الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة خمس وأربعين وثمانمائة
فيها توفي تقي الدّين أحمد بن علي بن عبد القادر بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن تميم بن عبد الصّمد المقريزي [1] الحنفي البعلي الأصل المصري [2] المولد والدار والوفاة الإمام العالم البارع، عمدة المؤرّخين، وعين المحدّثين.
ولد بعد سنة ستين وسبعمائة، ونشأ بالقاهرة، وتفقه على مذهب الحنفية، وهو مذهب جدّه العلّامة شمس الدّين محمد بن الصّايغ، ثم تحول شافعيا بعد مدة طويلة [3] ، وسمع الكثير من البرهان النشاوري، والبرهان الآمدي، والسّراج البلقيني، والزّين العراقي. وسمع بمكّة من ابن سكّر وغيره، وله إجازة من الشيخ شهاب الدّين الأذرعي، والجمال الإسنوي، وغيرهما. وكان علما من الأعلام، ضابطا مؤرّخا، مفنّنا، محدّثا، معظّما في الدولة [4] ، ولي حسبة القاهرة غير مرّة وعرض عليه قضاء دمشق فأبى، وكتب الكثير بخطّه، وانتقى، وحصّل الفوائد، واشتهر ذكره في حياته وبعد موته في التاريخ وغيره، حتى صار يضرب به المثل، وكان منقطعا في داره ملازما للخلوة والعبادة، قلّ أن يتردد لأحد إلا لضرورة، إلا أنه كان كثير التعصب على السادة الحنفية وغيرهم لميله إلى مذهب الظاهر.
[1] قال السخاوي في «الضوء اللامع» : «وهي نسبة لحارة في بعلبك تعرف بحارة المقارزة» .
[2]
ترجمته في «إنباء الغمر» (9/ 170) و «الضوء اللامع» (2/ 21) و «الدليل الشافي» (1/ 63) و «النجوم الزاهرة» (15/ 490) و «حوادث الدهور» (1/ 63- 68) و «المنهل الصافي» (1/ 394- 399) و «التبر المسبوك» ص (21- 24) .
[3]
قال السخاوي في «الضوء اللامع» : «واستقر عليه أمره» .
[4]
في «ط» : «في الدول» .
قال ابن تغري بردي: قرأت عليه كثيرا من مصنفاته، وكان يرجع إلى قولي فيما أذكره له من الصواب، وأجاز لي جميع ما تجوز له وعنه روايته.
ومن مصنّفاته «إمتاع الأسماع فيما للنّبي صلى الله عليه وسلم من الحفدة والمتاع» في ست مجلدات، وكتاب «الخبر عن البشر» ذكر في القبائل لأجل نسب النّبيّ صلى الله عليه وسلم في أربع مجلدات، وعمل له مقدمة في مجلد، وله كتاب «السلوك في معرفة دول الملوك» في عدة مجلدات يشتمل على ذكر الحوادث إلى يوم موته. ذيّلت عليه في حياته من سنة أربعين وثمانمائة [1] وسميته «حوادث الدّهور في مدى الأيام والشهور» ولم ألتزم فيه ترتيبه، وله كتاب «درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة» [2] ذكر فيه من مات بعد مولده إلى يوم وفاته، وكتاب «المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والآثار» في عدة مجلدات [3] وهو في غاية الحسن. وكتاب «مجمع الفرائد ومنبع الفوائد» كمل منه نحو الثمانين مجلدا كالتذكرة، وله غير ذلك.
وتوفي يوم الخميس سادس عشر [4] شهر رمضان بالقاهرة ودفن بمقبرة الصّوفية خارج باب النصر. انتهى.
وفيها أمير المؤمنين المعتضد بالله أبو الفتح داود بن المتوكل على الله [5] .
كانت خلافته ثمانية وعشرين سنة وشهرين وتوفي يوم الأحد رابع شهر ربيع الأول وقد قارب التسعين واستقر بعده شقيقه المستكفي بالله أبو الربيع سليمان بعهد منه.
[1] قلت: المطبوع منه في دار عالم الكتب ببيروت عام (1410 هـ) بتحقيق الدكتور محمد كمال الدّين عزّ الدّين علي يبدأ بحوادث سنة (845 هـ) .
[2]
حقق ما عثر عليه منه مع دراسة موسعة مفيدة الدكتور محمد كمال الدّين عزّ الدّين علي ونشره في مجلدين صغيرين في مكتبة عالم الكتب هذا العام (1412 هـ) .
[3]
نشر في مصر قديما بثلاث مجلدات كبار من غير تحقيق وبحرف متعب للباحث وهو بأمس الحاجة إلى التحقيق والنشر الجديد. وقد نشرت وزارة الثقافة بدمشق مختصرا له ضمن سلسلة المختار من التراث.
[4]
في «الضوء اللامع» : «سادس عشري» .
[5]
ترجمته في «إنباء الغمر» (9/ 173) و «الضوء اللامع» (3/ 215) و «النجوم الزاهرة» (15/ 489) و «حوادث الدهور» (1/ 61- 62) و «الدليل الشافي» (1/ 296) .
وفيها جمال الدّين عبد الله بن محمد بن الجلال نائب الحكم الزّيتوني، الشافعي [1] .
قال ابن حجر: أخذ عن شيخنا برهان الدّين الأبناسي وغيره، واشتغل كثيرا، وتقدم، ومهر، ونظم الشعر المقبول الجيد، وأفاد، وناب في الحكم، وتصدّر، وكان قليل الشرّ، كثير السّكون والكلام.
وتوفي في يوم الخميس سادس عشر رجب وأظنه قارب السبعين.
وفيها جمال الدّين عبد الله بن محمد بن الدّماميني- نسبة إلى دمامين قرية بالصّعيد [2]- الإسكندراني [3] قاضي الإسكندرية.
وليها أكثر من ثلاثين سنة، وكان قليل البضاعة في العلم، لكنه كثير البذل، ضخم الرئاسة، سخي النّفس، أفنى مالا كثيرا في قيام صورته في المنصب، ودفع من يعارضه وركبه الدّين، ثم توفي يوم الأحد ثاني عشر ذو القعدة عن نحو خمس وستين سنة.
وفيها زين الدّين أبو ذرّ عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن محمد الزّركشي المصري [4] الحنبلي المسند العلّامة بن الإمام العلّامة شمس الدّين أبي عبد الله المتقدم ذكره.
ولد في سابع عشر رجب سنة خمسين وسبعمائة، وسمع الكثير، وانفرد في آخر عمره بسماع «مسلم» من البياني بسنده فإنه آخر من روى عنه بالسماع، وكان خيّرا فاضلا، ناب في الحكم بمصر مدة طويلة، واستقرّ في تدريس الأشرفية المستجدة بالقاهرة في رمضان سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة، وروى عنه خلق من
[1] ترجمته في «إنباء الغمر» (9/ 173) و «الضوء اللامع» (5/ 60) .
[2]
الدمامين من أعمال القوصية. انظر «التحفة السنية» ص (193) .
[3]
ترجمته في «إنباء الغمر» (9/ 174) و «الضوء اللامع» (5/ 53) و «النجوم الزاهرة» (15/ 491) و «حوادث الدهور» (1/ 68) .
[4]
ترجمته في «المنهج الأحمد» الورقة (491) و «الضوء اللامع» (4/ 136) و «السحب الوابلة» ص (214) .
الأعيان، منهم القاضي عزّ الدّين الكناني الآتي ذكره، وقاضي القضاة سعد الدّين الدّيري الحنفي، وكمال الدين بن أبي شريف الشّافعي، وخلق من العلماء، وغيرهم.
وتوفي بالقاهرة في أحد الجمادين.
وفيها زين الدّين [1] أبو محمد [1] وأبو الفرج عبد الرحمن بن يوسف بن أحمد بن سليمان بن داود بن سليمان بن قريج- بقاف وجيم مصغرا- ابن الطحّان [2] الحنبلي الصّالحي المسند.
ولد في خامس عشر محرم سنة ثمان وستين وسبعمائة على الصحيح، واعتنى به أبوه، فأسمعه على صلاح الدّين بن أبي عمر، وعلي بن أميلة جامع «الترمذي» و «السنن» لأبي داود، و «مشيخة» الفخر بن البخاري، و «عمل اليوم والليلة» [3] لابن السّني، وعلى زينب بنت قاسم ما في المشيخة من «جزء الأنصاري» و «صحيح مسلم» وغيرهم. وقرأ بنفسه على ابن المحبّ، وسمع على أبي الهول علي بن عمر الجزري كتاب «الذّكر» لابن أبي الدنيا. وقرأ على أحمد بن العماد، وأبي بكر بن العزّ، ومحمد بن الرّشيد، وغيرهم. وأكثر من الرواية والمشايخ، بحيث صار من كبار المسندين المشار إليهم. وأخذ عنه خلق كثير، وقدم مصر فأسمع «سنن أبي داود» وقطعة كبيرة من «المسند» .
وتوفي بقلعة الجبل يوم الاثنين سابع عشري صفر.
وفيها عبد المؤمن ابن المشرقي الشافعي [4] .
قال البرهان البقاعي: نزيل القدس الشريف. مات يوم الجمعة يوم عرفة بالقدس، وكان يوما مشهودا. وكان فاضلا، وله يد طولى في الوعظ، وله صوت
[1، 1] ما بين الرقمين سقط من «آ» .
[2]
ترجمته في «إنباء الغمر» (9/ 176) و «الضوء اللامع» (4/ 160) و «المنهج الأحمد» (الورقة (492) و «السحب الوابلة» ص (216) .
[3]
في «آ» : «عمل يوم وليلة» .
[4]
لم أعثر على ترجمة له فيما بين يدي من المصادر.
عال بحيث إنه إذا وعظ في باب حطّة سمعه من تحت الزّيتون. انتهى.
وفيها علاء الدّين علي بن إسماعيل بن محمد بن بردس البعلي الحنبلي [1] الشيخ الإمام المسند المحدّث.
ولد سنة اثنتين وستين وسبعمائة، وبكّر به أبوه إلى السماع، فأسمعه كثيرا، وعمّر، وصار إليه المنتهى في علو الإسناد في الدنيا. ورحل إليه الحافظ شمس الدّين بن ناصر الدّين الدمشقي بجماعة من أهل الشام للسماع عليه ببعلبك.
وتوفي يوم الثلاثاء العشرين من ذي الحجة. قاله العليمي.
وفيها شمس الدّين محمد بن عمر بن عبد الله بن محمد بن غازي الدّنجاوي الشافعي [2] الإمام البارع المفنّن الأديب.
ولد بثغر دمياط سنة اثنتين وثمانمائة تقريبا، واشتغل في الفقه والعربية، فبرع فيهما، وتعانى الأدب، فمهر، وقرّره شرف الدّين يحيى ابن العطّار في خزانة الكتب بالمؤيدية. وكان خفيف ذات اليد، توعك يسيرا فرأى في توعكه أنه يؤم بناس كثيرة، وأنه قرأ سورة نوح، ووصل إلى قوله تعالى: إِنَّ أَجَلَ الله إِذا جاءَ لا يُؤَخَّرُ 71: 4 [نوح: 4] فاستيقظ وجلا فقصّ المنام على بعض أصحابه. وقال: هذا دليل أنني أموت في هذا الضعف. وكان كما قال.
وتوفي بالقاهرة يوم الثلاثاء حادي عشري ذي القعدة وصلّى عليه بالأزهر الشّمس القاياتي.
وفيها ضياء الدّين محمد بن محمد بن محمد [3] بن محمد [3] بن
[1] ترجمته في «الضوء اللامع» (5/ 139) و «الدليل الشافي» (1/ 451) و «المنهج الأحمد» الورقة (491- 492) و «السحب الوابلة» ص (290) .
[2]
ترجمته في «إنباء الغمر» (9/ 179) و «الضوء اللامع» (8/ 247) .
[3، 3] ما بين الرقمين سقط من «آ» .
عبد الرزاق بن عيسى بن عبد المنعم بن عمران بن حجّاج الأنصاري السّفطي [1] .
قال ابن حجر: هو ابن شيخنا ناصر الدّين شيخ الآثار النبوية على شاطئ النيل.
كان خيّرا، فاضلا، مشهورا بالخير والدّيانة، وولي المشيخة بعد أبيه، فأقام فيها نيّفا وثلاثين سنة.
وتوفي في شوال.
وفيها شمس الدّين محمد بن محمود بن محمد البالسي ثم القاهري [2] .
ولد سنة أربع وخمسين وسبعمائة، وسمع الكثير من ابن الملقّن، وصاهره على ابنته، وسمع من غيره أيضا. واستجاز له ابن الملقّن من مسندي الشام، منهم عمر بن أميلة، وأحمد بن السّيف، وصلاح الدّين بن أبي عمر، وأحمد بن المهندس، وآخرون. وحدّث في أواخر عمره، وكان حسن الخطّ، أحد رؤساء القاهرة.
ناب في الحكم في عدة بلاد.
تمرّض مدة ومات صحيح السّمع والبصر والأسنان.
[1] في «آ» و «ط» : «الصّفطي» بالصاد والتصحيح من «إنباء الغمر» (9/ 180) مصدر المؤلف و «الضوء اللامع» (9/ 285) .
[2]
ترجمته في «إنباء الغمر» (9/ 180) و «الضوء اللامع» (10/ 44) .