الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أعلم - ميلُه إلى العمل بما في أمهات الحديث، وردُّه على مَنْ خالف النصوص الصحيحة، وقد رأيت له مؤلفًا، سماه:"صوارم اليقين لقطع شكوك القاضي أحمد بن سعد الدين"، ردَّ عليه لتضمنه الردَّ على أئمة أهل الحديث، وهو مؤلف ممتع، يدل على طول باع مصنفه، وكذلك رأيت له مصنفًا، سماه:"الإيضاح لما خفى من الاتفاق على تعظيم صحابة المصطفى".
ووقع بينه وبين أهل عصره قلاقل بسبب تظهره بما تقدم.
وبالجملة: فهو من أهل القرن الحادي عشر، وفي "طبقات السيد إبراهيم": أخذ عنه جماعات، وله روايات في كتب الحديث، فكان إمامًا محققًا، له تصانيف جليلة، منها:"كتاب التاريخ" في مجلدين، وسرد منها زيادة على أربعين مصنفًا، وأرخ موته بعض المؤرخين في سنة نيف وثمانين وألف، هكذا - رحمه الله تعالى -.
505 - يحيى بن علي بنِ محمدٍ الشوكاني
.
قال في "البدر الطالع": أخو مؤلف هذا الكتاب، ولد في رجب سنة 1190، قرأ على جماعة من المشايخ المتصدرين الآن بجامع صنعاء؛ كالعلامة محمد بن أحمد السودي، والعلامة سعيد الرشيدي.
له إقبال على الطاعة، وحفظ للسانه عن الفلتات التي لا يخلو عنها غالب أمثاله، ونجابة كاملة وذهن وقاد، وفكرٌ إلى إدراك الحقائق منقاد، وحسنُ سمت، وقنوع وعفاف، ومحاسن أوصاف، فتح الله عليه بالمعارف، وجعله من العلماء العاملين، وصار الآن يقرىء الطلبة في علوم متعددة من علوم آلية وتفسيرية وحديثية؛ كالأمهات وغيرها.
وقد سمع مني الأمهات وغيرها من كتب الحديث، وسمع مني "تفسير الزمخشري"، و"المطوَّل"، و"حواشيهما"، ومن مؤلفاتي:"نيل الأوطار"، و"السيل الجرار"، و"تحفة الذاكرين"، و"فتح القدير"، وقد أخذ عني العلوم بطريق السماع، ثم أكدت ذلك بالإجازة العامة له في جميع ما اشتمل عليه كتابي "إتحاف الأكابر"، وجميع مصنفاتي، وجميع مالي من نظم ونثر، وهو - كثر الله
فوائده، ومتع بحياته - جيدُ النظم إلى الغاية القصوى، وله من ذلك قصائدُ فرائد. وبالجملة: فهو حسنة من حسنات الزمن، وفردٌ من أفراد قطر اليمن، وقد برع في كثير من العلوم - زاده الله كمالًا -، انتهى.
506 -
يوسف بن الزكي عبدِ الرحمن، يعرف بأبي الحجاج المزيُّ (1)، الإمامُ الكبيرُ الحافظُ.
ولد سنة 654، وقال نعمان في "الروضة الغناء": سنة 650.
وقال: دفن بمقبرة الصوفية غربي قبر أبي تيمية، انتهى.
أقول: ولم أقف على عام وفاته، فمن وقف، فليلحق ها هنا - رحمه الله تعالى -.
وبالجملة: طلب بنفسه فأكثرَ، ومشايخه نحو الألف، ومن مشايخه: النووي، وتبحَّر في الحديث، ودرَّس بمدارس، منها: دار الحديث الأشرفية، ولما ولي تدريسها، قال ابن تيمية: لم يلها من حين بُنيت إلى الآن أحقُّ بشرط الواقف منه. قال الذهبي: ما رأيت أحدًا في هذا الشأن أحفظَ منه، وأوذي مرة بسبب ابن تيمية لأنها لما وقعت له المناظرة مع الشافعية، وبحث معه الصفي
(1) اسمه: يوسف بن عبد الرحمن بن يوسف، أبو الحجاج، جمال الدين بن الزكي، أبي محمد، القضاعي الكلبي "المِزِّي". قال ابن حجر في "الدرر الكامنة": يوسف بن الزكي عبد الرحمن بن يوسف بن عبد الملك بن يوسف بن علي بن أبي الزهر الحلبي الأصل "المزي"، أبو الحجاج، جمالُ الدين، الحافظُ. مرض أيامًا يسيرة، بسبب وجع في باطنه، ظنه قولنجًا، وإنما كان طاعونًا، قاله صهره "ابن كثير"، قال: فاستمر به إلى أن مات بين الظهر والعصر من يوم السبت 12 صفر سنة 742، وهو يقرأ آية الكرسي، وصُلِّي عليه من الغد بالجامع، ثم خارج باب النصر، ثم دفن بمقابر الصوفية بالقرب من ابن تيمية، انتهى. ولد بظاهر حلب سنة (654 هـ 1256 م)، ونشأ بالمزة، وتوفي في دمشق سنة (742 هـ 1341 م). المزة: بضم الميم، وبكسرها. قال ياقوت الحموي في "معجم البلدان": المزة: بالكسر ثم التشديد، أظنه عجميًا، فإني لم أعرف له في العربية مع كسر الميم معنى، وهي قرية كبيرة، غَنَّاءُ في وسط بساتين دمشق، بينها وبين دمشق نصف فرسخ. وبها يقال قبر "دحية الكلبي" صاحبِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، انتهى.