الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة خمس وثمانمائة
فيها استولى تمرلنك على أبي يزيد بن عثمان وأسر ولده موسى، ثم مات أبو يزيد في الأسر إمّا من القهر أو من غيره، وكان أبو يزيد من خيار ملوك الأرض، ولم يكن يلقّب [بلقب] ولا أحد من أبنائه وذريته، ولا دعي بسلطان ولا ملك، وإنما يقال الأمير تارة، وخوند [1] خان تارة أخرى، وكان مهابا يحبّ العلم والعلماء، ويكرم أهل القرآن، وكان يجلس بكرة النهار في مراح من الأرض متسع ويقف الناس بالبعد منه بحيث يراهم، فمن كانت له ظلامة رفعها إليه فأزالها في الحال، وكان الأمن في بلاده فاشيا للغاية، وكان يشترط [2] على كل من يخدمه أن لا يكذب ولا يخون، إلى غير ذلك من الأوصاف الحسنة، وترك لما مات [من الأولاد] سليمان [3] ، ومحمدا، وموسى، وعيسى، فاستقلّ بالملك سليمان [3] وسيأتي شيء من ذكره في ترجمة تيمور [4] .
وفيها استولى تيمور على غالب البلاد الرّومية ورجع إلى بلاده في شعبان من هذه السنة.
وفيها استشهد سعد الدّين أبو البركات محمد بن أحمد بن علي بن صبر الدّين [5] ، ملك الحبشة.
[1] قال الشيخ محمد أحمد دهمان في «معجم الألفاظ التاريخية» ص (70) : الخوند: في الفارسية، السيد العظيم أو الأمير، استعملت في العربية لقبا بمعنى السيد أو السيدة.
[2]
في «ط» و «إنباء الغمر» : «يشرط» .
[3]
في «آ» و «ط» : «سلمان» والتصحيح من «إنباء الغمر» مصدر المؤلف.
[4]
انظر «إنباء الغمر» (5/ 55- 60) وما بين الحاصرتين في الخبر مستدرك منه.
[5]
ترجمته في «إنباء الغمر» (5/ 88) و «الضوء اللامع» (7/ 16) .
استقر في مملكة الحبش بعد أخيه حقّ الدّين، فسار سيرته في جهاد الكفرة [1] ، وكانت عنده سياسة، وكسرت عساكره، وتعددت غاراته، واتسعت مملكته، حتّى وقع له مرّة أن بيع الأسرى الذين أسرهم من الحبشة كل عبدين بتفصيلة، وبلغ سهمه من بعض الغنائم أربعين ألف بقرة لم تبت عنده بقرة واحدة بل فرّقها وله في مدة ولايته وقائع وأخبار يطول ذكرها، فلما كان في هذه السنة جمع الحطي صاحب الحبشة جمعا عظيما وجهز عليه أميرا يقال له باروا، فالتقى الجمعان، فاستشهد من المسلمين جمع كثير، منهم أربعمائة شيخ من الصّلحاء أصحاب العكاكيز، وتحت يد كلّ واحد منهم عدة فقراء [2] واستبحر القتل في المسلمين حتّى هلك أكثرهم، وانهزم من بقي، ولجأ سعد الدّين إلى جزيرة زيلع في وسط البحر، فحصروه فيها، إلى أن وصلوا إليه، فأصيب في جبهته بعد وقوعه في الماء ثلاثة أيام، فطعنوه فمات، وكانت مدة ملكه ثلاثين سنة، واستولى الكفّار على بلاد المسلمين، وخرّبوا المساجد، وبنوا بدلها الكنائس، وأسروا وسبوا ونهبوا، وفرّ أولاد سعد الدّين، وهمّ صبر الدّين علي ومعه تسعة من إخوته إلى البرّ الآخر فدخلوا مدينة زبيد، فأكرمهم النّاصر أحمد بن الأشرف وأنزلهم وأعطاهم خيولا ومالا، فتوجهوا إلى مكان يقال له سيّارة فلحق بهم بعض عساكرهم، واستمرّ صبر الدّين على طريقة أبيه وكسر عدة من جيوش الحطي وحرق عدة من الكنائس، وغنم عدة غنائم. قاله ابن حجر.
وفيها توفي شهاب الدّين أحمد بن عبد الله بن الحسن البوصيري الشافعي [3] .
تفقه، ولازم الشيخ ولي الدّين الملوي، وبرع في الفنون، ودرّس مدة، وأفاد، وتعانى التّصوّف، وتكلّم على مصطلح المتأخرين فيه، وكان ذكيا، وسمع منه ابن حجر، ومات في جمادى الأولى.
[1] في «ط» : «الكفر» .
[2]
في «ط» : «فقرأ» وهو خطأ.
[3]
ترجمته في «إنباء الغمر» (5/ 93) و «الضوء» (1/ 359) .
وفيها شهاب الدّين أحمد بن عبد الله الحلبي ثم الدمشقي [1] قاضي كرك نوح.
قال ابن حجي: كان من خيار الفقهاء، وقد ولي القضاء القدس، وولي الخطابة والقضاء بكرك نوح ثم القدس، وناب في الخطابة بالجامع الأموي، وفي تدريس البادرائية، وتوفي في ذي الحجّة.
وفيها أحمد بن محمد بن عثمان بن عمر بن عبد الله الحنبلي [2] ، نزيل غزّة.
سمع من الميدومي، ومحمد بن إبراهيم بن أسد، وأكثر عن العلائي وغيرهم، وكان صالحا، دينا، خيّرا، بصيرا ببعض المسائل.
سكن غزّة واتخذ بها جامعا، وكان للناس فيه اعتقاد، ونعم الشيخ كان، وقرأ عليه ابن حجر عدة أجزاء، ومات في صفر وله اثنتان وسبعون سنة.
وفيها أحمد بن محمد بن عيسى بن الحسن الياسوفي ثم الدمشقي [3] ، المعروف بالثّوم- بمثلثة مضمومة-.
قال ابن حجر: روى عن أحمد بن علي بن الجزري وغيره، وكان له مال وثروة، ثم افتقر بعد الكائنة.
وتوفي في جمادى الآخرة عن ست وستين سنة.
وفيها شهاب الدّين أحمد بن يحيى بن أحمد بن مالك العثماني الصّرميني من معرّة صرمين [4] الشافعي.
[1] ترجمته في «إنباء الغمر» (5/ 94) و «الضوء اللامع» (1/ 371) .
[2]
ترجمته في «إنباء الغمر» (5/ 94) و «الضوء اللامع» (2/ 140) .
[3]
ترجمته في «إنباء الغمر» (5/ 95) و «الضوء اللامع» (2/ 163) .
[4]
تنبيه: كذا قال المؤلف رحمه الله: «الصّرميني من معرّة صرمين» وهو خطأ، والصواب:«المصريني من معرّة مصرين» ومعرّة مصرين من أعمال سرمين. انظر «معجم البلدان» (5/ 155) و «الدّر المنتخب» ص (164) والتعليق على «در الحبب» (1/ 187) وفي «إنباء الغمر» و «الضوء اللامع» :
اشتغل، ومهر، وكان قاضي بلده مدة، ثم ولي قضاء حلب بعد الفتنة العظمى دون الشهر، فاغتيل بعد صلاة الصبح، ضرب في خاصرته فمات ثالث عشر شوال، وكانت سيرته حسنة وفيه سكون.
وفيها تاج الدّين بهرام بن عبد الله بن عبد العزيز قاضي القضاة ابن الدّميري [1] المالكي [2] .
كان إماما في الفقه والعربية وغيرهما، وتصدّر للإفتاء والتدريس عدة سنين، وانتفع به الطلبة، ثم ولي قضاء قضاة المالكية، بالدّيار المصرية فحمدت سيرته، ولم يزل ملازما للاشتغال والأشغال، وقد انتهت إليه رئاسة السّادة المالكية في زمنه.
وتوفي يوم الاثنين سابع جمادى الآخرة.
وفيها سعد الدّين بن يوسف بن إسماعيل بن يوسف بن يعقوب بن سرور بن نصر بن محمد النّووي ثم الخليلي الشافعي [3] .
ولد سنة تسع وعشرين وسبعمائة، وقدم دمشق بعد الأربعين فاشتغل بها ومهر، وأخذ عن الذهبي، وشمس الدّين بن نباتة وغيرهما، وحمل عن التّاج المراكشي، وابن كثير، وقرأ عليه «مختصره» في علم الحديث، وأذن له، وحدّث، وأفتى، ودرّس.
قال ابن حجي: كان ذا ثروة جيدة فاحترقت داره في الفتنة، وأخذ ماله فافتقر فاحتاج أن يجلس مع الشهود، ثم ولي قضاء بعض القرى وقضاء بلد الخليل عليه السلام، فمات هناك في جمادى الأولى.
وفيها سارة بنت علي بن عبد الكافي السّبكي [4] .
[1] تحرفت في «آ» و «ط» إلى «الديري» والتصحيح من مصادر الترجمة.
[2]
ترجمته في «إنباء الغمر» (5/ 98) و «الضوء اللامع» (3/ 19) و «نيل الابتهاج» ص (101) .
[3]
ترجمته في «إنباء الغمر» (5/ 100) و «الضوء اللامع» (3/ 254) .
[4]
ترجمتها في «إنباء الغمر» (5/ 102) و «الضوء اللامع» (12/ 51) و «أعلام النساء» (2/ 138) .
قال ابن حجر: أسمعت من أحمد بن علي الجزري، وزينب بنت الكمال، وسمعت على أبيها أيضا، وتزوجها أبو البقاء، فلما مات تحولت إلى القاهرة، ثم رجعت إلى دمشق في أيام سري الدّين، وكان صاهرها، ثم رجعت إلى القدس، ثم إلى القاهرة، فسمعنا منها قديما، ثم في سنة موتها.
ماتت بالقاهرة في ذي الحجّة وقد جاوزت السّبعين.
وفيها عبد الله بن خليل بن الحسن بن طاهر بن محمد بن خليل بن عبد الرّحمن الحرستاني ثم الصّالحي المؤذن [1] .
سمع من الشّرف ابن الحافظ وغيره، وأجاز له الحجّار، وسمع منه ابن حجر.
وفيها عبد الجبّار بن عبد الله المعتزلي الحنفي الخوارزمي [2] عالم الدّشت، صاحب تيمور لنك وإمامه وعالمه.
ولد في حدود سنة سبعين وسبعمائة، وكان إماما عالما بارعا، متقنا للفقه، والأصلين، والمعاني، والبيان، والعربية، واللغة انتهت إليه الرئاسة في أصحاب تيمور، وكان هو عظيم دولته، ولما قدم تيمور البلاد الحلبية والشامية كان عبد الجبّار هذا معه، وباحث وناظر علماء البلدين، وكان فصيحا باللغات الثلاث [3] العربية، والعجمية، والتركية، وكانت له ثروة، ووجاهة، وعظمة، وحرمة زائدة إلى الغاية، وكان ينفع المسلمين في غالب الأحيان عند تيمور، وكان يتبرّم من صحبة تيمور ولا يسعه إلّا موافقته، ولم يزل عنده حتّى مات في ذي القعدة.
وفيها أبو الفضل عبد الرحمن بن أبي الخير محمد بن أبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن الحسيني الفاسي ثم المكّي المالكي [4] .
[1] ترجمته في «إنباء الغمر» (5/ 102) و «الضوء اللامع» (5/ 18) .
[2]
ترجمته في «إنباء الغمر» (5/ 103) و «الضوء اللامع» (4/ 35) و «الدليل الشافي» (1/ 394) .
[3]
في «ط» : «الثلاثة» .
[4]
ترجمته في «إنباء الغمر» (5/ 104) و «الضوء اللامع» (4/ 149) .
سمع من تاج الدّين ابن بنت أبي سعد، وشهاب الدّين الهكّاري، وغيرهما، وعني بالفقه فمهر فيه إلى الغاية، وشارك في غيره، ودرّس، وأفتى أكثر من أربعين سنة.
وتوفي بمكة في نصف ذي القعدة عن خمس وستين سنة.
وفيها تاج الدّين عبد الوهاب بن الشيخ عفيف الدّين عبد الله بن أسعد بن علي اليافعي المكّي الشافعي [1] .
اشتغل بالفقه، وأذن له الأبناسي، وسمع من أبيه وجماعة بمكة، ورحل إلى دمشق، فسمع من ابن أميلة وغيره، وتفقّه بالأميوطي وغيره، وكان خيّرا، عابدا، ورعا، قليل الكلام فيما لا يعنيه، وسمع منه ابن حجر.
وتوفي في رجب عن خمس وخمسين سنة.
وفيها الحافظ سراج الدّين عمر بن رسلان بن نصير بن صالح- وصالح هذا أول من سكن بلقينة- ابن شهاب [2] الدين [2] بن عبد الخالق بن مسافر بن محمد البلقيني الكناني الشافعي [2] شيخ الإسلام.
ولد ليلة الجمعة ثاني عشر شعبان سنة أربع وعشرين وسبعمائة، وحفظ القرآن العظيم وهو ابن سبع سنين، وحفظ «المحرّر» في الفقه، و «الكافية» لابن مالك في النحو، و «مختصر ابن الحاجب» في الأصول، و «الشاطبية» في القراءات، وأقدمه أبوه إلى القاهرة وله اثنتا عشرة سنة، فطلب العلم، واشتغل على علماء عصره، وأذن له في الفتيا وهو ابن خمس عشرة سنة، وسمع من الميدومي وغيره، وقرأ الأصول على شمس الدّين الأصفهاني، والنّحو على أبي حيّان، وأجاز له من دمشق الحافظان المزّي والذّهبي، وغيرهما، وفاق الأقران، واجتمعت فيه شروط الاجتهاد على وجهها، فقيل: إنه مجدّد القرن التاسع، وما رأى مثل نفسه، وأثنى عليه العلماء وهو شاب، وانفرد في آخره برئاسة العلم، وولي إفتاء دار
[1] ترجمته في «إنباء الغمر» (5/ 105) و «الضوء اللامع» (5/ 102) و «العقد الثمين» (5/ 534) .
[2]
ترجمته في «إنباء الغمر» (5/ 107) و «الضوء اللامع» (6/ 85) و «الدليل الشافي» (1/ 497) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (4/ 42- 52) .
العدل، وقضاء دمشق سنة تسع وستين وسبعمائة، فباشره مدة يسيرة، ثم عاد إلى القاهرة، وسافر إلى حلب سنة ثلاث وتسعين صحبة الظّاهر برقوق، واشتغل بها، ثم عاد صحبة السلطان، وعظم، وصار يجلس في مجلس السلطان فوق قضاة القضاة، وأكب على الأشغال والتصنيف، وانتفع به عامة الطلبة، وأتته الفتاوى من الأقطار.
ومن تصانيفه: شرحان على «الترمذي» «تصحيح المنهاج» لكنه لم يكمل [1] وغير ذلك [1] ، وكان أعجوبة زمانه حفظا واستحضارا.
قال برهان الدّين المحدّث: رأيته فريد دهره، فلم تر عيني أحفظ للفقه ولأحاديث الأحكام منه، ولقد حضرت دروسه وهو يقرئ «مختصر مسلم» للقرطبي [2] يتكلم على الحديث الواحد من بكرة إلى قريب الظّهر، وربما أذّن الظّهر ولم يفرغ من الحديث الواحد، واعترفت له علماء جميع الأقطار بالحفظ وكثرة الاستحضار. انتهى.
وتزوج بنت ابن عقيل، ولازمه [3] في شبيبته.
وممن أخذ عنه حافظ دمشق ابن ناصر الدّين وأثنى عليه بالحفظ وغيره، والحافظ ابن الحجر وقال: خرّجت له أربعين حديثا عن أربعين شيخا حدّث بها مرارا، وقرأت عليه «دلائل النّبوة» للبيهقي فشهد لي بالحفظ في المجلس العام، وقرأت عليه دروسا من «الروضة» وأذن لي، وكتب لي [4] خطه بذلك. انتهى.
وتوفي بالقاهرة نهار الجمعة حادي عشر ذي القعدة وصلّى عليه ولده جلال الدّين عبد الرحمن، ودفن بمدرسته التي أنشأها.
[1] ما بين الرقمين لم يرد في «ط» .
[2]
هو الإمام الحافظ المحدّث أحمد بن عمر بن إبراهيم الأنصاري القرطبي المالكي، المتوفى سنة (656) .
وقد تقدمت ترجمته في المجلد السابع ص (473) ومختصره لصحيح مسلم طبع في مصر منذ فترة قريبة، وقد صنّف شرحا لمختصره المشار إليه سمّاه «المفهم في شرح مختصر مسلم» وهو شرح نفيس جدير بالنشر والإخراج نظرا لما فيه من الفوائد النافعة.
[3]
في «ط» : «ولازمته» وهو خطأ.
[4]
لفظة «لي» سقطت من «ط» .
وفيها عميد بن عبد الله الخراساني الحنفي [1] ، قاضي تمرلنك.
مات بعد رجوعه من الرّوم في هذه السنة. قاله ابن حجر.
وفيها أمّ عمر كلثم [2] بنت الحافظ تقي الدّين محمد بن رافع السّلامي الدمشقية [3] .
سمعت من عبد الرحيم بن أبي اليسر حضورا وغيره، وأجازت لابن حجر.
وتوفيت في ربيع الأول.
وفيها شمس الدّين محمد بن محمد بن أحمد [4] بن محمود النّابلسي [5] الحنبلي، الشيخ الإمام العلّامة. تفقه على الشيخ شمس الدّين بن عبد القادر، وقرأ عليه العربية وأحكمها، ثم قدم دمشق بعد السبعين، فاستمر في طلب العلم في حلقة بهاء الدّين السّبكي، ثم جلس [في الجوزية] يشهد، واشتهر أمره، وعلا صيته [وكان له معرفة وكتابة حسنة] ، وقصد في الاشتغال [6] ، ولم يزل يترقى حتّى ولي قضاء قضاة الحنابلة بدمشق، وعزل وتولى مرارا، وكانت له حلقة لإقراء العربية يحضرها الفضلاء، ودرس بعدة مدارس، وكان ذا عظمة وبهجة زائدة، لكن باع من الأوقاف كثيرا بأوجه واهية سامحه الله، وتوفي بمنزله بالصالحية ليلة السبت ثاني عشر المحرم.
وفيها جمال الدّين محمد بن أحمد البهنسي ثم الدمشقي الشافعي [7] .
[1] ترجمته في «إنباء الغمر» (5/ 109) و «الضوء اللامع» (6/ 147) .
[2]
تصحف اسمها في «آ» و «ط» إلى «كليم» والتصحيح من مصادر الترجمة.
[3]
ترجمتها في «إنباء الغمر» (5/ 115) و «الضوء اللامع» (12/ 118) و «أعلام النساء» (4/ 284) .
[4]
كذا في «آ» و «ط» و «المنهج الأحمد» للعليمي مصدر المؤلف: «محمد بن محمد بن أحمد» والذي في باقي المصادر «محمد بن أحمد» .
[5]
ترجمته في «إنباء الغمر» (5/ 116) و «المقصد الأرشد» (2/ 366) و «الضوء اللامع» (7/ 170) و «المنهج الأحمة» الورقة (479) من القسم المخطوط وما بين الحاصرتين في الترجمة زيادة منه.
[6]
في «آ» و «ط» : «في الأشغال» والتصحيح من «المنهج الأحمد» مصدر المؤلف و «المقصد الأرشد» .
[7]
ترجمته في «إنباء الغمر» (5/ 119) و «الضوء اللامع» (7/ 125) .
اشتغل بالقاهرة، وحفظ «المنهاج» واتصل بالقاضي برهان الدّين ابن جماعة، ولما ولي قضاء الشام استنابه واعتمد عليه في أمور كثيرة، وكان حسن المباشرة، مواظبا عليها، وعنده ظرف ونوادر، وكان مقلّا، مع العفّة، ولما وقعت الكائنة العظمى بدمشق فرّ إلى القاهرة، فاستنابه القاضي جلال الدّين.
ومات في ذي القعدة.
وفيها علم الدّين محمد بن ناصر الدّين محمد بن محمد الدمشقي القفصي المالكي [1] .
كان أبوه جنديا، ثم ألبس ولده كذلك، ثم شغله بالعلم وهو كبير، ودار في الدروس، واشتغل كثيرا لكن مع قصور فهم وقلّة عقل وعناية بالعلم.
ولي قضاء دمشق إحدى عشرة مرّة في مدة خمس وعشرين سنة، أولها سنة تسع وسبعين، وولي قضاء حلب وحماة مرارا، وكان عفيفا.
قال القاضي علاء الدّين في «ذيل تاريخ حلب» : أصيب في الوقعة الكبرى بماله، وأسرت له ابنة، وسكن عقب الفتنة بقرية من قرى سمعان إلى أن نزح التتر عن البلاد، فرجع [2] إلى حلب على ولايته. قال: وكان بيننا صحبة، وكان يكرمني، وولّاني عدة وظائف علمية، ثم توجه إلى دمشق فقطنها، وولي قضاءها، ومات بها في المحرم ولم يكمل الستين، وهو قاضي دمشق. انتهى.
وفيها محمد بن يوسف الإسكندراني المالكي [3] .
قال ابن حجر: كان فقيه أهل الثّغر، درّس وأفتى، وانتهت إليه الرئاسة في العلم، وكان عارفا بالفقه، مشاركا في غيره، مع الدّين والصّلاح. انتهى.
وفيها محمود بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد المجيد بن هلال الدولة عمر بن منير الحارثي الدمشقي [4] ، موقع الدست بدمشق.
[1] ترجمته في «إنباء الغمر» (5/ 122) و «الضوء اللامع» (10/ 13) .
[2]
في «آ» و «ط» : «رجع» والتصحيح من «إنباء الغمر» مصدر المؤلف.
[3]
ترجمته في «إنباء الغمر» (5/ 123) و «الضوء اللامع» (10/ 137) و «نيل الابتهاج» ص (279) .
[4]
ترجمته في «إنباء الغمر» (5/ 124) و «الضوء اللامع» (10/ 143) .
كان كاتبا، مجوّدا، ناظما، ناثرا، مشهورا بالخفّة والرقاعة والضّنانة بنفسه.
أخذ عن صلاح الدّين الصّفدي وغيره، وسمع من إبراهيم بن الشّهاب محمود، وأجازت له زينب بنت الكمال.
ومن عيون [1] شعره ما قاله في فرجية خضراء أعطاه إيّاها بعض الرؤساء:
مدحت إمام العصر صدقا بحقّه
…
وما جئت فيما قلت بدعا ولا وزرا
تبعت أبا [2] ذرّ بمصداق لهجتي
…
فمن أجل هذا قد أظلّتني الخضراء [3]
وتوفي بالقاهرة فجأة وله فوق الستين.
وفيها بدر الدّين محمود بن محمد بن عبد الله العينتابي [4] ، الحنفي العابد الواعظ.
أخذ في بلاد الرّوم عن الشيخ موفق الدّين، وجمال الدّين الأقصرائي، ثم قدم عينتاب فنزل بجامع مؤمن مدة يذكّر الناس، وكان يحصل للناس في مجلسه رقّة [5] وخشوع وبكاء، وتاب على يده جماعة، ثم توجه إلى القدس زائرا، فأقام مدة، ثم رجع إلى حلب، فوعظ الناس في الجامع العتيق.
قال البدر العينتابي: أخذت عنه في سنة ثمانين تصريف العزّي، والفرائض السراجية، وغير ذلك، وذكرته في هذه السنة تبركا انتهى.
[1] في «آ» و «إنباء الغمر» : «ومن عنوان» .
[2]
في «ط» : «أبي» .
[3]
إشارة منه إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أظلّت الخضراء، ولا أقلّت الغبراء على رجل أصدق لهجة من أبي ذرّ» رواه الترمذي رقم (3802) في المناقب: باب مناقب أبي ذرّ رضي الله عنه، وابن ماجة رقم (156) ورواه الحاكم في «المستدرك» (3/ 342) وصححه، ووافقه الذهبي، وهو حديث صحيح.
[4]
ترجمته في «إنباء الغمر» (5/ 125) و «الضوء اللامع» (10/ 146) .
[5]
في «آ» و «ط» : «دقة» والتصحيح من «إنباء الغمر» مصدر المؤلف.
وفيها أمّ عيسى مريم بنت أحمد بن أحمد بن قاضي القضاة شمس الدّين محمد بن إبراهيم الأذرعي [1] .
قال ابن حجر: سمعت الكثير من علي بن عمر الواني، وأبي أيوب الدّبوسي، والحافظ قطب الدّين الحلبي، وناصر الدّين بن سمعون، وغيرهم، وأجاز لها التّقي الصّائغ وغيره من المسندين بمصر والحجاز، وغيره من الأئمة بدمشق، خرّجت لها «معجما» في مجلدة، وقرأت عليها الكثير من مسموعاتها وأشياء كثيرة بالإجازة، وهي أخت شمس الدّين المتقدم ذكره في هذه السنة عاشت أربعا وثمانين سنة ونعمت الشيخة كانت ديانة وصيانة ومحبة في العلم، وهي آخر من حدّثت عن أكثر مشايخها المذكورين، وقد سمع أبو العلاء الفرضي من يوسف الدبوسي، وسمعت هي منه، وبينهما في الوفاة مائة وبضع سنين.
انتهى.
[1] ترجمتها في «إنباء الغمر» (5/ 126) و «الضوء اللامع» (12/ 124) و «أعلام النساء» (5/ 37) .