المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌سنة إحدى وثمانمائة وهي أول القرن التاسع من الهجرة - شذرات الذهب في أخبار من ذهب - جـ ٩

[ابن العماد الحنبلي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد التاسع]

- ‌تقديم [1] للأستاذ الدكتور شاكر الفحّام نائب رئيس مجمع اللّغة العربيّة بدمشق المدير العام لهيئة الموسوعة العربيّة

- ‌نسخة أخرى من منتخب شذرات الذّهب بين أيدينا

- ‌سنة إحدى وثمانمائة وهي أول القرن التاسع من الهجرة

- ‌سنة اثنتين وثمانمائة

- ‌سنة ثلاث وثمانمائة

- ‌سنة أربع وثمانمائة

- ‌سنة خمس وثمانمائة

- ‌سنة ست وثمانمائة

- ‌سنة سبع وثمانمائة

- ‌سنة ثمان وثمانمائة

- ‌سنة تسع وثمانمائة

- ‌سنة عشر وثمانمائة

- ‌سنة إحدى عشرة وثمانمائة

- ‌سنة اثنتي عشرة وثمانمائة

- ‌سنة ثلاث عشرة وثمانمائة

- ‌سنة أربع عشرة وثمانمائة

- ‌سنة خمس عشرة وثمانمائة

- ‌سنة ست عشرة وثمانمائة

- ‌سنة سبع عشرة وثمانمائة

- ‌سنة ثمان عشرة وثمانمائة

- ‌سنة تسع عشرة وثمانمائة

- ‌سنة عشرين وثمانمائة

- ‌سنة إحدى وعشرين وثمانمائة

- ‌سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة

- ‌سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة

- ‌سنة أربع وعشرين وثمانمائة

- ‌سنة خمس وعشرين وثمانمائة

- ‌سنة وست وعشرين وثمانمائة

- ‌سنة سبع وعشرين وثمانمائة

- ‌سنة ثمان وعشرين وثمانمائة

- ‌سنة تسع وعشرين وثمانمائة

- ‌سنة ثلاثين وثمانمائة

- ‌سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة

- ‌سنة اثنتين وثلاثين وثمانمائة

- ‌سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة

- ‌سنة أربع وثلاثين وثمانمائة

- ‌سنة خمس وثلاثين وثمانمائة

- ‌سنة ست وثلاثين وثمانمائة

- ‌سنة سبع وثلاثين وثمانمائة

- ‌سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة

- ‌سنة تسع وثلاثين وثمانمائة

- ‌سنة أربعين وثمانمائة

- ‌سنة إحدى وأربعين وثمانمائة

- ‌سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة

- ‌سنة ثلاث وأربعين وثمانمائة

- ‌سنة أربع وأربعين وثمانمائة

- ‌سنة خمس وأربعين وثمانمائة

- ‌سنة ست وأربعين وثمانمائة

- ‌سنة سبع وأربعين وثمانمائة

- ‌سنة ثمان وأربعين وثمانمائة

- ‌سنة تسع وأربعين وثمانمائة

- ‌سنة خمسين وثمانمائة

- ‌سنة إحدى وخمسين وثمانمائة

- ‌سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة

- ‌سنة ثلاث وخمسين وثمانمائة

- ‌سنة أربع وخمسين وثمانمائة

- ‌سنة خمس وخمسين وثمانمائة

- ‌سنة ست وخمسين وثمانمائة

- ‌سنة سبع وخمسين وثمانمائة

- ‌سنة ثمان وخمسين وثمانمائة

- ‌سنة تسع وخمسين وثمانمائة

- ‌سنة ستين وثمانمائة

- ‌سنة إحدى وستين وثمانمائة

- ‌سنة اثنتين وستين وثمانمائة

- ‌سنة ثلاث وستين وثمانمائة

- ‌سنة أربع وستين وثمانمائة

- ‌سنة خمس وستين وثمانمائة

- ‌سنة ست وستين وثمانمائة

- ‌سنة سبع وستين وثمانمائة

- ‌سنة ثمان وستين وثمانمائة

- ‌سنة تسع وستين وثمانمائة

- ‌سنة سبعين وثمانمائة

- ‌سنة إحدى وسبعين وثمانمائة

- ‌سنة اثنتين وسبعين وثمانمائة

- ‌سنة ثلاث وسبعين وثمانمائة

- ‌سنة أربع وسبعين وثمانمائة

- ‌سنة خمس وسبعين وثمانمائة

- ‌سنة ست وسبعين وثمانمائة

- ‌سنة سبع وسبعين وثمانمائة

- ‌سنة ثمان وسبعين وثمانمائة

- ‌سنة تسع وسبعين وثمانمائة

- ‌سنة ثمانين وثمانمائة

- ‌سنة إحدى وثمانين وثمانمائة

- ‌سنة اثنتين وثمانين وثمانمائة

- ‌سنة ثلاث وثمانين وثمانمائة

- ‌سنة أربع وثمانين وثمانمائة

- ‌سنة خمس وثمانين وثمانمائة

- ‌سنة ست وثمانين وثمانمائة

- ‌سنة سبع وثمانين وثمانمائة

- ‌سنة ثمان وثمانين وثمانمائة

- ‌سنة تسع وثمانين وثمانمائة

- ‌سنة تسعين وثمانمائة

- ‌سنة إحدى وتسعين وثمانمائة

- ‌سنة اثنتين وتسعين وثمانمائة

- ‌سنة ثلاث وتسعين وثمانمائة

- ‌سنة أربع وتسعين وثمانمائة

- ‌سنة خمس وتسعين وثمانمائة

- ‌سنة ست وتسعين وثمانمائة

- ‌سنة سبع وتسعين وثمانمائة

- ‌سنة ثمان وتسعين وثمانمائة

- ‌سنة تسع وتسعين وثمانمائة

- ‌سنة تسعمائة

الفصل: ‌سنة إحدى وثمانمائة وهي أول القرن التاسع من الهجرة

بسم الله الرحمن الرحيم

‌سنة إحدى وثمانمائة وهي أول القرن التاسع من الهجرة

قال ابن حجر [1] : دخلت وسلطان مصر والشام والحجاز الملك الظّاهر أبو سعيد برقوق، وسلطان الرّوم أبو يزيد بن عثمان، وسلطان اليمن من نواحي تهامة الملك الأشرف إسماعيل بن الأفضل بن المجاهد، وسلطان اليمن من نواحي الجبال الإمام الزّيدي الحسني علي بن صلاح، [2] وسلطان المغرب الأدنى أبو فارس عبد العزيز الحفصيّ [2] ، وسلطان المغرب الأوسط [3] أبو سعيد عثمان [3] المرّيني، وسلطان المغرب الأقصى ابن الأحمر، وصاحب البلاد الشرقية تيمور كوركان، المعروف باللّنك، وصاحب بغداد أحمد بن أويس، وأمير مكّة حسن بن عجلان بن رميثة الحسني، وبالمدينة ثابت بن نفير، والخليفة العبّاسي، أبو عبد الله محمد المتوكل على الله بن المعتضد بالله أبي بكر، ويدعى أمير المؤمنين، ونازعه في هذا الاسم الإمام الزّيدي وبعض ملوك المغرب، وصاحب اليمن، لكن خطيبها يدعو في خطبته للمستعصم العبّاسي أحد الخلفاء ببغداد.

وكان نائب دمشق يومئذ تنم الحسني، وبحلب أرغون شاه، وبطرابلس آقبغا الجمالي، وبحماة القلمطاوي [4] ، وبصفد شهاب الدّين بن الشيخ علي، وبغزّة طيفور. انتهى.

[1] انظر «إنباء الغمر» (4/ 1- 2) .

[2]

ما بين الرقمين سقط من «ط» .

[3]

ما بين الرقمين من «إنباء الغمر» الذي بين يدي.

[4]

تحرفت في «ط» إلى «الغلمطاوي» .

ص: 11

وقال الحافظ السّخاوي [1] : قد أفردت تراجم أهله في ست مجلدات.

وفيها غزا اللّنك بلاد الهند، واستولى على دلّي [2] ، وسبى منها خلقا كثيرا، ولما رجع إلى سمرقند بيع السّبي [3] الهندي [3] برخص عظيم لكثرته.

وفيها توفي العلّامة برهان الدّين أبو محمد إبراهيم بن موسى بن أيوب الأبناسي [4]- بفتح الهمزة، وسكون الموحدة بعدها نون، وفي آخره سين، نسبة إلى أبناس قرية صغيرة بالوجه البحري-.

ولد على ما نقل من خطّه بأبناس سنة خمس وعشرين وسبعمائة تقريبا [5] .

وقدم القاهرة وله بضع وعشرون سنة، وسمع بها وبدمشق من جماعة. وخرّج له الحافظ ولي الدّين بن العراقي «مشيخة» وتخرّج في فقه الشافعية على الشيخين جمال الدّين الإسنائي، وولي الدّين المنفلوطي، وغيرهما. وتخرّج في الحديث بمغلطاي.

قال المؤرخ ناصر الدّين بن الفرات: كان شيخ الدّيار المصرية، مربيا للطلبة، وله مصنفات في الحديث، والفقه، والأصول، والعربية، وحجّ وجاور مرات.

وقال الحافظ ابن حجر: مهر في الفقه، والأصول، والعربية، وشغل فيها، وبنى زاوية بالمقس ظاهر القاهرة، وأقام بها يحسن إلى الطلبة ويجمعهم على التفقه ويرتب لهم ما يأكلون [6] ، ويسعى لهم في الرزق، خصوصا الواردين من النّواحي، فصار أكثر الطلبة بالقاهرة تلامذته، وتخرّج به خلق كثير، وكان حسن التعليم، لين الجانب، متواضعا، بشوشا، متعبدا، متقشفا، مطّرح التكلّف، وقد عيّن للقضاء فتوارى، وذكر أنه فتح المصحف فخرج: قال رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ 12: 33

[1] قلت: قاله في الورقة (48/ 1) من كتابه «الذيل التام على دول الإسلام» ويقصد بذلك كتابه «الضوء اللامع» .

[2]

وتعرف الآن: ب- «دلهي» وهي عاصمة دولة الهند الآن كما كانت في السابق.

[3، 3] ما بين الرقمين سقط من «آ» .

[4]

ترجمته في «الضوء اللامع» و «إنباء الغمر» (4/ 144- 147) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (4/ 1- 4) وقد ذكره المؤلف فيمن مات سنة (802 هـ) . انظر ص (27) .

[5]

وجاء في «الضوء اللامع» ما نصه: «وقال مرة حين سئل عنه: لا أدري يعني تحقيقا» .

[6]

كذا في «آ» و «إنباء الغمر» وفي «ط» : «ما يأكلونه» .

ص: 12

[يوسف: 33] ولم يزل مستمرا على طريقته وإفادته ونفعه إلى أن حجّ، فمات راجعا في المحرّم بعيون القصب بالقرب من عقبة إيلة ودفن هناك.

وفيها شهاب الدّين أحمد بن إبراهيم بن عبد العزيز بن علي الموصلي الأصل الدّمشقي ابن الخبّاز [1] ، نزيل الصّالحية.

قال في «إنباء الغمر» : سمع من أبي بكر بن الرّضي، وزينب بنت الكمال، وغيرهما، وحدّث. سمع منه صاحبنا الحافظ غرس الدّين وأظنه استجازه لي، ومات في شهر ربيع الأول عن بضع وثمانين سنة. انتهى.

وفيها شهاب الدّين أحمد بن أبي بكر بن محمد العبّادي الحنفي [2] .

تفقّه على السّراج الهندي، وفضل، ودرّس، وشغل، ثم صاهر القليجي، وناب في الحكم، ووقّع على القضاة [3] . ودرّس بمدرسة النّاصر حسن، وكان يجمع الطلبة ويحسن إليهم، وحصلت له محنة مع السّالمي، وأخرى مع الملك الظّاهر. وتوفي في ثامن أو تاسع عشر ربيع الآخر.

وفيها أحمد بن سليمان بن محمد بن سليمان بن مروان الشّيباني البعلبكي ثم الصّالحي [4] ، أحد رواة «الصحيح» عن الحجّار. وسمع أيضا من [5] غيره، وله إجازة من أبي بكر بن محمد بن عنتر السّلمي وغيره، وحدّث، ومات في ذي الحجّة.

وفيها القاضي برهان الدّين أحمد بن عبد الله السّيواسي [6] الحنفي، قاضي سيواس.

[1]«إنباء الغمر» (4/ 36) و «الضوء اللامع» (1/ 195) وما بين الحاصرتين زيادة منه.

[2]

ترجمته في «إنباء الغمر» (4/ 39) و «الدّرر الكامنة» (1/ 112) ولم يذكر فيه سنة وفاته، و «الطبقات السنية» (1/ 288) و «الدليل الشافي» (1/ 36) و «الضوء اللامع» (1/ 262) .

[3]

في «ط» : «القضاء» .

[4]

ترجمته في «الضوء اللامع» (1/ 309) .

[5]

في «ط» : «منه» .

[6]

ترجمته في «إنباء الغمر» (4/ 40) و «الدّرر الكامنة» (1/ 344) وفيه وفاته أواخر سنة (800) و «الضوء اللامع» (1/ 370) و «الطبقات السّنية» (1/ 374) .

ص: 13

قدم حلب، واشتغل بها، ودخل القاهرة، ورجع إلى سيواس فصاهر صاحبها، ثم عمل عليه حتّى قتله، وصار حاكما بها، وقد قتل في المعركة لما نازله التتار الذين كانوا بأذربيجان، وكان جوادا فاضلا. وله نظم.

وفيها القاضي عماد الدّين أبو عيسى أحمد بن عيسى بن موسى بن جميل المعيريّ [1]- بكسر الميم، وسكون العين المهملة، وفتح التحتية، وآخره راء، نسبة إلى معير بطن من بني أسد [2]- الكركي العامري الأزرقي الشّافعي.

ولد في شعبان سنة إحدى وأربعين وسبعمائة، وحفظ «المنهاج» واشتغل بالفقه وغيره، وسمع الحديث من التبّاني [3] وغيره، وسمع بالقاهرة من أبي نعيم بن الحافظ تقي الدّين عبيد الإسعردي وغيره، وحدّث ببلده قديما سنة ثمان وثمانين، ولما قدم القاهرة قاضيا خرّج له الحافظ أبو زرعة «مشيخة» سمعها عليه الحافظ ابن حجر، وكان أبوه قاضي الكرك، فلما مات استقرّ مكانه وقدم القاهرة سنة اثنتين وسبعين، ثم قدمها سنة اثنتين وثمانين.

وكان كبير القدر في بلده، محبّبا إلى أهلها بحيث لا يصدرون إلّا عن رأيه، فاتفق أن الظّاهر لما سجن في الكرك قام هو وأخوه علاء الدّين علي في خدمته، فحفظ لهما ذلك، فلما تمكّن أحضرهما إلى القاهرة وولّى عماد الدّين قضاء الشافعية، وعلاء الدّين كتابة السرّ، وذلك في رجب سنة اثنتين وتسعين [4] ، فباشر بحرمة ونزاهة، واستكثر من النوّاب وشدّد في ردّ رسائل الكبار، وتصلب في الأحكام فتمالؤوا عليه، فعزل في أواخر سنة أربع وتسعين، واستمرت عليه وظائف كثيرة، ثم شغرت خطابة الأقصى وتدريس الصّلاحية سنة تسع وتسعين، فقررهما عليه السّلطان، وباشرهما بالقدس، وانجمع عن الناس، وأقبل على العبادة

[1] ترجمته في «إنباء الغمر» (4/ 41) و «الضوء اللّامع» (2/ 60) .

[2]

وفي «الضوء اللامع» «المقيري» : بضم الميم، ثم قاف مفتوحة، وآخره راء مصغر نسبة للمقيري قرية من أعمال الكرك» .

[3]

في «إنباء الغمر» و «الضوء اللامع» : «البياني» .

[4]

كذا في «آ» و «الضوء اللامع» : «اثنتين وتسعين» وفي «ط» و «إنباء الغمر» : «اثنتين وسبعين» .

ص: 14

والتّلاوة إلى أن مرض، فنزل عن خطابة القدس لولده شرف الدّين عيسى، ثم مات في سابع عشري [1] ربيع الأول.

وفيها شهاب الدّين أحمد بن محمد بن أبي بكر بن السلّار الصّالحي [2] ابن أخي الشيخ ناصر الدّين إبراهيم.

ولد سنة اثنتين وعشرين وسبعمائة، وأحضر على أبي العبّاس بن الشّحنة، وأجاز له أيوب بن نعمة الكحّال، والشّرف بن الحافظ، وعبد الله بن أبي التّائب، وآخرون. وحدّث، فسمع منه الحافظ غرس الدّين، وأجاز لي [3] ، وتوفي في أواخر ذي الحجّة.

وفيها تاج الدّين أبو العبّاس أحمد بن محمد بن عبد الرحمن البلبيسي الشافعي الخطيب [4] .

ولد سنة ثمان وعشرين وسبعمائة، واشتغل، وتفقه، ولم يحصل له من سماع الحديث ما يناسب سنّه، لكنه لما جاور بمكة سمع من الكمال بن حبيب عدّة كتب، حدّث عنه بها ك- «معجم ابن قانع» و «أسباب النزول» و «جزء ابن ماجة» . وولي أمانة الحكم بالقاهرة، ودرّس بالجامع الخطيري، وخطب به، وناب في الحكم ببولاق، ومات في ربيع الأول.

وفيها ناصر الدّين أحمد بن جمال الدّين محمد بن شمس الدّين محمد بن رشيد الدّين محمد بن عوض الإسكندراني الزّبيري [5]- نسبة إلى الزّبير بن العوّام- المالكي.

قال ابن حجر: مهر [6] وفاق الأقران في العربية، وولي قضاء بلده، ثم قدم القاهرة، وظهرت فضائله، وولي قضاء المالكية بها فباشره بعفّة ونزاهة، وناب عنه البدر الدّماميني، وقال فيه من أبيات:

[1] وفي رواية: «سابع عشر» .

[2]

ترجمته في «إنباء الغمر» (4/ 44) و «الضوء اللامع» (2/ 105) .

[3]

تحرفت هذه اللفظة في «آ» و «ط» إلى «والمعازفي» والتصحيح من مصدري الترجمة.

[4]

ترجمته في «إنباء الغمر» (4/ 44- 45) و «الضوء اللامع» (2/ 123) .

[5]

ترجمته في «إنباء الغمر» (4/ 46) و «الضوء اللامع» (2/ 192) .

[6]

تحرفت في «ط» إلى «بهر» .

ص: 15

وأجاد فكرك في بحار علومه

سبحا لأنّك من بني العوّام

وكان عاقلا، متودّدا، موسّعا عليه في المال، سليم الصّدر، طاهر الذيل، قليل الكلام، لم يؤذ أحدا بقول ولا فعل، وعاشر النّاس بجميل فأحبوه، شرح «التسهيل» و «مختصر ابن الحاجب» ، وتوفي في أول شهر رمضان.

وفيها الملك الظّاهر برقوق بن آنص [1] بن عبد الله الجركسي العثماني [2] .

ذكر الخواجا عثمان الذي أحضره من بلاد الجركس أنه اشتراه منه يلبغا الكبير، واسمه حينئذ الطنبغا، فسمّاه برقوقا لنتوء في عينيه، فكان في خدمة يلبغا من جملة المماليك الكتابية، ثم كان فيمن نفي إلى الكرك بعد قتل يلبغا، ثم اتصل بخدمة منجك نائب الشام، ثم حضر معه إلى مصر، ثم اتصل بخدمة الأشرف شعبان، فلما قتل الأشرف ترقى برقوق إلى أن أعطي إمرة أربعين، وكان هو وجماعة من إخوته في خدمة إينبك [3] ثم [4] ، لما قام طلقتمر [5] على اينبك، وقبض عليه ركب بركة، وبرقوق ومن تابعهما على المذكور، وأقاما طشتمر العلائي مدبرا لمملكة أتابكا واستمروا [6] في خدمته إلى أن قام عليه مماليكه في أواخر سنة تسع وسبعين، فآل الأمر إلى استقلال بركة وبرقوق في تدبير المملكة بعد القبض على طشتمر، فلم تطل الأيام حتّى اختلفا وتباينت أغراضهما، وقد سكن برقوق في الاصطبل السلطاني، وأول شيء صنعه أن قبض على ثلاثة من أكابر الأمراء كانوا من أتباع بركة، فبلغه ذلك، فركب على برقوق، ودام الحرب بينهما أياما، إلى أن قبض على بركة وسجنه بالإسكندرية، وانفرد برقوق بتدبير المملكة إلى أن دخل شهر رمضان سنة أربع وثمانين، تم له أمر الاستقلال [7] بالملك فجلس على تخت

[1] في «آ» و «ط» : «ابن أنس» وما أثبته من مصادر الترجمة.

[2]

ترجمته في «إنباء الغمر» (4/ 50) و «الضوء اللامع» (3/ 10- 11) و «الدليل الشافي» (1/ 187) .

[3]

كذا في «آ» و «ط» و «إنباء الغمر» : «إينبك» وفي «الضوء اللامع» : «أيبك» .

[4]

تحرفت في «آ» و «ط» إلى «شم» بالشين.

[5]

في «آ» و «ط» : «طلعتمر» بالعين والتصحيح من مصدري الترجمة.

[6]

تحرفت في «آ» و «ط» إلى «واشتهروا» والتصحيح من مصدري الترجمة.

[7]

في «ط» : «الأمر استقلالا» .

ص: 16

الملك ولقّب الملك الظاهر، وبايعه الخليفة وهو المتوكل محمد بن المعتضد، والقضاة، والأمراء، ومن تبعهم، وخلعوا الصّالح حاجي بن الأشرف، وأدخل به إلى دور أهله بالقلعة، واستمرّ في الملك إلى وفاته، وجرت عليه أتعاب، وكان شهما شجاعا، ذكيا، خبيرا بالأمور، عارفا بالفروسية، خصوصا اللعب بالرّمح، يحب الفقراء ويتواضع لهم، ويتصدق كثيرا ولا سيما إذا مرض، وأبطل في ولايته كثيرا من المكوس، وضخم ملكه حتّى خطب له على منابر توريز [1] ، وضربت الدنانير والدراهم فيها باسمه، وعلى منابر ماردين والموصل وسنجار وغير ذلك، وكان جهوري الصوت، كبير اللّحية، واسع العينين، محبّا لجمع المال، طمّاعا، جدا.

ومن آثاره المدرسة القائمة بين القصرين بالقاهرة، لم يتقدم بناء مثلها، وعمل جسر الشريعة وانتفع به المسافرون كثيرا. وفي ذلك يقول شمس الدّين محمد المزيّن:

بنى سلطاننا للنّاس جسرا

بأمر والوجوه له مطيعة

مجازا في الحقيقة للبرايا

وأمرا بالسّلوك على الشّريعه

وبالجملة فإنه كان أعظم ملوك الجراكسة بلا مدافعة، بل المتعصب يقول:

إنه أعظم ملوك الترك قاطبة.

وتوفي على فراشه ليلة نصف شوال بالقاهرة عن نحو ستين سنة، وترك من الذهب العين ألفي ألف ألف دينار وأربعمائة ألف دينار، ومن الأثاث وغيره ما قيمته ألف ألف دينار [2] وأربعمائة ألف دينار [2] . قاله المقريزي.

وعهد بالسلطنة إلى ابنه فرج ولده يومئذ عشر سنين.

وفيها الشيخ الصّالح عبد الله بن سعد بن عبد الكافي المصري ثم المكّي

[1] انظر «تقويم البلدان» ص (400) .

[2، 2] ما بين الرقمين سقط من «آ» .

ص: 17

المعروف بالحرفوش [1] ، صاحب كتاب «الحريفيش» في الوعظ.

كان رجلا عالما زاهدا صوفيا واعظا، مشهورا بالخير، وللناس فيه اعتقاد زائد، ويخبر بأشياء فتقع كما يقول. وجاور بمكة أكثر من ثلاثين سنة، ومات في أول هذه السنة.

وفيها ستّ القضاة بنت عبد الوهاب بن عمر بن كثير [2] ابنة أخي الحافظ عماد الدّين.

حدّثت بالإجازة عن القاسم بن عساكر وغيره من الشيوخ الشام، وعن علي الواني وغيره من شيوخ مصر، وخرّج لها صلاح الدّين «أربعين حديثا» عن شيوخها.

وتوفيت في جمادى الآخرة وقد جاوزت الثمانين.

وفيها صفية بنت القاضي عماد الدّين إسماعيل بن محمد بن العزّ الصّالحية [3] .

ولي أبوها القضاء، وحدّثت هي بالإجازة عن الحجّار، وأيوب الكحّال، وغيرهما، وسمعت من عبد القادر الأيوبي، وماتت في المحرّم.

وفيها جمال الدّين عبد الله بن شهاب الدّين أحمد بن صالح بن أحمد بن خطّاب الزّهري الشافعي [4] .

ولد في جمادى الآخرة سنة تسع وستين، وحفظ «التمييز» وأذن له أبوه في الإفتاء، ودرّس بالقليجية وغيرها، وناب في الحكم، وكان عالي الهمّة.

توفي في المحرّم.

[1] ترجمته في «إنباء الغمر» (4/ 63) و «الضوء اللامع» (5/ 20) و «العقد الثمين» (5/ 171) و «إتحاف الورى» ص (417) .

[2]

ترجمتها في «إنباء الغمر» (4/ 60) و «الضوء اللامع» (12/ 57) و «أعلام النساء» (2/ 164) .

[3]

ترجمته في «إنباء الغمر» (4/ 64- 62) و «أعلام النساء» (2/ 331- 332) .

[4]

ترجمته في «إنباء الغمر» (4/ 62) و «الضوء اللامع» (5/ 7) .

ص: 18

وفيها جمال الدّين عبد الله بن أبي عبد الله السّكوني [1]- بفتح السين المهملة وضم الكاف وفي آخره نون، نسبة إلى سكون بطن من كندة- المالكي، أحد المدرسين في مذهبه.

كان بارعا في العلم، مع الدّين والخير، ودرّس بالأشرفية.

وتوفي في ربيع الآخر.

وفيها عبد الرحمن بن أحمد بن الموفق إسماعيل بن أحمد الصّالحي المعروف بابن الذّهبي الحنبلي [2] ناظر المدرسة الصّلاحية بالصّالحية.

حدّث عن ابن أبي النائب، ومحمد بن أيوب بن حازم، وزينب بنت الكمال، وأجاز له الحجّار، وأجاز هو للشهاب بن حجر. وقال: بلغني أنه تغيّر بآخرة، ولم يحدّث في حال تغيره.

وتوفي في جمادى الأولى وقد جاوز السبعين.

وفيها صدر الدّين عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن داود الكفري الشافعي [3] .

عنى بالفقه، وناب في الحكم في دمشق، ومات بها في المحرم عن أربعين سنة، وكانت له همّة في طلب الرئاسة. قاله ابن حجر.

وفيها عبد الرحمن بن موسى بن راشد بن طرخان الملكاوي [4] ابن أخي الشيخ شهاب الدّين الشافعي.

اشتغل بالفقه، وحفظ «المنهاج» ونظر في الفرائض، واعترته في آخر أمره غفلة، وكان مع ذلك حافظا لأمره، وتوفي في المحرم ولم يكمل الخمسين.

[1] ترجمته في «إنباء الغمر» (4/ 63) و «الضوء اللامع» (5/ 20) .

[2]

ترجمته في «إنباء الغمر» (4/ 64) و «الضوء اللامع» (4/ 45) و «المقصد الأرشد» (2/ 82) و «الجوهر المنضد» ص (53) و «القلائد الجوهرة» ص (425) .

[3]

ترجمته في «إنباء الغمر» (4/ 65) و «الضوء اللامع» (4/ 89) وفيه: «الكفيري» .

[4]

ترجمته في «إنباء الغمر» (4/ 66) .

ص: 19

وفيها علي بن أحمد بن الأمير بيبرس [1] الحاجب المعروف بأمير علي بن الحاجب المقرئ.

تلا بالسبع، وكان حسن الأداء، مشهورا بالمهارة في العلاج، يقال: عالج بمائة وعشرة أرطال.

مات في ربيع الآخر وقد شاخ. قاله ابن حجر.

وفيها علي بن أيبك بن عبد الله الدمشقي الشاعر [2] .

اشتهر بالنّظم، وكان له إلمام بالتاريخ، وعلّق «تاريخا» لحوادث زمانه.

ومن شعره:

كأنّ الرّاح لمّا راح يسعى

بها في الرّاح ميّاس القوام

سنا المرّيخ في كفّ الثّريّا

يحيّينا به بدر التّمام

ومنه:

مليح قام يجذب غصن بان

فمال الغصن منعطفا عليه

وميل الغصن نحو أخيه طبع

وشبه الشّيء منجذب إليه

وأجاز ابن حجر العسقلاني.

وتوفي في ثاني عشر ربيع الأول عن اثنتين وسبعين سنة.

وفيها عمر بن سراج الدّين عبد اللطيف بن أحمد المصري الفيّومي الشافعي [3] ، نزيل حلب.

تفقه بالقاهرة على السّراج البلقيني وغيره، ثم رحل إلى حلب، فولي بها قضاء العسكر، ثم عزل، وكان فقيها بارعا في الفرائض، مشاركا في بقية العلوم.

وله نظم ونثر [4] ، وخمّس البردة.

[1] ترجمته في «أنباء الغمر» (4/ 67) و «الوضوء اللامع» (5/ 165) .

[2]

ترجمته في «إنباء الغمر» (4/ 67) و «الضوء اللامع» (5/ 194) .

[3]

ترجمته في «إنباء الغمر» (4/ 74) و «الضوء اللامع» (4/ 324) . وفيه: «عبد اللطيف ابن أحمد» .

[4]

في «ط» : «وله نثر ونظم» .

ص: 20

ومن شعره:

دع منطقا فيه الفلاسفة الألى

ضلّت عقولهم ببحر مغرق

واجنح إلى نحو البلاغة واعتبر

إنّ البلاء موكّل بالمنطق

ومنه فيما يحيض من الحيوان الناطق وغيره:

المرأة والخفّاش ثمّ الأرنب

والضّبع الرّابع ثمّ المرآب

وفي كتاب «الحيوان» يذكر للجاحظ: أنكر عنه ما لا ينكر.

قتل في أواخر المحرم في خان غباغب خارج دمشق وهو قاصد الديار المصرية.

وفيها قنبر بن عبد الله العجمي الشّرواني الأزهري الشافعي [1] .

اشتغل في بلده، وقدم الديار المصرية فأقام بالجامع الأزهر، وكان معرضا عن الدنيا، قانعا باليسير، يلبس صيفا وشتاء قميصا ولبادا، وعلى رأسه كوفية لبد لا غير، وكان لا يتردد إلى أحد، ولا يسأل من أحد شيئا، وإذا فتح عليه بشيء ما أنفقه على من حضر، وكان يحبّ السّماع والرقص، ويتنزه في أماكن النّزهة على هيئته، ومهر في الفنون العقلية، وتصدّر بالجامع الأزهر، واشتغل، وكان حسن التقرير، جيد التعليم.

قال ابن حجر: اجتمعت به مرارا، وسمعت درسه، وكان يذكر بالتّشيّع، وشوهد مرارا يمسح على رجليه من غير خف.

وتوفي في شعبان.

وفيها شمس الدّين محمد بن أحمد بن أبي العزّ بن أحمد بن أبي العزّ بن صالح بن وهب الأذرعي الأصل الدمشقي الحنفي، المعروف بابن النشو [2] .

ولد سنة إحدى وعشرين، وأسمع من الحجّار، وإسحاق الآمدي،

[1] ترجمته في «إنباء الغمر» (4/ 76) و «الضوء اللامع» (6/ 225) .

[2]

ترجمته في «إنباء القمر» (4/ 80) .

ص: 21

وعبد القادر بن الملوك، وغيرهم، وحدّث، وكان أحد العدول بدمشق، وتوفي في صفر.

وفيها شرف الدّين أبو بكر محمد بن عمر العجلوني [1] نزيل حلب، المعروف بابن خطيب سرمين.

أصله من عجلون، ثم سكن أبوه عزاز، وولي خطابة سرمين، وقرأ المترجم بحلب على الباريني، وسمع من ابن العجمي وغيره، ووعظ على الكرسي بحلب، وحجّ وجاور بمكّة مرارا، وسمع منه في مجاورته في هذه السنة ابن حجر، وكتب هو عن أبي عبد الله بن جابر الأعمى المغربي قصيدته البديعية [2] وحدّث بها عنه، وسمعها منه ابن حجر.

وتوفي بمكة في سادس عشر صفر.

وفيها بدر الدّين محمد بن أحمد بن موسى الدمشقي الرّشادي [3] الفقيه الشافعي.

اشتغل كثيرا ونسخ بخطّه الكثير، ودرّس، بالعصرونية، وكان منجّما قليل الشرّ.

أفتى ودرّس.

وتوفي في ربيع الأول وقد جاوز الأربعين.

وفيها الملك المنصور محمد بن الملك المظفّر حاجي بن النّاصر محمد بن قلاوون الصّالحي [4] .

ولد سنة ثمان وأربعين وسبعمائة، وولي السلطنة بعد عمّه النّاصر حسن في جمادى الأولى سنة اثنتين وستين، ودبّر دولته يلبغا، وسافر معه إلى الشام، وكان عمره إذ ذاك نحو خمس عشرة سنة، فترعرع بعد أن رجع من السفر، وكثر أمره ونهيه، فخشي يلبغا منه، فأشاع أنه مجنون، وخلعه من السلطنة في شعبان سنة

[1] ترجمته في «إنباء الغمر» (4/ 80) و «الضوء اللامع» (7/ 33) و «العقد الثمين» (1/ 363) .

[2]

في «ط» : «البديعة» .

[3]

ترجمته في «إنباء الغمر» (4/ 82) و «الضوء اللامع» (7/ 114) .

[4]

ترجمته في «إنباء الغمر» (4/ 83) و «الضوء اللامع» (7/ 216) و «الدليل الشافي» (2/ 611) .

ص: 22

أربع وستين، فكانت مدة سلطنته ثلاث سنين وشهرين وخمسة أيام، واعتقل بالحوش في المكان الذي به ذرّيّة الملك الناصر إلى أن مات في تاسع محرم هذه السنة، وخلّف عشرة أولاد، وقرّر لهم الملك الظّاهر مرتبا.

وفيها نسيم الدّين أبو عبد الله محمد بن سعيد بن مسعود بن محمد بن علي النّيسابوري ثم الكازروني [1] الفقيه الشافعي.

نشأ بكازرون، وكان يذكر أنه من ذرّيّة أبي علي الدّقّاق، وأنه ولد سنة خمس وثلاثين وسبعمائة، وأن المزّي أجاز له، واشتغل بكازرون على أبيه، وبرع في العربية، وشارك في الفقه وغيره مشاركة حسنة، مع عبادة ونسك وخلق رضيّ.

وحجّ وأقام بمكّة مدة طويلة، ثم حجّ سنة اثنتين وثمانين، وجاور بمكة أيضا نحو ست عشرة سنة، وكان حسن التعليم، غاية في الورع، وانتفع به أهل مكّة وغيرهم.

قال السيوطي: وروى لنا عنه جماعة من شيوخنا المكّيّين.

وتوفي ببلده في هذه السنة.

وفيها أمين الدّين محمد بن علي بن عطاء الدمشقي [2] .

كان فاضلا، بارعا [3] في التصوف والعقليات، درّس بالأسدية. وكان يسجل على القضاة وإليه النّظر على وقف جدّه الصّاحب شهاب الدّين بن تقي الدّين مات في ذي الحجّة.

وفيها شمس الدّين أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن علي بن ضرغام بن عبد الكافي البكري بن سكر [4]- بضم المهملة وتشديد الكاف- الحنفي المصري، نزيل مكة.

[1] ترجمته في «إنباء الغمر» (4/ 84) و «الضوء اللامع» (10/ 21) و «بغية الوعاة» (1/ 113) .

[2]

ترجمته في «إنباء الغمر» (4/ 86) و «الضوء اللامع» (8/ 196) .

[3]

في «ط» : «فارعا» وهو خطأ.

[4]

ترجمته في «إنباء الغمر» (4/ 86) و «الضوء اللامع» (8/ 196) و «غاية النهاية» (2/ 207) و «العقد الثمين» (2/ 201) .

ص: 23

ولد سنة ثمان عشرة وسبعمائة، وطلب الحديث والقراءات، وسمع ما لا يحصى ممن لا يحصى، وجمع شيئا كثيرا، بحيث كان لا يذكر له «جزء» حديثي إلّا ويخرّج سنده من ثبته عاليا أو نازلا. وذكر أن سبب كثرة مروياته وشيوخه أنه كان إذا قدم الركب مكّة طاف على الناس في رحالهم ومنازلهم يسأل من له رواية أو حظ من علم، فيأخذ عنه مهما استطاع، وكتب بخطّه ما لا يحصى من كتب الحديث، والفقه، والأصول، والنحو، وغيرها. وخطّه رديء، وفهمه بطيء، وأوهامه كثيرة.

قال ابن حجر: سمعت منه بمكة وقد أقرأ القراءات بها وتغير بأخرة تغيّرا يسيرا. وكان ضابطا للوفيات، محبا للمذاكرة.

مات في صفر. انتهى.

وفيها شمس الدّين محمد بن علي بن يعقوب الشّافعي النّابلسي الأصل، نزيل حلب [1] .

ولد سنة بضع وخمسين وسبعمائة، وكان فقيها مشاركا في العربية والميقات، وحفظ أكثر «المنهاج» و «التمييز» للمازري، وأكثر «الحاوي» و «العمدة» و «الشّاطبية» و «التسهيل» و «مختصر ابن الحاجب» و «منهاج البيضاوي» وغيرها.

وكان يكرّر عليها.

قال البرهان المحدّث بحلب: كان سريع الإدراك، محافظا على الطّهارة، سليم اللّسان، صحيح العقيدة، لا أعلم بحلب أحدا من الفقهاء على طريقته.

مات في تاسع عشر ربيع الآخر.

وفيها بدر الدّين محمد بن جمال الدّين محمد بن أحمد بن طوق الطّواويسي [2] الكاتب.

سمع بعناية زوج أخته الحافظ شمس الدّين الحسيني من أصحاب الفخر

[1] ترجمته في «إنباء الغمر» (4/ 88) و «الضوء اللامع» (8/ 225) .

[2]

ترجمته في «إنباء الغمر» (4/ 89) و «الضوء اللامع» (9/ 5) .

ص: 24

وغيرهم، وحدّث عن زينب بنت الخبّاز وغيرها، وأجاز له جماعة، وباشر ديوان الإنشاء مع الشّهرة بالأمانة.

وتوفي في آخر ذي الحجّة وقد قارب التسعين.

وفيها بدر الدّين محمود بن عبد الله الكلستاني [1] نسبة إلى الكلستان، لأنه كان في مبدأ أمره يقرأ كتاب سعدي [2] العجمي، المعروف بالكلستاني السّرائي نسبة إلى مدينة من مدن الدّشت الحنفي كاتب السرّ بالدّيار المصرية.

اشتغل ببلاده ثم ببغداد، وقدم دمشق خاملا، ثم قدم مصر، فحصل له نوع يسر وظهور لقربه عند الجوباني، فلما ولي نيابة الشام قدم معه، وولي تدريس الظّاهرية، ثم ولي مشيخة الأسدية بعد الياسوفي، وأعطى تصدير الجامع الأموي، ثم رجع إلى مصر فأعطاه الظّاهر وظائف كانت لجمال الدّين محمود القشيري، فلما رضي عن جمال الدّين استعاده بعضها، منها تدريس الشيخونية، ثم لما سار السلطان إلى حلب احتاج إلى من يقرأ له كتابا بالتّركي، ورد عليه من اللّنك فلم يجد من يقرؤه، فاستدعى به، وكان قد صحبهم في الطريق، فقرأه، وكتب الجواب فأجاد، فأمره السلطان أن يكون صحبته إلى أن ولّاه كتابة السرّ فباشرها [3] بحشمة ورئاسة، وكان يحكي عن نفسه أنه أصبح ذلك اليوم لا يملك الدرهم الفرد، فما أمسى ذلك اليوم إلّا وعنده من الخيل والبغال والجمال والمال والمماليك والملبوس والآلات ما لا يوصف كثرة، وكان حسن الخطّ جدا مشاركا في النّظم والنثر والفنون، مع طيش وخفّة.

وتوفي في خامس جمادى الأولى وخلّف أموالا جمّة يقال إنها وجدت بعده مدفونة في كراسي المستراح. قاله ابن حجر.

[1] ترجمته في «إنباء الغمر» (8/ 92) و «الضوء اللامع» (10/ 136) و «الدليل الشافي» (2/ 726) .

[2]

في «ط» : «سعد» .

[3]

في «ط» : «وباشرها» .

ص: 25