الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أربع مئة سنة، وأدرك الإسلام. هذا، ومناقب الشيخ أحمد كثيرة، وكان لا يسمع بذي فضيلة في جهة من الجهات إلا وتعرف به، واستطلع حقيقة فضيلته، ثم بدا له إيثار الخلوة والعزلة.
536 - الشيخُ إبراهيم بن محمد، الزَّمزميُّ
.
المكيُّ المولد والدار، العليُّ المنصب والمقدار، تصدى في أم القرى للإفتاء والتدريس، وكان يقرىء ويفيد، ويبدىء ويعيد، ويتكلم في سائر العلوم لفظًا ومعنى، وعلى أصولها وفروعها حفظًا.
صفاتُه في العلوم إنْ ذكرت
…
يُعارِضَنْها النَّسيبُ والغَزَلُ
تعرفُ من عينِه حقائقها
…
كأنه بالعلومِ مكتحلُ
أجاز لصاحب "النفس اليماني" في سنة 1154، وولدُه العلامة الشيخ محمد صالح خلف أباه في فنون الفضائل، ففاق الأقران، وفاق الأوائل، قال في "النفس اليماني والروح الريحاني":
وكنتُ سمعتُ الفضلَ منه تَواتُرًا
…
فلما التقينا صَدَّقَ الخبرَ الخُبْرُ
قال: ووقعت بيننا مذاكرات نفحت أزهارُها، وصدحت أطيارُها، وطلبتُ منه أن يجيزني، فكتب الإجازة في سنة 1224، ومن فوائد الشيخ إبراهيم: أن من حصل له صداع، فقال - ويده على رأسه -:"لا إله إلا الله" مئةً وخمسة وستين مرة، زال عنه الصداع، والحكمةُ في ذلك: أن هذا العدد موافق لعدد الصداع، وعدد لا إله إلا الله، فأحرص عليها، فإنها من عزيز الفوائد، والمجربات العوائد، ومن قال بعد العطاس، وبعد أن يحمد الله: اللهم ارزقني مالًا يكفيني، وبيتًا طيبًا واسعًا يؤويني، واحفظ عليَّ ديني، واكفني شرَّ ما يؤذيني، أعطاه الله ذلك بمحض فضله.
537 - السيدُ، شهاب الدين محمود بنُ السيد عبدِ الله أفندي آلوسي زاده، البغداديُّ
.
ينتهي نسبه الشريف من جهة الأب إلى الحسين، ومن جهة الأم إلى الحسن رضي الله عنهما بواسطة الشيخ الرباني السيد عبد القادر الجيلاني - قدس سره -.
وقد كان - رح - خاتمةَ المفسرين، ونخبةَ المحدثين، أخذ العلم عن فحول العلماء، منهم: والده العلامة، ومنهم: الشيخ علي السويدي، ومنهم: الشيخ خالد النقشبندي، والشيخ علي الموصلي، وكل ذلك مفصَّل في "حديقة الورود في مدائح السيد شهاب الدين محمود"، وكان أحد أفراد الدنيا بقول الحق، واتباع الصدق، وحب السنن، وتجنب الفتن، حتى جاء مجددًا، وللدين الحنيف مسددًا.
دُنيا بها انقرضَ الكرامُ فأذنبَتْ
…
وكأنما بوجودِهِ استغفارُها
وكان جُلُّ ميله إلى خدمة كتاب الله، وحديثِ جدِّه رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنهما المشتملان على جميع العلوم، وإليهما المرجعُ في المنطوق والمفهوم، وكان غاية في الحرص على تزايد علمه، وتوفير نصيبه منه وسهمه، وكان كثيرًا ما ينشد:
سَهَري لتنقيحِ العلومِ أَلذُّ لي
…
منْ وَصْلٍ غانيةٍ وطيبِ عِناقِ
واشتغل بالتدريس والتأليف وهو ابن ثلاث عشرة سنة، ودرَّس ووعظ، وأفتى للحنفية في بغداد المحمية، واكثرَ من إملاء الخطب والرسائل، والفتاوى والمسائل، وخطه كأنه اللؤلؤ والمرجان، أو العقود في أجياد الحسان، قلد الإفتاء سنة 1248، وهو عام ولادة محرر هذه السطور. أرسلَ إليه السلطان بنيشان ذي قدر وشان.
قال نجله السيد أحمد: كان الله له خيرَ ناصر، في ترجمته المسماة بأَرج النَّدِّ والعود: كان عالمًا باختلاف المذاهب، مطلعًا على المِلَل والنِّحَل والغرائب، سلفيَّ الاعتقاد، شافعيَّ المذهب كآبائه الأمجاد، إلا أنه في كثير من المسائل يقتدي بالإمام الأعظم، ثم في آخر أمره مال إلى الاجتهاد، كأمثاله من العلماء النقاد، حسبما صرح به الأئمة في كتب الأصول، وتعرفه الجهابذة الفحول.
قال: ومن مؤلفاته ما هو أعظمها قدرًا، وأجلها فخرًا تفسيرُه المسمى: بـ "روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني"، أيد فيه مذهب السلف الأماثل، ومنها:"شرح السلم" في المنطق، ومنها: "نزهة الألباب في