الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
8 - باب قبول توبة القاتل، وإن كثر قتله
46 -
(2766) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ (واللفظ لابن المثنى). قال: حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ. حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ قتادة، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ؛
أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال "كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسا. فسأل عن أعلم أهل الأرض فدل على راهب فأتاه فقال: إنه قتل تسعة وتسعين نفسا. فهل له من توبة؟ فقال: لا. فقتله. فكمل به مائة. ثم سأل عن أعلم أهل الأرض فدل على رجل عالم. فقال: إنه قتل مائة نفس. فهل له من توبة؟ فقال: نعم. ومن يحول بينه وبين التوبة؟ انطلق إلى أرض كذا وكذا. فإن بها أناسا يعبدون الله فاعبد الله معهم. ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء. فانطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه الموت. فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب. فقالت ملائكة الرحمة: جاء تائبا مقبلا بقلبه إلى الله. وقالت ملائكة العذاب: إنه لم يعمل خيرا قط. فأتاه ملك في صورة آدمي. فجعلوه بينهم. فقال: قيسوا ما بين الأرضين. فإلى أيتهما كان أدنى، فهو له. فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد. فقبضته ملائكة الرحمة"
قال قتادة: فقال الحسن: ذكر لنا؛ أنه لما أتاه الموت نأى بصدره.
(نصف) أي بلغ نصفها. (نأى) أي نهض. ويجوز تقديم الألف على الهمزة، وعكسه.
47 -
(2766) حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ. حَدَّثَنَا أبي. حدثنا شعبة عن قتادة؛ أنه سمع أبا الصديق الناجي، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ،
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛ "أن رجلا قتل تسعة وتسعين نفسا. فجعل يسأل: هل له من توبة؟ فأتى راهبا فسأله فقال: ليست لك توبة. فقتل الراهب. ثم جعل يسأل. ثم خرج من قرية إلى قرية فيها قوم صالحون. فلما كان في بعض الطريق أدركه الموت. فنأى بصدره. ثم مات. فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب. فكان إلى القرية الصالحة أقرب منها بشبر. فجعل من أهلها".
48 -
(2766) حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ. حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ. حدثنا شعبة عن قتادة، بهذا الإسناد، نحو حديث معاذ بن معاذ. وزاد فيه "فأوحى الله إلى هذه: أن تباعدي. وإلى هذه: أن تقربي".
49 -
(2767) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا أبو أسامة عن طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَي، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "إذا كان يوم القيامة، دفع الله عز وجل إلى كل مسلم يهوديا أو نصرانيا. فيقول هذا فكاكك من النار".
(فكاكك) بفتح الفاء وكسرها، والفتح أفصح وأشهر، وهو الخلاص والفداء
50 -
(2767) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا عفان بن مسلم. حدثنا همام. حدثنا قتادة؛ أن عونا وسعيد بن أبي بردة حدثاه؛ أنهما شهدا أبا بردة يحدث عمر بن عبد العزيز عَنْ أَبِيهِ،
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال "لا يموت رجل مسلم إلا أدخل الله مكانه، النار، يهوديا أو نصرانيا" قال فاستحلفه عمر بن عبد العزيز بالله الذي لا إله إلا هو! ثلاث مرات أن أباه حدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال فحلف له. قال فلم يحدثني سعيد أنه استحلفه. ولم ينكر على عون قوله.
(فاستحلفه عمر بن عبد العزيز) إنما استحلفه لزيادة الاستيثاق والطمأنينة. ولما حصل له من السرور بهذه البشارة العظيمة للمسلمين أجمعين. ولأنه، إذا كان فيه شك وخوف غلظ، أو نسيان أو اشتباه، أو نحو ذلك، أمسك عن اليمين. فإذا حلف تحقق انتفاء هذه الأمور وعرف صحة الحديث. وقد جاء عن عمر بن عبد العزيز والشافعي، رحمهما الله، أنهما قالا: هذا الحديث أرجى حديث للمسلمين