الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحديثية عليَّ، وفي شرحي للمنتقى، وفي مؤلفي "السيل الجرار"، وفي تفسيري، وغير ذلك مع الطلبة، فتح الله عليه أبواب معارفه، وجعله من العلماء العاملين، ورفع شأنه، وبارك فيه، وجعله لي قرة عين بحوله وطوله، وهو في كل مدة يسيرة يزداد عرفانًا، ويكتسب علمًا وتحقيقًا، حتى صار الآن من أعيان أهل العلم بصنعاء، انتهى.
ومن مؤلفاته كتاب "الدرر الفاخرة الشاملة على سعادة الدنيا والآخرة"، وهو عندي، انتفعت به، وقد جمع فتاوى والده في مجلدين، وسماه:"الفتح الرباني في فتاوى الشوكاني"، وهو مشتمل على أبحاث شريفة، ورسائل مجموعة لطيفة، ومسائل نظيفة، تتعلق بعلم التفسير، والحديث والفقه، والأصول واللغة وغيرها، وقد استفدت منها في كتابي "دليل الطالب على أرجح المطالب"، وهو كتاب نافع جدًا.
450 - السيد علي بن محمد بن أبي القاسم، مؤلف "تجريد الكشاف
".
له تفسير في ثمانية مجلدات، تلمذ عليه الحافظ محمد بن إبراهيم الوزير، ولما ترك ابن الوزير التقليد وصار متبحرًا في المعارف والعلوم، قام عليه صاحب الترجمة بالإنكار، وأرسل إليه برسالة تدل على عدم الإنصاف ومزيد التعصب، فحرر ابن الوزير في جوابه كتابه "العواصم والقواصم"، قال في "البدر الطالع"، وهو الكتاب الذي لم يؤلف في هذه الديار اليمنية مثله، انتهى. وهذا الكتاب ومختصره المسمى "بالروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم" موجودان عند راقم هذه الأحرف.
451 - السيد علي بن محمد بن علي، عالم الشرق، المعروف بالسيد الشريف الجرجاني
.
من أولاد محمد بن زيد الداعي، ولد سنة 740، كان علامة مشهورًا في الآفاق، ذكر الشوكاني مؤلفاته، وقال: كان مقريًا مفتيًا، أخذ عنه الأكابر، وهو والسعد التفتازاني حجتان في العلوم، عند علماء المعجم ونبلاء الروم، وجرى بينهما مباحثات في مجلس تيمور الأعرج، ثم اختلف الناس في أن أيهما محق،
وهذا الاختلاف دائر بين أهل العلم في جميع الأزمنة، ومال علماء الروم إلى ترجيح جانب الشريف، وافتخر الناس بأخذ العلوم منه. توفي - رح - سنة 814، أو سنة 816 في شيراز.
452 -
فرج (1) بن برقوق الجركسي، الملقب بناصر.
ولد سنة 751. قال في "البدر الطالع": وكان سلطانًا مهيبًا، فارسًا كريمًا، فتاكًا ظالمًا جبارًا، منهمكًا على الخمر واللذات، طامعًا في أموال الناس، والعجب أن هذا السلطان المشتمل على هذه الأوصاف، هو المحدث للمقامات في بيت الله الحرام، التي كانت سببًا لتفريق الجماعات، واختلاف القلوب، والتباين الكلي في أشرف بقاع الأرض، فإنا لله وإنا إليه راجعون، وليس العجب من صاحب الترجمة، فإنها إحدى مساويه وجهالاته.
ولكن العجب من تقرير مَنْ بعده لذلك، وسكوت العلماء إلى الآن، وقد ذكر قطب الدين الحنفي في الأعلام ما يدل على أنه أنكر هذه الجماعات علماءُ ذلك العصر، فقال في ترجمة السلطان سليم خان - سلطان الروم - ما لفظه: أن تعدد الجماعات في مسجد واحد لاستقلال كل مذهب بإمام، ما أجازه كثير من العلماء، وأنكروه غاية الإنكار في ذلك العهد، ولهم في ذلك العصر رسالات متعددة بأيدي الناس إلى الآن، وإن علماء مصر أفتوا بعدم جواز ذلك، وخطؤوا من قال بجواز ذلك، انتهى.
(1) الملك الناصر فرج، يُكْنى بأبي السعادات (749 - 815 هـ 1348 - 1412 م) ابن الملك الظاهر برقوق سلطان مصر، وهو من المماليك البرجيين، اعتلى العرش مرتين (802 - 808 هـ 1399 - 1405 م) و (1405 - 1412)، ومات قتيلاً. وهو الذي أحدث تعدد الجماعات المعروفة بالأربع المقامات في المسجد الحرام، وأنكر ذلك العلماء الأعلام؛ حيث إنه لم يوجد نص يقتضي جواز ذلك، وهذا مما يدعو إلى التعصب والتفرقة بين الملة الإسلامية. ولم يتمكن أحد من الملوك السابقين من إزالة ذلك ما عدا الحكومة السعودية، وبذلك قضت على التعصب الموجود سابقًا، وفي الوقت الحاضر ملك الحجاز ونجد وملحقاتها هو صاحب الجلالة الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود (1382 هـ - 1963 م).