الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة ثمان عشرة وثمانمائة
فيها كان بمصر طاعون وغلاء عظيمان.
وفي أولها كانت كائنة الشيخ سليم- بفتح السين- وذلك أنه كان بالجيزة بالجانب الغربي من النّيل كنيسة للنصاري، فقيل إنهم جدّدوا فيها شيئا كثيرا، فتوجه الشيخ سليم من الجامع الأزهر ومعه جماعة فهدموها، فاستعان النصارى بأهل الدّيوان من القبط، فسعوا عند السلطان بأن هذا الشيخ افتأت على المملكة وفعل ما أراد بيده بغير حكم حاكم، فاستدعى بالمذكور فأهين، فاشتدّ ألم المسلمين لذلك، ثم توصّل النصارى ببعض قضاة السوء إلى أن أذن لهم في إعادة ما تهدّم، فجر ذلك إلى أن شيّدوا ما شاءوا بعلّة إعادة المنهدم [1] الأول، فلله الأمر [2] .
وفيها كانت كائنة شمس الدّين ابن عطاء الله الرّازي، المعروف بالهروي [3] الذي شاع عنه أنه يحفظ اثني عشر ألف حديث، وأنه يحفظ «صحيح مسلم» بأسانيده، ويحفظ متون البخاري، فجرت مناظرة بينه وبين ابن حجر بحضرة الملك المؤيد، وظهر زيفه [4] ومن جملتها أنه سأله أن يزيد على السبعة الذين يظلهم الله في ظله، فعجز فزاد ابن حجر سبعة أخرى بأحاديث حسان، وأربعة عشر بأحاديث ضعاف، وذكر ذلك في «إنباء الغمر» [5] فراجعه.
[1] في «ط» : «المتهدم» .
[2]
انظر الخبر في «إنباء الغمر» (7/ 191- 192) .
[3]
سترد ترجمته في وفيات سنة (829 هـ-) .
[4]
في «آ» : «زيغه» .
[5]
انظر «إنباء الغمر» (7/ 171) .
قلت: أوصلهم بعضهم إلى تسع وثمانين، وممن أوصلهم إلى هذا المقدار العلّامة ابن علّان المكّي المدرك في كتابه «شرح رياض الصالحين» [1] للنووي.
وفيها توفي أيوب بن سعد بن علوي الحسباني الشّاغوري الدمشقي الشافعي [2] .
ولد سنة تسع وأربعين وسبعمائة، وحفظ «التنبيه» وعرض على ابن جملة [3] وطبقته، وأخذ عن العماد الحسباني وذويه، ثم فتر عن الطلب، واعتذر بأنه لم يحصل له نيّة خالصة، وكان ذا أوراد، من تلاوة، وقيام، وقناعة، واقتصاد في الحال، وفراغ عن الرئاسة مع سلامة الباطن.
توفي في صفر.
وفيها خلف بن أبي بكر النّحريري المالكي [4] . أخذ عن الشيخ خليل في شرح ابن الحاجب، وبرع في الفقه، وناب في الحكم، وأفتى ودرّس، ثم توجه إلى المدينة المنورة، فجاور بها معتنيا بالتدريس، والإفادة، والانجماع، والعبادة، إلى أن مات بها في صفر عن ستين سنة.
وفيها جمال الدّين عبد الله بن أبي عبد الله الدّمشقي الفرخاوي [5]- نسبة إلى فرخا، بفاء وخاء معجمة مفتوحتين، بينهما راء ساكنة، قرية من عمل نابلس-، قال ابن حجر: عني بالفقه، والعربية، والحديث، ودرّس وأفاد، وكان قد أخذ عن العنّابي، فمهر في النحو، وكان يعتني ب «صحيح مسلم» ويكتب منه نسخا، وقد سمع من جماعة من شيوخنا بدمشق.
ومات في عمل الرّملة.
[1] قلت: واسم كتابه «دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين» وهو مطبوع متداول.
[2]
ترجمته في «إنباء الغمر» (7/ 195) و «الضوء اللامع» (2/ 331) .
[3]
تقدمت ترجمته في المجلد الثامن ص (347) ضمن وفيات سنة (764) .
[4]
ترجمته في «إنباء الغمر» (7/ 196) و «التحفة اللطيفة» (2/ 19) .
[5]
ترجمته في «إنباء الغمر» (7/ 199) و «الضوء اللامع» (5/ 69) .
وفيها موفق الدّين علي بن أحمد بن علي بن سالم الزّبيدي الشافعي [1] .
أصله من مكّة. ولد بها سنة سبع وأربعين وسبعمائة، وعني بالعلم، فبرع في الفقه والعربية، ورحل إلى مصر والشام، وأخذ عن جماعة، ثم رجع إلى مكّة، وتحوّل إلى زبيد فمات بها في ذي القعدة.
وفيها أبو الحسن علاء الدّين بن محمد بن العفيف النّابلسي الحنبلي [2] .
ولد سنة اثنتين وستين وسبعمائة، وولي قضاء نابلس.
قال العليمي في «طبقاته» : كان من أئمة الحديث، وهو من مشايخ شيخنا شيخ الإسلام [3] تقي الدّين [3] القرقشندي.
وتوفي بنابلس. انتهى.
وفيها عزّ الدّين محمد بن أحمد بن محمد بن جمعة بن مسلم الدمشقي الحنفي الصّالحي، المعروف بابن خضر [4] .
ولد سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة، واشتغل، ومهر، وأذن له في الإفتاء، وناب في الحكم، وصار المنظور إليه في أهل مذهبه بالشام.
وتوفي في شوال.
وفيها شمس الدّين محمد بن جلال بن أحمد بن يوسف التركماني الأصل التّبّاني- بالمثناة الفوقية وتشديد الموحدة نسبة إلى بيع التبن- الحنفي [5] .
ولد في حدود السبعين وسبعمائة، وأخذ عن أبيه وغيره، ومهر في العربية والمعانيّ، وأفاد ودرّس، ثم اتصل بالملك المؤيد، وهو حينئذ نائب الشام، فقرّره
[1] ترجمته في «إنباء الغمر» (7/ 200) و «الضوء اللامع» (5/ 183) .
[2]
ترجمته في «الضوء اللامع» و «المنهج الأحمد» الورقة (481) من القسم المخطوط منه.
[3، 3] ما بين الرقمين سقط من «آ» .
[4]
ترجمته في «إنباء الغمر» (7/ 201) و «الضوء اللامع» (7/ 60- 61) .
[5]
ترجمته في «إنباء الغمر» (7/ 201) و «الضوء اللامع» (7/ 213) و «الدارس في تاريخ المدارس» (1/ 568) .
في نظر الجامع الأموي وفي عدة وظائف، وباشر مباشرة غير مرضية، ثم ظفر به النّاصر فأهانه وصادره، فباع ثيابه واستعطى باليد [1] وأحضره [2] إلى القاهرة، ثم أفرج عنه، فلما قدم المؤيد القاهرة عظم قدره، ونزل له القاضي جلال الدّين البلقيني عن درس التفسير بالجمالية، واستقرّ في قضاء العسكر، ثم رحل مع السلطان في سفرته إلى نوروز، فاستقرّ قاضي الحنفية بالشام فباشره مباشرة لا بأس بها، ولم يكن يتعاطى شيئا من الأحكام بنفسه بل له نوّاب يفصلون القضايا بالنّوبة على بابه.
وتوفي بدمشق في تاسع عشري رمضان.
وفيها نجم بن عبد الله القابوني [3] أحد الفقراء الصّالحين.
انقطع بالقابون ظاهر دمشق مدة، وكان صحب جماعة من الصالحين، وكان ذا اجتهاد وعبادة، وتحكى عنه كرامة، وللناس فيه اعتقاد.
وتوفي في صفر.
[1] في «ط» : «بالسيد» وهو خطأ.
[2]
في «ط» : «فأحضره» .
[3]
ترجمته في «إنباء الغمر» (7/ 203) و «الضوء اللامع» (10/ 197) .