] وفيها محمد بن أحمد بن المبارك الحموي بن الخرزي الحنفي [3] ولد قبل سنة ستين وسبعمائة، واشتغل على الصّدر منصور وغيره [4] من أشياخ الحنفية بدمشق، ثم سكن حماة، وتحول إلى مصر بعد اللّنك، وناب في الحكم، ثم تحوّل إلى دمشق، ودرّس، وكان مشاركا في عدة فنون إلّا أن يده في الفقه ضعيفة، وكان كثير المرض. وتوفي في شعبان.

وفيها بدر الدّين محمد بن أبي بكر بن عمر بن أبي بكر بن محمد بن سليمان بن جعفر القرشي المخزومي الإسكندراني [5] المالكي النحوي الأديب.

قال السيوطي في «طبقات النّحاة» : [6] ولد بالإسكندرية سنة أربع وستين وسبعمائة، وتفقه، وتعانى الأدب ففاق في النحو [6] والنّظم، والنّثر، والخط، ومعرفة الشّروط، وشارك في الفقه وغيره، وناب في الحكم، ودرّس بعدة مدارس، وتقدم، ومهر، واشتهر ذكره، وتصدّر بالجامع الأزهر لإقراء النحو، ثم رجع إلى

[1] ترجمته في «العقد الثمين» (6/ 472) و «الضوء اللامع» (5/ 158) وفيه «الريفي» .

[2- 2] ما بين الرقمين سقط من «آ» .

[3]

ترجمته في «إنباء الغمر» (8/ 58) و «الضوء اللامع» (7/ 38) .

[4]

لفظة «وغيره» سقطت من «ط» .

[5]

ترجمته في «الضوء اللامع» (7/ 184) و «بغية الوعاة» (1/ 66) .

[6- 6] ما بين الرقمين سقط من «آ» .

ص: 262

الإسكندرية، واستمرّ يقرئ بها، ويحكم، ويتكسب بالتجارة، ثم قدم القاهرة، وعيّن للقضاء لم يتفق له، ودخل دمشق سنة ثمانمائة، وحجّ منها، وعاد إلى بلده، وتولي خطابة الجامع، وترك الحكم، وأقبل على الاشتغال، ثم أقبل على أشغال الدنيا وأمورها، فتعانى الحياكة، وصار له دولاب متّسع، فاحترقت داره، وصار عليه مال كثير، ففرّ إلى الصّعيد، فتبعه غرماؤه، وأحضروه مهانا إلى القاهرة، فقام معه الشيخ تقي الدّين بن حجة، وكاتب السرّ ناصر الدّين البارزي، حتّى صلحت حاله، ثم حجّ سنة تسع عشرة، ودخل اليمن سنة عشرين، ودرّس بجامع زبيد نحو سنة فلم يرج له بها أمر، فركب البحر إلى الهند، فحصل له إقبال كثير، وعظّموه، وأخذوا عنه، وحصل له دنيا عريضة، فبغته الأجل ببلد كلبرجة من الهند في شعبان، قتل مسموما.

وله من التصانيف: «شرح الخزرجية» و «جواهر البحور» في العروض، و «تحفة الغريب في شرح مغني اللّبيب» و «شرح البخاري» و «شرح التسهيل» و «الفواكه البدرية» من نظمه و «مقاطع الشرب ونزول الغيث» وهو حاشية على الغيث الذي انسجم في «شرح لامية العجم» للصّفدي و «عين الحياة» مختصر «حياة الحيوان» للدّميري، وغير ذلك.

روى لنا عنه غير واحد.

ومن شعره:

رماني زماني بما ساءني

فجاءت نحوس وغابت سعود

وأصبحت بين الورى بالمشيب

غليلا فليت الشّباب يعود

وله في امرأة جبّانة:

مذ تعانت لصنعة الجبن خود [1]

قتلتنا عيونها الفتّانة

لا تقل لي كم مات فيها قتيل؟

كم قتيل بهذه الجبّانة

[1] رواية الشطر الأول من البيتين في «بغية الوعاة» كما يلي:

منذ عانت صناعة الجبن خود

ص: 263

انتهى كلام السيوطي بحروفه ومن نظمه أيضا:

قلت له والدّجى مولّ

ونحن بالأنس في التّلاقي

قد عطس الصّبح يا حبيبي

فلا تشمّته بالفراق

وله ملغزا في غزال:

إنّ من قد هويته

محنتي في وقوفه

فإذا زال ربعه

زال باقي حروفه

وفيها نجم الدّين محمد بن أبي بكر بن علي بن يوسف الذّروي الأصل الصّعيدي ثم المكّي الشافعي، المعروف بالمرجاني [1] .

ولد سنة ستين وسبعمائة بمكة، وأسمع على العزّ بن جماعة وغيره، وقرأ في الفقه والعربية، وتصدى للتدريس والإفادة، وله نظم حسن ونفاذ في العربية، وحسن عشرة، ورحل في طلب الحديث إلى دمشق، فسمع من ابن خطيب المزّة، وابن المحبّ، وابن الصّيرفي، وغيرهم بإفادة الياسوفي وغيره، وكان يثني عليه وعلى فضائله، وحدّث قليلا، فسمع منه ابن حجر. وتوفي في رجب.

وفيها شمس الدّين محمد بن سعد بن محمد بن عبد الله بن سعد بن أبي بكر بن مصلح بن أبي بكر بن سعد المقدسي الحنفي، المعروف بابن الدّيري [2] نسبة إلى مكان بمردا من جبل نابلس.

ولد سنة اثنتين أو ثلاث وأربعين وسبعمائة، وتعانى الفقه والاشتغال في الفنون، وعمل المواعيد، ثم تقدم في بلده حتّى صار مفتيها والمرجوع إليه فيها، وكانت له أحوال مع الأمراء وغيرهم، يقوم فيها عليهم ويأمرهم بكف الظّلم، واشتهر اسمه، فلما مات ناصر الدّين بن العديم في سنة تسع عشرة استدعاه المؤيد فقرّره في قضاء الحنفية بالقاهرة، وكان قدمها مرارا، فباشرها بصرامة، وشهامة،

[1] ترجمته في «إنباء الغمر» (8/ 159) و «الضوء اللامع» (7/ 182) و «العقد الثمين» (1/ 429) .

[2]

ترجمته في «إنباء الغمر» (8/ 60) و «الضوء اللامع» (8/ 88) وفيهما: «محمد بن عبد الله بن سعد

» .

ص: 264

وقوة نفس، ثم انمزج مع المصريين، ومازج [1] الناس، وكان منقادا لما يأمر ويروم ابن البارزي، ولما كملت المؤيدية قرّر في مشيختها، وظنّ أن السلطان لا يخرج عنه القضاء، فجاء الأمر بخلاف ظنّه، فإنه لما قرّره في المشيخة قال له: استرحنا واسترحت، يشير بذلك إلى كثرة الشكاوي عليه من الأمراء، وكان ابن الديري، كثير الازدراء بأهل عصره، لا يظنّ أن أحدا منهم يعرف شيئا، مع دعوى عريضة وشدّة إعجاب مع شدّة التعصب لمذهبه والحطّ على مذهب غيره، سامحه الله.

وكان يأسف على بيت المقدس، ويقول: سكنته أكثر من خمسين سنة، ثم أموت في غيره، فقدرت وفاته به في سابع ذي الحجّة، واستقرّ ولده سعد الدّين في مشيخة المؤيدية.

وفيها المولى حافظ الدّين محمد بن محمد الكردي الحنفي المشهور بابن البزّازي [2] له كتاب مشهور من الفتاوى، اشتهر ب «الفتاوى البزّازية» وكتاب في مناقب الإمام الأعظم، وكتاب في «المطالب العالية» نافع جدا، ولما دخل بلاد الرّوم ذاكر وباحث المولى الفناري، وغلبه في الفروع، وغلبه الفناري في الأصول.

وتوفي في أواسط رمضان.

وفيها شرف الدّين يعقوب بن جلال، واسم جلال رسولا [3] ، ويسمى أيضا أحمد الرّومي الحنفي العجمي الأصل المصري المولد والدار والوفاة، المعروف بالتبّاني- بفتح المثناة الفوقية، وتشديد الموحدة التحتية، لسكنه بالتبانة خارج القاهرة-.

نشأ بالقاهرة، وتفقه بوالده وغيره، وبرع في الفقه، والأصلين، والعربية، والمعاني، والبيان، وأفتى، ودرّس سنين، وولي وكالة بيت المال، ونظر الكسوة،

[1] في «إنباء الغمر» : «وساس» وفي «الضوء اللامع» : «وياسر» .

[2]

ترجمته في «تلفيق الأخبار» (2/ 39) و «أعلام» (7/ 45) و «معجم المؤلفين» (3/ 177- 178) .

[3]

ترجمته في «إنباء الغمر» (8/ 61) و «الضوء اللامع» (10/ 282) و «الدليل الشافي» (2/ 790) .

ص: 265

ومشيخة خانقاه شيخون، كان ذا همّة عالية، ومكارم، وبرّ، وإيثار، وصدقة، وحرمة في الدولة، وكلمة مسموعة، وصلة بالأمراء والأكابر، واختص بالملك المؤيد شيخ اختصاص كثيرا، وعظم، وضخم، وتردّد الناس إلى بابه، وهو منع ذلك ملازم للاشتغال والإشغال، مع الدّيانة والصّيانة. قاله في «المنهل الصّافي» .

وشرع في شرح «المشارق» .

وتوفي بالقاهرة فجأة يوم الأربعاء سادس عشر صفر عن نيف وسبعين سنة، واستقرّ بعده في الشيخونية سراج الدّين قارئ «الهداية»

.

ص: 266