الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3 - باب نزول الفتن كمواقع القطر
9 -
(2885) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَمْرٌو الناقد وإسحاق بن إبراهيم وابن أبي عمر - واللفظ لابن أبي شيبة - (قال إسحاق: أخبرنا. وقال الآخرون: حدثنا) سفيان بن عيينة عن الزهري، عن عروة، عن أسامة؛
أن النبي صلى الله عليه وسلم أشرف على أطم من آطام المدينة. ثم قال "هل ترون ما أرى؟ إني لأرى مواقع الفتن خلال بيوتكم، كمواقع القطر".
(أشرف على أطم) أشرف علا وارتفع. والأطم هو القصر والحصن. وجمعه آطام. (كمواقع القطر) التشبيه بمواقع القطر في الكثرة والعموم. أي أنها كثيرة وتعم الناس. لا تختص بها طائفة. وهذا إشارة إلى الحروب الجارية بينهم، كوقعة الجمل وصفين والحرة ومقتل عثمان ومقتل الحسين رضي الله عنهما. وغير ذلك. وفيه معجزة ظاهرة له صلى الله عليه وسلم.
9 -
م - (2885) وحَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ. أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ، نَحْوَهُ.
10 -
(2886) حَدَّثَنِي عَمْرٌو النَّاقِدُ وَالْحَسَنُ الْحُلْوَانِيُّ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ (قَالَ عَبْدُ: أَخْبَرَنِي. وقَالَ الْآخَرَانِ: حَدَّثَنَا) يَعْقُوبُ - وَهُوَ ابْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ -. حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ صَالِحٍ، عَنْ ابْنِ شِهَابٍ.
⦗ص: 2212⦘
حَدَّثَنِي ابن المسيب بن عبد الرحمن؛ أن أبا هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ستكون فتن، القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي. من تشرف لها تستشرفه. ومن وجد فيها ملجأ فليعذ به".
(القاعد فيها خير من القائم الخ) معناه بيان عظيم خطرها، والحث على تجنبها والهرب منها ومن التشبث في شئ. وإن شرها وفتنتها يكون على حسب التعلق بها. (من تشرف لها تستشرفه) أما تشرف فروي على وجهين مشهورين: أحدهما بالتاء والشين والراء. والثاني يشرف، وهو من الإشراف للشيء، وهو الانتصاب والتطلع إليه والتعرض له. ومعنى تستشرفه تقلبه وتصرعه. وقيل: هو من الإشراف، بمعنى الإشفاء على الهلاك، ومنه: أشفى المريض على الموت وأشرف. ((ملجأ) أي عاصما وموضعا يلتجئ إليه ويعتزل فيه. (فليعذ به) أي فليعتزل فيه.
11 -
(2886) حدثنا عَمْرٌو النَّاقِدُ وَالْحَسَنُ الْحُلْوَانِيُّ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ (قَالَ عَبْدٌ: أَخْبَرَنِي. وقَالَ الآخران: حَدَّثَنَا) يَعْقُوبُ. حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ صَالِح، عَنِ ابن شهاب. حدثني أبو بكر بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن مطيع بن الأسود، عن نوفل بن معاوية، مثل حديث أبي هريرة هذا. إلا أن أبا بكر يزيد "من الصلاة صلاة، من فاتته فكأنما وتر أهله وماله".
12 -
(2886) حدثني إسحاق بن منصور. أخبرنا أبو داود الطيالسي. حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ:
قَالَ النبي صلى الله عليه وسلم "تكون فتنة النائم فيها خير من اليقظان. واليقظان فيها خير من القائم. والقائم فيها خير من الساعي. فمن وجد ملجأ أو معاذا فليستعذ".
13 -
(2887) حَدَّثَنِي أَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ، فُضَيْلُ بْنُ حُسَيْنٍ. حَدَّثَنَا حماد بن زيد. حدثنا عثمان الشحام قال: انطلقت أنا وفرقد السبخي إلى مسلم بن أبي بكرة، وهو في أرضه. فدخلنا عليه فقلنا: هل سمعت أباك يحدث في الفتن حديثا؟ قال: نعم. سمعت أبا بكرة يُحَدِّثُ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
⦗ص: 2213⦘
"إنها ستكون فتن. ألا ثم تكون فتنة القاعد فيها خير من الماشي فيها. والماشي فيها خير من الساعي إليها. ألا، فإذا نزلت أو وقعت، فمن كان له إبل فليلحق بإبله. ومن كانت له غنم فليلحق بغنمه. ومن كانت له أرض فليلحق بأرضه" قال فقال رجل: يا رسول الله! أرأيت من لم يكن له إبل ولا غنم ولا أرض؟ قال "يعمد إلى سيفه فيدق على حده بحجر. ثم لينج إن استطاع النجاء. اللهم! هل بلغت؟ اللهم! هل بلغت؟ اللهم! هل بلغت؟ " قال فقال رجل: يا رسول الله! أرأيت إن أكرهت حتى ينطلق بي إلى أحد الصفين، أو إحدى الفئتين، فضربني رجل بسيفه، أو يجئ سهم فيقتلني؟ قال "يبوء بإثمه وإثمك. ويكون من أصحاب النار".
(يعمد إلى سيفه فيدق على حده بحجر) قيل: المراد كسر السيف حقيقة، على ظاهر الحديث؛ ليسد على نفسه باب هذا القتال. وقيل: هو مجاز. والمراد به ترك القتال. والأول أصح. (يبوء بإثمه وإثمك) معنى يبوء بإثمه، يلزمه ويرجع به ويتحمله. أي يبوء الذي أكرهك، بإثمه في إكراهك وفي دخوله في الفتنة، وبإثمك في قتلك غيره.