الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وغيرهما، وروى عنه أبو عيسى الترمذي، وغيره، وقال طلحة بن محمد في حقه: أحد أعلام الدنيا، وقد اشتهر أمره، وعرف خبره، ولم يستتر عن الكبير والصغير من الناس فضلُه وعلمه ورئاسته وسياسته.
توفي سنة 242، وحكى أبو عبد الله الحسينُ بنُ عبد الله بن سعيد، قال: كان يحيى بن أكثم القاضي صديقًا لي، وكان يودني وأوده، فمات يحيى، فكنت أشتهي أن أراه في المنام، فأقول: ما فعل الله بك؟ فرأيته ليلة في المنام، فقلت: ما فعل الله بك؟ فقال: غفر لي، إلا أنه وَبَّخني، ثم قال لي: يا يحيى! خلطت على نفسك الدنيا، فقلت: يا رب! اتكأت على حديث حدثني به أبو معاوية الضرير عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنَّك قلتَ: إني لأستحي أن أعذب ذا شيبة بالنار، فقال: قد عفوتُ عنك يا يحيى، وصدقَ نبيي، إلا أنك خلطت على نفسك في دار الدنيا، هكذا ذكره أبو القاسم القشيري في "الرسالة".
127 - أبو زكريا، يحيى بنُ عبد الوهاب بنِ الإمام أبي عبدِ الله، محمدِ بن إسحق بنِ محمدِ بنِ يحيى بن منَدْه، واسمُ منده: إبراهيم، ومنَدْه: لقب
.
كان من الحفاظ المشهورين، وأحد أصحاب الحديث المبرزين، وهو محدث ابن محدث ابن محدث ابن محدث ابن محدث ابن محدث، وكان جليل القدر، وافر الفضل، واسع الرواية، ثقة حافظًا فاضلًا مُكِثرًا صدوقًا، كثير التصانيف، حسن السيرة، بعيد التكلف، أوحدَ أهل بيته في عصره، خرَّج التخاريج لنفسه ولجماعة من الشيوخ الأصبهانيين، وسمع أبا بكر محمدَ بنَ عبد الله بن زيد الضبيَّ، وأبا طاهر محمدَ بنَ أحمد الكاتب، وأبا منصور محمدَ بنَ عبد الله بن فضلويه الأصبهاني، وأباه أبا عمرو، وعمه أبا الحسن عبيدَ الله، وأبا القاسم عبدَ الرحمن، وأبا العباس أحمدَ بنَ محمد بن أحمد القضاعي، وأبا عبد الله محمد بن علي بن محمد الجصاص، وأبا بكر محمدَ بنَ علي الجورداني، وأبا طاهر أحمد بن محمود الثقفي، ورحل إلى نيسابور، وسمع بها من أبي بكر أحمدَ بن منصور المقرىء، وأحمد بن
منصور البيهقي، وبهمدان، وبالبصرة، وجماعة كثيرة سواهم.
ودخل بغداد حاجًا، وحدَّث بها، وأملى بجامع المنصور، وكتب عنه الشيوخ؛ لشهرته وثبته، وروى عنه: الأنماطيُّ الحافظ، وأبو الحسن علي الخياط البغدادي، وأبو طاهر يحيى بن عبد الغفار الصباغ، وجماعة كثيرة، وذكره الحافظ ابن السمعاني في كتاب "الذيل"، وقال: كتب لي الإجازة بجميع مسموعاته، ثم قال: سألت عنه أبا القاسم إسماعيل بن محمد الحافظ، فأثنى عليه، ووصفه بالحفظ والمعرفة والدراية، ثم قال: سمعت أبا بكر محمد بن نصر بن محمد الكفتواني الحافظ يقول: بيتُ ابن مندَه بُدىء بيحيى، وختم بيحيى، يريد: في معرفة الحديث والعلم والفضل، وذكره الحافظ عبد الغافر في مساق "تاريخ نيسابور"، فقال: ابن منده رجل فاضل، من بيت العلم والحديث المشهور في الدنيا، سافر وأدرك المشايخ، وسمع منهم، وصنف على "الصحيحين".
وكان يروى بإسناده المتصل إلى بعض العلماء أنه قال: كثرةُ الضحك أمارةُ الحمق، والعجلةُ من ضعف العقل، وضعفُ العقل من قلة الرأي، وقلةُ الرأي من سوء الأدب، وسوءُ الأدب يورث المهانة، والمجونُ طرفٌ من الجنون، والحسدُ داء لا دواء له، والنمائمُ تورث الضغائن.
ولد يوم الثلاثاء تاسع عشر شوال سنة 434، وتوفي يوم عيد النحر سنة 512 بأصفهان، ومولده بها أيضًا، ولم يخلف في بيت ابن منده بعده مثله.
وقال ابن نقطة في كتابه "الإكمال": توفي يوم السبت ثاني عشر ذي الحجة من سنة إحدى عشرة وخمس مئة. قال ابن رجب في "الطبقات": وذكره شيرويه بن شهردار الحافظ، فقال: كان حافظًا فاضلًا مكثرًا ثقة، يحسن هذا الشأن جدًا، كثير التصانيف، شيخ الحنابلة ومقدمهم، حسن الصورة، بعيدًا من التكلف، متمسكًا بالأثر، انتهى. وصنف مناقب الإمام أحمد في مجلد كبير، وفيه فوائد حسنة. وكتب له - ابن رجب - ترجمة حافلة حسنة.