الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
84 -
م - (157) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ. أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بمثله. غير أنه قال: ينبعث.
19 - باب ذكر ابن صياد
85 -
(2924) حدثنا عثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن إِبْرَاهِيمَ - وَاللَّفْظُ لِعُثْمَانَ - (قَالَ إِسْحَاق: أَخْبَرَنَا. وَقَالَ عُثْمَانُ: حَدَّثَنَا) جَرِيرٌ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:
كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فمررنا بصبيان فيهم ابن صياد. ففر الصبيان وجلس ابن صياد. فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كره ذلك. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم "تربت يداك. أتشهد أني رسول الله؟ " فقال: لا. بل تشهد أني رسول الله. فقال عمر بن الخطاب: ذرني. يا رسول الله! حتى أقتله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن يكن الذي ترى، فلن تستطيع قتله".
(تربت يداك) قال ابن الأثير: ترب الرجل إذا افتقر، أي لصق بالتراب. وأترب إذا استغنى. وهذه الكلمة جارية على ألسنة العرب، لا يريدون بها الدعاء على المخاطب ولا وقوع الأمر به. كما يقولون: قاتله الله. وقيل: معناها لله درك. وقال بعضهم: هو دعاء على الحقيقة.
86 -
(2924) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ وإسحاق بن إبراهيم وأبو كريب - واللفظ لأبي كريب - (قال ابن نمير: حدثنا. وقال الآخران: أخبرنا) أبو معاوية. حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قال:
كنا نمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم. فمر بابن صياد. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "قد خبأت لك خبيئا"
⦗ص: 2241⦘
فقال: دخ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اخسأ. فلن تعدو قدرك" فقال عمر: يا رسول الله! دعني فأضرب عنقه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "دعه. فإن يكن الذي تخاف، لن تستطيع قتله".
(خبيئا) هكذا هو في معظم النسخ: خبيئا. وهكذا نقله القاضي عن جمهور رواة مسلم: خبيئا. وفي بعض النسخ: خبأ وكلاهما صحيح. (دخ) هي لغة في الدخان. وحكى صاحب نهاية الغريب فيه فتح الدال وضمها. والمشهور في كتب اللغة والحديث ضمها فقط. والجمهور على أن المراد بالدخ هنا الدخان، وأنها لغة فيه. وخالفهم الخطابي فقال: لا معنى للدخان هنا لأنه ليس مما يخبأ في كف أو كم، كما قال. بل الدخ بيت موجود بين النخيل والبساتين. قال: إلا أن يكون معنى خبأت أضمرت لك اسم الدخان، فيجوز. والصحيح المشهور أنه صلى الله عليه وسلم أضمر له آية الدخان، وهي قوله تعالى: فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين. قال القاضي: وأصح الأقوال أنه لم يهتد من الآية التي أضمرها النبي صلى الله عليه وسلم إلا لهذا اللفظ الناقص. على عادة الكهان إذا ألقى الشيطان إليهم، بقدر ما يخطف، قبل أن يدركه الشهاب. ويدل عليه قوله صلى الله عليه وسلم: اخسأ فلن تعدو قدرك. أي القدر الذي يدرك الكهان من الاهتداء إلى بعض الشيء، وما لا يتبين منه حقيقته، ولا يصل به إلى بيان وتحقيق أمور الغيب. (اخسأ) أي اقعد.
87 -
(2925) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى. حَدَّثَنَا سَالِمُ بْنُ نُوحٍ عَنْ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سعيد. قال:
لقيه رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بكر وعمر في بعض طرق المدينة. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "أتشهد أني رسول الله؟ " فقال هو: أتشهد أني رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "آمنت بالله وملائكته وكتبه. ما ترى؟ " قال: أرى عرشا على الْمَاءُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "ترى عرش إبليس على البحر. وما ترى؟ " قال: أرى صادقين وكذابا أو كاذبين وصادقا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لبس عليه. دعوه".
(لبس عليه) أي خلط عليه أمره.
88 -
(2926) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حبيب ومحمد بن عبد الأعلى قالا: حدثنا معتمر، قال: سمعت أبي قال: حدثنا أَبُو نَضْرَةَ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لقي نبي الله صلى الله عليه وسلم ابن صائد، ومعه أبو بكر وعمر. وابن صائد مع الغلمان. فذكر نحو حديث الجريري.
89 -
(2927) حدثني عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ ومُحَمَّدُ بْنُ المثنى قالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى. حَدَّثَنَا دَاوُدُ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عن أبي سعيد الخدري قال:
صحبت ابن صائد إلى مكة. فقال لي:
⦗ص: 2242⦘
أما قد لقيت من الناس. يزعمون أني الدجال. ألست سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إنه لا يولد له" قال قلت: بلى. قال: فقد ولد لي. أو ليس سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "لا يدخل المدينة ولا مكة" قلت: بلى. قال: فقد ولدت بالمدينة. وهذا أنا أريد مكة. قال ثم قال لي في آخر قوله: أما، والله! إني لأعلم مولده ومكانه وأين هو. قال فلبسني.
(فلبسني) أي جعلني ألتبس في أمره وأشك فيه.
90 -
(2927) حدثنا يحيى بن يحيى ومحمد بن عبد الأعلى. قالا: حدثنا معتمر قال: سمعت أبي يحدث عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قال.
قال لي ابن صائد، وأخذتني منه ذمامة: هذا عذرت الناس. وما لي ولكم؟ يا أصحاب محمد! ألم يقل نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "أَنَّهُ يهودي" وقد أسلمت. قال "ولا يولد له" وقد ولد لي. وقال "إن الله قد حرم عليه مكة" وقد حججت. قال فما زال حتى كاد أن يأخذ في قوله. قال فقال له: أما، والله! إني لأعلم الآن حيث هو. وأعرف أباه وأمه. قال وقيل له: أيسرك أنك ذاك الرجل؟ قال فقال: لو عرض علي ما كرهت.
(ذمامة) أي حياء وإشفاق من الذم واللوم. (أن يأخذ في قوله) أي يؤثر في وأصدقه في دعواه.
91 -
(2927) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى. حَدَّثَنَا سَالِمُ بْنُ نُوحٍ. أخبرني الْجُرَيْرِيِّ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدري قال:
خرجنا حجاجا أو عمارا ومعنا ابن صائد. قال فنزلنا منزلا. فتفرق الناس وبقيت أنا وهو. فاستوحشت منه وحشة شديدة مما يقال عليه. قال وجاء بمتاعه فوضعه مع متاعي. فقلت: إن الحر شديد. فلو وضعته تحت تلك الشجرة. قال ففعل. قال فرفعت لنا غنم. فانطلق فجاء بعس. فقال: اشرب. أبا سعيد! فقلت: إن الحر شديد واللبن حار. ما بي إلا أني أكره أن أشرب عن يده - أو قال آخذ عن يده - فقال: أبا سعيد! لقد هممت أن آخذ حبلا فأعلقه بشجرة ثم أختنق مما يقول لي الناس، يا أبا سعيد! من خفي عليه حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ما خفي
⦗ص: 2243⦘
عليكم، معشر الأنصار! ألست من أعلم الناس بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أَلَيْسَ قَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "هو كافر" وأنا مسلم؟ أو ليس قَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "هو عقيم لا يولد له" وقد تركت ولدي بالمدينة؟ أو ليس قَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "لا يدخل المدينة ولا مكة" وقد أقبلت من المدينة وأنا أريد مكة؟
قال أبو سعيد الخدري: حتى كدت أن أعذره. ثم قال: أما، والله! إني لأعرفه وأعرف مولده وأين هو الآن. قال قلت له: تبا لك. سائر اليوم.
(بعس) هو القدح الكبير. وجمعه عساس وأعساس. (تبا لك سائر اليوم) أي خسرانا وهلاكا لك باقي اليوم. وهو منصوب بفعل مضمر، متروك الإظهار.
92 -
(2928) حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ. حَدَّثَنَا بِشْرٌ (يَعْنِي ابْنَ مُفَضَّلٍ) عَنْ أَبِي مَسْلَمَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لابن صائد "ما تربة الجنة؟ " قال: درمكة بيضاء، مسك. يا أبا القاسم! قال "صدقت".
93 -
(2928) وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ. حدثنا أبو أسامة عَنْ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سعيد؛
أن ابن صياد سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنْ تربة الجنة؟ فقال "درمكة بيضاء، مسك خالص".
(درمكة بيضاء مسك خالص) قال العلماء: معناه أنها في البياض درمكة وفي الطيب مسك. والدرمك هو الدقيق الحواري الخالص البياض. وذكر مسلم الروايتين في أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَأَلَ ابن صياد عن تربة الجنة، وأن ابن صياد سأل النبي صلى الله عليه وسلم. قال القاضي: قال بعض أهل النظر: الرواية الثانية أظهر.
94 -
(2929) حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ. حَدَّثَنَا أبي. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ محمد بن المنكدر، قال:
رأيت جابر بن عبد الله يحلف بالله؛ أن ابن صائد الدجال. فقلت: أتحلف بالله؟ قال: إني سمعت عمر يحلف على ذلك عند النبي صلى الله عليه وسلم. فلم ينكره النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
95 -
(2930) حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حرملة بن عمران التجيبي. أخبرني ابن وهب. أخبرني يونس عن ابن شهاب، عن سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، أَخْبَرَهُ؛ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ أَخْبَرَهُ؛
أَنَّ عمر بن الخطاب انطلق مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في رهط قبل ابن صياد حتى وجده يلعب مع الصبيان عند أطم بني مغالة. وقد قارب ابن صياد، يومئذ، الحلم. فلم يشعر حتى ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ظهره بيده. ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لابن صياد "أتشهد أني رسول الله؟ " فنظر إليه ابن صياد فقال: أشهد أنك رسول الأميين. فقال ابن صياد لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أتشهد أني رسول الله؟ فرفضه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال "آمنت بالله وبرسله". ثم قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "ماذا ترى؟ " قال ابن صياد: يأتيني صادق وكذاب. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "خلط عليك الأمر". ثم قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "إني قد خبأت لك خبيئا" فقال ابن صياد "هو الدخ" فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "اخسأ. فلن تعدو قدرك" فقال عمر بن الخطاب: ذرني. يا رسول الله! أضرب عنقه. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "إن يكنه فلن تسلط عليه. وإن لم يكنه فلا خير لك في قتله".
(أطم بني مغالة) ذكر مسلم في رواية الحسن الحلواني التي بعد هذه أنه أطم بني معاوية. قال العلماء: المشهور المعروف هو الأول. قال القاضي: وبنو مغالة كل ما كان على يمينك إذا وقفت آخر البلاط، مستقبل مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. والأطم هو الحصن. جمعه آطام. (فرفضه) هكذا هو في أكثر نسخ بلادنا: فرفضه. قال القاضي: روايتنا فيه عن الجماعة بالصاد المهملة. قال بعضهم: الرفض: الضرب بالرجل، مثل الرفس. فإن صح هذا فهو معناه. لكن لم أجد هذه اللفظة في أصول اللغة. قال: ووقع في رواية القاضي التميمي: فرفضه. وهو وهم. قال: وفي البخاري في رواية المروزي: فرفضه، ولا وجه له. وفي كتاب الأدب. فرفضه. قال: ورواه الخطابي في غريبه: فرصه. أي ضغطه حتى ضم بعضه إلى بعض. ومنه قوله تعالى: بنيان مرصوص. (قلت) ويجوز أن يكون معنى رفضه أي ترك سؤاله الإسلام ليأسه فيه حينئذ، ثم شرع في سؤاله عما يرى.
(2931)
- وقال سالم بن عبد الله: سمعت عبد الله بن عمر يقول:
انطلق بعد ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم
⦗ص: 2245⦘
وأبي بن كعب الأنصاري إلى النخل التي فيها ابن صياد. حتى إذا دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم النخل، طفق يتقي بجذوع النخل. وهو يختل أن يسمع من ابن صياد شيئا، قبل أن يراه ابن صياد. فَرَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع على فراش في قطيفة، له فيها زمزمة. فرأت أم ابن صياد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتقي بجذوع النخل. فقالت لابن صياد: يا صاف! (وهو اسم ابن صياد) هذا محمد. فثار ابن صياد. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لو تركته بين".
(وهو يختل أن يسمع من ابن صياد شيئا) يختل أن يخدع ابن صياد ويستغفله ليسمع شيئا من كلامه ويعلم هو والصحابة حاله في أنه كاهن أم ساحر، ونحوهما. (في قطيفة له فيها زمزمة) القطيفة كساء مخمل. والزمزمة، وقعت في هذه اللفظة في معظم نسخ مسلم: زمزمة. وفي بعضها: رمرمة. ووقع في البخاري بالوجهين. ونقل القاضي عن جمهور رواة مسلم أنه بالمعجمتين. وأنه في بعضها رمزة. وهو صوت خفي لا يكاد يفهم، أو لا يفهم. (فثار ابن صياد) أي نهض من مضجعه وقام. (لو تركته بين) أي لو لم تخبره ولم تعلمه أمه بمجيئنا، لبين لنا من حاله ما تعرف به حقيقة أمره.
(169)
- قَالَ سَالِمٌ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ:
فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في النَّاسَ فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ. ثُمَّ ذكر الدجال فقال "إني لأنذركموه. ما من نبي إلا وقد أنذره قومه. لقد أنذره نوح قومه. ولكن أقول لكم فيه قولا لم يقله نبي لقومه. تعلموا أنه أعور. وأن الله تبارك وتعالى ليس بأعور".
قال ابن شهاب: وأخبرني عمر بن ثابت الأنصاري؛ أنه أخبره بَعْضِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؛
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال، يوم حذر الناس من الدجال "إنه مكتوب بين عينيه كافر. يقرؤه من كره عمله. أو يقرؤه كل مؤمن". وقال "تعلموا أنه لن يرى أحد منكم ربه عز وجل حتى يموت".
(تعلموا) اتفق الرواة على ضبط تعلموا بفتح العين واللام المشددة. وكذا نقله القاضي وغيره عنهم. قالوا: ومعناه اعلموا وتحققوا. يقال: تعلم، بمعنى اعلم.
96 -
(2930) حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ. قَالَا: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ (وَهُوَ ابْنُ
⦗ص: 2246⦘
إِبْرَاهِيمَ بن سعد). حدثنا أبي عن صالح، عن ابْنِ شِهَابٍ. أَخْبَرَنِي سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ؛ أن عبد الله بن عمر قَالَ:
انْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ومعه رهط من أصحابه. فيهم عمر بن الخطاب. حتى وجد ابن صياد غلاما قد ناهز الحلم. يلعب مع الغلمان عند أطم بني معاوية. وساق الحديث بمثل حديث يونس. إلى منتهى حديث عمر بن ثابت. وفي الحديث عن يعقوب، قال: قال أبي (يعني قوله: لو تركته بين) قال: لو تركته أمه، بين أمره.
(ناهز الحلم) أي قارب البلوغ.
97 -
(2930) وحدثنا عبد بن حميد وسلمة بن شبيب. جَمِيعًا عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ. أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزهري، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بابن صياد في نفر من أصحابه. فيهم عمر بن الخطاب. وهو يلعب مع الغلمان عند أطم بني مغالة. وهو غلام. بمعنى حديث يونس وصالح. غير أن عبد بن حميد لم يذكر حديث ابن عمر، في انطلاق النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي بن كعب، إلى النخل.
98 -
(2932) حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ. حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عبادة. حدثنا هشام عن أيوب، عن نافع، قال:
لقي ابن عمر ابن صائد في بعض طرق المدينة. فقال له قولا أغضبه. فانتفخ حتى ملأ السكة. فدخل ابن عمر على حفصة وقد بلغها. فقالت له: رحمك الله! ما أردت من ابن صائد؟ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال "إنما يخرج من غضبة يغضبها؟ "
(فانتفخ حتى ملأ السكة) السكة الطريق. وجمعها سكك. قال أبو عبيد: أصل السكة الطريق المصطفة من النخل قال: وسميت الأزقة سككا، لاصطفاف الدور فيها.
99 -
(2932) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى. حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ (يَعْنِي ابْنَ حَسَنِ بْنِ يَسَارٍ). حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ عن نافع، قال:
كان نافع يقول: ابن صياد، قال قال ابن عمر: لقيته مرتين. قال فلقيته فقلت لبعضهم: هل تحدثون أنه هو؟ قال: لا. والله! قال قلت: كذبتني. والله! لقد أخبرني بعضكم أنه لن يموت حتى يكون أكثركم مالا وولدا. فكذلك هو زعموا اليوم. قال فتحدثنا ثم فارقته.
⦗ص: 2247⦘
قال فلقيته لقية أخرى وقد نفرت عينه. قال فقلت: متى فعلت عينك ما أرى؟ قال: لا أدري. قال قلت: لا تدري وهي في رأسك؟ قال: إن شاء الله خلقها في عصاك هذه. قال فنخر كأشد نخير حمار سمعت. قال فزعم بعض أصحابي أني ضربته بعصا كانت معي حتى تكسرت. وأما أنا، فوالله! ما شعرت. قال وجاء حتى دخل على أم المؤمنين. فحدثها فقالت: ما تريد إليه؟ ألم تعلم أنه قد قال "إن أول ما يبعثه على الناس غضب يغضبه".
(فلقيته لقية أخرى) قال القاضي في المشارق: رويناه لقية، بضم اللام. وثعلب يقوله لقيه، بالفتح. هذا كلام القاضي. والمعروف، في اللغة والرواية ببلادنا، الفتح. (نفرت عينه) أي ورمت ونتأت. (فنخر كأشد نخير حمار) النخير صوت الأنف.