الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أواخر عمره، وأنت في عنفوان الشباب، فقد لا يحتمل الناس منك ما كانوا يحتملونه منه. وأطال معي في هذا الشأن - رح -، وما زال على حاله الجميل حتى مات في تاسع شهر صفر سنة 1209، انتهى.
388 - وفي "البدر الطالع": أيمن بن محمد بن محمد - أربعة عشر أبًا في نسق واحد
-.
قال ابن حجر في "الدرر": لم يوجد له نظير في ذلك، إن كان ثابتًا.
ولد بتونس، ثم قدم القاهرة، وكان كثير الهجاء والوقيعة، ثم قدم المدينة النبوية، وجاور بها، وتاب، والتزم أن يمدح النبي صلى الله عليه وسلم خاصة إلى أن يموت، فوفى بذلك، وأراد الرحلة عن المدينة، فذكر أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في النوم، فقال: يا أبا البركات! كيف ترضى بفراقنا؟ فترك الرحيل، وأقام المدينة إلى أن مات، وسمى نفسه: عاشقَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، وذكر: أن صاحب تونس بعث إليه يطلب منه العود إلى بلده، ويرغبه فيه، فأجاب: إني لو أُعطيت ملكَ المشرق والمغرب، لم أرغب عن جوار رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم، فأطعمه ثلاث لقمات، قال: وقال لي كلامًا لا أقوله لأحد، غير أن في آخره: واعلم أني عنك راض. فعمل قصيدة، منها شعر:
فَرَرْتُ من الدنيا إلى ساكنِ الحِمى
…
فِرارَ مُحِبٍّ عائذ بِحَبيبِهِ
لجأتُ إلى هذا الجنابِ وإنما
…
لجأتُ إلى سامي العِمادِ رَحيبِهِ
قال ابن فضل الله: وذكر أبو البركات: أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم، فأنشد هذا البيت:
لولاك لم أدر الهوى
…
لولاك لم أدرِ الطريق
قلت: وفي معناه البيت:
فلولاكمُ ما عَرَفنا الهوى
…
ولولا الهوى ما عرفناكُمُ
389 -
قال في "البدر الطالع" في ترجمة الأمير تيمور (1) كوركان، بذيل "فتح حلب":
(1) من جملة ملوك المسلمين الأسرة التيمورية التي سيطرت على كثير من البلاد الهندية، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأولهم صاحب الترجمة تيمور لنك جغتائي بن الأمير طرخان (736 - 807 هـ 1336 - 1405 م)، وآخرهم ملك الهند "في دهلي" أبو الظفر سراج الدين محمد بهادر شاه الغازي جغتائي (1189 - 1279 هـ 1775 - 1862 م)، ولي الأمير 1837 وهو ابن أبي النصر معين الدين محمد أكبر شاه بادشاه الثاني جغتائي (1173 - 1253 هـ 1759 - 1837 م)"دهلي" ابن أبي المظفر جلال الدين سلطان عالي جوهر "شاه عالم" بادشاه جغتائي (1140 - 1221 هـ 1727 - 1806 م)"إله آباد" ابن عبد عزيز الدين عالم كير الثاني بادشاه غازي جغتائي (1099 - 1173 هـ 1667 - 1759 م)"شالا مار دهلي" ابن محمد معز الدين جهاندار شاه جغتائي (1073 - 1125 هـ 1662 - 1713 م)"لاهور" ابن محمد معظم شاه عالم بهادر شاه جغتائي (1053 - 1124 هـ 1643 - 1712 م)"لاهور" ابن أبي المظفر محيي الدين محمد "أورنك زيب" عالم كبير بادشاه جغتائي (1028 - 1118 هـ 1618 - 1706 م)، "اعز آباد" بن شهاب الدين محمد "شاه جهان" بادشاه جغتائي (1000 - 1076 هـ 1591 - 1665 م)"لاهور" بن أبي المظفر نور الدين محمد "جهانكير" بادشاه جغتائي (977 - 1036 هـ 1579 - 1626 م)"أكبر آباد" بن أبي الفتح جلال الدين محمد "أكبر بادشاه" جغتائي (949 - 1014 هـ 1542 - 1605 م)"كلا نور" بن نصير الدين محمد "همايون" بادشاه جغتائي (914 - 964 هـ 1508 - 1556 م)"دهلي" بن ظهير الدين محمد "بابر" بادشاه (887 - 937 هـ 1482 - 1530 م)"اندوجان سمر قند" ابن عمر شيخ ميرزا.
كيف احتلت بريطانية الهند؟ وكيف حكمتها؟ وكيف تخلت عنها؟
في القرن الميلادي سنة 1600، ذهب بعض تجار إنجلترا، وأخذوا الوثائق التجارية من ملكهم، وبدأت أحزابهم تسافر إلى أرض الهند للتجارة، سنة 1612 استأذنوا من الملك أبي المظفر نور الدين "جهانكير" في فتح محل تجاري، وهو آنذاك ملك الهند، ومقره العاصمة دهلي، ثم فتحوا محالهم التجارية في أنحاء الهند مثل سورت، وبمباي، وأحمد آباد، ثم أدرك أصحاب الشركات أن سر نجاحهم ليس إلا في الوحدة، فتوحدت باسم الشركات الإنجليزية، وتجمعت كتلة واحدة، وأُسست "الشركة الشرقية الهندية المتحدة"، وباشتراكهم تغلبوا على منافسيهم من التجار البرتغاليين والفرنساويين، وتارة يشتد الخلاف بينهم وبين منافسيهم من الفرنساويين إلى حد تقع فيه حرب بين الطرفين في أرض الهند، وفي النهاية يكون النصر حليف البريطاني. وعام 1714 دخل وفد الشركة على الملك جلال الدين محمد فرخ سير جغتائي (1089 - 1131 هـ 1686 - 1718) متولى الأمر سنة (1122 - 1710) في دهلي، وقصده تقوية العلاقات التجارية، ومن جملة الوفد الدكتور هملتن الإنجليزي الذي كان معهم، ولحسن حظ الوفد أن الملك إذ ذاك أصيب بمرض،
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وعجز أطباء الهنود عن شفائه، فحاول الدكتور المذكور معالجته، فقبل الملك عرضه، فداواه. ومن حسن حظ البريطانيين أن الملك شفي، وأراد الملك أن يكافيء الدكتور، ولكنه لم يأخذ منه شيئًا إزاء ذلك، إلا أنه طلب من الملك عوض مكافأته أن يسمح للشركة الشرقية الهندية المتحدة بالتصرف في الأراضي، والشركة تتخذ حرسًا على أراضيها، وتعفى من الرسوم والضرائب على بضاعتها التي تستوردها من الخارج، فالملك لبّى طلباته بصرف النظر عما سيحدث في المستقبل من جراء ذلك، فالشركة بَنَتْ "قلعة وليم" في كلكتا، فنجحت الشركة، وازدهرت تجارتها، وازدادت قوتها وشوكتها، وتغلغلت في شتى نواحي البلاد سياسيًا واقتصاديًا، وقضت على حياة الشعب الهندي، وآل الأمر إلى انحطاطه، وبدت حالة الحكام تتضاءل وتضعف، وبذلك قوي النفوذ البريطاني في الهند، وبالمكايد وبالحيل تغلبوا على البلاد تدريجيًا. أما معاملتهم مع العسكر الهنود والأهالي، فهي قاسية جدًا، ومن جرائها قامت في الهند ثورة كبرى، وباعثها "الغدر" سنة 1857، فبدأت المعارك العنيفة بين الطرفين، فهزمت القوة البريطانية في جهة، وتغلبت في جهة أخرى، ومن ذلك الآن ساد التغلب البريطاني على جميع المواطنين، وقبض على الملك، وقتلت أولاده شر قتلة، وأيضًا قتل عدد من عسكر حكومة الهند، وعدد من الجنود المستخدمين عند الحكومة البريطانية. وقبضت على الملك أبي الظفر بهادر شاه جغتائي، وأصدر المجلس العسكري البريطاني بيانًا في تقرير مصير الملك، فأرسلوه وزوجته وابنه جوان بخت، وعمره 17 سنة إلى رنكون، وظل هناك سجينًا للاستعمار طيلة حياته إلى أن قضى نحبه في 7 نوفمبر 1862 م، وابنه "جوان بخت" أيضًا توفي في رنكون سنة 1884 م، وزوجة الملك "زينت محل" توفيت هنالك أيضًا سنة 1886 م، والفظائع البريطانية لا تنسى أبدًا. وهزيمة المواطنين لم تحل دون أملهم في السعي وراء الحرية، فاستمرت المناوشات والمعارك ضد الاستعمار، والمسلمون في طليعة صفوف الوطنيين الذين استمروا في كفاحهم للحرية إلى أن باءت بريطانيا بالفشل خلال الثورة، وانسحبت قواتها من الهند سنة 1947 م، ومن ذلك الحين نالت البلاد استقلالها، وانقسمت إلى قسمين:"هندوستان"، "وباكستان". تشكلت الجمهورية الهندية 15 أغسطس سنة 1947 م، وعين لها رئيسًا، ورئيس الوزراء هو البنديت جواهر لال نهرو، ولحسن حظه أنه بقي على منصبه حتى اليوم سنة 1962 م. وللجمهورية الهندية دستور ذكرت فيه كفالة الحقوق السياسية لجميع المواطنين دون تمييز بينهم بسبب الدين أو العنصر، ولكن معاملة الجمهورية للمسلمين غير عادلة، فكأن الحقوق المذكورة في الدستور الهندي لم توضع إلا لتزيين الصفحات الدستورية؛ لأن المسلم الهندي محروم من المناصب العالية، مثل وزارة المالية، والرئاسة الوزارية، والخدمات العسكرية، ومعاملة الجمهورية لمسلمي الهند غير شريفة، مع أن عدد المسلمين في الهند خمسون
جلس في إيوانها، وطلب القضاة والعلماء للسلام عليه، فامتثلوا أمره، وجاؤوا إليه فلم يكرمهم، وجعل يتعنتهم بالسؤال، وكان آخر ما سألهم عنه أنه قال: ما تقولون في معاوية ويزيد؟ هل يجوز لعنُهما أم لا؟ وعن قتال علي ومعاوية؟ فأجابه القاضي علم الدين القفصي المالكي: بأن عليًا اجتهد فأصاب فله أجران، ومعاوية اجتهد فأخطأ فله أجر، فتغيظ من ذلك، ثم أجاب الشرف أبو البركات الأنصاري الشافعي: بأن معاوية لا يجوز لعنهُ؛ لأنه صحابي، فقال تيمور: ما حد الصحابي؟ فأجاب القاضي أنه من رأى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال تيمور: فاليهودُ والنصارى رأوا النبي صلى الله عليه وسلم، فأجاب بأن ذلك بشرط كون الرائي مسلمًا، وأنه رأى في حاشية على بعض الكتب أنه يجوز لعن يزيد، فتغيَّظَ لذلك، ولا عتب عليه إذ تغيظ، فالتعويلُ في مثل هذا الموقف العظيم في مناظرة هذا الطاغية الكبير، في ذلك الأمر الذي ما زالت المراجعة به بين أهل العلم في قديم الزمان وحديثه على حاشيةٍ وجدها على بعض الكتب مما يوجب الغيظ، سواء كان محقًا، أو مبطلاً. وقد سألهم في هذا الموقف، أو في موقف آخر بمسألة عجيبة، فقال ما مضمونه: أنه قد قتل مِنَّا ومنكم من قُتل، فمن في الجنة، ومن في النار؟ هل قتلانا أو قتلاكم؟ فقال بعض العلماء الحاضرين وهو عالم بلاد الروم: هذا سؤال قد سُئل عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستنكر "تيمور" ذلك، وقال: كيف قلت؟ قال: ثبت في الحديث الصحيح: أن قائلاً قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله! الرجلُ يُقاتل حَمِيَّةً، ويقاتلُ شجاعة، ويقاتلُ ليرى مكانُه، فقال:"من قاتل لتكونَ كلمةُ الله هي العليا، فهو في الجنة"، أو كما قال، فلما سمع تيمور هذا الجواب، أعجبه وأطربه - ولله در هذا المجيب؛ فلقد وفقه الله في هذا الجواب، وهكذا فلتكن جوابات العلماء، لا كما قال القاضي شرف الدين: إنه رأى في حاشية! ومن رام الاطلاع على أحواله، فليرجع إلى كتاب سيرته، انتهى
= مليونًا تقريبًا، وهذا العدد ثمن مجموع سكان الهند. وفي عصرنا هذا؛ أي: عام 1962 م نشبت حرب بين الهند والصين، فأوقعت الذعر في قلوب أرباب الحكم مما جعلتهم أن يعطفوا على المسلمين بعض العطف في الظاهر، والله عزيز ذو انتقام.