الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة ثلاث وثمانين وثمانمائة
فيها توفي شهاب الدّين أحمد بن إسماعيل بن أبي بكر بن عمر بن خالد الإبشيطي [1]- بكسر الهمزة، وسكون الموحدة، وكسر المعجمة، آخره طاء مهملة- الشافعي ثم الحنبلي الصّوفي الإمام العلّامة البارع المفنّن.
قال العليمي: مولده بإبشيط [2] في سنة اثنتين وثمانمائة، وكان من أهل العلم، والدّين، والصّلاح، مقتصدا، في مأكله وملبسه، وكان يلبس قميصا خشنا، ويلبس فوقه في الشتاء فروة كبّاشية، وإذا اتسخ قميصه يغسله في بركة المؤيدية بماء فقط، وكان بيده خلوة له بقعة منها فيها برش خوص، وتحت رأسه طوبتان، وإلى جانبه قطعة خشب عليها بعض كتب له، وبقية الخلوة فيها حبال السّاقية والعليق، بحيث لا يختص من الخلوة إلّا بقدر حاجته.
وكان له كل يوم ثلاثة أرغفة يأكل رغيفا واحدا ويتصدق بالرغيفين.
وكان معلومه [3] في كل شهر نحو أشرفي، يقتات منه في كل شهر بنحو خمسة أنصاف فضة، وهي عشرة دراهم شامية أو أقلّ، والباقي من الأشرفي يتصدّق به. وكان هذا شأنه دائما، لا يدّخر شيئا، يفضل عن كفايته، مع الزّهد، ووقع له مكاشفات وأحوال تدلّ على أنه من كبار الأولياء، وانقطع في آخر عمره بالمدينة الشريفة أكثر من عشرين سنة، وتواتر القول بأنه كان يقرئ الجان.
[1] ترجمته في «الضوء اللامع» (1/ 235- 237) و «المنهج الأحمد» الورقة (507) و «الذيل التام على دول الإسلام» (2/ 181) من المنسوخ.
[2]
ابشيط من أعمال الغربية في مصر. انظر «التحفة السّنية» ص (71) .
[3]
أي راتبه.
وتوفي بالمدينة المشرّفة في شهر رمضان.
وفيها تقي الدّين أبو بكر بن زيد الجراعي [1] الحنبلي الإمام العلّامة الفقيه القاضي.
كان من أهل العلم والدّين، وهو رفيق الشيخ علاء الدّين المرداوي في الاشتغال على الشيخ تقي الدّين بن قندس، وباشر نيابة القضاء بدمشق، وتوجه إلى الدّيار المصرية، فاستخلفه القاضي عزّ الدّين الكناني في الحكم، وباشر عنه بالمدرسة الصالحية، وله «غاية المطلب في معرفة المذهب» و «تصحيح الخلاف المطلق» مجلد لطيف. و «الألغاز الفقهية» مجلد لطيف. و «شرح أصول ابن اللحّام» مجلد.
وكان يحدّ السكران بمجرد وجود الرائحة على إحدى الروايتين، وسئل عن دير قائم البناء تهدّم من حيطانه المحيطة به هدما صارت الحيطان منه قريبة من الأرض فطلع لأهله حرامية لصوص وقتلوا راهبا، فهل للرّهبان رفع الحيطان كما كانت تحرّزا من اللصوص، وهل لهم أن يبنوا على باب الدّير فرنا وطاحونا؟
والحالة أن هذا الدّير بعيد من المدينة غير مشرف على عمارة أحد من المسلمين، فما الحكم في ذلك؟، فأجاب بالجواز في بناء الحائط المتهدّم. قال: وأما بناء الفرن والطاحون، فإن كانت الأرض مقرة في أيديهم فلهم البناء لأنهم إنما يمنعون من إحداث المتعبدات لا من غيرها، والله أعلم.
توفي بدمشق.
وفيها شهاب الدّين أحمد بن أبي بكر بن العماد الحموي الحنبلي [2] .
رحل في ابتداء أمره إلى القاهرة، واشتغل بالعلم على القاضي جمال الدّين بن هشام، ثم اشتغل بدمشق على الشيخ جمال الدّين يوسف
[1] ترجمته في «الضوء اللامع» (6/ 32- 33) و «المنهج الأحمد» الورقة (507) و «السحب الوابلة» ص (127) و «تاريخ البصروي» بتحقيق العلبي ص (86) وقد تحرفت «الجراعي» فيه إلى «الخزاعي» فلتصحح.
[2]
ترجمته في «الضوء اللامع» (2/ 260) و «المنهج الأحمد» الورقة (508) .
المرداوي، وتفقه على ابن قندس، وأذن له بالإفتاء، وباشر نيابة الحكم بحلب، ثم قدم القاهرة، وأقام بها مدة يحترف بالشهادة، ثم أتى مدينة حماة فتوفي بها في شعبان.
وفيها علاء الدّين علي بن محمد بن عبد الرحمن بن عمر البلقيني القاهري [1] الشافعي الإمام العالم.
توفي في شعبان وقد زاحم الثمانين.
وفيها ملك اليمن علي بن طاهر بن تاج الدّين [2] .
توفي في ربيع الثاني عن بضع وسبعين سنة.
وفيها قاضي القضاة شمس الدّين أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن الزّكي الغزّي الحنبلي [3] .
ولي قضاء الحنابلة بغزّة في دولة الملك الظّاهر جقمق، فباشر مباشرة حسنة.
وكان شكلا حسنا، عليه أبّهة ووقار، واستمر في الولاية إلى أن توفي بغزّة في شوال.
[1] ترجمته في «الضوء اللامع» (5/ 310) و «الذيل التام على دول الإسلام» (2/ 182) من المنسوخ.
[2]
ترجمته في «الضوء اللامع» (5/ 233) و «الذيل التام على دول الإسلام» (2/ 183) من المنسوخ.
[3]
ترجمته في «المنهج الأحمد» الورقة (508) .