الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة تسع وتسعين وثمانمائة
فيها تقريبا توفي إسماعيل بن أحمد [1] بن عيسى البرلسي المغربي الفاسي [2] المالكي، المعروف بابن زرّوق [3] الإمام العلّامة الصّوفي.
قال المناوي في «طبقاته» : عابد من بحر العبر يغترف، وعالم بالولاية متصف، تحلى بعقود القناعة والعفاف، وبرع في معرفة الفقه والتصوف والأصول والخلاف، خطبته الدنيا فخاطب سواها، وعرضت عليه المناصب فردّها وأباها.
ولد سنة ست وأربعين وثمانمائة، ومات أبوه قبل تمام أسبوعه، فنشأ يتيما، وحفظ القرآن العظيم، وعدة كتب، وأخذ التصوف عن القوري وغيره، وارتحل إلى مصر، فحجّ وجاوز بالمدينة، وأقام بالقاهرة نحو سنة، واشتغل بها في العربية والأصول على الجوجري وغيره، وأخذ الحديث عن السّخاوي، ثم غلب عليه التصوف، فكتب على الحكم نيفا وثلاثين شرحا، وعلى «القرطبية في شرح المالكية» وعلى «رسالة ابن أبي زيد القيرواني» عدة شروح كلها مفيدة نافعة، وعمل «فصل السالمي» [4] أرجوزة، وشرح كتاب «صدور الترتيب» لشيخه الحضرمي بن عقبة، وشرح «حزب البحر» للشاذلي، وشرح «الأسماء الحسنى» جمع فيه بين طريقة علماء الظّاهر والباطن، وكتاب «قواعد الصوفية» وأجاده جدا.
[1] في «ط» : «إسماعيل بن محمد» .
[2]
ترجمته في جامع كرامات الأولياء» (1/ 360) .
[3]
في «ط» : «المعروف بزروق» وكذلك في «جامع كرامات الأولياء» .
[4]
في «آ» : «السلمي» .
ومن كلامه: المؤمن يلتمس المعاذير، والمنافق يتتبع المعايب والمعايير، والله في عون العبد ما دام العبد [1] . في عون أخيه.
وقال: مقام النبوة معصوم من الجهل بمولاه في كل حال من أول شؤونه إلى أبد الآبدين.
وقال: ما اتفق اثنان قطّ في شيء واحد من جميع الوجوه وإن اتفقا في أصل الأمر أو فروعه أو بعض جهاته، ولذلك قالوا: الطرق إلى الله بعدد أنفاس الخلائق [2] .
وقال: كل علم بلا عمل وسيلة بلا غاية، وعمل بلا علم جهالة. انتهى ملخصا.
وفيها القاضي تقي الدّين أبو بكر بن شمس الدّين محمد العجلوني الحنبلي، المشهور بابن البيدق [3] .
كان من أهل الفضل وأعيان الحنابلة بدمشق، أخذ العلم عن ابن قندس، والعلاء المرداوي، والبرهان ابن مفلح، وناب في الحكم بدمشق، وأفتى، وكانت سيرته حسنة.
وتوفي يوم الجمعة ثالث ذي الحجّة.
وفيها المولى قاسم الشهير بقاضي زاده الحنفي [4] الإمام العالم.
كان أبوه قاضيا بقسطموني، ونشأ ولده نشأة حسنة، واشتغل بالعلم والعبادة، واتصل إلى خدمة خضر بك بن جلال الدّين، وحصّل عنده علوما كثيرة، وتنقل في المدارس إلى أن صار قاضيا ببرسا فحمدت سيرته، ثم أعيد إلى إحدى المدارس الثمان، ثم ولي برسا ثانيا.
[1] لفظة «العبد» سقطت «آ» .
[2]
أقول: الطريق الصحيح إلى الله تعالى هو طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم. (ع) .
[3]
ترجمته في «المنهج الأحمد» الورقة (518) و «السحب الوابلة» ص (135) .
[4]
ترجمته في «الشقائق النعمانية» ص (116) و «الفوائد البهية» ص (154) .
وتوفي قاضيا بها، وكان مشتغلا بالعلم، ذكي الطبع، جيد القريحة، متصفا بالأخلاق الحميدة، صحيح العقيدة، سليم النّفس، له يد طولى في العلوم الرياضية، رحمه الله تعالى.
وفيها المولى محيى الدّين الشهير بأخوين الحنفي [1] الإمام العالم.
قرأ على علماء عصره، وتنقل في المدارس، حتّى صار مدرسا بإحدى الثمان، وكان من أعيان العلماء، له حاشية على «شرح التجريد» للشريف الجرجاني، ورسالة في أحكام الزنديق، ورسالة في شرح الربع المجيب، رحمه الله تعالى.
وفيها تقريبا المولى يوسف بن حسين الكرماسني الحنفي [2] الإمام العلّامة.
قرأ على خواجه زاده، وبرع في العلوم العربية والشرعية، وتنقل في المدارس، وصار قاضيا بمدينة برسا، ثم بمدينة قسطنطينية، وكان في قضائه، مرضي السيرة، محمود الطريقة، سيفا من سيوف الله تعالى، لا يخاف في الله لومة لائم.
ومن مصنفاته: «حاشية على المطول» و «شرح الوقاية» و «الوجيز في أصول الفقه» و «كتاب في علم المعاني» .
توفي بمدينة القسطنطينية، ودفن بجانب مكتبه الذي بناه عند جامع السلطان محمد.
[1] ترجمته في «الشقائق النعمانية» ص (116) و «معجم المؤلفين» (9/ 31) .
[2]
ترجمته في «الفوائد البهية» ص (227) وفيه: «الكرماسني» .