الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سنة أربع عشرة وثمانمائة
في رجبها رجم رجل تركماني بدمشق تحت قلعتها اعترف بالزّنا وهو محصن فأقعد في حفرة ورجم حتّى مات [1] .
وفيها توفي إبراهيم بن محمد بن حسين الموصلي ثم المصري [2] ، نزيل مكة المشرّفة المالكي.
أقام بمكة ثلاثين سنة، وكان يتكسّب بالنسخ بالأجرة، مع العبادة، والورع، والدّين المتين، وكان يحجّ ماشيا من مكة، وأثنى عليه المقريزي، وتوفي بمكّة.
وفيها محيى الدّين أحمد بن إبراهيم بن أحمد الشيخ الإمام العلّامة القدوة ابن النّحاس الدمشقي الشافعي [3] .
صنّف في الجهاد كتابا حافلا سمّاه «مصارع العشاق» [4] استجاب الله فيه دعاءه، فإنه قال في أول سجعه فيه [5] : أحمدك اللهم [ربّ] وأسألك أعلى رتب الشهادة. واختصره هو بنفسه، وله «تنبيه الغافلين عن أعمال الجاهلين» في الحوادث والبدع نفيس في بابه، قتل بدمياط لما دهمها الفرنج، فخرج هو وجماعة من أهلها، وجرت وقعة كبيرة، فقتل في المعركة مقبلا غير مدبر.
[1] انظر «إنباء الغمر» (7/ 23) .
[2]
ترجمته في «إنباء الغمر» (7/ 29) وفيه «إبراهيم بن أحمد» و «الضوء اللامع» (1/ 13) و «العقد الثمين» (3/ 249) .
[3]
ترجمته في «إنباء الغمر» (7/ 31) و «الضوء اللامع» (1/ 203) .
[4]
واسمه الكامل كما في «كشف الظنون» (2/ 1686) : «مشارع الأشواق إلى مصارع العشاق» .
[5]
انظر «كشف الظنون» وما بين الحاصرتين مستدرك منه.
وفيها شهاب الدّين أحمد بن محمد بن مفلح بن مفرج الرّاميني ثم الدمشقي الصّالحي [1] الحنبلي، وأخو الشيخ تقي الدّين.
ولد سنة أربع وخمسين وسبعمائة، واشتغل على أخيه الشيخ برهان الدّين وغيره، وحصّل ودأب، وأجاز له جدّه قاضي القضاة جمال الدّين المرداوي، وقاضي القضاة شرف الدّين بن قاضي الجبل، وناب في الحكم بدمشق مدة، ثم ترك ذلك، وأقبل على الله تعالى، وكان فقيها صالحا متعبدا.
توفي بالصّالحية وصلّي عليه بالجامع المظفّري ودفن بالرّوضة عند رجل والديه.
وفيها بدر الدّين حسين بن علي بن محمد بن عبد الرحمن الأذرعي ثم الصالحي الشافعي، المعروف بابن قاضي أذرعات [2] .
تفقه في صباه على الشّرف ابن الشّريشي، والنّجم بن الجابي، وتعانى الأدب، وفاق الأقران، ومهر في الفنون، ودرّس، وأفتى، وناظر، وناب في الحكم، ثم تركه تورعا، وولي عدة إعادات، وأذن له البلقيني بالإفتاء لما قدم الشام سنة ثلاث وتسعين، وكان يثني عليه كثيرا، ودخل القاهرة بعد الكائنة العظمى، واجتمع بابن حجر، فسمع كل منهما من الآخر.
وتوفي بدمشق بالطّاعون في المحرم أو صفر، ودفن بمقبرة الشيخ رسلان.
وفيها أبو الفضل عبد الرحمن بن شهاب الدّين أحمد بن محمد بن أبي الوفا الشّاذلي المالكي المصري [3] .
اشتغل في صباه قليلا، وتعانى النّظم، فقال الشعر الفائق، وكان ذكيا، حسن الأخلاق، لطيف الطّباع.
ومن نظمه في «مرثية محبوب» له:
[1] ترجمته في «إنباء الغمر» (7/ 32) و «الضوء اللامع» (2/ 207) .
[2]
ترجمته في «إنباء الغمر» (7/ 34) و «الضوء اللامع» (3/ 152) .
[3]
ترجمته في «إنباء الغمر» (7/ 35) و «الضوء اللامع» (4/ 58) وفيه: «ويسمى محمدا أيضا» .
مضت قامة كانت أليفة مضجعي
…
فلله ألحاظ لها ومراشف
ولله أصداغ حكين عقاربا
…
فهنّ على الحكم المعنّى سوالف
وما كنت أخشى أمس إلا من الجفا
…
وإنّي على ذاك الجفا اليوم آسف
رعى الله أيّاما وناسا عهدتهم
…
جيادا ولكنّ اللّيالي صيارف
غرق في بحر النّيل. وهو:
محمد بن عبيد اليشكالسي [1] .
وعبد الله بن أحمد التّنسي [2] جمال الدّين قاضي المالكية وابن قاضيهم.
وفيها علي بن سيف [3] علي بن سليمان اللّواتي الأصل الأبياري النّحوي الشافعي المصري [4] ، نزيل دمشق.
ولد سنة بضع وخمسين وسبعمائة بالقاهرة، ونشأ بغزّة يتيما فقيرا، فحفظ «التنبيه» ثم دخل دمشق فعرضه على تاج الدّين السّبكي فقرّره في بعض المدارس، واستمرّ في دمشق، وأخذ عن العنّابي وغيره، ومهر في العربية، وأشغل الناس، وأدّب أولاد ابن الشهيد، وقرأ عليه «التيسير» وسمع الكمال بن حبيب، وابن أميلة، وغيرهما، وكان خازن كتب السميساطية، وحصّل كثيرا من الكتب والوظائف، وفاق في حفظ اللغة، وعني بالأصول، فقرا «مختصر ابن الحاجب» دروسا على المشايخ، وأكثر مطالعة كتب الأدب، ولم يتزوج قطّ، ونهب ما حصّله في فتنة اللّنك، ودخل القاهرة بعد الكائنة العظمى، فأقام بها، وحصّل كتبا، ثم قدم دمشق، ثم رجع ففوضت له مشيخة البيبرسية، ثم قرّر في تدريس الشافعي، وحدّث بالبيبرسية ب «سنن أبي داود» و «جامع الترمذي» عن ابن أميلة، وبغير ذلك. وسمع منه ابن حجر. قال: وكان فقير النّفس، شديد الشكوى، وكلما
[1] ترجمته في «إنباء الغمر» (7/ 36- 42) و «الضوء اللامع» (8/ 139) .
[2]
ترجمته في «إنباء الغمر» (7/ 36) و «الضوء اللامع» (5/ 12) .
[3]
في «آ» و «ط» : «ابن سند» والتصحيح من مصادر الترجمة.
[4]
ترجمته في «إنباء الغمر» (7/ 38) و «الضوء اللامع» (5/ 230) و «بغية الوعاة» (2/ 169) .
حصل له شيء اشترى به كتبا، ثم تحوّل بما جمعه إلى دمشق في هذه السنة، وجمع جزءا في الرد على «تعقبات أبي حيّان» لابن مالك.
وتوفي بدمشق في ذي الحجّة وتفرّقت كتبه شذر مذر.
وفيها شمس الدّين محمد بن خليل بن محمد العرضي الغزّي الشافعي [1] .
ولد قبل الستين وسبعمائة، واشتغل بالفقه فمهر فيه إلى أن فاق الأقران، وصار يستحضر أكثر المذهب، مع المعرفة بالطبّ وغيره.
توفي في جمادى الأولى.
وفيها فتح الدّين محمد بن محمد بن الشيخ شمس الدّين محمد بن محمد بن محمد بن يوسف بن الجزري الدمشقي [2] الشافعي، نزيل بلاد الرّوم ثم دمشق.
باشر الأتابيكة بدمشق إلى أن مات.
قال ابن حجي: كان ذكيا، جيد الذهن، يستحضر «التنبيه» ويقرأ بالروايات.
أخذ ذلك عن أبيه وعن الشيخ صدقة، وغيرهما، وعاش والده بعده دهرا، وباشر تدريس الأتابكية بدمشق ونظرها إلى أن توفي في صفر مطعونا.
وفيها محمد الشّبراوي [3] .
قال ابن حجر: اشتغل كثيرا، وكان مقتدرا على الدّرس، فدرّس كتاب «الشفا» وعرضه، ثم درّس «مختصر مسلم» للمنذري، ولم يكن بالماهر.
مات في سلخ السنة. انتهى.
[1] ترجمته في «إنباء الغمر» (7/ 42) و «الضوء اللامع» (9/ 287) .
[2]
ترجمته في «إنباء الغمر» (7/ 43) و «الضوء اللامع» (9/ 287) .
[3]
ترجمته في «إنباء الغمر» (7/ 44) وفيه: «محمد بن مسكين بن مسعود الشبراوي» و «الضوء اللامع» (7/ 262) وفيه: «محمد بن سليمان بن مسعود الشبراوي» .
وفيها يحيى بن محمد بن حسن بن مرزوق المرزوقي الجبلي- بكسر الجيم وسكون الباء الموحدة- اليماني الشافعي [1] .
تفقه على رضي الدّين بن أبي داود، وسمع من علي بن شدّاد، واشتغل كثيرا، وكان عابدا، ديّنا خيّرا [2] ، يتعانى السّماعات على طريق الصّوفية ويجتمع الناس عنده لذلك.
توفي في جمادى الآخرة وقد بلغ ثمانين سنة.
[1] ترجمته في «إنباء الغمر» (7/ 45) و «الضوء اللامع» (11/ 247) .
[2]
في «ط» : «خيّرا ديّنا» .