الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نظرتُ إلى ربي كِفاحًا فقالَ لي
…
هنيًا رضايَ عنك يا بنَ سعيدِ
فقد كنتَ قَوَّامًا إذا أقبل الدجى
…
بعبرةِ مشتاقٍ وقلبِ عَميدِ
فدونَك فاختر أيَّ قصر أردتَه
…
وزُرْني فإني منكَ غيرُ بعيدِ
وقلت: أرجو أن العماد - يعني: إبراهيم المترجَم له - يرى ربه كما رآه سفيان عند نزول حفرته، فنمت، فرأيت العماد في النوم عليه حلة خضراء، وعمامة خضراء، وهو في مكان متسع كأنه روضة، وهو يرقى في درج مرتفعة، فقلت: يا عماد الدين! كيف بت؟ فإني والله متفكر فيك، فنظر إليّ وتبسم على عادته، وقال:
رأيتُ إلهي حين أُنزلْتُ حفرتي
…
وفارقتُ أصحابي وأَهلي وجِيرتي
فقالَ جُزيتَ الخيرَ عنَّي فإنني
…
رضيتُ، فها عفوي لديكَ ورحمتي
وبتَّ زمانًا تامُلُ الفوزَ والرضا
…
فَوُقَّيت نيراني ولُقَّيتَ جنتي
قال: فانتبهت مرعوبًا، وكتبت الأبيات. وأيضًا رئي في النوم على حصان، فقيل له: إلى أين؟ فقال: أزور الجبار عز وجل. ورآه آخر، فقال: ما فعل الله بك؟ فقال: {يَالَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ} [يس: 26، 27]، ورآه الإمام عثمان المقدسي يقول: رأيت الحق عز وجل في النوم، والشيخ عماد عن يمينه، ووجهُه مثل البدر، وعليه لباس ما رأيت مثله. وقال الإمام عبد الحميد المقدسي: شممت من قبره مرتين رائحة طيبة. وقد حدث بالكثير، وسمع منه خلق من الحفاظ والأئمة؛ كالضياء، والمنذري.
233 - عبد الرحمن بن عمر بنِ أبي نصر البغداديُّ الواعظُ، يلقب: شهاب الدين
.
ولد سنة 544، سمع الكثير بإفادة والده، وبنفسه من ابن البناء، وأبي الوقت، وأبي زرعة، وعني بهذا الشأن. قال ابن النجار: وسمعت بقراءته كثيرًا. وحدَّث، وسمع منه جماعة، وأجاز للمنذري.
توفي سنة 615، ورأيته في المنام وعليه ثياب فاخرة، فسألته: ما فعل الله