الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الديلمي، ومنهم: القاضي العلامة محمد بن حسن الشجني الذماريُّ في كتاب حافل سماه: "التقصار في جيد زمن علامة الأقاليم والأمصار"، ومنهم: الحبرُ العلامة، والبحرُ الفهامة لطفُ الله جحاف.
وبالجملة: فمحل القول في هذا الإمام ذو سعة، فإن وجدت لسانًا قائلًا، فقل:
زِدْ في العُلا مَهْما تَشاءُ رفعةً
…
وليصنعِ الحاسدُ ما يصنعُ
فالدهرُ نحوي كما ينبغي
…
يَدْري الذي يَخْفِضُ أَوْ يَرْفَعُ
(كويم! واِين اِنشاد يكى از كرامات صاحب "نفس يماني" ست، جه علاوه حساد آن زمانه كه بوجود با وجود علامه شوكاني نازش بر لمعات نيرات آسماني داشت، درين نزديكي نيز بعض شوريده سر آن بي مغز بر تحقيقات شريفش حسد مى برند وهزيان مى سرايند، واين نيست مكر تكميل مدارج عليه، واتمام نعم اِلهية در حق جناب رفيع اُو).
ولولا الأعداء، لما ظهر فضلُ العلماء والأولياء، ولولا الجهلة السفهاء، لما تبين رتب الحفاظ الأصفياء، حملة الدين، ونقلة آثار النبيِّ الأمين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وجنده من الحفاظ العاملين بسنته المطهرة، الرافضين للتقليد، والتاركين لآراء المشركين المبتدعين، الذابِّين عن الإسلام، الرادِّين على المبتدعة المقلدةِ الطغام، الطارحين للفروع التي لم تُؤَسَّس على أصل من أصول الإيمان، القابضين على أحكام الحديث والقرآن، زادهم الله إيمانًا، وأصلح لكل منا أُولاه وأُخراه منًا عنه سبحانه وإحسانًا.
485 - الشيخ عبد الوهاب أحمد بن علي الشعرانيُّ، ويقال: الشعراويُّ
.
كان عالمًا محدِّثًا صوفيًا، ذا كرامات كثيرة، وتأليفات (1) نفيسة، متبعًا للسنة، مجتنبًا عن البدعة، جامعًا بين الشريعة والطريقة، ومن كلامه في كتابه
(1) هذا كله كذب، بل من طالع كتبه، مثل:"البحر المورود في الواثق والعهود"، و"الطبقات"، علم أنه رجل خُرافيٌّ مبتدع ضال، وكتبه مشحونة من الشرك والخرافات والأضاليل، وقد طالعت كثيرًا منها [محمد بن عبد العزيز المانع].
"تنبيه المغترين"(1) ما نصه، ومن أخلاق السلف الصالح رضي الله عنهم، ملازمةُ الكتاب والسنة كلزوم الظل للشاخص، ولا يتصدر أحدُهم للإرشاد إلا بعد تبحُّره في علوم السنة المطهرة؛ بحيث يطلع على جميع أدلة المذاهب المندرسة والمستعملة، ويصير يقطع العلماء في مجالس المناظرة بالحجج القاطعة الراجحة الواضحة، وكتب القوم مشحونة بذلك كما يظهر من أقوالهم وأفعالهم.
وقد كان سيد الطائفة جُنيدٌ البغداديُّ، يقول: طريقتنا مشيدة بالكتاب والسنة، فمن لم يقرأ القرآن، ويحفظ السنة، ويفهم معانيها، لا يصح الاقتداء به، انتهى.
قال: وهذا الخلق قد صار غريبًا في فقراء هذا الزمان، فصار أحدهم يجتمع بمن ليس له قدم في الطريق، ويتلقف منه كلمات في البقاء والفناء، والشطح؛ مما لا يشهد له كتاب ولا سنة، ثم يلبس له جبة، ويرخي له عذبة، ثم يسافر إلى بلاد الروم مثلًا، ويظهر الصمت والجوع، فيطلب له مرتبًا أو مسموحًا، ويتوسل في ذلك بالوزراء والأمراء، فربما رتبوا له شيئًا، فيصير يأكله حرامًا في بطنه؛ لكونه أخذ بنوع تلبيس على الولاة واعتقادهم في الصلاح، وكان شيخنا عليٌّ الخواص يقول: إن طريق القوم رضي الله عنهم محررة على الكتاب والسنة، تحريرَ الذهب والجوهر، وذلك لأن لهم في كل حركة وسكون نية صالحة موزونة في ميزان السنة، ولا يعرف ذلك إلا من تبحر في علوم الشريعة، انتهى.
قال: ومن أخلاقهم: توقفُهم عن كل قول أو فعل حتى يعرفوا ميزانه على الكتاب والسنة، فعلم أن القوم لا يكتفون في أقوالهم وأفعالهم بمجرد عمل الناس بها؛ لاحتمال أن يكون ذلك القول أو الفعل من جملة البِدع التي لا يشهد لها كتاب ولا سنة.
وفي الحديث: "لا تقوم الساعة حتى تصير السنة بدعة": فإذا تُركت البدعة، يقول الناس: تركت السنة، وذلك لتوارث الفروع البدع عن أصولهم، فلما طال
(1) هذا الكتاب فيه فوائد نفيسة؛ لأن أصله لغيره كما ذكره.
زمن العمل بالبدع، ظن الناس أنها سنة، مما سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، انتهى.
قلت: ومما قيل في هذا المعنى، مصراع: هو كفر كه كهنه شد مسلماني شد؟
قال: ولقد كان السلف يحثون الناس - لا سيما أصحابهم - على التقييد بالكتاب والسنة، واجتناب البدع، ويشددون في ذلك، حتى إن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ربما كان يهم بالأمر، ويعزم عليه، فيقول له بعض الناس: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك، ولم يأمر به، فيرجع عما كان عليه، وهَمَّ مرة أن يأمر الناس بنزع ثياب كانوا يلبسونها، حين بلغه أنها تصبغ ببول العجائز، فقال له شخص: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد لبس منها، ولبسها الناس في عصره، فاستغفر الله تعالى، ورجع، وقال في نفسه: لو كان عدمُ لبسها من الورع، لما لبسها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، انتهى حاصله.
قلت: وسئل أبو بكر العياض: متى يُعلم الرجلُ أنه على السنة والجماعة؟ قال: إذا رجع علمه إلى كتاب الله، وسنة رسوله، أو إلى ما قال السلف الصالح، فهو على مذهب السنة والجماعة، وأما إذا كان منسوبًا إلى الجبائي، والكعبي، ونحوهما، فإنه ليس من أهل السنة والجماعة، هكذا في "فتاوى جواهر".
وقال الشعراني في كتابه "الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر"، في الباب العاشر والمئتين: من أراد أن يعرف بغض الحق أو محبته، فلينظر إلى حاله الذي هو عليه من اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، والأئمة المهديين بعده، فإن وجد نفسه على هديهم وأخلاقهم؛ من فعلِ جميع المأمورات الشرعية، وتركِ جميع المنهيات البدعية، حتى صار يفرح بالبلايا والمحن وضيق العيش، وينشرح لتحويل الدنيا ومناصبها وشهوتها، فليعلم أن الله تعالى يحبه، وإلا، فليحكم بأن الله تعالى يبغضه، والإنسان على نفسه بصيرة، انتهى. ومن عينه نقلت. الحاصل: أن اتباع الكتاب والسنة هو المعيار لمعرفة الرجال، فإن الرجال تعرف بالحق، لا الحقُّ بالرجال، وهذه خصيصة شريفة خص الله تعالى