المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌سنة سبع عشرة وثمانمائة - شذرات الذهب في أخبار من ذهب - جـ ٩

[ابن العماد الحنبلي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد التاسع]

- ‌تقديم [1] للأستاذ الدكتور شاكر الفحّام نائب رئيس مجمع اللّغة العربيّة بدمشق المدير العام لهيئة الموسوعة العربيّة

- ‌نسخة أخرى من منتخب شذرات الذّهب بين أيدينا

- ‌سنة إحدى وثمانمائة وهي أول القرن التاسع من الهجرة

- ‌سنة اثنتين وثمانمائة

- ‌سنة ثلاث وثمانمائة

- ‌سنة أربع وثمانمائة

- ‌سنة خمس وثمانمائة

- ‌سنة ست وثمانمائة

- ‌سنة سبع وثمانمائة

- ‌سنة ثمان وثمانمائة

- ‌سنة تسع وثمانمائة

- ‌سنة عشر وثمانمائة

- ‌سنة إحدى عشرة وثمانمائة

- ‌سنة اثنتي عشرة وثمانمائة

- ‌سنة ثلاث عشرة وثمانمائة

- ‌سنة أربع عشرة وثمانمائة

- ‌سنة خمس عشرة وثمانمائة

- ‌سنة ست عشرة وثمانمائة

- ‌سنة سبع عشرة وثمانمائة

- ‌سنة ثمان عشرة وثمانمائة

- ‌سنة تسع عشرة وثمانمائة

- ‌سنة عشرين وثمانمائة

- ‌سنة إحدى وعشرين وثمانمائة

- ‌سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة

- ‌سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة

- ‌سنة أربع وعشرين وثمانمائة

- ‌سنة خمس وعشرين وثمانمائة

- ‌سنة وست وعشرين وثمانمائة

- ‌سنة سبع وعشرين وثمانمائة

- ‌سنة ثمان وعشرين وثمانمائة

- ‌سنة تسع وعشرين وثمانمائة

- ‌سنة ثلاثين وثمانمائة

- ‌سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة

- ‌سنة اثنتين وثلاثين وثمانمائة

- ‌سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة

- ‌سنة أربع وثلاثين وثمانمائة

- ‌سنة خمس وثلاثين وثمانمائة

- ‌سنة ست وثلاثين وثمانمائة

- ‌سنة سبع وثلاثين وثمانمائة

- ‌سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة

- ‌سنة تسع وثلاثين وثمانمائة

- ‌سنة أربعين وثمانمائة

- ‌سنة إحدى وأربعين وثمانمائة

- ‌سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة

- ‌سنة ثلاث وأربعين وثمانمائة

- ‌سنة أربع وأربعين وثمانمائة

- ‌سنة خمس وأربعين وثمانمائة

- ‌سنة ست وأربعين وثمانمائة

- ‌سنة سبع وأربعين وثمانمائة

- ‌سنة ثمان وأربعين وثمانمائة

- ‌سنة تسع وأربعين وثمانمائة

- ‌سنة خمسين وثمانمائة

- ‌سنة إحدى وخمسين وثمانمائة

- ‌سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة

- ‌سنة ثلاث وخمسين وثمانمائة

- ‌سنة أربع وخمسين وثمانمائة

- ‌سنة خمس وخمسين وثمانمائة

- ‌سنة ست وخمسين وثمانمائة

- ‌سنة سبع وخمسين وثمانمائة

- ‌سنة ثمان وخمسين وثمانمائة

- ‌سنة تسع وخمسين وثمانمائة

- ‌سنة ستين وثمانمائة

- ‌سنة إحدى وستين وثمانمائة

- ‌سنة اثنتين وستين وثمانمائة

- ‌سنة ثلاث وستين وثمانمائة

- ‌سنة أربع وستين وثمانمائة

- ‌سنة خمس وستين وثمانمائة

- ‌سنة ست وستين وثمانمائة

- ‌سنة سبع وستين وثمانمائة

- ‌سنة ثمان وستين وثمانمائة

- ‌سنة تسع وستين وثمانمائة

- ‌سنة سبعين وثمانمائة

- ‌سنة إحدى وسبعين وثمانمائة

- ‌سنة اثنتين وسبعين وثمانمائة

- ‌سنة ثلاث وسبعين وثمانمائة

- ‌سنة أربع وسبعين وثمانمائة

- ‌سنة خمس وسبعين وثمانمائة

- ‌سنة ست وسبعين وثمانمائة

- ‌سنة سبع وسبعين وثمانمائة

- ‌سنة ثمان وسبعين وثمانمائة

- ‌سنة تسع وسبعين وثمانمائة

- ‌سنة ثمانين وثمانمائة

- ‌سنة إحدى وثمانين وثمانمائة

- ‌سنة اثنتين وثمانين وثمانمائة

- ‌سنة ثلاث وثمانين وثمانمائة

- ‌سنة أربع وثمانين وثمانمائة

- ‌سنة خمس وثمانين وثمانمائة

- ‌سنة ست وثمانين وثمانمائة

- ‌سنة سبع وثمانين وثمانمائة

- ‌سنة ثمان وثمانين وثمانمائة

- ‌سنة تسع وثمانين وثمانمائة

- ‌سنة تسعين وثمانمائة

- ‌سنة إحدى وتسعين وثمانمائة

- ‌سنة اثنتين وتسعين وثمانمائة

- ‌سنة ثلاث وتسعين وثمانمائة

- ‌سنة أربع وتسعين وثمانمائة

- ‌سنة خمس وتسعين وثمانمائة

- ‌سنة ست وتسعين وثمانمائة

- ‌سنة سبع وتسعين وثمانمائة

- ‌سنة ثمان وتسعين وثمانمائة

- ‌سنة تسع وتسعين وثمانمائة

- ‌سنة تسعمائة

الفصل: ‌سنة سبع عشرة وثمانمائة

‌سنة سبع عشرة وثمانمائة

في سابع شعبانها دخل الفرنج مدينة سبتة من بلاد المغرب وخرّبوها وأخذوا ما كان بها من الأموال والذخائر، حتّى الكتب العلمية، وتركوها قاعا خرابا، ومع ذلك فهي بأيديهم فلا قوة إلّا بالله، وكان أهلها وهم محاصرون أرسلوا قصيدة طنّانة يستجدون فيها أهل الإسلام من أهل مصر وغيرهم [1] مطلعها:

حماة الهدى سبقا وإن بعد المدى

فقد سألتكم نصرها ملّة الهدى

فلم تفدهم شيئا، غير أن أجيبوا بقصيدة من نظم ابن حجّة ويا ليتها مثلها.

وفيها توفي تقي الدّين أبو بكر بن علي بن سالم بن أحمد الكناني العامري- نسبة إلى قرية كفر عامر من قرى- الزّبداني [2] ابن قاضي الزّبداني الشافعي.

ولد في ذي الحجّة سنة خمسين وسبعمائة، واشتغل بدمشق، فبرع في الحساب، وشارك في الفقه، وقرأ في الأصول، وولي قضاء بعلبك وبيروت، وقدم القاهرة بعد الفتنة الكبرى، وكان قد أسر مع التمرية ثم تخلّص، وأخبر عن بعض من أسره أنه قال له: علامة وقوع الفتنة كثرة نباح الكلاب وصياح الدّيكة في أول الليل. قال: وكان ذلك قد كثر بدمشق قبل مجيء تمرلنك، وكان يقرأ في المحراب جيدا، وولي قضاء كفر طاب، وتقدم في معرفة الفرائض والحساب، وكان دينا، خيرا، يتعانى المتجر.

توفي بدمشق في ذي الحجّة.

[1] في «ط» : «وغيرها» .

[2]

ترجمته في «إنباء الغمر» (7/ 153) و «الضوء اللامع» (11/ 52) .

ص: 183

وفيها سعد الدّين سعد بن علي بن إسماعيل الهمداني الحنفي ثم العيني [1] نزيل حلب.

كان فاضلا عاقلا، دينا له مروءة ومكارم أخلاق، وله وقع في النّفوس لخيره ونفعه للطلبة وإحسانه إليهم بعلمه وجاهه.

مات في أول شعبان، وخلّف ولده سعد الدّين سعد الله، ولم تطل مدّته بل مات في [2] سنة إحدى وعشرين ولم يتكهّل [3] .

وفيها عبد الله بن صالح بن أحمد بن عبد الكريم ابن أبي المعالي الشّيباني المكّي [4] .

سمع من عثمان بن الصّفي الطّبري، والسّراج الدّمنهوري، وغيرهما، وتفرّد بالرواية عنهم بمكة، وكان خطيبا بجدّة.

توفي في ربيع الآخر وقد قارب الثمانين.

وفيها جمال الدّين عبد الله بن علاء الدّين علي بن محمد بن علي بن عبد الله الكناني العسقلاني الحنبلي، المعروف بالجندي [5] ، سبط أبي الحرم القلانسي.

ولد سنة خمسين وسبعمائة، وأحضر على الميدومي، وسمع من الأتقوي، والعرضي، وألبسه الميدومي خرقة التصوف، وحدّث باليسير في آخر عمره، وأحب الرواية، وأكثروا عنه، وكان ذا سمت حسن، وديانة ونادرة حسنة، ويتكلم في مسائل الفقه، وسمع منه ابن حجر جزءا من حديث أبي الشيخ بسماعه على جدّه

[1] ترجمته في «إنباء الغمر» (7/ 154) و «الضوء اللامع» (3/ 248) و «الطبقات السنية» (4/ 9) .

[2]

لفظة «في» سقطت من «ط» .

[3]

في «ط» و «طبقات السنية» : «يكتهل» وفي «إنباء الغمر» : «يكهل» .

[4]

ترجمته في «إنباء الغمر» (7/ 155) و «الضوء اللامع» (5/ 21) .

[5]

ترجمته في «إنباء الغمر» (7/ 155) و «الضوء اللامع» (5/ 34) و «المقصد الأرشد» (2/ 47- 48) و «المنهج الأحمد» الورقة (481) من القسم المخطوط، و «الجوهر المنضد» ص (76) و «السحب الوابلة» ص (259- 260) .

ص: 184

أبي الحرم القلانسي بسنده، وقرأ عليه أيضا «سباعيات» مونسة خاتون بنت الملك العادل بسماعه على جدّه أيضا عنها سماعا.

وتوفي في القاهرة في رجب.

وفيها زين الدّين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن يوسف بن الحسن بن محمود المدني الزّرندي [1]- بالزاي، والراء، والنون، نسبة إلى زرند بلد بأصبهان- الحنفي.

ولد في ذي القعدة سنة ست وأربعين وسبعمائة بالمدينة النبوية، وسمع على العزّ بن جماعة، والصّلاح العلائي، وأجاز له الزّبير الأسواني، وهو آخر من حدّث عنه، وتفقه، وبرع في الفقه وغيره، وولي قضاء الحنفية بالمدينة النبوية نحوا من ثلاث وثلاثين سنة مع حسبتها، وحمدت سيرته لعفّته ودينه، ولم يزل بالمدينة إلى أن توفي بها في ربيع الأول.

وفيها الحافظ جمال الدّين أبو حامد محمد بن عبد الله بن ظهيرة بن أحمد بن عبد الله بن عطية بن ظهيرة بن مرزوق بن محمد بن سليمان المخزومي المكي الشافعي [2] .

ولد سنة خمسين وسبعمائة تقريبا، وعني بالحديث، فرحل فيه إلى دمشق، وحماة، وحلب، والقدس، ومصر، وغيرها، وحصل الأجزاء، ونسخ، وكتب الكثير بخطه الدقيق الحسن، وبرع في الفقه والحديث، وأخذ عن ابن أميلة، وصلاح الدّين بن أبي عمر، وجمع من أصحاب التّقي سليمان، ومن بعدهم، وتفقه بعمه أبي الفضل النّويري، وبالبهاء السّبكي، وبالأذرعي، والبلقيني، ولزم العراقي في الحديث، وانتفع الناس به بمكة، وأشغلهم نحوا من أربعين سنة، وخرّج له غرس الدّين خليل «معجما» عن شيوخه بالسماع والإجازة في مجلدة، وشرح هو قطعة من «الحاوي» وله عدة ضوابط نظما ونثرا، وله أسئلة تدل على باع

[1] ترجمته في «إنباء الغمر» (7/ 156) و «الضوء اللامع» (4/ 105) و «التحفة اللطيفة» (2/ 518) .

[2]

ترجمته في «إنباء الغمر» (7/ 157) و «الضوء اللامع» (8/ 83) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (4/ 67) و «العقد الثمين» (2/ 53) .

ص: 185

واسع في العلم استدعى الجواب عنها من البلقيني فأجابه عنها، وهي معروفة تلقّب بالأسئلة المكّية، وحدّث بكثير من مروياته بالمسجد الحرام، وسمع منه ابن حجر، وقال: وهو أول شيخ سمعت الحديث بقراءته بمصر في [1] سنة ست وثمانين، وولي قضاء مكة، وعزل، وأعيد مرارا، وكان كثيرا العبادة والأوراد، مع السّمت الحسن والسّكون والسّلامة.

وتوفي قاضيا بمكة في شهر رمضان.

وفيها مجد الدّين أبو الطّاهر محمد بن يعقوب بن إبراهيم بن عمر الفيروزآبادي. [2] اللّغوي الشافعي العلّامة.

قال السخاوي في «الضوء اللّامع» : ولد في ربيع سنة تسع وعشرين وسبعمائة بكازرون، ونشأ بها، وحفظ القرآن وهو ابن سبع، وانتقل إلى شيراز، وهو ابن ثمان، وأخذ الأدب واللغة عن والده وغيره من علماء شيراز، وانتقل إلى العراق، فدخل واسط، وأخذ عن الشّرف عبد الله بن بكتاش، وهو قاضي بغداد، ومدرّس النّظامية بها، وولي بها تداريس وتصادير، وكثرت فضائله، وظهرت، وكثر الآخذون عنه، فكان ممن أخذ عنه الصّفدي، والفهّامة ابن عقيل، والجمال الإسنوي، وابن هشام، ثم قدم القاهرة وأخذ عن علمائها، ورجال في البلاد الشرقية والشامية، ودخل الرّوم والهند، ولقي جمعا من الفضلاء، وحمل عنهم شيئا كثيرا تجمعهم [3] مشيخته تخريج الجمال بن موسى المرّاكشي، وفيه أن مروياته [4] الكتب الستة، و «سنن البيهقي» و «مسند أحمد» و «صحيح ابن حبّان» و «مصنّف ابن أبي شيبة» وغير ذلك من [5] مشايخ عديدة، وجمّ غفير، ثم دخل زبيد في

[1] لفظة «في» سقطت من «آ» .

[2]

ترجمته في «إنباء الغمر» (7/ 159) و «الضوء اللامع» (10/ 79) و «العقد الثمين» (2/ 392- 401) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (4/ 79) و «البدر الطالع» (2/ 280) و «بغية الوعاة» ص (117) .

[3]

في «ط» : «تجمعه» .

[4]

في «ط» : «مرواياته» .

[5]

في «ط» : «على» .

ص: 186

رمضان سنة ست وتسعين بعد وفاة قاضي الأقضية باليمن كلّه الجمال الرّيمي شارح «التنبيه» فتلقاه الأشراف إسماعيل وبالغ في إكرامه، وصرف له ألف دينار سوى ألف أخرى أمر صاحب عدن أن يجهّزه بها، واستمر مقيما في كنفه على نشر العلم، وكثر الانتفاع به، وأضيف إليه قضاء اليمن كلّه في ذي الحجّة سنة سبع وتسعين بعد ابن عجيل، فارتفق بالمقام في تهامة، وقصده الطلبة، وقرأ السلطان فمن دونه عليه، واستمرّ بزبيد مدة عشرين سنة، وهي بقية أيام الأشرف ثم ولده الناصر، وكان الأشرف قد تزوّج ابنته لمزيد جمالها، ونال منه رفعة وبرّا بحيث إنه صنّف كتابا وأهداه له على طباق فملأها له دراهم، وفي أثناء هذه المدة قدم مكة مرارا، وجاور بالمدينة والطائف، وعمل بها مآثر حسنة، وكان يجب الانتساب إلى مكة ويكتب بخطّه الملتجئ إلى حرم الله تعالى، ولم يدخل بلدا إلّا وأكرمه متوليها وبالغ في تعظيمه، مثل شاه منصور ابن شجاع صاحب تبريز، والأشرف صاحب مصر، والسلطان بايزيد خان بن عثمان متولي الرّوم، وابن أويس صاحب بغداد، وتمرلنك، وغيرهم واقتنى كتبا كثيرة، حتى نقل عنه أنه قال: اشتريت بخمسين ألف مثقال كتبا، وكان لا يسافر إلّا وفي صحبته منها أحمال ويخرجها في كل منزل وينظر فيها، لكنه كان كثير التبذير، وإذا أملق باع منها، وإذا أيسر اشترى غيرها، وصنّف كتبا كثيرة، منها «بصائر ذوي التمييز في الطائف الكتاب العزيز» مجلدان، و «تنوير المقباس في تفسير ابن عبّاس» أربع مجلدات، و «تيسير فاتحة الإهاب بتفسير فاتحة الكتاب» مجلد كبير، و «الدرّ النّظيم المشير [1] إلى فضائل [2] القرآن العظيم» و «حاصل كورة الخلاص في فضائل سورة الإخلاص» و «شرح خطبة الكشّاف» و «شوارق الأسرار العليّة في شرح مشارق الأنوار النّبوية» مجلدان، و «منح [3] الباري بالسّيل [4] الفسيح الجاري في شرح صحيح البخاري» كمّل ربع

[1] في «آ» و «ط» و «الضوء اللامع» و «المرشد» وما أثبته من «العقد الثمين» .

[2]

في «العقد الثمين» : «إلى مقاصد» .

[3]

في «آ» و «ط» : «فتح» وهو خطأ والتصحيح من «العقد الثمين» و «كشف الظنون» (2/ 1859) .

[4]

كذا في «آ» و «ط» وفي «العقد الثمين» و «كشف الظنون» : «بالسيح» والسّيح: الماء الجاري.

انظر «مختار الصحاح» (سيح) .

ص: 187

العبادات منه، في عشرين مجلدا، و «الإسعاد بالإصعاد إلى درجة الاجتهاد» ثلاثة مجلدات، و «النّفخة العنبرية في مولد خير البريّة» و «الصّلات والبشر في الصّلاة على خير البشر» و «الوصل والمنى في فضل منى» و «المغانم المطابة في معالم طابة» [1] و «مهيج [2] الغرام إلى البلد الحرام» و «إثارة الحجون [3] لزيارة الحجون» عمله في ليلة، و «أحاسن اللطائف في محاسن الطائف» و «فصل الدّرة من الخرزة في فضل السّلامة على الخبزة» و «روضة الناظر في ترجمة الشيخ عبد القادر [4] » و «المرقاة الوفية في طبقات الحنفية» و «البلغة في ترجمة أئمة النّحاة واللغة [5] » و «الفضل الوفي في العدل الأشرفي» و «نزهة الأذهان في تاريخ أصبهان» مجلد، و «تعيين الغرفات للمعين على عين عرفات» و «منية السّول في دعوات الرّسول» و «التجاريح في فوائد متعلقة بأحاديث المصابيح» و «تسهيل طريق الوصول إلى» الأحاديث الزائدة على جامع الأصول» و «الأحاديث الضعيفة» [6] و «الدّر الغالي في الأحاديث العوالي» و «سفر السّعادة» و «المتفق وضعا المختلف صقعا» ، و «اللّامع المعلم العجاب الجامع بين المحكم والعباب» قدّر تمامه في مائة مجلد يقرب كل مجلد منه «صحاح الجوهري» كمل منه خمس مجلدات، و «القاموس المحيط» [7] و «القابوس الوسيط» و «مقصود ذوي الألباب في علم الإعراب» مجلد، و «تحبير

[1] حققه علّامة الجزيرة العربية الشيخ حمد الجاسر حفظه الله، ونشرته دار اليمامة في الرياض سنة (1389 هـ-)

[2]

في «آ» و «ط» : «وتهييج» والتصحيح من «العقد الثمين» و «الضوء اللامع» و «كشف الظنون» (2/ 1916) .

[3]

في «آ» و «ط» : «وإثارة الشجون» والتصحيح من «العقد الثمين» و «الضوء اللامع» والحجون:

الكسلان. انظر «القاموس المحيط» (حجن) .

[4]

يعني الجيلاني.

[5]

حققه الأستاذ محمد المصري نفع الله به ونشرته وزارة الثقافة بدمشق سنة (1392 هـ-) ، ثم أعيد طبعه في الكويت سنة (1407) هـ- في جمعية إحياء التراث الإسلامي.

[6]

قال السخاوي في «الضوء اللامع» : وهو في مجلدات.

[7]

نشر عدة مرات في مصر ولبنان وغيرها آخرها الطبعة الصادرة في مجلد واحد كبير عن مؤسسة الرسالة ببيروت، وهي طبعة جيدة متقنة، جزى الله تعالى ناشرها ومن قام عليها خير الجزاء. وانظر مقالة صديقنا الدكتور يحيى مير علم التقيمية لهذه الطبعة في «المجلة المعجمية» التونسية، العدد الرابع، ص (153- 177) لعام (1408) هـ فهي مفيدة.

ص: 188

الموشّين فيما يقال بالسين والشين» تتبع [1] فيه أوهام «المجمل» لابن فارس في ألف موضع، و «المثلث الكبير» في خمس مجلدات، و «الروض المسلوف فيما له اسمان إلى ألوف» [2] و «تحفة القماعيل فيمن تسمى من الناس والملائكة بإسماعيل» و «أسماء السراح في أسماء النكاح» و «الجليس الأنيس في أسماء الخندريس [3] » مجلد، و «أنواء الغيث في أسماء اللّيث» [4] و «ترقيق الأسل في تصفيق [5] العسل» كرّاسين، و «زاد المعاد في وزن بانت سعاد [6] » وشرحه في مجلد، و «النّخب الظرائف في النّكت الشّرائف» وغير ذلك من مختصر ومطول.

وقال الخزرجي في «تاريخ اليمن» : إنه لم يزل في ازدياد من علو الجاه، والمكان، ونفوذ الشّفاعات والأوامر على القضاة في الأمصار، ورام في عام تسع وتسعين الوصول إلى مكة شرّفها الله تعالى، فكتب إلى السلطان ما مثاله ومما ينهيه إلى المعلوم الشريف: ضعف العبد، ورقّة جسمه، ودقّة بنيته، وعلو سنّه، وآل أمره إلى أن صار كالمسافر الذي تحزّم وانتقل إذ وهن العظم، والرأس اشتعل، وتضعضع السنّ، وتقعقع الشنّ، فما هو إلا عظام في جراب، وبنيان قد أشرف على الخراب، وقد ناهز العشر التي تسميها العرب دقّاقة الرّقاب، وقد مرّ على المسامع الشريفة غير مرّة في «صحيح البخاري» ، في [7] قول النّبيّ صلى الله عليه وسلم:«إذا بلغ المرء ستّين سنة فقد أعذر الله إليه» [8] فكيف من نيّف على السبعين وأشرف على الثمانين، ولا

[1] في «آ» و «ط» : «وتبع» والتصحيح من «الضوء اللامع» مصدر المؤلف.

[2]

أسقط المؤلف ابن العماد اسمي كتابين من كتب الفيروزآبادي أثناء نقله عن «الضوء اللامع» هما:

«الدّرر المثبتة في الغرر المثلثة» و «بلاغ المتقين في غرائب اللعين» وفي «العقد الثمين» سمّاه:

«بلاغ التلغين في غرائب الملغين» .

[3]

الخندريس: الخمر القديمة (يونانية) . انظر «المنجد في اللغة» (خند) .

[4]

أسقط المؤلف ابن العماد اسم مؤلّف ابن العماد اسم مؤلّف آخر بعده أثناء نقله عن «الضوء اللامع» هو «أسماء الحمد» .

[5]

في «آ» و «ط» : «في تضعيف» والتصحيح من «الضوء اللامع» وانظر «كشف الظنون» (1/ 401) .

[6]

وقبله في «الضوء اللامع» من مؤلّفاته: «مزاد المزاد» .

[7]

في «ط» : «من» .

[8]

رواه البخاري في «صحيحه» رقم (6056) في الرقاق: باب من بلغ ستين سنة، فقد أعذر الله إليه

ص: 189

يجمل بالمؤمن أن يمضي عليه أربع سنين ولا يتجدد له شوق إلى ربّ العالمين وزيارة سيّد المرسلين [1] وقد ثبت في الحديث النبوي ذلك [2] والعبد له ست سنين عن تلك المسالك، وقد غلب عليه الشوق حتّى فاق عمرو بن طوق، ومن أقصى أمنيته أن يجدّد العهد بتلك المعاهد، ويفوز مرة أخرى تلك المشاهد، وسؤاله من المراحم العلية الصّدقة عليه بتجهيزه في هذا العام قبل اشتداد الحرّ وغلبة الأوام، فإن الفصل أطيب، والرّيح أزيب، وأيضا كان من عادة الخلفاء سلفا وخلفا أنهم كانوا يبردون البريد لتبليغ سلامهم لحضرة [3] سيّد المرسلين صلوات الله وسلامه عليه، فاجعلني- جعلني الله فداك- ذلك البريد، فلا أتمنى شيئا سواه ولا أريد:

شوقي إلى الكعبة الغرّاء قد زادا

فاستحمل القلص الوخّادة الزّادا

واستأذن الملك المنعام زيد على

واستودع الله أصحابا وأولادا

فلما وصل كتابه إلى السلطان كتب على طرّته ما مثاله: إن هذا الشيء ما ينطق به لساني ولا يجري به قلمي، فقد كانت بلاد [4] اليمن عمياء، فاستنارت، فكيف يمكن أن نتقدم وأنت أعلم أن الله قد أحيا بك ما كان ميّتا من العلم، فبالله عليك إلا ما وهبتنا بقية هذا العمر، والله يا مجد الدّين يمينا بارّة إني أرى فراق الدنيا ونعيمها ولا فراقك، أنت اليمن وأهله.

في العمر، بلفظ «أعذر الله إلى امرئ أخّر أجله حتى بلّغه ستين سنة» من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

[1]

أقول: الأولى أن يقال: وزيارة مسجد سيد المرسلين (ع) .

[2]

ذكره عبد الرزاق في «مصنفه» رقم (8826) في باب فضل الحج بلفظ «أربعة أعوام» وهو حديث قدسي من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وقد رواه ابن حبّان في «صحيحه» رقم (3703) في الحج، باب فضل الحج والعمرة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال الله تعالى: «إن عبدا صححت له جسمه، ووسعت عليه في المعيشة، يمضي عليه خمسة أعوام لا يفد إليّ المحروم» وهو حديث صحيح، وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» (3/ 206) وقال: رواه أبو يعلى والطبراني في «الأوسط» ورجاله رجال الصحيح.

[3]

في «ط» : «إلى حضرة» .

[4]

لفظة «بلاد» سقطت من «آ» .

ص: 190

وقال الفاسي [1] : وله شعر كثير، ونثر أعلى [2] ، وكان كثير الاستحضار لمستحسنات [من] الشعر والحكايات، وله خطّ جيّد مع السرعة. وكان كثير [3] الحفظ، حتى قال: ما كنت أنام حتّى أحفظ مائتي سطر. وكانت له دار بمكّة على الصّفا عملها مدرسة للأشرف صاحب اليمن، وقرّر بها مدرسين وطلبة، وفعل بالمدينة كذلك، وله بمنى دور، وبالطائف بستان، وقد سارت الرّكبان بتصانيفه، سيما «القاموس» فإنه أعطي قبولا كثيرا.

قال الأديب المفلق نور الدّين علي بن محمد العفيف المكّي الشافعي [4] لما قرأ عليه «القاموس» :

مذ مدّ مجد الدّين في أيامه

من فيض بحر علومه القاموسا

ذهبت صحاح الجوهريّ كأنّها

سحر المدائن حين ألقى موسى

ومن شعره هو:

أحبّتنا الأماجد إن رحلتم

ولم ترعوا لنا عهدا وإلّا

نودّعكم ونودعكم قلوبا

لعلّ الله يجمعنا وإلّا

وقال المقري في كتاب «زهر الرّياض» [5] في أخبار عياض» : قلت: ومن أغرب ما منح الله به المجد مؤلّف «القاموس» أنه قرأ بدمشق بين باب النصر والفرج تجاه نعل النّبي [6] صلى الله عليه وسلم على ناصر الدّين أبي عبد الله محمد بن جهبل «صحيح مسلم» في ثلاثة أيام، وتبجّج بذلك فقال:

[1] انظر «العقد الثمين» (2/ 397- 400) وقد نقل المؤلف عنه بتصرف واختصار.

[2]

جملة «ونثر أعلى» لم ترد في «العقد الثمين» الذي بين يدي ولفظة «من» التي بين الحاصرتين مستدركة منه.

[3]

في «العقد الثمين» : «وكان سريع» .

[4]

في «ط» : «نور الدّين بن العفيف المكّي الشافعي» وما جاء في «آ» هو الصواب، وهو مترجم في «الضوء اللامع» (5/ 279) و «السحب الوابلة» ص (303- 304) .

[5]

كذا في «آ» و «ط» : «زهر الرياض» وهو خطأ والصواب: «أزهار الرياض» . انظر «كشف الظنون» (1/ 72) .

[6]

أقول: نعل النّبيّ صلى الله عليه وسلم ليس بدمشق، ولا أثره، والتبرّك بذلك المكان خلاف السّنّة (ع) .

ص: 191

قرأت بحمد الله جامع مسلم

بجوف دمشق الشّام جوف الإسلام

على ناصر الدّين الإمام بن جهبل

بحضرة حفّاظ مشاهير أعلام

وتمّ بتوفيق الإله وفضله

قراءة ضبط في ثلاثة أيام

فسبحان المانح الذي يؤتي فضله من يشاء، وكان يرجو وفاته بمكّة فما قدّر له ذلك، بل توفي بزبيد ليلة العشري من شوال، وهو متمتّع بحواسه، وقد ناهز التسعين.

وفيها- أو في التي قبلها، وبه جزم في المنهل الصّافي- صدر الدّين أبو الحسن علي بن محمد قاضي القضاة الدمشقي الحنفي، المعروف بابن الأدمي [1] .

ولد بدمشق سنة سبع وستين وسبعمائة، ونشأ بها، وحفظ القرآن الكريم، وطلب العلم، حتّى تفقه وبرع، وشارك في عدة فنون، ومهر في الأدب، وقال الشعر الفائق الرائق، وولي كتابة سرّ دمشق، ثم عزل، وولي قضاءها، وكان خصيصا بالأمير شيخ المحمودي نائب دمشق، وامتحن من أجله، فلما تسلطن شيخ المذكور عرف له ذلك، وولّاه قضاء قضاة الحنفية بالدّيار المصرية فلم تطل مدته، بل باشر أقل من سنة.

ومن شعره:

يا متّهمي بالسّقم كن مسعفي

ولا تطل رفضي فإني عليل

أنت خليلي فبحقّ الهوى [2]

كن لشجوني راحما يا خليل

ومنه:

قد نمّق العاذل يا منيتي

كلامه بالزّور عند الملام

[1] ترجمته في «المنهل الصافي» (1/ 481) و «النجوم الزاهرة» (14/ 143) و «الضوء اللامع» (6/ 8- 9) .

[2]

أقول: لا يحلف بحق الهوى ولا بغيره، بل بالله تعالى فقط. (ع) .

ص: 192

وما درى جهلا بأنّي فتى

لم يرع سمعي عاجلا فيك لام

ومنه قصيدته الرائية المشهورة [1] التي مطلعها [1] :

عدمت غداة البين قلبي وناظري

فيا مقلتي حاكي السّحاب وناظري

وتوفي ليلة السبت ثامن شهر رمضان.

[1، 1] ما بين الرقمين لم يرد في «ط» .

ص: 193