الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة أربع وستين وثمانمائة
فيها كان الطّاعون العظيم بغزّة، ثم الشام والقدس، ومات فيه من لا يحصى.
وفيها توفي برهان الدّين إبراهيم بن علي بن محمد بن داود البيضاوي ثم المكّي الشافعي، ويعرف بالزّمزمي [1] الإمام العلّامة.
توفي في ربيع الأول عن ست وثمانين سنة.
وفيها شهاب الدّين أحمد بن علي بن محمد بن الشحّام [2] الحنبلي المؤذن بالجامع الأموي.
ولد في خامس عشري المحرم سنة إحدى وثمانين وسبعمائة، وسمع من جماعة، وروى عنه جماعة من الأعيان.
وتوفي بالقدس الشريف في نهار الثلاثاء تاسع جمادى الآخرة.
وفيها تقريبا قاضي القضاة تقي الدّين أبو الصّدق أبو بكر بن محمد بن الصّدر البعلي الحنبلي [3] .
ولد سنة سبع وسبعين وسبعمائة، وروى عمّن عن الحجّار. وسمع على الشيخ شمس الدّين بن اليّونانية البعلي ببعلبك. وولي قضاء طرابلس مدة
[1] ترجمته في «الضوء اللامع» (1/ 86) و «معجم الشيوخ» لابن فهد ص (45- 46) .
[2]
ترجمته في «الضوء اللامع» (2/ 41) و «السحب الوابلة» ص (85) .
[3]
ترجمته في «الضوء اللامع» (11/ 90) و «السحب الوابلة» ص (134) .
طويلة، وكان حسن السيرة، وأجاز الشيخ نور الدّين العصياتي، وأخذ عنه جماعات.
وفيها جلال الدّين محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم المحلّي [1] الشافعي تفتازاني العرب، الإمام العلّامة.
قال في «حسن المحاضرة» : ولد بمصر سنة إحدى وتسعين وسبعمائة، واشتغل، وبرع في الفنون، فقها، وكلاما، وأصولا، ونحوا، ومنطقا، وغيرها.
وأخذ عن البدر محمود الأقصرائي، والبرهان البيجوري، والشمس البساطي، والعلاء البخاري، وغيرهم.
وكان علّامة، آية في الذكاء والفهم. كان بعض أهل عصره يقول فيه: إن ذهنه يثقب الماس. وكان هو يقول عن نفسه: إنّ فهمي لا يقبل الخطأ، ولم يك [2] يقدر على الحفظ، وحفظ كرّاسا من بعض الكتب فامتلأ بدنه حرارة. وكان غرّة هذا العصر في سلوك طريق السّلف، على قدم من الصّلاح والورع، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، يواجه بذلك أكابر الظّلمة والحكّام، ويأتون إليه فلا يلتفت إليهم، ولا يأذن لهم في الدخول عليه. وكان عظيم الحدّة جدا لا يراعي أحدا في القول، يؤسي في عقود المجالس على قضاة القضاة وغيرهم وهم يخضعون له ويهابونه ويرجعون إليه، وظهرت له كرامات، وعرض عليه القضاء الأكبر فامتنع، وولي تدريس الفقه بالمؤيّدية والبرقوقية، وقرأ عليه جماعة. وكان قليل الإقراء، يغلب عليه الملل والسآمة، وسمع الحديث من الشّرف بن الكويك.
وكان متقشفا في مركوبه وملبوسه، ويتكسّب بالتجارة، وألّف كتبا تشدّ إليها الرّحال في غاية الاختصار والتحرير والتنقيح وسلاسة العبارة وحسن المزج والحل، وقد
[1] ترجمته في «الضوء اللامع» (7/ 39) و «الذيل التام على دول الإسلام» (2/ 80- 81) من المنسوخ، و «حسن المحاضرة» (1/ 442) و «صفحات لم تنشر من بدائع الزهور في وقائع الدهور» لابن إياس ص (68) و «الأعلام» (5/ 333) و «معجم المؤلفين» (8/ 311- 312) وكتابي «زهرات الياسمين» ص (75- 77) طبع مكتبة دار العروبة بالكويت.
[2]
في «آ» : «ولم يكن» وكلاهما بمعنى.
أقبل عليها الناس وتلقوها بالقبول وتداولوها، منها «شرح جمع الجوامع» في الأصول، و «شرح المنهاج» في الفقه، و «شرح بردة المديح» و «مناسك» و «كتاب في الجهاد» ومنها أشياء لم تكمل ك «شرح القواعد» لابن هشام، و «شرح التسهيل» كتب منه قليلا جدا، و «حاشية على شرح جامع المختصرات» و «حاشية على جواهر الأسنوي» و «شرح الشمسية» في المنطق، وأجلّ كتبه التي لم تكمل «تفسير القرآن» كتب منه من أول الكهف إلى آخر القرآن، وهو ممزوج محرّر في غاية الحسن، وكتب على الفاتحة وآيات يسيرة من البقرة وقد كملته [1] بتكملة على نمطه من أول البقرة إلى آخر الإسراء [2] .
وتوفي في أول يوم من سنة أربع وستين وثمانمائة انتهى.
[1] القائل: الحافظ جلال الدّين السيوطي في «حسن المحاضرة» مصدر المؤلف.
[2]
قلت: واشتهر هذا التفسير من بعد ذلك ب «تفسير الجلالين» وقد طبع عدة مرات في مصر والشام ولبنان، آخرها طبعته المتقنة الجيدة المصادرة عن دار ابن كثير، وقد تفضل بالتقديم لها والدي الأستاذ المحدّث الشيخ عبد القادر الأرناؤوط، وقمت أنا بالتعريف بالجلالين عقب تقديمه، وقد صدرت هذه الطبعة عام (1407) هـ- وأعيد طبعها مصورة عدة مرات آخرها هذا العام.