الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(9) بَاب إِثْبَاتِ حَوْضِ نَبِيِّنَا صلى الله عليه وسلم وَصِفَاتِهِ
25 -
(2289) حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ. حَدَّثَنَا زَائِدَةُ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ قَالَ: سَمِعْتُ جُنْدَبًا يَقُولُ:
سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ "أَنَا فرطكم على الحوض".
(الحوض) قال القاضي عياض رحمه الله: أحاديث الحوض صحيحة. والإيمان به فرض. والتصديق به من الإيمان. وهو على ظاهره عند أهل السنة والجماعة. لا يتأول ولا يختلف فيه. قال القاضي: وحديثه متواتر النقل. رواه خلائق من الصحابة. فذكره مسلم من رواية ابن عمر وأبي سعيد وسهل بن سعد وجندب وعبد الله بن عمرو بن العاص وعائشة وأم سلمة وعقبة بن عامر وابن مسعود وحذيفة وحارثة بن وهب والمستورد وأبي ذر وثوبان وأنس وجابر بن سمرة. ورواه غير مسلم من رواية أبي بكر الصديق وزيد بن أرقم وأبي أمامة وعبد الله بن زيد وأبي برزة وسويد بن جبلة وعبد الله بن الصنابحي والبراء بن عازب وأسماء بنت أبي بكر وخولة بنت قيس وغيرهم.
قلت: ورواه البخاري ومسلم أيضا من رواية أبي هريرة. ورواه غيرهما من رواية عمر بن الخطاب وعائذ بن عمرو وآخرين. وقد جمع ذلك كله الإمام الحافظ أبو بكر البيهقي في كتابه (البعث والنشور) بأسانيده وطرقه المتكاثرات. قال القاضي: وفي بعض هذ ما يقتضي كون الحديث متواترا. (أنا فرطكم على الحوض) قال أهل اللغة: الفرط والفارط هو الذي يتقدم الواردين ليصلح لهم الحياض والدلاء ونحوها من أمور الاستقاء. فمعنى فرطكم على الحوض، سابقكم إليه كالمهيئ له.
25 -
م- (2289) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا وَكِيعٌ. ح وحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ. حَدَّثَنَا ابْنُ بِشْرٍ. جَمِيعًا عَنْ مِسْعَرٍ. ح وحَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ. حَدَّثَنَا أَبِي. ح وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى. حَدَّثَنَا محمد بن جعفر. قَالَا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. كِلَاهُمَا عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جُنْدَبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. بمثله.
26 -
(2290) حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ. حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ (يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَارِيَّ) عَنْ أَبِي حَازِمٍ. قَالَ: سَمِعْتُ سَهْلًا يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ. مَنْ وَرَدَ شَرِبَ. وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا. وَلَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي. ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ".
قَالَ أَبُو حَازِمٍ: فَسَمِعَ النُّعْمَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ وَأَنَا أُحَدِّثُهُمْ هَذَا الْحَدِيثَ. فَقَالَ: هَكَذَا سَمِعْتَ سَهْلًا يَقُولُ؟ قال فقلت نعم.
(ومن شرب لم يظمأ أبدا) أي شرب منه. والظمأ مهموز مقصور. كما ورد به القرآن العزيز. وهو العطش. يقال. ظمئ يظمأ ظمأ فهو ظمآن وهم ظماء، بالمد، كعطش يعطش عطشا فهو عطشان. وهم عطاش. قال القاضي: ظاهر هذا الحديث أن الشرب منه يكون بعد الحساب والنجاة من النار. فهذا الذي لا يظمأ بعده.
26 -
م- (2291) قَالَ: وَأَنَا أَشْهَدُ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ لَسَمِعْتُهُ يَزِيدُ فَيَقُولُ "إِنَّهُمْ مِنِّي. فَيُقَالُ: إِنَّكَ لاتدري مَا عَمِلُوا بَعْدَكَ. فَأَقُولُ: سُحْقًا سُحْقًا لِمَنْ بدل بعدي".
(سحقا سحقا) أي بعدا لهم بعدا. ونصبه على المصدر. وكرر للتوكيد.
26 -
م- (2291) وحدثنا هارون بن سعيد الأيلي حدثنا ابن وَهْبٍ. أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. وَعَنْ النُّعْمَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي سعيد الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. بمثل حديث يعقوب.
(وعن النعمان بن أبي عياش) قال العلماء: هذا العطف على سهل. فالقائل: وعن النعمان، هو أبو حازم. فرواه عن سهل ثم رواه عن النعمان عن أبي سعيد.
27 -
(2292) وحَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ. حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ الْجُمَحِيُّ عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ. قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ:
قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "حَوْضِي مَسِيرَةُ شَهْرٍ. وَزَوَايَاهُ سَوَاءٌ.
⦗ص: 1794⦘
وَمَاؤُهُ أَبْيَضُ مِنَ الْوَرِقِ. وَرِيحُهُ أَطْيَبُ مِنَ الْمِسْكِ .. وَكِيزَانُهُ كَنُجُومِ السَّمَاءِ. فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَا يظمأ بعده أبدا".
(وزواياه سواء) قال العلماء: معناه طوله كعرضه. كما قال في حديث أبي ذر المذكور في الكتاب عرضه مثل طوله. (وماؤه أبيض من الورق) هكذا هو في جميع النسخ: الورق، بكسر الراء وهو الفضة. والنحويون يقولون: إن فعل التعجب الذي يقال فيه: هو أفعل من كذا، إنما يكون فيما كان ماضيه على ثلاثة أحرف. فإن زاد لم يتعجب من فاعله وإنما يتعجب من مصدره. فلا يقال: ما أبيض زيدا، ولا زيد أبيض من عمرو. وإنما يقال: ما أشد بياضه، وهو أشد بياضا من كذا. وقد جاء في الشعر أشياء من هذا الذي أنكروه، فعدوه شاذا لا يقاس عليه. وهذا الحديث يدل على صحته، وهي لغة، وإن كانت قليلة الاستعمال. ومنه قول عمر رضي الله عنه: ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع. (كنجوم السماء) المختار الصواب إن هذا العدد للآنية على ظاهره. وأنها أكثر عددا من نجوم السماء. ولا مانع عقلي ولا شرعي يمنع من ذلك. بل ورد الشرع به مؤكدا: كما قال صلى الله عليه وسلم "والذي نفس محمد بيده! لآنيته أكثر من عدد نجوم السماء".وقال القاضي عياض: هذا إشارة إلى كثرة العدد وغايته الكثيرة، من باب قوله صلى الله عليه وسلم:"لا يضع العصا عن عاتقه" وهو باب من المبالغة معروف في الشرع واللغة. ولا يعد كذبا، إذا كان المخبر عنه في حيز الكثرة والعظم ومبلغ الغاية في بابه، بخلاف ما إذا لم يكن كذلك. هذا كلام القاضي، والصواب الأول.
27 -
م- (2293) وَقَالَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "إِنِّي عَلَى الْحَوْضِ حَتَّى أَنْظُرَ مَنْ يَرِدُ عَلَيَّ مِنْكُمْ. وَسَيُؤْخَذُ أُنَاسٌ دُونِي. فَأَقُولُ: يَا رَبِّ مِنِّي وَمِنْ أُمَّتِي. فَيُقَالُ أَمَا شَعَرْتَ مَا عَمِلُوا بَعْدَكَ؟ وَاللَّهِ مَا بَرِحُوا بَعْدَكَ يَرْجِعُونَ عَلَى أعقابهم".
قال فكان ابن مُلَيْكَةَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ! إِنَّا نَعُوذُ بِكَ أَنْ نَرْجِعَ عَلَى أَعْقَابِنَا أَوْ أَنْ نُفْتَنَ عَنْ ديننا.
28 -
(2294) وحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ. حَدَّثَنَا يَحْيَي بْنُ سُلَيْمٍ عَنْ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ؛ أَنَّهُ سَمِعَ عَائِشَةَ تَقُولُ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ، وَهُوَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ أَصْحَابِهِ "إِنِّي عَلَى الْحَوْضِ. أَنْتَظِرُ مَنْ يَرِدُ علي منكم. والله لَيُقْتَطَعَنَّ دُونِي رِجَالٌ. فَلَأَقُولَنَّ: أَيْ رَبِّ! مِنِّي وَمِنْ أُمَّتِي. فَيَقُولُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا عَمِلُوا بَعْدَكَ. مَا زَالُوا يَرْجِعُونَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ".
29 -
(2295) وحَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الصَّدَفِيُّ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ. أَخْبَرَنِي عَمْرٌو (وَهُوَ ابْنُ الْحَارِثِ)؛ أَنَّ بُكَيْرًا حَدَّثَهُ عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ عَبَّاسٍ الْهَاشِمِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعٍ، مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛ أَنَّهَا قَالَتْ: كُنْتُ أَسْمَعُ النَّاسَ يَذْكُرُونَ الْحَوْضَ. وَلَمْ أَسْمَعْ ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فَلَمَّا كَانَ يَوْمًا مِنْ ذَلِكَ. وَالْجَارِيَةُ تَمْشُطُنِي. فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ "أَيُّهَا النَّاسُ" فَقُلْتُ لِلْجَارِيَةِ اسْتَأْخِرِي عَنِّي. قَالَتْ: إِنَّمَا دَعَا الرِّجَالَ وَلَمْ يَدْعُ النِّسَاءَ. فَقُلْتُ: إِنِّي مِنَ النَّاسُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "إني لَكُمْ فَرَطٌ عَلَى الْحَوْضِ. فَإِيَّايَ! لَا يَأْتِيَنَّ أَحَدُكُمْ فَيُذَبُّ عَنِّي كَمَا يُذَبُّ الْبَعِيرُ الضَّالُّ. فَأَقُولُ فِيمَ هَذَا؟ فَيُقَالُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي ما أحدثوا بعدك. فأقول سحقا".
29 -
م- (2295) وحَدَّثَنِي أَبُو مَعْنٍ الرَّقَاشِيُّ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ نَافِعٍ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ (وَهُوَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو). حَدَّثَنَا أَفْلَحُ بْنُ سَعِيدٍ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَافِعٍ. قَالَ: كَانَتْ أُمُّ سَلَمَةَ تُحَدِّثُ؛ أَنَّهَا سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول، عَلَى الْمِنْبَرِ، وَهِيَ تَمْتَشِطُ "أَيُّهَا النَّاسُ! " فَقَالَتْ لِمَاشِطَتِهَا: كُفِّي رَأْسِي. بِنَحْوِ حَدِيثِ بُكَيْرٍ عَنْ القاسم بن عباس.
(كفي رأسي) أي اجمعيه وضمي شعره بعضه إلى بعض.
30 -
(2296) حدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا ليث عن يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عن عقبة بن عامر؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خَرَجَ يَوْمًا فَصَلَّى عَلَى أَهْلِ أُحُدٍ صَلَاتَهُ عَلَى الْمَيِّتِ. ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى الْمِنْبَرِ. فَقَالَ "إِنِّي فَرَطٌ لَكُمْ. وَأَنَا شَهِيدٌ عَلَيْكُمْ. وَإِنِّي،
وَاللَّهِ! لَأَنْظُرُ إِلَى حَوْضِي الْآنَ. وَإِنِّي قَدْ أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ خَزَائِنِ الْأَرْضِ، أَوْ مَفَاتِيحَ الْأَرْضِ. وَإِنِّي، وَاللَّهِ! مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تُشْرِكُوا
بَعْدِي. وَلَكِنْ أَخَافُ عليكم أن تتنافسوا فيها".
(فَصَلَّى عَلَى أَهْلِ أُحُدٍ صَلَاتَهُ عَلَى الْمَيِّتِ) أي دعا لهم بدعاء صلاة الميت. (وإني، والله! لأنظر إلى حوضي الآن) هذا تصريح بأن الحوض حوض حقيقي على ظاهره. وإنه مخلوق موجود اليوم. (وإني قد أعطيت مفاتيح خزائن الأرض) هكذا هو في جميع النسخ: مفاتيح، بالياء. قال القاضي: وروي: مفاتح، بحذفها. فمن أثبتها فهو جمع مفتاح، ومن حذفها فجمع مفتح. وهما لغتان فيه. وفي هذا الحديث معجزات لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فإن معناه الإخبار بأن أمته تملك خزائن الأرض، وقد وقع ذلك. وأنها لا ترتد جملة، وقد عصمها الله تعالى من ذلك. وأنها تتنافس في الدنيا، وقد وقع ذلك.
31 -
(2296) وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى. حَدَّثَنَا وَهْبٌ (يَعْنِي ابْنَ جَرِيرٍ). حَدَّثَنَا أَبِي. قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَي بْنَ أَيُّوبَ يُحَدِّثُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدٍ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ. قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى قَتْلَى أُحُدٍ. ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ كَالْمُوَدِّعِ لِلْأَحْيَاءِ
وَالْأَمْوَاتِ. فَقَالَ: "إِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ. وَإِنَّ عَرْضَهُ كَمَا بَيْنَ أَيْلَةَ إِلَى الْجُحْفَةِ. إِنِّي لَسْتُ أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُشْرِكُوا بَعْدِي.
وَلَكِنِّي أَخْشَى عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا أَنْ تَنَافَسُوا فِيهَا، وَتَقْتَتِلُوا، فَتَهْلِكُوا، كَمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ".
قَالَ عُقْبَةُ: فَكَانَتْ آخِرَ مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على المنبر.
(على قتلى أحد. ثم صعد المنبر) معناه: خرج إلى قتلى أحد ودعا لهم دعاء مودع، ثم دخل المدينة فصعد المنبر فخطب الأحياء خطبة مودع. (أيلة) هي مدينة معروفة في طرف الشام على ساحل البحر، متوسطة بين مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم ودمشق ومصر. بينها وبين المدينة نحو خمس عشر مرحلة. وبينها وبين دمشق نحو ثنتي عشرة مرحلة. وبينها وبين مصر نحو ثمان مراحل. قال الحازمي: قيل هي آخر الحجاز وأول الشام. (الجحفة) هي بنحو سبع مراحل من المدينة، بينها وبين مكة.
32 -
(2297) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ وأبو شَيْبَةَ وَأَبُو كُرَيْبٍ وَابْنُ نُمَيْرٍ. قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ. وَلَأُنَازِعَنَّ أَقْوَامًا ثُمَّ لَأُغْلَبَنَّ عَلَيْهِمْ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أَصْحَابِي.
أَصْحَابِي. فَيُقَالُ إِنَّكَ لَا تَدْرِي ما أحدثوا بعدك".
32 -
م- (2297) وحَدَّثَنَاه عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ. وَلَمْ يَذْكُرْ "أصحابي. أصحابي
32 -
م-2 - (2297) حدثنا عثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن إِبْرَاهِيمَ. كِلَاهُمَا عَنْ جَرِيرٍ. ح وحَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جعفر. حدثنا شعبة. جَمِيعًا عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. بِنَحْوِ حَدِيثِ الْأَعْمَشِ. وَفِي حَدِيثِ شُعْبَةَ عن المغيرة: سمعت أبا وائل.
32 -
م-3 - (2297) وحَدَّثَنَاه سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو الأَشْعَثِيُّ. أَخْبَرَنَا عَبْثَرٌ. ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ. كِلَاهُمَا عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. نَحْوَ حَدِيثِ الْأَعْمَشِ وَمُغِيرَةَ.
33 -
(2298) حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بَزِيعٍ. ح حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ حَارِثَةَ؛
أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ "حَوْضُهُ مَا بَيْنَ صَنْعَاءَ وَالْمَدِينَةِ". فَقَالَ لَهُ الْمُسْتَوْرِدُ: أَلَمْ تَسْمَعْهُ قَالَ "الْأَوَانِي"؟ قَالَ: لَا. فَقَالَ المستورد "ترى فيه الآنية مثل الكواكب".
33 -
م- (2298) وحَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ. حَدَّثَنَا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ؛ أَنَّهُ سَمِعَ حَارِثَةَ بْنَ وَهْبٍ الْخُزَاعِيَّ يَقُولُ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: وَذَكَرَ الْحَوْضَ. بِمِثْلِهِ. وَلَمْ يَذْكُرْ قَوْلَ الْمُسْتَوْرِدِ وَقَوْلَهُ.
34 -
(2299) حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ وَأَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ. قَالَا: حدثنا حماد (وهو ابن زيد). حدثنا أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ. قَالَ:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إِنَّ أَمَامَكُمْ حَوْضًا. مَا بَيْنَ نَاحِيَتَيْهِ كَمَا بين جربا وأذرح".
(جربا) بألف مقصورة. هذا هو الصواب المشهور أنها مقصورة. وكذا قيدها الحازمي في كتابه (المؤتلف في الأماكن) وكذا ذكرها القاضي وصاحب المطالع: ووقع عند بعض رواة البخاري ممدودا. قالا: وهو خطأ. وقال صاحب التحرير: هي بالمد وقد تقصر. قال الحازمي: كان أهل جربا يهود. كتب لهم النبي الأمان، لما قدم عليه لحية بن رؤبة، صاحب أيلة، بقوم منهم ومن أهل أذرح يطلبون الأمان. (أذرح) هي مدينة في طرف الشام في قبلة الشويك. بينها وبينه نحو نصف يوم، وهي في طرف الشراة، في طرفها الشمالي، وتبوك في قبلة أذرح بينهما نحو أربع مراحل. وبين تبوك ومدينة النبي صلى الله عليه وسلم نحو أربع عشرة مرحلة.
34 -
م- (2299) حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ. قَالُوا: حَدَّثَنَا يَحْيَى (وَهُوَ الْقَطَّانُ) عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ. أَخْبَرَنِي نَافِعٌ عن ابن عمر،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ "إِنَّ أَمَامَكُمْ حَوْضًا كَمَا بين جربا وأذرح". وفي رواية ابن المثنى "حوضي".
34 -
م-2 - (2299) وحَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ. حَدَّثَنَا أَبِي. ح وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ. قَالَا: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ مِثْلَهُ. وَزَادَ: قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ: قَرْيَتَيْنِ بِالشَّأْمِ. بَيْنَهُمَا مَسِيرَةُ ثَلَاثِ لَيَالٍ. وفي حديث ابن بشر: ثلاثة أيام.
34 -
م-3 - (2299) وحَدَّثَنِي سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ. حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم. بِمِثْلِ حَدِيثِ عُبَيْدِ اللَّهِ.
35 -
(2299) وحَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ. حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ نافع، عن عبد الله؛
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قَالَ "إِنَّ أَمَامَكُمْ حوضا كما بين حربا وَأَذْرُحَ. فِيهِ أَبَارِيقُ كَنُجُومِ السَّمَاءِ. مَنْ وَرَدَهُ فَشَرِبَ مِنْهُ، لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهَا أَبَدًا".
36 -
(2300) وحدثنا أبي بكر بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم وَابْنُ أَبِي عُمَرَ الْمَكِّيُّ- وَاللَّفْظُ لِابْنِ أَبِي شَيْبَةَ- (قَالَ إِسْحَاق: أَخْبَرَنَا. وَقَالَ الآخَرَانِ: حدثنا) عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْعَمِّيُّ عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ:
قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا آنِيَةُ الْحَوْضِ؟ قَالَ "وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ! لَآنِيَتُهُ أَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ وَكَوَاكِبِهَا. أَلَا فِي اللَّيْلَةِ الْمُظْلِمَةِ الْمُصْحِيَةِ. آنِيَةُ الْجَنَّةِ مَنْ شَرِبَ مِنْهَا لَمْ يَظْمَأْ آخِرَ مَا عَلَيْهِ. يَشْخَبُ فِيهِ مِيزَابَانِ
⦗ص: 1799⦘
مِنَ الْجَنَّةِ. مَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأْ. عَرْضُهُ مِثْلُ طُولِهِ. مَا بَيْنَ عَمَّانَ إِلَى أَيْلَةَ. مَاؤُهُ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ. وَأَحْلَى من العسل".
(ألا في الليلة المظلمة) بتخفيف ألا، وهي التي للاستفتاح. وخص الليلة المظلمة المصحية لأن النجوم ترى فيها أكثر. والمراد بالمظلمة التي لا قمر فيها، مع أن النجوم طالعة. فإن وجود القمر يستر كثيرا من النجوم. (آنية الجنة) ضبطه بعضهم برفع آنية وبعضهم بنصبها. وهما صحيحان. فمن رفع فخبر مبتدأ محذوف، أي هي آنية الجنة. ومن نصب فبإضمار أعني أو نحوه. (يشخب) الخاء مضمومة ومفتوحة. والشخب السيلان. وأصله ما خرج من تحت يد الحالب عند كل غمزة وعصرة لضرع الشاة. (ميزابان) قال في اللسان: وزب الشيء يزب وزوبا، إذا سال. الجوهري: الميزاب المثعب، فارسي معرب. قال: وقد عرب بالهمز. وربما لم يهمز. والجمع. مآزيب، إذا همزت. وميازيب، إذا لم تهمز. (عمان) هي بلدة بالبلقاء من الشام. قال الحازمي: قال ابن الأعرابي: يجوز أن يكون فعلان، من عم يعم، فلا ينصرف معرفة وينصرف نكرة. قال: ويجوز أن يكون فعالا، من عمن، فينصرف معرفة ونكرة، إذا عنى بها البلد. هذا كلامه. والمعروف في روايات الحديث وغيرها ترك صرفها.
37 -
(2301) حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ الْمِسْمَعِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَابْنُ بَشَّارٍ (وَأَلْفَاظُهُمْ مُتَقَارِبَةٌ). قَالُوا: حَدَّثَنَا مُعَاذٌ (وَهُوَ ابْنُ هِشَامٍ). حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْيَعْمَرِيِّ، عَنْ ثَوْبَانَ؛
أَنَّ نبي الله صلى الله عليه وسلم قال "إِنِّي لَبِعُقْرِ حَوْضِي أَذُودُ النَّاسَ لِأَهْلِ الْيَمَنِ. أَضْرِبُ بِعَصَايَ حَتَّى يَرْفَضَّ عَلَيْهِمْ". فَسُئِلَ عَنْ عَرْضِهِ فَقَالَ "مِنْ مَقَامِي إِلَى عَمَّانَ". وَسُئِلَ عن شرابه فقال "أشد بياضا من البن، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ. يَغُتُّ فِيهِ مِيزَابَانِ يَمُدَّانِهِ مِنَ الْجَنَّةِ. أَحَدُهُمَا مِنْ ذَهَبٍ وَالْآخَرُ مِنْ ورق".
(لبعقر حوضي) هو موقف الإبل من الحوض، إذا وردته. وقيل مؤخره. (أذود الناس لأهل اليمن) معناه أطرد الناس عنه غير أهل اليمن. ليرفض على أهل اليمن. وهذه كرامة لأهل اليمن في تقديمهم في الشرب منه، مجازاة لهم بحسن صنيعهم وتقدمهم في الإسلام. والأنصار من اليمن. فيدفع غيرهم حتى يشربوا، كما دفعوا في الدنيا عن النبي صلى الله عليه وسلم أعداءه والمكروهات. (يرفض عليهم) يسيل عليهم. قال أهل اللغة والغريب: وأصله من الدمع. يقال: أرفض الدمع، إذا سال متفرقا. (يغت فيه ميزابان يمدانه) هكذا قاله ثابت والخطابي والهروي وصاحب التحرير والجمهور: يغت. وكذا هو في معظم نسخ بلادنا. ونقله القاضي عن الأكثرين. قال الهروي: ومعناه يدفقان فيه الماء دفقا متتابعا شديدا. قالوا: وأصله من اتباع الشيء الشيء. وقيل يصبان فيه دائما صبا شديدا. (يمدانه) أي يزيدانه ويكثرانه.
37 -
م- (2301) وحَدَّثَنِيهِ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى. حَدَّثَنَا شَيْبَانُ عَنْ قَتَادَةَ. بِإِسْنَادِ هِشَامٍ. بِمِثْلِ حَدِيثِهِ. غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ "أَنَا، يَوْمَ القيامة، عند عقر الحوض".
37 -
م-2 - (2301) وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ. حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ. حَدَّثَنَا شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مَعْدَانَ، عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. حَدِيثَ الْحَوْضِ. فَقُلْتُ لِيَحْيَي بْنِ حَمَّادٍ: هَذَا حَدِيثٌ سَمِعْتَهُ مِنْ أَبِي عَوَانَةَ. فَقَالَ وَسَمِعْتُهُ أَيْضًا مِنْ شُعْبَةَ فَقُلْتُ انْظُرْ لِي فِيهِ. فَنَظَرَ لي فيه فحدثني به.
38 -
(2302) حدثني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَلَّامٍ الْجُمَحِيُّ. حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ (يَعْنِي ابْنَ مُسْلِمٍ) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عن أبي هريرة؛
أن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ "لَأَذُودَنَّ عَنْ حَوْضِي رِجَالًا كما تزاد الغريبة من الإبل".
(كما تزاد الغريبة من الإبل) معناه كما يذود الساقي الناقة الغريبة عن إبله، إذا أرادت الشرب مع إبله.
38 -
م- (2302) وحَدَّثَنِيهِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ. حَدَّثَنَا أَبِي. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ. سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. بِمِثْلِهِ.
39 -
(2303) وحَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى. أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ. أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ؛ أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَهُ؛
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ "قَدْرُ حَوْضِي كَمَا بَيْنَ أَيْلَةَ وَصَنْعَاءَ مِنْ الْيَمَنِ. وَإِنَّ فِيهِ مِنَ الْأَبَارِيقِ كَعَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ".
40 -
(2304) وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ. حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ الصَّفَّارُ. حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ. قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ صُهَيْبٍ يُحَدِّثُ. قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ؛
أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَال "لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ الْحَوْضَ رِجَالٌ مِمَّنْ صَاحَبَنِي. حَتَّى إِذَا رَأَيْتُهُمْ وَرُفِعُوا إِلَيَّ، اخْتُلِجُوا دُونِي. فَلَأَقُولَنَّ: أَيْ رَبِّ! أُصَيْحَابِي. أُصَيْحَابِي. فَلَيُقَالنَّ لِي: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ".
(اختلجوا دوني) معناه اقتطعوا. (أصيحابي) وقع في الروايات مصغرا مكررا. وفي بعض النسخ: أصحابي أصحابي، مكبرا مكررا. قال القاضي: هذا دليل لصحة تأويل من تأول أنهم أهل الردة. ولهذا قال فيهم "سحقا سحقا" ةلا يقول ذلك في مذنبي الأمة بل يشفع لهم ويهتم لأمرهم. قال: وقيل هؤلاء صنفان أحدهما عصاة مرتدون عن الاستقامة، لا عن الإسلام. وهؤلاء مبدلون للأعمال الصالحة بالسيئة. والثاني مرتدون إلى الكفر حقيقة، ناكصون على أعقابهم. واسم التبديل يشمل الصنفين.
40 -
م- (2304) وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ. قَالَا: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ. ح وحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ. حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ.
جَمِيعًا عَنْ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ، عَنْ أَنَسٍ، عن النبي صلى الله عليه وسلم. بهذا الْمَعْنَى. وَزَادَ "آنِيَتُهُ عَدَدُ النُّجُومِ".
41 -
(2303) وحَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ النَّضْرِ التَّيْمِيُّ وَهُرَيْمُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى (وَاللَّفْظُ لِعَاصِمٍ). حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ. سَمِعْتُ أَبِي. حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ،
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. قال "مَا بَيْنَ نَاحِيَتَيْ حَوْضِي كَمَا بَيْنَ صَنْعَاءَ والمدينة".
42 -
(2303) وحَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ. حَدَّثَنَا هِشَامٌ. ح وحَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ. حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ. حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ. كِلَاهُمَا عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. بمثله. غَيْرَ أَنَّهُمَا شَكَّا فَقَالَا: أَوْ مِثْلَ مَا بين المدينة وعمان. وفي حديث ابن عوانة "ما بين لابتي حوضي".
(لابتي حوضي) أي ناحيتيه.
43 -
(2303) وحَدَّثَنِي يَحْيَي بْنُ حَبِيبٍ الْحَارِثِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرُّزِّيُّ. قَالَا: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ. قَالَ:
قَالَ أَنَسٌ: قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "تُرَى فِيهِ أَبَارِيقُ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ كَعَدَدِ نجوم السماء".
43 -
م- (2303) وحَدَّثَنِيهِ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ. حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى. حَدَّثَنَا شَيْبَانُ عَنْ قَتَادَةَ. حَدَّثَنَا أَنَسُ بن مالك؛ أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قَالَ مِثْلَهُ. وَزَادَ "أَوْ أَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ".
44 -
(2305) حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعِ بْنِ الْوَلِيدِ السَّكُونِيُّ. حَدَّثَنِي أَبِي رحمه الله. حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ خَيْثَمَةَ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ،
عَنِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ "أَلَا إِنِّي فَرَطٌ لَكُمْ عَلَى الْحَوْضِ. وَإِنَّ بُعْدَ مَا بَيْنَ طَرَفَيْهِ كَمَا بَيْنَ صَنْعَاءَ وَأَيْلَةَ. كَأَنَّ الْأَبَارِيقَ فِيهِ النجوم".