الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الدمياطي، والعراقي، والآمدي، وآخر من روى عنه إجازة زينبُ بنتُ الكمال، توفي سنة 648 رحمه الله.
254 - عبد اللطيف بن علي بنِ النفيس، المحدثُ، المعدلُ، ويلقب: نور الدين
.
ولد سنة 589، وسمع من أبيه، وأجاز له ذاكر بن كامل، وعني بهذا الشأن، وقرأ الكتب، وكتب الكثير بخطه، وامتُحن بقراءته شيئًا من أحاديث الصفات، وسعى به بعض المتجهمة، وحبس مدة، ثم أفرج عنه. توفي سنة 649، وكان له جمع عظيم، وشُدَّ تابوتُه بالحبال، وأكثرَ العوام الصياح في الجنازة، قال ابن رجب: هذه غايات الصالحين. قال ابن الساعي: ولم أر ممن كان على قاعدته فعلَ في جنازته مثلَ ذلك؛ فإنه كان كهلاً يتصرف في أعمال السلطان، ويركب الخيل، ويحلي فرسه بالفضة على عادة أعيان المتصرفين. قال ابن رجب: قلت: حصل له ذلك ببركة السنة. قال الإمام أحمد رضي الله عنه: بيننا وبينهم الجنائز.
255 - عبد السلام بن عبد الله بنِ القاسمِ بنِ الخضرِ بنِ محمدِ بنِ عليِّ ابن تيمية الحراني، الفقيهُ، الإمامُ، المقرىءُ، المحدثُ، المفسرُ، الأصوليُّ، النحويُّ، مجدُ الدين، أبو البركات، شيخُ الإسلام، وفقيهُ الوقت، وأحدُ الأعلام، ابنُ أخي الشيخ فخرِ الدينِ محمد بنِ أبي القاسم السابقِ ذكرُه
.
ولد سنة 590 تقريبًا بحران، وحفظ بها القرآن، وسمع من عمه المذكور، والحافظ عبد القادر الرهاوي، وحنبل الرصافي، ثم ارتحل إلى بغداد مع ابن عمه سيف الدين عبد الغني، فسمع بها من ابن سكينة، والحافظ ابن الأخضر، وابن طَبَرْزَد، وغيرهم، وأتقن العربية والحساب، والجبر والمقابلة والفرائض على أبي البقاء العكبري، وبرع في هذه العلوم وغيرها. قال الذهبي: كان الشيخ جمال الدين بنُ مالك يقول: أُلين للشيخ المجد الفقهُ كما أُلين لداودَ، الحديد. ولما حجَّ من بغداد في آخر عمره، اجتمع به العلامة ابن الجوزي، فابتهر له، وقال: هذا الرجل ما عندنا ببغداد مثلُه. أثنى عليه ابن حمدان، وقد سمع عليه.
قال عز الدين الشريف: حدث المجد بالحجاز والعراق والشام، وبلده حران، وصنَّف ودرَّس، وكان من أعيان العلماء، وأكابر الفضلاء ببلده، وبيتُه مشهور بالعلم والدين والحديث، وكان عجبًا في حفظ الأحاديث وسردِها، وحفظِ مذاهبِ الناس بلا كلفة.
حكى البرهان المراغي: أنه اجتمع به، فأورد نكتة عليه، فقال المجد: الجواب عليها من ستين وجهًا: الأول كذا، والثاني كذا، وسردها إلى آخرها، ثم قال للبرهان: قد رضينا منك بإعادة الأجوبة، فخضع وابتهر. قال الذهبي: كان معدومَ النظير في زمانه، رأسًا في الفقه وأصوله، بارعًا في الحديث ومعانيه، له اليدُ الطولى في معرفة القرآن والتفسير، صنف التصانيف، واشتهر اسمه، وبعد صيته، فكان فرد زمانه في معرفة المذهب، مفرط الذكاء، متين الديانة، كبير الشأن. وقال عبد الرحمن بن عبد الحليم: كان المجد إذا دخل الخلاء يقول لي: اقرأ هذا الكتاب وارفعْ صوتك حتى أسمعَ. قال ابن القيم: يشير بذلك إلى قوة حرصه على العلم وحفظه لأوقاته. وللصرصري قصيدة في مدح الإمام أحمد وأصحابه، أثنى فيها عليه كثيرًا، وقال العلامة محمد بن علي الشوكاني في "نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار": هو الشيخ الإمام، علامة عصره، المجتهد المطلق، المعروف بابن تيمية، سمع من جماعة، وتفقه وبرع، واشتغل وصنف، وانتهت إليه الإمامة في الفقه، ودرس القراءات، وابتهر علماء بغداد لذكائه وفضائله، والتمس منه أستاذ دار الخلافة محيي الدين بن الجوزي الإقامة عندهم، فتعلل بالأهل والوطن، وصنف مع الدين والتقوى وحسن الاتباع، قال: وقد يلتبس على من لا معرفة له بأحوال الناس صاحب الترجمة هذا بحفيده شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن عبد الحليم - شيخ ابن القيم - الذي له المقالات التي طال بينه وبين أهل عصره فيها الخصام، وأُخرج من مصر بسببها، وليس الأمر كذلك. قال في "تذكرة الحفاظ" في ترجمة شيخ الإسلام: هو أحمد بن المفتي عبد الحليم بن الشيخ الإمام المجتهد عبد السلام الحراني، انتهى. قال ابن رجب: ومن تصانيفه: المنتقى في أحاديث الأحكام"، وهو الكتاب المشهور، انتقاه من "الأحكام الكبرى" له في عدة مجلدات، ويقال: إن