الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم.
53 - كتاب الزهد والرقائق
1 -
(2956) حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ (يعني الدراوردي) عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر".
(الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر) معناه أن كل مؤمن مسجون، ممنوع في الدنيا من الشهوات المحرمة والمكروهة. مكلف بفعل الطاعات الشاقة. فإذا مات استراح من هذا وانقلب إلى ما أعد الله تعالى له من النعيم الدائم والراحة الخالصة من المنغصات. وأما الكافر فإنما له من ذلك ما حصل في الدنيا، مع قلته وتكديره بالمنغصات. فإذا مات صار إلى العذاب الدائم وشقاء الأبد.
2 -
(2957) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ (يَعْنِي ابْنَ بِلَالٍ) عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ؛
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بالسوق، داخلا من بعض العالية، والناس كنفته. فمر بجدي أسك ميت. فتناوله فأخذ بأذنه. ثم قال "أيكم يحب أن هذا له بدرهم؟ " فقالوا: ما نحب أنه لنا بشئ. وما نصنع به؟ قال "أتحبون أنه لكم؟ " قالوا: والله! لو كان حيا، كان عيبا فيه، لأنه أسك. فكيف وهو ميت؟ فقال "فوالله! للدنيا أهون على الله، من هذا عليكم".
(كنفته) وفي بعض النسخ. كنفتيه. معنى الأول جانبه. والثاني، جانبيه. (جدي أسك) أي صغير الأذنين.
2 -
م - (2957) حدثني محمد بن المثنى العنزي وإبراهيم بن محمد بن عرعرة السامي. قالا: حدثنا عبد الوهاب (يعنيان الثقفي) عن جعفر، عن أبيه، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. بمثله. غير أن في حديث الثقفي: فلو كان حيا كان هذا السكك به عيبا.
3 -
(2958) حَدَّثَنَا هَدَّابُ بْنُ خَالِدٍ. حَدَّثَنَا هَمَّامٌ. حَدَّثَنَا قتادة عن مطرف، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ: ألهاكم التكاثر. قال "يقول ابن آدم: مالي. مالي (قال) وهل لك، يا ابن آدم! من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت؟ ".
3 -
م - (2958) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَابْنُ بَشَّارٍ. قَالَا: حدثنا محمد بن جعفر. حدثنا شعبة. وقالا جميعا: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ سَعِيدٍ. ح وحدثنا ابن الْمُثَنَّى. حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ. حَدَّثَنَا أَبِي. كلهم عن قتادة، عن مطرف، عن أبيه، قَالَ: انْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. فَذَكَرَ بِمِثْلِ حَدِيثِ همام.
4 -
(2959) حَدَّثَنِي سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ. حَدَّثَنِي حَفْصُ بْنُ ميسرة عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "يقول العبد: مالي. مالي. إنما له من ماله ثلاث: ما أكل فأفنى. أو لبس فأبلى. أو أعطى فاقتنى. وما سوى ذلك فهو ذاهب، وتاركه للناس".
(أو أعطى فاقتنى) هكذا هو في معظم النسخ لمعظم الرواة: فاقتنى. ومعناها ادخر لآخرته. أي ادخر ثوابه. وفي بعضها: فأقنى، بحذف التاء، أي أرضى.
4 -
م - (2959) وحدثنيه أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاق. أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ. أَخْبَرَنِي الْعَلَاءُ بن عبد الرحمن، بِهَذَا الْإِسْنَادِ، مِثْلَهُ.
5 -
(2960) حدثنا يحيى بن يحيى التميمي وزهير بن حرب. كلاهما عَنْ ابْنِ عُيَيْنَةَ. قَالَ يَحْيَى: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بكر. قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ:
قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم "يتبع الميت ثلاثة. فيرجع اثنان ويبقى واحد. يتبعه أهله وماله وعمله. فيرجع أهله، وماله. ويبقى عمله".
6 -
(2961) حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (يعني ابن حَرْمَلَةَ بْنِ عِمْرَانَ التُّجِيبِيُّ). أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ. أَخْبَرَنِي يُونُسُ عَنِ ابن شهاب، عن عروة بن الزبير؛ أن المسور بن مخرمة أخبره؛ أن
⦗ص: 2274⦘
عمرو بن عوف، وهو حليف بن عامر بن لؤي، وكان شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أخبره؛
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا عبيدة بن الجراح إلى البحرين. يأتي بجزيتها. وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هو صالح أهل البحرين. وأمر عليهم العلاء بن الحضرمي. فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين. فسمعت الأنصار بقدوم أبي عبيدة. فوافوا صلاة الْفَجْرَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم انصرف. فتعرضوا له. فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حين رآهم. ثم قال "أظنكم سمعتم أن أبا عبيدة قدم بشيء من البحرين؟ " فقالوا: أجل. يا رسول الله! قال "فأبشروا وأملوا ما يسركم. فوالله! ما الفقر أخشى عليكم. ولكني أخشى عليكم أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم. فتنافسوها كما تنافسوها. وتهلككم كما أهلكتهم".
6 -
م - (2961) حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ. جَمِيعًا عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ. حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ صَالِحٍ. ح وحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيُّ. أَخْبَرَنَا أَبُو الْيَمَانِ. أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ. كِلَاهُمَا عَنْ الزُّهْرِيِّ. بإسناد يونس ومثل حديثه. غير أن في حديث صالح "وتلهيكم كما ألهتهم".
7 -
(2962) حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ سَوَّادٍ الْعَامِرِيُّ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ. أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ؛ أَنَّ بكر بن سوادة حدثه؛ أن يزيد بن رباح (هو أبو فراس، مولى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ) حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ،
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أنه قال "إذا فتحت عليكم فارس والروم، أي قوم أنتم؟ " قال عبد الرحمن بن عوف: نقول كما أمرنا اللَّهِ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "أو غير ذلك. تتنافسون. ثم تتحاسدون. ثم تتدابرون. ثم تتباغضون. أو نحو ذلك.
⦗ص: 2275⦘
ثم تنطلقون في مساكين المهاجرين، فتجعلون بعضهم على رقاب بعض".
(نقول كما أمرنا الله) معناه نحمده ونشكره، ونسأله المزيد من فضله. (تتنافسون ثم تتحاسدون ثم تتدابرون .. الخ) قال العلماء: التنافس إلى الشيء المسابقة إليه وكراهة أخذ غيرك إياه، وهو أول درجات الحسد. وأما الحسد فهو تمني زوال النعمة عن صاحبها. والتدابر التقاطع. وقد يبقى مع التدابر شيء من المودة، أو لا يكون مودة ولا بغض. وأما التباغض فهو بعد هذا. ولهذا رتبت في الحديث. (ثم تنطلقون في مساكين المهاجرين فتجعلون بعضهم على رقاب بعض) أي ضعفائهم. فتجعلون بعضهم أمراء على بعض. هكذا فسروه.
8 -
(2963) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ (قال قتيبة: حدثنا. وقال يحيى: أخبرنا) المغيرة بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِزَامِيُّ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأعرج، عن أبي هريرة؛
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إذا نظر أحدكم إلى من فضل عليه في المال والخلق، فلينظر إلى من هو أسفل منه ممن فضل عليه".
8 -
م - (2963) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ. حدثنا معتمر عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. بِمِثْلِ حديث أبي الزناد. سواء.
9 -
(2963) وحَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ. حَدَّثَنَا جَرِيرٌ. ح وحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ. حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ. ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة (واللفظ له). حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ وَوَكِيعٌ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أبي صالح، عن أبي هريرة، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "انظروا إلى من أسفل منكم. ولا تنظروا إلى من هو فوقكم. فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله".
قال أبو معاوية "عليكم".
(انظروا إلى من أسفل منكم .. الخ) معنى أجدر أحق. وتزدروا تحتقروا. قال ابن جرير وغيره: هذا حديث جامع لأنواع من الخير. لأن الإنسان إذا رأى من فضل عليه في الدنيا طلبت نفسه مثل ذلك، واستصغر ما عنده من نعمة الله تعالى وحرص على الازدياد ليلحق بذلك أو يقاربه. هذا هو الموجود في غالب الناس. وأما إذا ما نظر في أمور الدنيا إلى من هو دونه فيها، ظهرت له نعمة الله تعالى عليه، فشكرها وتواضع. وفعل فيه الخير.
10 -
(2964) حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ. حَدَّثَنَا هَمَّامٌ. حَدَّثَنَا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة. حدثني عبد الرحمن بن أبي عمرة؛ أن أبا هريرة حدثه؛
أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يقول "إن ثلاثة في بني إسرائيل. أبرص وأقرع وأعمى. فأراد الله أن يبتليهم. فبعث إليهم ملكا. فأتى
⦗ص: 2276⦘
الأبرص فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: لون حسن وجلد حسن ويذهب عني الذي قد قذرني الناس. قال فمسحه فذهب عنه قذره. وأعطي لونا حسنا وجلدا حسنا. قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: الإبل (أو قال البقر. شك إسحاق) - إلا أن الأبرص أو الأقرع قال أحدهما: الإبل. وقال الآخر البقر - قال فأعطى ناقة عشراء. فقال: بارك الله لك فيها. قال فأتى الأقرع فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: شعر حسن ويذهب عني هذا الذي قذرني الناس. قال فمسحه فذهب عنه. وأعطي شعرا حسنا. قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: البقر. فأعطي بقرة حاملا. فقال: بارك الله لك فيها. قال فأتى الأعمى فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: أن يرد الله إلي بصري فأبصر به الناس. قال فمسحه فرد الله إليه بصره. قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: الغنم. فأعطي شاة والدا. فأنتج هذان وولد هذا. قال: فكان لهذا واد من الإبل. ولهذا واد من البقر. ولهذا واد من الغنم. قال ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته فقال: رجل مسكين. قد انقطعت بي الحبال في سفري. فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك. أسألك، بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال، بعيرا أتبلغ عليه في سفري. فقال: الحقوق كثيرة. فقال له: كأني أعرفك. ألم تكن أبرص يقذرك الناس؟ فقيرا فأعطاك الله؟ فقال: إنما ورثت هذا المال كابرا عن كابر. فقال: إن كنت كاذبا، فصيرك الله إلى ما كنت.
⦗ص: 2277⦘
قال وأتى الأقرع في صورته فقال له مثل ما قال لهذا. ورد عليه مثل ما رد على هذا. فقال: إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت.
قال وأتى الأعمى في صورته وهيئته فقال: رجل مسكين وابن سبيل. انقطعت بي الحبال في سفري. فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك. أسألك، بالذي رد عليك بصرك، شاة أتبلغ بها في سفري. فقال: قد كنت أعمى فرد الله إلي بصري. فخذ ما شئت. ودع ما شئت. فوالله! لا أجهدك اليوم شيئا أخذته لله. فقال: أمسك مالك. فإنما ابتليتم. فقد رضي عنك وسخط على صاحبيك".
(أبرص) قال في القاموس: البرص بياض يظهر في ظاهر البدن، لفساد مزاج. برص، كفرح، فهو أبرص. وأبرصه الله. (يبتليهم) أي يختبرهم. (ناقة عشراء) هي الحامل القريبة الولادة. (شاة والدا) أي وضعت ولدها، وهو معها. (فأنتج هذان وولد هذا) هكذا الرواية: فأنتج، رباعي وهي لغة قليلة الاستعمال. والمشهور نتج، ثلاثي. وممن حكى اللغتين الأخفش. ومعناه تولى الولادة، وهي النتج والإنتاج. ومعنى ولد هذا، بتشديد اللام، معنى أنتج. والناتج للإبل، والمولد للغنم وغيرها، هو كالقابلة للنساء. (انقطعت بي الحبال) هي الأسباب. وقيل: الطرق. (إنما ورثت هذا المال كابرا عن كابر) أي ورثته من آبائي الذين ورثوه من آبائهم، كبيرا عن كبير، في العز والشرف والثروة. (لا أجهدك اليوم) هكذا هو في رواية الجمهور: أجهدك، بالجيم والهاء. ومعناه لا أشق عليك برد شيء تأخذه. أو تطلبه من مالي. والجهد المشقة. وفي هذا الحديث الحث على الرفق بالضعفاء وإكرامهم وتبليغهم ما يطلبون مما يمكن، والحذر من كسر قلوبهم واحتقارهم. وفيه التحدث بنعمة الله تعالى، وذم جحدها.
11 -
(2965) حدثنا إسحاق بن إبراهيم وعباس بن عبد العظيم - واللفظ لإسحاق - (قال عباس: حدثنا. وقال إسحاق: أخبرنا) أبو بكر الحنفي. حدثنا بكير بن مسمار. حدثني عامر بن سعد قال:
كان سعد بن أبي وقاص في إبله. فجاءه ابنه عمر. فلما رآه سعد قال: أعوذ بالله من شر هذا الراكب. فنزل. فقال له: أنزلت في إبلك وغنمك وتركت الناس يتنازعون الملك بينهم؟ فضرب سعد في صدره فقال: اسكت. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إن الله يحب العبد التقي، الغني، الخفي".
(إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي) المراد بالغنى غني النفس. هذا هو الغني المحبوب، لقوله صلى الله عليه وسلم "ولكن الغنى غنى النفس". وأما الخفي، فبالخاء المعجمة. هذا هو الموجود في النسخ، والمعروف في الروايات. ومعناه الخامل المنقطع إلى العبادة والاشتغال بأمور نفسه. وفي هذا الحديث حجة لمن يقول: الاعتزال أفضل من الاختلاط.
12 -
(2966) حدثنا يحيى بن حبيب الحارثي. حدثنا المعتمر. قال: سمعت إسماعيل عن قيس، عن سعد. ح وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نمير. حدثنا أبي وابن بِشْرٍ. قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل عَنْ قَيْسٍ،
⦗ص: 2278⦘
قَالَ:
سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ يَقُولُ: والله! إني لأول رجل من العرب رمى بسهم في سبيل الله. ولقد كُنَّا نَغْزُو مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ما لنا طعام نأكله إلا ورق الحبلة، وهذا السمر. حتى إن أحدنا ليضع كما تضع الشاة. ثم أصبحت بنو أسد تعزرني على الدين. لقد خبت، إذا وضل عملي. ولم يقل ابن نمير: إذا.
(ورق الحبلة وهذا السمر) هما نوعان من شجر البادية. كذا قال أبو عبيد وآخرون. (ثم أصبحت بنو أسد تعزرني على الدين) قالوا: المراد ببني أسد بنو الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى. قال الهروي: معنى تعزرني توقفني. والتعزير التوقيف على الأحكام والفرائض. قال ابن جرير: معناه تقومني وتعلمني. ومنه تعزير السلطان، وهو تقويمه بالتأديب.
13 -
(2966) وحدثناه يحيى بن يحيى. أخبرنا وكيع عَنْ إِسْمَاعِيل بْنِ أَبِي خَالِدٍ، بِهَذَا الإِسْنَادِ. وقال: حتى إن كان أحدنا ليضع كما تضع العنز. ما يخلطه بشئ.
14 -
(2967) حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ المغيرة. حدثنا حميد بن هلال عن خالد بن عمير العدوي. قال:
خطبنا عتبة بن غزوان. فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بعد. فإن الدنيا قد آذنت بصرم وولت حذاء. ولم يبقى منها إلا صبابة كصبابة الإناء. يتصابها صاحبها. وإنكم منتقلون منها إلى دار لا زوال لها. فانتقلوا بخير ما بحضرتكم. فإنه قد ذكر لنا أن الحجر يلقى من شفة جهنم. فيهوي فيها سبعين عاما لا يدرك لها قعر. ووالله! لتملأن. أفعجبتم؟ ولقد ذكر لنا أن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين سنة. وليأتين عليها يوم
⦗ص: 2279⦘
وهو كظيظ من الزحام. ولقد رأيتني سابع سبعة مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. ما لنا طعام إلا ورق الشجر. حتى تقرحت أشداقنا. فالتقطت بردة فشققتها بيني وبين سعد بن مالك. فاتزرت بنصفها واتزر سعد بنصفها. فما أصبح اليوم منا أحد إلا أصبح أميرا على مصر من الأمصار. وإني أعوذ بالله أن أكون في نفسي عظيما وعند الله صغيرا. وإنها لم تكن نبوة قط إلا تناسخت، حتى يكون آخر عاقبتها ملكا. فستخبرون وتجربون الأمراء بعدنا.
(آذنت) أي أعلمت. (بصرم) الصرم الانقطاع والذهاب. (حذاء) مسرعة الانقطاع. (صبابة) البقية اليسيرة من الشراب تبقى في أسفل الإناء. (يتصابها) في القاموس: تصاببت الماء شربت صبابته. (قعرا) قعر الشيء أسفله. (كظيظ) أي ممتلئ. (قرحت) أي صار فيها قروح وجراح، من خشونة الورق الذي نأكله وحرارته. (سعد بن مالك) هو سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، رضي الله عنه.
14 -
م - (2967) وحدثني إسحاق بن عمر بن سليط. حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ. حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هلال عن خالد بن عمير. وقد أدرك الجاهلية. قال: خطب عتبة بن غزوان، وكان أميرا على البصرة. فذكر نحو حديث شيبان.
15 -
(2967) وحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ. حَدَّثَنَا وكيع عن قرة بن خالد، عن حميد بن هلال، عن خالد بن عمير قال: سمعت عتبة بن غزوان يقول:
لقد رأيتني سابع سبعة مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. ما طعامنا إلا ورق الحبلة. حتى قرحت أشداقنا.
16 -
(2968) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ. حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن أبي هريرة قال:
قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! هَلْ نَرَى رَبَّنَا يوم القيامة؟ "قال: هل تضارون في رؤية الشمس في الظهيرة، ليست في سحابة؟ " قالوا: لا. قال "فهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر، ليس في سحابة؟ " قالوا: لا. قال "فوالذي نفسي بيده! لا تضارون في رؤية ربكم إلا كما تضارون في رؤية أحدهما. قال فيلقى العبد فيقول: أي فل! ألم أكرمك، وأسودك، وأزوجك،
⦗ص: 2280⦘
وأسخر لك الخيل والإبل، وأذرك ترأس وتربع؟ فيقول: بلى. قال فيقول: أفظننت أنك ملاقي؟ فيقول: لا. فيقول: فإني أنساك كما نسيتني. ثم يلقى الثاني فيقول: أي فل! ألم أكرمك، وأسودك، وأزوجك، وأسخر لك الخيل والإبل، وأذرك ترأس وتربع؟ فيقول: بلى. أي رب! فيقول: أفظننت أنك ملاقي؟ فيقول: لا. فيقول: فإني أنساك كما نسيتني. ثم يلقى الثالث فيقول له مثل ذلك. فيقول: يا رب! آمنت بك وبكتابك وبرسلك وصليت وصمت وتصدقت. ويثني بخير ما استطاع. فيقول: ههنا إذا.
قال ثم يقال له: الآن نبعث شاهدنا عليك. ويتفكر في نفسه: من ذا الذي يشهد علي؟ فيختم على فيه. ويقال لفخذه ولحمه وعظامه: انطقي. فتنطق فخذه ولحمه وعظامه بعمله. وذلك ليعذر من نفسه. وذلك المنافق. وذلك الذي يسخط الله عليه".
(أي فل) معناه يا فلان: وهو ترخيم على خلاف القياس. وقيل: هي لغة بمعنى فلان. حكاها القاضي. (أسودك) أي أجعلك سيدا على غيرك. (ترأس) أي تكون رئيس القوم وكبيرهم. (تربع) أي تأخذ المرباع الذي كانت ملوك الجاهلية تأخذه من الغنيمة، وهو ربعها. يقال: ربعتهم، أي أخذت ربع أموالهم. ومعناه ألم أجعلك رئيسا مطاعا. قال القاضي، بعد حكايته نحو ما ذكرته: عندي أن معناه تركتك مستريحا لا تحتاج إلى مشقة وتعب. من قولهم: اربع على نفسك، أي ارفق بها. (فإني أنساك كما نسيتني) أي أمنعك الرحمة كما امتنعت من طاعتي. (ههنا إذا) معناه قف ههنا حتى يشهد عليك جوارحك، إذ قد صرت منكرا. (ليعذر) من الإعذار. والمعنى ليزيل الله عذره من قبل نفسه بكثرة ذنوبه وشهادة أعضائه عليه، بحيث لم يبق له عذر يتمسك به.
17 -
(2969) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ النَّضْرِ بْنِ أَبِي النضر. حَدَّثَنِي أَبُو النَّضْرِ، هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ. حَدَّثَنَا عبيد الله الأشجعي عن سفيان الثوري، عن عبيد المكتب، عن فضيل، عن الشعبي، عن أنس بن مالك قَالَ:
كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فضحك فقال "هل تدرون مما أضحك؟ " قال قلنا: الله ورسوله أعلم. قال "من مخاطبة العبد ربه. يقول: يا رب! ألم تجرني من الظلم؟ قال يقول: بلى.
⦗ص: 2281⦘
قال فيقول: فإني لا أجيز على نفسي إلا شاهدا مني. قال فيقول: كفى بنفسك اليوم عليك شهيدا. وبالكرام الكاتبين شهودا. قال فيختم على فيه. فيقال لأركانه: انطقي. قال فتنطق بأعماله. قال ثم يخلى بينه وبين الكلام. قال فيقول: بعدا لكن وسحقا. فعنكن كنت أناضل".
(لأركانه) أي جوارحه. (أناضل) أي أدافع وأجادل.
18 -
(1055) حدثني زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اللَّهُمَّ! اجْعَلْ رِزْقَ آل محمد قوتا".
(قوتا) قيل: هو كفايتهم من غير إسراف. وهو بمعنى قوله في الرواية الأخرى: كفافا. وقيل: هو سد الرمق.
19 -
(1055) وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَمْرٌو الناقد وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وَأَبُو كُرَيْبٍ. قَالُوا: حَدَّثَنَا وكيع. حدثنا الأعمش عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اللَّهُمَّ! اجْعَلْ رِزْقَ آل محمد قوتا". وفي رواية عمرو "اللهم! ارزق".
19 -
م - (1055) وحدثناه أبو سعيد الأشج. حدثنا أبو أسامة. قال: سمعت الأعمش، ذكر عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ. وَقَالَ "كفافا".
20 -
(2970) حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ (قَالَ إِسْحَاق: أَخْبَرَنَا. وَقَالَ زُهَيْرٌ: حَدَّثَنَا) جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ عائشة، قالت:
ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم، منذ قدم المدينة، من طعام بر، ثلاث ليال تباعا. حتى قبض.
21 -
(2970) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب وإسحاق بن إبراهيم (قال إسحاق: أخبرنا. وقال الآخران: حدثنا) أبو معاوية عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة قالت:
ما شبع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام تباعا، من خبز بر، حتى مضى لسبيله.
22 -
(2970) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قالا: حدثنا محمد بن جعفر. حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال: سمعت عبد الرحمن بن يزيد يحدث عن الأسود، عن عائشة؛ أنها قالت:
ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم من خبز شعير، يومين متتابعين، حتى قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
23 -
(2970) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ. حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ، عن عبد الرحمن بن عابس، عن أبيه، عن عائشة، قالت:
ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم من خبز بر، فوق ثلاث.
24 -
(2970) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قالت عائشة:
ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم من خبز البر، ثلاثا، حتى مضى لسبيله.
25 -
(2971) حدثنا أَبُو كُرَيْبٍ. حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ هلال بن حميد، عن عروة، عن عائشة قالت:
ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم يومين من خبز بر، إلا وأحدهما تمر.
26 -
(2972) حَدَّثَنَا عَمْرٌو النَّاقِدُ. حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ قال: ويحيى بن يمان حدثنا، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة، قالت:
إن كنا، آل محمد صلى الله عليه وسلم، لنمكث شهرا ما نستوقد بنار. إن هو إلا التمر والماء.
(ويحيى بن يمان حدثنا) معنى هذا الكلام أن عمرا الناقد روى هذا الحديث عن عبدة ويحيى بن يمان. كلاهما عن هشام.
26 -
م - (2972) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كُرَيْبٍ. قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ وَابْنُ نُمَيْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، بِهَذَا الإِسْنَادِ: أَنّ كنا لنمكث. ولم يذكر آل محمد. وزاد أبو كريب في حديثه عن ابن نمير: إلا أن يأتينا اللحيم.
27 -
(2973) حدثنا أبو كريب، محمد بن العلاء بن كُرَيْبٍ. حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ هِشَامٍ،
⦗ص: 2283⦘
عَنْ أبيه، عن عائشة قالت:
تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وما في رفي من شيء يأكله ذو كبد. إلا شطر شعير في رف لي. فأكلت منه حتى طال علي. فكلته ففني.
(رفي) قال في القاموس: الرف شبه الطاق، عليه طرائف البيت كالرفرف. (شطر شعير) الشطر هنا معناه شيء من شعير. كذا فسره الترمذي. وقال القاضي: قال ابن أبي حازم: معناه نصف وسق.
28 -
(2972) حَدَّثَنَا يَحْيَي بْنُ يَحْيَي. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أبيه، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عائشة؛ أنها كانت تقول:
والله! يا ابن أختي! إن كنا لننظر إلى الهلال ثم الهلال ثم الهلال. ثلاثة أهلة في شهرين. وما أوقد في أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم نار. قال قلت: يا خالة! فما كان يعيشكم؟ قالت: الأسودان التمر والماء. إلا أنه قد كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جيران من الأنصار. وكانت لهم منائح. فكانوا يرسلون إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم من ألبانها، فيسقيناه.
(منائح) في المصباح: المنحة في الأصل، الشاة أو الناقة، يعطيها صاحبها رجلا يشرب لبنها، ثم يردها إذا انقطع اللبن. ثم كثر استعماله حتى أطلق على كل عطاء.
29 -
(2974) حدثني أبو الطاهر أحمد. أخبرنا عبد الله بن وهب. أخبرني أَبُو صَخْرٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن قسيط. ح وحدثني هارون بن سعيد. حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ. أَخْبَرَنِي أَبُو صَخْرٍ عَنْ ابن قُسَيْطٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ:
لَقَدْ مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَمَا شبع من خبز وزيت، في يوم واحد، مرتين.
30 -
(2975) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى. أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرحمن المكي العطار عن منصور، عن أمه، عن عائشة. ح وحدثنا سعيد بن منصور. حدثنا داود بن عبد الرحمن العطار. حدثني منصور بن عبد الرحمن الحجبي عن أمه، صفية، عن عائشة، قالت:
تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، حين شبع الناس من الأسودين: التمر والماء.
(التمر والماء) المراد حين شبعوا من التمر. وإلا فما زالوا شباعا من الماء.
31 -
(2975) حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَنْ سفيان، عن منصور بن صفية، عن أمه، عن عائشة، قالت:
تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وقد شبعنا من الأسودين: الماء والتمر.
31 -
م - (2975) وحدثنا أبو كريب. حدثنا الأشجعي. ح وحدثنا نصر بن علي. حدثنا أبو أحمد. كلاهما عن سفيان، بهذا الإسناد، غير أن في حديثهما عن سفيان: وما شبعنا من الأسودين.
32 -
(2976) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ وَابْنُ أَبِي عُمَرَ. قالا: حدثنا مروان (يعنيان الْفَزَارِيُّ) عَنْ يَزِيدَ (وَهُوَ ابْنُ كَيْسَانَ) عَنْ أبي حازم، عن أبي هريرة قال:
والذي نفسي بيده! (وقال ابن عباد: والذي نفس أبي هريرة بيده!) ما أشبع رسول الله صلى الله عليه وسلم أهله ثلاثة أيام تباعا، من خبز حنطة، حتى فارق الدنيا.
33 -
(2976) حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ. حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ كَيْسَانَ. حَدَّثَنِي أَبُو حازم قال: رأيت أبا هريرة يشير بإصبعه مرارا يقول:
والذي نفس أبي هريرة بيده! ما شبع نبي الله صلى الله عليه وسلم وأهله، ثلاثة أيام تباعا، من خبز حنطة، حتى فارق الدنيا.
34 -
(2977) حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ. قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ سماك. قال: سمعت النعمان بن بشير يقول:
ألستم في طعام وشراب ما شئتم؟ لقد رأيت نبيكم صلى الله عليه وسلم وما يجد من الدقل، ما يملأ به بطنه.
وقتيبة لم يذكر: به.
(الدقل) التمر الردئ.
35 -
(2977) حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ. حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ. حدثنا زهير. ح وحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. أَخْبَرَنَا الْمُلَائِيُّ. حدثنا إسرائيل. كلاهما عن سماك، بهذا الإسناد، نحوه. وزاد في حديث زهير: وما ترضون دون ألوان التمر والزبد.