الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومولانا منصور القاغاني. ومن الكتاب الموجودين: السيد الخطاط ابن بندكير، وتاج الدين السلماني وغيرهما، إلى آخر ما قال.
قال: وكان في سمرقند إنسان يسمى بالشيخ العريان فقيرًا دهمى بشكل بهي وعزم سمي، قيل: إن عمره - على ما هو فيهم شائع، وبين أكابرهم وأفاضلهم ذائع - ثلاث مئة وخمسون سنة، مع أن قامته مستوية، وهيئته حسنة، كان المشايخ الهرمون، والأكابر المعمَّرون يقولون: لقد كنا ونحن أطفال نرى هذا الرجل على هذا الحال، وكذلك نروي عن آبائنا الأكرمين، ومشائخنا الأقدمين ناقلين ذلك عن آبائهم، والمعمرين من كبرائهم، وكان أطلس، وله قوة ناهضة وحِدَّة، من رآه يتصور أنه لم يبلغ أشدَّه، ولم يكن للكبر بوجهه تجعيد ولا أثر، وكان الأمراء والكبراء والأعيان والصلحاء والفضلاء والرؤساء يترددون إلى زاويته، ويتبركون بطلعته، ويلتمسون بركة دعوته، انتهى حاصله.
366 - [الأمير] سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود
.
قال في "البدر الطالع": ولد تقريبًا سنة 1160، أو قبلها بقليل، أو بعدها بقليل في وطنه، ووطن أهله القرية المعروفة بالدرعية من البلاد النجدية، وكان قائد جيوش أبيه عبد العزيز.
وكان جده محمد شيخًا لقريته التي هو فيها، فوصل إليه الشيخ العلامة محمد بن عبد الوهاب الداعي إلى التوحيد، المنكر على المعتقدين في الأموات، فأجابه، وقام بنصره، وما زال يجاهد من يخالفه، وكانت تلك البلاد قد غلبت عليها الأمور الجاهلية، وصار الإسلام فيها غريبًا، ثم مات محمد بن سعود، وقد دخل في الدين بعض البلاد النجدية، وقام ولده عبد العزيز مقامه، فافتتح جميع الديار النجدية، والبلاد العارضية، والأحساء والقطيف، وجاوزها إلى فتح كثير من البلاد الحجازية، ثم استولى على الطائف ومكة والمدينة، وغالب جزيرة العرب.
وغالب هذه الفتوح على يد ولده سعود، ثم قام بعده ولده سعود، فتكاثرت جنوده، واتسعت فتوحه، ووصلت جنوده إلى اليمن، فافتتحوا بلاد أبي عريش،
وما يتصل بها، ثم تابعهم الشريف حمود بن محمد شريفُ أبي عريش، وأمدوه بالجنود، ففتح البلاد التهامية كاللحية، والحديدة، وبيت الفقيه، وزبيد، وما يتصل بهذه البلاد، وما زال الوافدون من سعود يفدون إلينا - إلى صنعاء - إلى حضرة الإمام المنصور وولده الإمام المتوكل بمكاتيب إليهما بالدعوة إلى التوحيد، وهدم القبور المشيدة، والقباب المرتفعة، ويكتب إلي أيضًا ما يصل من الكتب إلى الإمامين، ثم وقع الهدم للقباب والقبور المشيدة في صنعاء، وفي كثير من الأمكنة المجاورة لها، وفي جهة ذمار، وما يتصل بها، ثم خرج باشا (1) مصر إلى مكة بعد إرساله بجنود افتتحوا مكة والمدينة والطائف، وغلبوا عليها، وكان استيلاؤه على مكة والمدينة سنة 1228، وخروجه إلى مكة سنة 1227، والحرب مستمرة، ومات سعود في هذه السنة 1229.
وقام بالأمر ولده عبد الله بن سعود. وقد أفردت هذه الحوادث العظيمة بمصنف مستقل. وسيأتي في ترجمة الشريف غالب - شريف مكة - إشارةٌ إلى طرف من هذه الحوادث - إن شاء الله تعالى -، ثم خرجت جيوش الروم ومصر على عبد الله بن سعود، وما زال الحرب بينهم سجالاً، وتكاثرت جنود الروم حتى حصروا عبد الله بن سعود ومن معه من الجند في قريته الدرعية، وطال الحصر.
وأخربت المدافع الرومية كثيرًا من الأبنية، وبعد هذا استسلم عبد الله بن سعود، وكان ذلك في سنة 1233، وأدخلوه أسيرًا إلى حضرة سلطان الروم، والله أعلم ما انتهى إليه حاله (2)، ثم خرج بعض الجنود الرومية صحبة الباشا
(1) هو محمد علي باشا سنة (1228 هـ 1812 م) حينما هو وصل إلى مكة، فأكرمه الشريف غالب، وبعدما استتبت له الأمور، قبض على الشريف غالب وأولاده، وأرسلهم إلى مصر، ومنها إلى سلانيك.
(2)
لما خافت الحكومة العثمانية على نفسها بسبب امتداد الحكم السعودي في أنحاء البلاد العربية، وأيضًا خوفًا من محمد علي باشا أن يمتد حكمه في تلك البلاد، ابتكرت سياسة جديدة لتحقيق مصلحتها، فأسندت الأمر إلى الباشا المذكور.