الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
60 - الأمير سعدَ الملك، أبو نصر، عليُّ بنُ هبةِ اللَّه بنِ عليِّ بن جعفر، العجليُّ، المعروف بابن ماكولا
.
أصله من جرباذقان من نواحي أصبهان، ووزر أبوه أبو القاسم هبة اللَّه للإمام القائم بأمر اللَّه، سمع الحديث الكثير، وصنف المصنفات النافعة، وأخذ عن مشايخ العراق وخراسان والشام وغير ذلك.
وكان أبو نصر أحدَ الفضلاء المشهورين، تتبع الألفاظ المشتبهة في الأسماء الأعلام وجمع منها شيئًا كثيرًا، وكان الخطيب أبو بكر، صاحب "تاريخ بغداد" أخذ كتاب أبي الحسن الدارقطني المسمى:"المختلف والمؤتلف"، وكتاب الحافظ عبد الغني بن سعيد الذي سماه:"مشتبه النسبة"، وجمع بينهما، وزاد عليهما، وجعله كتابًا مستقلًا سماه:"المؤتنف تكملة المختلف"، وجاء الأمير أبو النصر المذكور، وزاد على هذه التكملة، وضم إليها الأسماء التي وقعت له، وجعله أيضًا كتابًا مستقلًا، وسماه:"الإكمال"، وهو في غاية الإفادة في رفع الالتباس والضبط والتقييد، وعليه اعتماد المحدثين وأرباب هذا الشأن؛ فإنه لم يوضع مثله، ولقد أحسن فيه غاية الإحسان، ثم جاء ابن نقطة، وذيله وما قَصَّر فيه أيضًا، وما يحتاج الأميرُ المذكور مع هذا الكتاب إلى فضيلة أخرى، وفيه دلالة على كثرة اطلاعه، وضبطه وإتقانه، ومن شعره المنسوب إليه:
قَوِّضْ خِيامَك عن أرضٍ تُهانُ بها
…
وجانبِ الذلَّ إنَّ الذلَّ يُجتنبُ
وارحلْ إذا كان في الأوطان مَنْقَصَةٌ
…
فالمَنْدَلُ الرطبُ في أوطانِه حطبُ
وكانت ولادته في عكبرا خامس شعبان سنة 421 الهجرية، وقتله غلمانه بجرجان في سنة نيف وسبعين وأربع مئة. وقال ابن خلكان: لا أعرف معناه، ولا أدري سبب تسميته بالأمير، هل كان أميرًا بنفسه؟ أم لأنه من أولاد أبي دلف العجلي.
61 - الحافظ أبو القاسم، علي بنُ أبي محمدِ الحسنِ بنِ هبةِ اللَّه بنِ عبد اللَّه بنِ الحسين، المعروف بابن عساكر، الدمشقيُّ، الملقبُ: ثقةُ الدين
.
كان محدث الشام في وقته، ومن أعيان الفقهاء الشافعية، غلب عليه
الحديث، فاشتهر به، وبالغ في طلبه إلى أن جمع منه ما لم يتفق لغيره، ورحل وطَوَّفَ وجاب البلاد، ولقي المشائخ.
وكان رفيقَ الحافظ أبي سعيد، عبدِ الكريم السمعاني في الرحلة، وكان حافظًا دَيِّنًا، جمعَ بين المتون والأسانيد، سمع ببغداد في سنة 520 من أصحاب البرمكي، والتنوخي، والجوهري، ثم رجع إلى دمشق، ثم رحل إلى خراسان ودخل نيسابور، وهراة، وأصبهان، والجبال، وصنف التصانيف المفيدة، وخرج التخاريج.
وكان حسنَ الكلام على الأحاديث، محفوظًا في الجمع والتأليف، صنف "التاريخ الكبير" لدمشق، في ثمانين مجلدًا، أتى فيه بالعجائب، وهو على نسق "تاريخ بغداد"، وله غيره تواليف حسنة، وأجزاء ممتعة، وله شعر لا بأس به، فمن ذلك قوله:
ألا! إن الحديثَ أجلُّ علمٍ
…
وأشرفُه الأحاديثُ العَوالي
وأنفعُ كلِّ نوع منه عندي
…
وأحسنُه الفوائدُ والأمالي
وإنك لن ترى للعلم شيئًا
…
يُحققه كأفواهِ الرجال
فكنْ يا صاحِ ذا حرصٍ عليه
…
وخذْه عن الرجال بلا مَلالِ
ولا تأخذْهُ من صحفٍ فتُرمى
…
من التَّصحيفِ بالداء العُضالِ
ومن المنسوب إليه:
أيا نفسُ ويحكِ جاءَ المشيبُ
…
فماذا التصابي وماذا الغَزَلْ
تولَّى شبابي كأنْ لم يَكُنْ
…
وجاء مشيبي كأن لم يَزَلْ
كأني بنفسي على غِرَّةٍ
…
وخَطْبُ المَنون بها قد نَزَلْ
فيا ليتَ شِعريَ مِمَّنْ أكونُ
…
وما قَدَّرَ اللَّهُ لِي بالأزَلْ
قال في الآثار: وله كتاب "الاجتهاد في إقامة فرض الجهاد"، وكتاب "تبيين الوهم والتغليط الواقع في حديث الأطيط"، وهو رسالة في جزء ردّ فيه الحديثَ الذي أخرجه أبو داود، وهو: أن أعرابيًا أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فاستشفع للمطر، وفيه لفظ: أطيط الرحل بالراكب، ذكره ابن كثير. وله كتاب "تبيين كذب المفتري فيما