الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة تسع وثلاثين وثمانمائة
فيها وقع ببرصا طاعون عظيم واستمر أربعة أشهر [1] .
وفيها وقع الوباء ببلاد كرمان وفشا الطّاعون بهراة، حتّى قيل: إن عدّة من مات بهراة ثمانمائة ألف. وكذلك فشا الوباء في بلاد اليمن جميعها وفي بلاد البربر والحبشة [2] .
وفيها توفي أمير زاه إبراهيم بن شاه رخ [3] صاحب شيراز. وكان قد ملك البصرة وكان فاضلا حسن الخط جدا توفي في رمضان.
وفيها أحمد بن شاه رخ [4] ملك الشرق.
مات في شعبان بعد أن رجع من بلاد الجزيرة، ثم فرار الرّوم، فحزن عليه أبوه، واتفق أنه مات له في هذه السنة ثلاثة أولاد كانوا ملوك الشرق بشيراز، وكرمان، وهذا كان أشدهم [5] ويقال له: أحمد جوكي. قاله ابن حجر.
وفيها همّام الدّين أحمد بن عبد العزيز السّبكي [6] ثم الشّيرازي [7] .
[1] انظر «إنباء الغمر» (8/ 375) .
[2]
انظر «إنباء الغمر» (8/ 386 و 392) .
[3]
ترجمته في «إنباء الغمر» (8/ 359 و 393) و «الدليل الشافي» (1/ 16) و «الضوء اللامع» (1/ 52) .
[4]
ترجمته في «إنباء الغمر» (8/ 358 و 393) و «الضوء اللامع» (1/ 209) و «الدليل الشافي» (1/ 48) .
[5]
في «آ» : «وهذا أعهدهم» .
[6]
كذا في «آ» و «ط» : «السّبكي» وفي «إنباء الغمر» : «الشبكي» وفي «الضوء اللامع» : «الشيفكي» .
[7]
ترجمته في «إنباء الغمر» (8/ 393) و «الضوء اللامع» (1/ 348) .
قال ابن حجر: قرأ على الشّريف الجرجاني «المصباح في شرح المفتاح» .
وقدم مكة فنزل في رباط، فاتفق أنه كان يقرئ في بيته فسقط بهم البيت إلى طبقة سفلى فلم يصب أحدا منهم شيء، وخرجوا يمشون، فلما برزوا سقط السقف الذي كان فوقهم.
وكان حسن التقرير، قليل التكلف، مع لطف العبارة، وكثرة الورع، عارفا بالسلوك على طريق [1] كبار الصوفية. وكان يحذّر من مقالة ابن عربي وينفّر عنها.
مات في خامس عشري شهر رمضان. انتهى.
وفيها شهاب الدّين أحمد بن محمد بن علي بن إسماعيل بن علي بن محمد بن محمد الزّاهدي [2] الحفّار [3] المعمّر العابد خادم ضريح الشيخ رسلان بدمشق.
ولد سنة سبع وثلاثين وسبعمائة، وأسمع من زينب بنت الكمال وغيرها، وقرأ الناس عليه بإجازتها.
وتوفي في تاسع جمادى الأولى وله مائة سنة وسنتان.
وفيها الأمير حسين بن أمير المسلمين أبي فارس الحفصي [4] .
قال ابن حجر: الإمام العلّامة المفتي الأمير ابن الأمير. كان أخوه لما مات في العام الماضي استقرّ ولده في المملكة أي مملكة المغرب، ثم أراد الحسين هذا الثورة، فظفر به وقتله، وقتل أخوين له، وعظمت المصيبة بقتل الحسين، فإنه كان فاضلا، مناظرا، ذكيا، رحمه الله.
[1] في «آ» : «على طريقة» وما جاء في «ط» موافق لما في «الإنباء» و «الضوء» .
[2]
ترجمته في «إنباء الغمر» (8/ 394) و «الضوء اللامع» (2/ 145) .
[3]
في «إنباء الغمر» : «الخباز» .
[4]
ترجمته في «إنباء الغمر» (8/ 396) .
وفيها زين الدّين عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن الفخر محمد بن علي المصري ثم الدمشقي [1] .
تفقه قليلا، وأسمعه أبوه الكثير من مشايخ عصره، فسمع على الكمال بن حبيب «سنن ابن ماجة» وعلى ابن المحبّ «جزء العالي» أنا الحجّار و «عشرة الحداد» أنا إبراهيم بن صالح وعلي الصّلاح بن أبي عمر مسند عائشة من «مسند أحمد» .
وتوفي في جمادى الآخرة.
وفيها ركن الدّين عبد الرحمن بن علي بن محمد الحلبي الحنفي [2] .
الشريف، المعروف بالدّخان.
اشتغل بدمشق، فمهر في المذهب، وناب في الحكم مدة، ثم ولي القضاء استقلالا بعد موت ابن الكشك. وتوفي ليلة الأحد سابع المحرّم.
وفيها زين الدّين عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد العدناني الشهير بالبرشكي [3] المحدّث الرّحال الفاضل.
أخذ ببلاده عن جماعة، ورحل إلى المشرق سنة ست عشرة، فحجّ، وحمل عنه المشايخ، وأجاز له البرهان الشامي، وكان حسن الأخلاق، لطيف المجالسة، كريم الطّباع، رحمه الله تعالى. قاله ابن حجر.
وفيها عبد الملك بن علي بن عبد الملك بن عبد الله بن عبد الباقي بن عبد الله بن أبي المنا البابي [4] نزيل حلب الشافعي الضّرير النحوي، المعروف بالشيخ عبيد. ولد في حدود سنة ست وستين وسبعمائة، واشتغل على شرف الدّين
[1] ترجمته في «إنباء الغمر» (8/ 398) و «الضوء اللامع» (4/ 89) .
[2]
ترجمته في «إنباء الغمر» (8/ 399) و «الضوء اللامع» (1034)«طبقات السّنية» (4/ 291) و «الدليل الشافي» (1/ 402) .
[3]
ترجمته في «إنباء الغمر» (8/ 399) و «الضوء اللامع» (4/ 132) .
[4]
ترجمته في «إنباء الغمر» (8/ 400) و «الضوء اللامع» (5/ 87) و «بغية الوعاة» (2/ 111- 112) .
الأنصاري، وشمس الدّين النابلسي، وغيرهما. وتقدم فيهما، وأخذ عنه جمع جمّ. وناب في الإمامة والخطابة بالجامع إلى أن مات في جمادى الآخرة، وكانت جنازته حافلة جدا.
وفيها ولي الدّين عبد الولي بن محمد بن الحسن الخولاني اليمني الشافعي [1] .
ولد بقرب تعز، ولازم بها الإمام رضي الدّين بن الخيّاط، والإمام جمال الدّين محمد بن عمر العوادي، وغيرهما. ولازم الشيخ مجد الدّين الفيروزآبادي [2] . وأخذ عنه النحو واللغة، وجاور معه بمكة والطائف، ومهر إلى أن صار مفتي تعز مع ابن الخيّاط. وتوفي بالطّاعون.
وفيها الحافظ جمال الدّين محمد بن الإمام رضي الدّين أبي بكر بن محمد بن الخيّاط اليمني الشافعي [3] حافظ البلاد اليمنية.
قال ابن حجر: تفقه بأبيه وغيره حتى مهر، ولازم الشيخ نفيس الدّين العلوي في الحديث، فما مضى إلّا اليسير، حتى فاق عليه، حتى كان لا يجاريه في شيء، وتخرّج بالشيخ تقي الدّين الفاسي، وأخذ عن القاضي مجد الدّين الشيرازي- أي صاحب «القاموس» - واغتبط به حتّى كان يكاتبه فيقول إلى اللّيث ابن اللّيث والماء ابن الغيث.
ودرّس جمال الدّين بتعز وأفتى، وانتهت إليه رئاسة العلم بالحديث هناك، وأخذ عن الشيخ شمس الدّين الجزري لما دخل اليمن بأخرة. ومات بالطاعون في هذه السنة. انتهى.
[1] ترجمته في «إنباء الغمر» (8/ 400) و «الضوء اللامع» (5/ 96) .
[2]
كذا في «آ» و «ط» : «الشيخ مجد الدين الفيروزآبادي» وفي مصدري الترجمة «الشيخ مجد الدين الشيرازي» وهو المقصود بذلك. وسوف يسير المؤلف إلى ذلك في الترجمة التالية.
[3]
ترجمته في «إنباء الغمر» (8/ 407) و «الضوء اللامع» (7/ 194) و «طبقات صلحاء اليمن» ص (228) .
وفيها تاج الدّين أبو الفتح محمد بن عمر بن أبي بكر بن محمد بن علي بن الشّرابيشي الشافعي [1] .
طلب الفقه، وسمع من ابن خليل، وأكثر عنه، وسمع الكثير من أصحاب أصحاب السّبط وهذه الطبقة، ولازم ابن الملقّن، والعراقي.
قال ابن حجر: وسمع معي كثيرا، وأجاز لي في استدعاء أولادي غير مرّة، وتصدى للإسماع، وأكثر عنه الطلبة من بعد سنة ثلاث وثمانمائة إلى أن مات.
وكان يعلّق الفوائد التي يسمعها في مجالس المشايخ والأئمة، حتّى حصّل من ذلك جملة كبيرة، ثم تسلّط عليه بعض أهله يسرقون المجلدات مفرقات من عدة كتب قد أتقنها وحرّرها فيبيعونها تفاريق، والتي لم تجلد يبيعونها كراريس، وتغيّر عقله بأخرة.
وتوفي يوم الأحد تاسع عشر جمادى الآخرة عن بضع وثمانين سنة.
وفيها المنتصر أبو عبد الله محمد بن محمد بن أبي فارس [2] صاحب تونس.
لم يتهنّ في أيام ملكه لطول مرضه وكثرة الفتن.
وتوفي في حادي عشري صفر. واستقرّ بعده شقيقه عثمان ففتك في أقاربه وغيرهم بالقتل والأسر، وخرج عليه عمّه أبو الحسن صاحب بجاية.
وفيها محيي الدّين أبو زكريا يحيى بن أحمد بن حسن العبّابي- نسبة إلى عبّاب بفتح العين المهملة وتشديد الموحدة جدّ- الشافعي المصري [3] .
ولد في آخر سنة ستين وسبعمائة، وقدم القاهرة فاشتغل بها، وحفظ «التنبيه» و «الألفية» و «مختصر ابن الحاجب» وحضر دروس البلقيني، وابن الملقّن،
[1] ترجمته في «إنباء الغمر» (8/ 407) و «الضوء اللامع» (8/ 241) .
[2]
ترجمته في «إنباء الغمر» (8/ 408) و «النجوم الزاهرة» (5/ 197) .
[3]
ترجمته في «إنباء الغمر» (8/ 409) و «الضوء اللامع» (10/ 263) .
والأبناسي، وغيرهم، واشتغل في علم الحديث على العراقي، ولازم العزّ بن جماعة في قراءة «المختصر» ومحبّ الدّين بن هشام في العربية، وطاف على الشيوخ، ثم ارتحل إلى دمشق وهو فاضل، فلازم الزّهري، وأثنى على فضائله، حتى قال: ما قدم علينا من طلبة مصر مثله، وأذن له، وتكلّم على الناس بالجامع، وسكن بعد الفتنة بيت روحا فأقام بها، ودخل إلى مصر مع الشاميين، ثم عاد فلازم عمل الميعاد، واجتمع عليه العامة، وانتفعوا به، وقرأ «صحيح البخاري» عند نوروز، ثم ناب في الحكم عن ابن حجي سنة إحدى عشرة وثمانمائة، واستمرّ في ذلك.
قال ابن حجر: ولم يكن في أحكامه محمودا، وكان في بصره ضعف فتزايد إلى أن أضرّ وهو مستمر على الحكم، وكان يؤخذ بيده فيعلّم بالقلم، وكان فصيحا، ذكيا، جيد الذهن، مشاركا في عدة فنون، مفتيا. وأقبل في أخرة على إقراء الفقه والتدريس، وسمع عليّ شيئا.
وتوفي في ثامن عشر صفر. انتهى باختصار.
وفيها الشيخ أبو الطّاهر بن عبد الله المرّاكشي المالكي [1] قال ابن حجر:
الشيخ المغربي نزيل مكة.
كان قرأ على عبد العزيز الحلماوي قاضي مرّاكش وغيره، وكان خيّرا ديّنا، صالحا.
توفي بمكة في شوال.
[1] ترجمته في «إنباء الغمر» (8/ 410)«الضوء اللامع» (11/ 116) .