الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
طَوَيْتُ بإحرازِ العلومِ ونَيْلِها
…
رداءَ شَبابي، والجنونُ فُنونُ
وحينَ تعاطَيْتُ الفنونَ ونيلها
…
تبين لي: أن الفنونَ جُنونُ
تصانيفه كثيرة شهيرة متداولةٌ بين أهل العلم؛ كالمطوَّل، والمختصر، وغيرهما. قال الشوكاني: وبالجملة: فصاحب الترجمة متفردٌ بعلومه في القرن الثامن، لم يكن له في أهله نظير فيها، ومصنفاته قد طارت في حياته إلى جميع البلدان، وتنافسَ الناس في تحصيلها.
ومع هذا لم يذكره ابنُ حجر في "الدرر الكامنة" في أهل المئة الثامنة، مع أنه يتعرض لذكره في بعض تراجم شيوخه أو تلامذته، وتارة يذكر شيئًا من مصنفاته عند ترجمة من درس فيها، أو طلبها، فإهمال ترجمته من العجائب المفصحة عن نقص البشر.
قال: وكان صاحب الترجمة قد اتصل بالسلطان الكبير - الطاغية - الشهير تيمور لنك، وجرت بينه وبين السيد الشريف الجرجاني مناظرةٌ في مجلس السلطان في مسألة، كون إرادة الانتقام سببًا للغضب، أو الغضب سببًا لإرادة الانتقام، فصاحب الترجمة يقول بالأول، والشريف يقول بالثاني، قال الشيخ منصور الكازروني: والحق في جانب الشريف، وجرت أيضًا بينهما المناظرة المشهورة في قوله تعالى:{خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ} [البقرة: 7]، ويقال إنه حكم بأن الحق في ذلك مع الشريف، فاغتمَّ صاحب الترجمة، ومات كمدًا، والله أعلم، انتهى.
501 - السيد هاشم بن يحيى بنِ أحمدَ، من أئمة اليمن
.
قال في "البدر الطالع": ولد تقريبًا سنة 1104، ونشأ بصنعاء، وأخذ العلم عن أكابر علمائها؛ كالعلامة الحسين بن محمد المغربي، وبرع في جميع العلوم، ودرس الطلبة وتخرج به جماعة من العلماء؛ كشيخنا السيد عبد القادر، والقاضي العلامة أحمد بن قاطن، وتولى القضاء بصنعاء، وله شعر فائق، وفصاحة زائدة، ومن مقطعاته:
لم يُبْك جورُ الغرام ولا شجا
…
قلبي المتيم بلبلٌ بسُجوعِهِ
لكنه وعدَ الخيال بوصلِه
…
طرفي فرشَّ طريقَه بدموعِهِ
ومنها قوله:
لا تَنْدُبَنْ زَمَنًا مَضَى
…
كَلَاّ وعَهْدًا تَقادَمْ
فالدهرُ يومٌ واحدٌ
…
والناسُ من حَوّا وآدَمْ
وما أحسن قوله:
وإذا القلبُ على الحبِّ انطوى
…
فاشتراطُ القربِ واللُّقيا غريبْ
حرر ترجمته الخيمي في "طيب السمر"، وأحمد القاطن في "تحفة الإخوان"، و"إتحاف الألباب"، وقال: إنه أخبره أن إقرارات النساء لقرابتهن، وتمليكهن لهم، وإباحتهن، ونحو ذلك، لا يصح عنده؛ لضعف إدراكهن، وعدم خبرتهن، وحكي: أنه وصل إليه بعض أهل صنعاء بقريبة له، وقد كتب مرقومًا يتضمن أنها ملكته أموالًا، وجاء بجماعة يعرفونها، فقرأ عليها ذلك المرقوم، فأقرت به، فقال لها: هل معك حلقة في يدكِ؟ قالت: نعم، قال: أريد أن أنظر إليها، فأعطته حلقة كانت بإصبعها، فقال لها: وهذه اجعليها من جملة التمليك، فقالت: لا أفعل؛ فإنها لي، وكرر ذلك عليها فلم تعد، قال: فعلمت من ذلك: أن المرأة لا تعدُّ ما غاب عنها ملكًا لها، ثم مزق ذلك المكتوب، انتهى.
قال العلامة الشوكاني في "البدر الطالع من الأفق اليماني": وأقول: لا ريب أن غالب النساء ينخدعن، ويفعلن - لا سيما للقرابة - كلَّ ما يريدونه، بأدني ترغيب أو ترهيب، خصوصًا المحجبات، وقد يوجد فيهن نادرًا مَنْ لها من كمال الإدراك، ومعرفة التصرفات، وحقائق الأمور ما للرجال الكملاء، وقد رأيت من ذلك عجائب وغرائب، والذي ينبغي الاعتمادُ عليه، والوقوفُ عنده: هو البحثُ عن حال المرأة التي وقع منها ذلك، فإن كانت ممارسة للتصرفات، ومطلعةً على حقائق الأمور، وفيها من الشدة والرشد ما يذهب معه مظنة التغرير عليها،