الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة ست وثمانمائة
وفيها توفي إبراهيم بن محمد بن صدّيق بن إبراهيم بن يوسف المؤذّن، المعروف بالرسّام [1] .
كان أبوه بوّاب الظّاهرية، مسند الدّنيا من الرجال، سمع صاحب الترجمة الكثير من الحجّار، وإسحاق الآمدي، والشيخ تقي الدّين بن تيميّة، وطائفة، وتفرّد بالرواية عنهم، ومتّع بسمعه وعقله.
قال ابن حجر: سمعت منه بمكّة، وحدّث بها بسائر مسموعاته، وقد رحل في السنة الماضية إلى حلب ومعه «ثبت» مسموعاته، فأكثروا عنه وانتفعوا به، وألحق جماعة من الأصاغر بالأكابر، ورجع إلى دمشق ولم يتزوج، فمات في شوال وله خمس وثمانون سنة وأشهر. انتهى.
وفيها أحمد بن إبراهيم بن علي العسلقي [2]- نسبة إلى عسالق عرب [3] .
قال ابن الأهدل في «تاريخ اليمن» : كان فقيها، نحويا، لغويا، مفسّرا، محدّثا، وله معرفة تامّة بالرجال والتواريخ، ويد قويّة في أصول الدّين. تفقه بأبيه وغيره، ولم يكن يخاف في الله لومة لائم، في إنكار ينكره [4] الشرع، لازم التّدريس وإسماع الحديث والعكوف على العلم، وعليه نور وهيبة، وأضر بأخرة.
قاله السيوطي في «طبقات النّحاة» .
[1] ترجمته في «إنباء الغمر» (5/ 157) و «الضوء اللامع» (1/ 147) .
[2]
ترجمته في «إنباء الغمر» (5/ 197) و «بغية الوعاة» (1/ 294) وقد تأخرت هذه الترجمة في «آ» إلى عقب ترجمة القاضي السلطان برهان الدين أبي العبّاس التي سترد بعد قليل.
[3]
وقال السخاوي في «الضوء اللامع» : «نسبة إلى العسالق طائفة من العرب» .
[4]
في «آ» و «ط» : «ما أنكره» والتصحيح من «بغية الوعاة» مصدر المؤلف.
وفيها أحمد بن علي بن محمد بن علي البكر العطاردي المؤذّن، المعروف بابن سكّر [1] .
سمع بإفادة أخيه شمس الدّين من يحيى بن يوسف بن المصري وغيره، وحدّث بالقاهرة، فسمع منه ابن حجر وغيره.
وتوفي في رجب وقد جاوز السبعين.
وفيها عبد الله بن عبد الله الدّكاري [2] المغربي المالكي [3] ، نزيل المدينة، أقرأ بها، ودرّس، وأفاد، وناب في الحكم عن بعض القضاة، وكان يتجرأ على العلماء سامحه الله. قاله ابن حجر.
وفيها الحافظ زين الدّين عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن إبراهيم المهراني المولد العراقي الأصل الكردي العراقي الشافعي [4] ، حافظ العصر.
قال في «إنباء الغمر» : ولد في جمادى الأولى سنة خمس وعشرين وسبعمائة، وحفظ «التنبيه» واشتغل بالقراءات، ولازم المشايخ في الرواية، وسمع في غضون ذلك من عبد الرحيم بن شاهد الجيش، وابن عبد الهادي، وعلاء الدّين التّركماني، وقرأ بنفسه على الشيخ شهاب الدّين بن البابا، وتشاغل بالتخريج، ثم تنبّه للطلب بعد أن فاته السّماع من مثل يحيى المصري آخر من روى حديث السّلفي عالى بالإجازة، ومن الكثير من أصحاب ابن عبد الدائم، والنّجيب بن علاق، وأدرك أبا الفتح الميدومي فأكثر عنه، وهو من أعلى مشايخه إسنادا، وسمع أيضا من ابن الملوك وغيره، ثم رحل إلى دمشق، فسمع من ابن الخبّاز، ومن أبي عبّاس المرداوي، ونحوهما، وعني بهذا الشأن، ورحل فيه مرّات إلى دمشق
[1] ترجمته في «إنباء الغمر» (5/ 160) و «الضوء اللامع» (2/ 33) .
[2]
في «آ» و «ط» : «الأكاري» والتصحيح من مصدري الترجمة.
[3]
ترجمته في «إنباء الغمر» (5/ 168) و «الضوء اللامع» (5/ 29) .
[4]
ترجمته في «إنباء الغمر» (5/ 170) و «الضوء اللامع» (4/ 171) و «ذيل طبقات الحفاظ» للذهبي ص (370) و «الدليل الشافي» (1/ 409) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (4/ 33) .
و «طبقات الحفاظ» ص (538- 540) و «حسن المحاضرة» (1/ 360) .
وحلب والحجاز، وأراد الدخول إلى العراق ففترت همّته من خوف الطريق، ورحل إلى الإسكندرية، ثم عزم على التوجه إلى تونس فلم يقدر له ذلك، وصنّف «تخريج أحاديث الإحياء» واختصره في مجلد ولم يبيضه [1] ، وكتبت منه النسخ الكثيرة، وشرع في إكمال «شرح الترمذي» لابن سيّد الناس، ونظم «علوم الحديث» لابن الصلاح وشرحها، وعمل عليه نكتا، وصنّف أشياء أخر كبارا وصغارا، وصار المنظور إليه في هذا الفنّ من زمن الشيخ جمال الدّين الإسنائي وهلم جرا، ولم نر في هذا الفنّ أتقن منه، وعليه تخرّج غالب أهل عصره، ومن أخصهم به نور الدّين الهيثمي، وهو الذي درّبه وعلّمه كيفية التخريج والتصنيف، وهو الذي يعمل له خطب كتبه ويسميها له، وصار الهيثميّ لشدة ممارسته أكثر استحضارا للمتون من شيخه، حتّى يظنّ من لا خبرة له أنه أحفظ منه وليس كذلك، لأن الحفظ المعرفة، وولي شيخنا العراقي قضاء المدينة سنة ثمان وثمانين، فأقام بها نحو ثلاث سنين، ثم سكن القاهرة، وأنجب ولده القاضي القضاة ولي الدّين. لازمت شيخنا [2] عشر سنين تخلل في أثنائها رحلاتي إلى الشام وغيرها، وقرأت عليه كثيرا من المسانيد والأجزاء، وبحثت عليه شرحه على منظومته وغير ذلك، وشهد لي بالحفظ في كثير من المواطن، وكتب لي خطه بذلك مرارا، وسئل عند موته من بقي بعده من الحفّاظ فبدأ بي، وثنّى بولده، وثلّث بالشيخ نور الدّين، وتوفي عقب خروجه من الحمّام في ثاني شعبان وله إحدى وثمانون سنة وربع سنة، نظير عمر شيخنا شيخ الإسلام سراج الدّين، وفي ذلك أقول في المرثية:
لا ينقضي عجبي من وفق عمرهما
…
العام كالعام حتّى الشّهر كالشّهر
عاشا ثمانين عاما بعدها سنة
…
وربع عام سوى نقص لمعتبر
انتهى باختصار.
وفيها القاضي بل السّلطان برهان الدّين أبو العبّاس أحمد [بن عبد الله][3]
[1] في «آ» و «ط» : «وبيضه» والتصحيح من «إنباء الغمر» .
[2]
يعني المترجم.
[3]
ترجمته في «درر العقود الفريدة» للمقريزي (1/ 253- 256) و «الضوء اللامع» (1/ 370- 371)
صاحب سيواس وقاضيها وسلطانها.
ولد بها وبها نشأ، ثم قدم حلب، وقرأ بها مدة قليلة، وقدم القاهرة، وأقام بها مدة، ثم عاد إلى سيواس.
قال المقريزي: أحمد حاكم قيصرية، وتوقات، وسيواس.
اعلم أن مملكة [1] الرّوم كانت أخيرا لبني قلج أرسلان الذين أقاموا بها دين الإسلام لما انتزعوها من يد ملك القسطنطينية، وكان كرسيهم قونية وأعمالهم كثيرة جدا إلى أن اتخذت سيواس كرسي ملكهم، ثم إن صاحب الترجمة قدم القاهرة وأخذ بها عن شيوخ زمانه، فعرف بالذكاء حتّى حصل على طرف من العلم، فبشّره بعض الفقراء بأنه يتملك بلاد الرّوم وأشار إليه بعوده إليها، فمضى إلى سيواس ودرّس بها وصنّف، ونظم الشعر وهو يتزيا بزي الأجناد، وسلك طريقة الأمراء فيركب بالجوارح والكلاب إلى الصيد، ويلازم الخدم السلطانية إلى أن مات [السلطان] ابن أرثنا [2] صاحب سيواس عن ولد صغير اسمه محمد، فأقيم بعده، وقام الأمراء بأمره، وأكبرهم الذي يرجعون إليه في الرأي قاضي سيواس، والد البرهان هذا، فدبّر الأمر المذكورون مدة حياة القاضي، فلما مات ولّي ابنه برهان الدّين هكذا مكانه، فسدّ مسدّه، وأربى عليه بكثرة علمه، وحسن سياسته، وجودة تدبيره، وأخذ في إحكام أمره، فأول ما بدا به بعد تمهيد قواعده أن فرّق أعمال ولايته على الأمراء، وبقي من الأمراء اثنان فريدون وغضنفر فثقلا عليه فتمارض ليقعا في قبضته، فدخلا عليه يعودانه، فلما استقرّ بهما الجلوس خرج عليهما من رجاله جماعة أقعدهم في مخدع، فقبضوا عليهما وخرج من فوره، فملك الأمر من غير منازع، ولقّب بالسلطان ثم خرج فاستولى على مملكة قرمان، وقاتل من عصى عليه، ونزع توقات، واستمال إليه تتار الرّوم، وهم جمع كبير لهم بأس ونجدة وشجاعة، وانضاف إليه الأمير عثمان قرايلك [3] بتراكمينه فعزّ جانبه، ثم إن قرايلك
وما بين الحاصرتين في صدر الترجمة زيادة منه.
[1]
في «آ» و «ط» : «ممالك» والتصحيح من «درر العقود الفريدة» مصدر المؤلف.
[2]
في «درر العقود الفريدة» : «ابن أرثنا» ولفظة «السلطان» مستدركة منه.
[3]
في المواطن الخمسة من «آ» و «ط» : «قرانبك» وما أثبته من «السّلوك» (3/ 3/ 1042 و 1151
خالف عليه ومنع تقادمه التي كان يحملها إليه، فلم يكترث به القاضي برهان الدّين احتقارا له، فصار قرايلك يتردد إلى أماسية وأزرنجان، إلى أن قصد ذات يوم مصيفا بالقرب من سيواس، ومرّ بظاهر المدينة، فشق عليّ القاضي برهان الدّين كونه لم يعبأ به، وركب عجلا بغير أهبة ولا كثرة جماعة، وساق في أثره ليوقع به، فكّر عليه قرايلك بجماعته فأخذه قبضا باليد، وتفرّقت عساكره [1] شذر مذر، وكان قرايلك عزم أن يعيده إلى مملكته، فنزل عليه شيخ نجيب، فما زال به حتّى قتله.
وكان- رحمه الله فقيها، فاضلا، كريما، جوادا، قريبا من الناس، شديد البأس، أديبا، شاعرا، ظريفا، لبيبا [2] ، مقداما، يحبّ العلم والعلماء، ويدني إليه أهل الخير والفقراء، وكان دائما يتخذ يوم الاثنين والخميس والجمعة لأهل العلم خاصة، لا يدخل عليه سواهم، وأقلع قبل موته، وتاب، ورجع إلى الله تعالى.
ومن مصنّفاته كتاب «الترجيح على التلويح» .
وكان للأدب وأهله عنده سوق نافق [3] .
وقتل في ذي القعدة. انتهى كلام المقريزي باختصار.
وفيها الشيخ الكبير الولي الشهير العارف بالله تعالى الشيخ أبو بكر بن داود الصّالحي [4] الحنبلي المسلك، المخلص الفقيه المتين.
قال الشّهاب بن حجي: كان معدودا في الصّالحين، وهو على طريقة السّنّة، وله زاوية حسنة بسفح قاسيون فوق جامع الحنابلة، وله إلمام بالعلم.
ومات في سابع عشري رمضان. انتهى أي ودفن بحوش تربته من جهة الشمال قريبا من الطريق.
قال الشيخ إبراهيم ابن الأحدب في «ثبته» والدّعاء عند قبره مستجاب [5] .
و1166) و «النجوم الزاهرة» (13/ 59) والضبط عنه. وفي «درر العقود الفريدة» : «قرايلوك» .
[1]
في «ط» : «عسكره» .
[2]
في «درر العقود الفريدة» : «لينا» .
[3]
في «درر العقود الفريدة» : «سوق نافقة» .
[4]
ترجمته في «إنباء الغمر» (5/ 166) و «الضوء اللامع» (11/ 31) و «السحب الوابلة» ص (127) .
[5]
قلت: وذلك من المبالغة في الإطراء، فالدعاء لا يحتاج قبوله من الله تعالى إلى وسيط. قال تعالى:
وقال فيه أيضا: له التصانيف النّافعة، منها «قاعدة السفر» ومنها «الوصية النّاصحة» لم يسبق إلى مثلها، ومنها «النّصيحة الخالصة» وغير ذلك من التصانيف النافعة الدالة على فقهه وعلمه وبركته، له مغارة في زاويته انقطع عن الخلق فيها. انتهى.
وفيها عبد الصّادق بن محمد الحنبلي الدمشقي [1] .
كان من أصحاب ابن المنجّى، ثم ولي قضاء طرابلس، وشكرت سيرته، وقدم دمشق فتزوج بنت السّلاوي زوجة مخدومه تقي الدّين بن المنجّى، وسعى في قضاء دمشق.
وتوفي في المحرم سقط عليه سقف بيته فهلك تحت الرّدم.
وفيها نور الدّين أبو الحسن علي بن خليل بن علي بن أحمد بن عبد الله الحكري المصري [2] ، الفقيه الحنبلي، العالم الواعظ، قاضي القضاة.
ولد سنة تسع وعشرين وسبعمائة، واشتغل في الحديث والفقه، وولي القضاء بالديار المصرية بعد عزل القاضي موفق الدّين في جمادى الآخرة سنة اثنتين وثمانمائة، وقدم مع السلطان الناصر فرج [3] إلى دمشق، وكان يجلس بمحراب الحنابلة يعظ الناس، وكانت مدة ولايته للقضاء خمسة أشهر، واستمرّ معزولا إلى أن مات في تاسع المحرم.
وفيها علاء الدّين أبو الحسن علي بن عمرو بن سلمعان الخوارزمي [4] ، وكان أبوه من الأجناد فنشأ هو على أجمل طريق وأحسن سيرة، وأكبّ على الاشتغال بالعلم، ثم طالع في كتب ابن حزم فهوي كلامه، واشتهر في محبّته والقول بمقالته، وتظاهر بالظّاهر، وكان حسن العبادة، كثير الإقبال على التضرع
وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ 2: 186 (البقرة: 186) .
[1]
ترجمته في «الضوء اللامع» (5/ 208) و «السّحب الوابلة» ص (220) .
[2]
ترجمته في «إنباء الغمر» (5/ 177) و «الضوء اللامع» (5/ 216) و «المقصد الأرشد» (2/ 223) و «الجوهر المنضد» ص (86) و «السحب الوابلة» ص (185) .
[3]
في «ط» : «الفرج» .
[4]
ترجمته في «إنباء الغمر» (5/ 178) و «الضوء اللامع» (5/ 266) .
والدّعاء والابتهال، ونزل عن إقطاعه سنة بضع وثمانين، وأقام بالشام، ثم عاد إلى مصر، وباشر عند بعض الأمراء.
وتوفي في تاسع صفر.
وفيها نور الدّين علي [بن محمد] بن عبد الوارث بن جمال الدّين محمد بن زين الدّين عبد الوارث بن عبد العظيم بن عبد المنعم بن يحيى بن حسن بن موسى بن يحيى بن يعقوب بن محمد بن عيسى بن شعبان بن عيسى بن داود بن محمد بن نوح بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصّدّيق القرشي البكري التّيمي [1] الشافعي ظنا.
اشتغل بالعلم، ومهر في الفقه خاصة، وكان كثير الاستحضار، قائما بالأمر بالمعروف، شديدا على من يطلع منه على أمر منكر فجرّه الإكثار من ذلك إلى أن حسّن له بعض أصحابه أن يتولى الحسبة، فولي حسبة مصر مرارا، وامتحن بذلك حتّى أضرّ ذلك به.
ومات في ذي القعدة مفصولا وله ثلاث وستون سنة.
وفيها زين الدّين عمر بن إبراهيم بن سليمان الرّهاوي الأصل ثم الحلبي [2] ، كاتب الإنشاء بحلب.
قرأ على الشيخ شمس الدّين الموصلي، وأبي المعالي بن عشائر، وتعانى الأدب، وبرع في النّظم وصناعة الإنشاء وحسن الخط، وولي كتابة السّرّ بحلب، ثم ولي خطابة جامع الأموي بعد وفاة أبي البركات الأنصاري، وكان فاضلا ذا عصبية ومروءة.
وهو القائل:
يا غائبين وفي سرّيّ محلّهم
…
دم الفؤاد بسهم البين مسفوك
أشتاقهم ودموع العين جارية
…
والقلب في ربقة الأشواق مملوك
[1] ترجمته في «إنباء الغمر» (5/ 179) و «الضوء اللامع» (5/ 317) وما بين الحاصرتين مستدرك منهما.
[2]
ترجمته في «إنباء الغمر» (5/ 179) و «الضوء اللامع» (6/ 64) .
ومن شعره:
وحائك يحكيه بدر الدّجى
…
وجها ويحكيه القنا قدّا
ينسج أكفانا لعشّاقه
…
من غزل جفنيه وقد سدّا
توفي في ثاني ربيع الآخر.
وفيها أبو حيّان محمد بن فريد الدّين حيّان بن العلّامة أثير الدّين أبي حيّان محمد بن يوسف الغرناطي ثم المصري [1] .
ولد سنة أربع وثلاثين وسبعمائة، وسمع من جدّه، ومن ابن عبد الهادي، وغيرهما، وكان حسن الشّكل، منوّر الشّيبة، بهي المنظر، حسن المحاضرة، أضرّ بأخرة، وسمع منه ابن حجر وغيره، وتوفي في ثالث رجب.
وفيها شمس الدّين محمد بن سعد بن محمد بن علي بن عثمان بن إسماعيل الطّائي الشافعي ابن خطيب الناصرية [2] .
ولد سنة ثلاث وأربعين، وحفظ «التنبيه» وتفقه على أبي الحسن البابي، والكمال بن العجمي، والجمال بن الشّريشي، وسمع من بدر الدّين بن حبيب وغيره، وولي خطابة النّاصرية، واشتهر بها أيضا، وكان كثير التّلاوة والعبادة، سليم الصّدر، وهو والد قاضي قضاة حلب.
وتوفي في جمادي الأولى.
وفيها شمس الدّين محمد بن سلمان [3] بن عبد الله بن الحرّاني الشافعي الحموي [4] ، نزيل حلب.
أصله من الشرق، وأقدمه أبوه طفلا فسكن حماة، وعلّمه صناعة الحرف، ثم ترك وأقبل على الاشتغال، وأخذ عن شرف الدّين يعقوب خطيب القلعة،
[1] ترجمته في «إنباء الغمر» (5/ 184) .
[2]
ترجمته في «إنباء الغمر» (5/ 185) و «الضوء اللامع» (7/ 249) .
[3]
في «آ» و «ط» : «محمد بن سليمان» والتصحيح من مصدري الترجمة.
[4]
ترجمته في «إنباء الغمر» (5/ 186) و «الضوء اللامع» (7/ 255) .
والجمال يوسف بن خطيب المنصورية وصاهره، ثم رحل إلى دمشق، وأخذ عن بدر الدّين القرشي، ورأس، وحصّل، وشارك في الفنون، ثم قدم حلب سنة ثلاث وسبعين، وناب في الحكم، ثم ولي [1] قضاء الرّها، ثم قضاء بزاعة [2] ثم ناب في الحكم بحلب أيضا، وولي عدة تداريس، وكان فاضلا تقيا، مشكورا في أحكامه.
وتوفي في سابع ربيع الأول بالفالج.
وفيها محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن حسن المصري القمني الصّوفي [3] .
سمع من شمس الدّين بن القمّاح «صحيح مسلم» بفوت، وسمع من غيره، وحدّث، فسمع منه ابن حجر وغيره.
وتوفي عن سبع وسبعين سنة.
وفيها أبو بكر يحيى بن عبد الله بن عبد الله بن محمد بن محمد بن زكريا الغرناطي [4] .
كان إماما في الفرائض والحساب، وشارك في الفنون، وصنّف في الفرائض كتاب «المفتاح» وولي القضاء ببلده.
وتوفي في ربيع الأول.
[1] لفظة «ولي» سقطت من «ط» .
[2]
قال ياقوت في «معجم البلدان» (1/ 409) : بزاعة: سمعت من أهل حلب من يقوله بعضهم بالضم والكسر، ومنهم من يقول: بزاعا بالقصر، وهي بلدة من أعمال حلب في وادي بطنان بين منبج وحلب
…
وفيها عيون ومياه جارية وأسواق حسنة وقد خرج منها بعض أهل الأدب.
[3]
ترجمته في «إنباء الغمر» (5/ 193) و «الضوء اللامع» (9/ 212) .
[4]
ترجمته في «إنباء الغمر» (5/ 194) و «الضوء اللامع» (10/ 229) .