الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المعنى:
1-
قال ابن منظور في ((اللسان)) : ((الحميد من صفاته سبحانه وتعالى، بمعنى المحمود على كل حال، وهو فعيل بمعنى مفعول)) .
2-
وقال ابن الأثير في ((جامع الأصول)) (4/180) : ((الحميد: المحمود، الذي استحق الحمد بفعله، وهو فعيل بمعنى مفعول)) .
الْحَنَانُ (بمعنى الرحمة)
صفةٌ فعليةٌ خبريَّةٌ ثابتةٌ لله عز وجل بالكتاب والسنة.
? الدليل من الكتاب:
قوله تعالى: {يَايَحْيَى خُذْ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيَّاً - وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيَّاً} [مريم: 12-13] .
? الدليل من السنة:
حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعاً: ((يوضع الصراط بين ظهراني جهنم، عليه حسك كحسك السعدان
…
ثم يشفع الأنبياء في كل من كان يشهد أنَّ لا إله إلا الله مخلصاً، فيخرجونهم منها)) ، قال: ثم يتحنَّن الله برحمته على مَن فيها، فما يترك فيها عبداً في قلبه مثقال حبة من إيمان إلا أخرجه منها)) .
رواه: الإمام أحمد (3/11) ، وابن جرير في ((التفسير)) (16/113) ،
وابن خزيمة في ((التوحيد)) (2/766)، وابن المبارك في ((الزهد)) (1268) ؛ من طريق إسماعيل بن إبراهيم بن عليَّة؛ قال: حدثني محمد بن إسحاق، حدثني عبيد الله بن المغيرة بن معيقيب، عن سليمان بن عمرو بن عبد العُتواري أحد بني ليث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:(وذكره) .
ورواه ابن أبي شيبة في ((المصنف)) (13/176/رقم 16039) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى عن محمد بن إسحاق به.
ورجال إسناده ثقات، عدا عبيد الله بن المغيرة، قال عنه الحافظ في ((التقريب)) :((صدوق)) ، ومحمد بن إسحاق صرح بالتحديث، فالحديث لا يَنْزل عن مرتبة الحسن، وقد حسن إسناده الوادعي في ((الشفاعة)) (ص 137)
ورواه الحاكم في ((المستدرك)) (4/585) من طريق أحمد بن خالد الوهبي عن محمد بن إسحاق به، وقال:((على شرط مسلم، ولم يخرجاه)) ، وسكت عنه الذهبي، وتعقبه الوادعي في ((كتاب الشفاعة)) .
تنبيهان:
الأول: عند أحمد والحاكم: ((عن سليمان بن عمرو العتواري حدثني ليث
…
)) ، وعند ابن أبي شيبة:((عن سليمان العتواري جد بني ليث)) ، وعند البقية:((سليمان العتواري أحد بني ليث)) ، وهو الصواب، وما قبله
تحريف.
الثاني: عند ابن خزيمة: ((ثم يتجلى الله برحمته
…
)) ؛ بدل: ((يتحنَّن)) وهذا خطأ من الناسخ؛ لأنه في جميع الروايات: ((يتحنَّن)) ، ثم هو في النسخة الألمانية لكتاب ((التوحيد)) ، والتي رمز لها المحقق الشهوان بالرمز (ل) :((يتحنَّن)) .
والحديث رواه ابن ماجه (صحيح سنن ابن ماجه3453) مختصراً بدون الشاهد، وأصله في ((الصحيحين)) من حديث أبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما.
قال ابن جرير في ((التفسير)) (16/55) : ((قوله: {وَحَنَاناً مِنْ لَدُنَّا} : يقول تعالى ذكره: ورحمة منا ومحبة له آتيناه الحكم صبيّاً، وقد اختلف أهل التأويل في معنى الحنان، فقال بعضهم: معناه: الرحمة)) اهـ، ثم نسب ذلك بإسناده إلى ابن عباس وعكرمة والضحاك وقتادة، ثم قال:((وقال آخرون: معنى ذلك: وتعطُّفاً من عندنا عليه فعلنا ذلك)) ، ونسب ذلك بإسناده إلى مجاهد، ثم قال:((وقال آخرون: بل معنى الحنان: المحبة، ووجهوا معنى الكلام إلى: ومحبة من عندنا فعلنا ذلك)) ، ثم نسب ذلك بإسناده إلى عكرمة وابن زيد، ثم قال: وقال آخرون: معناه تعظيماً منَّا له)) ، ونسب ذلك بإسناده إلى عطاء بن أبي رباح
…
ثم قال: ((وأصل ذلك - أعني: الحنان- من قول القائل: حنَّ فلان إلى كذا، وذلك إذا ارتاح إليه
واشتاق، ثم يقال: تحنَّن فلان على فلان: إذا وصف بالتعطُّف عليه والرقة به والرحمة له؛ كما قال الشاعر:
تَحَنَّنْ عليَّ هَداك المليكُ
…
فإنَّ لِكُلِّ مَقامٍ مَقالاً
بمعنى: تعطَّف عليَّ؛ فالحنان: مصدر من قول القائل: حنَّ فلانٌ على فلانٍ، يقال منه: حننتُ عليه؛ فأنا أحِنُّ عليه، وحناناً)) اهـ.
وقال الفراء في ((معاني القرآن)) (2/163) : ((وقوله: {وَحَنَانَاً مِنْ لَدُنَّا} الحنان: الرحمة، ونصب {حناناً} ؛ أي: وفعلنا ذلك رحمة لأبويه)) اهـ
وبنحوه قال ابن قتيبة في ((تفسير غريب القرآن)) (ص273) ، والبغوي في ((التفسير)) ، ونسب البيت السابق للحطيئة يخاطب فيه عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وروى أبو عبيد القاسم بن سلَاّم في كتاب ((غريب الحديث)) (2/405) عن أبي معاوية (الضرير) عن هشام بن عروة عن أبيه؛ أنه كان يقول في تلبيته: لبيك ربنا وحنانيك. وهذا إسناد صحيح، وعروة بن الزبير تابعي ثقة، أحد الفقهاء السبعة بالمدينة. قال أبو عبيد:((قوله: حنانيك؛ يريد: رحمتك، والعرب تقول: حنانك يا رب، وحنانيك يا رب؛ بمعنى واحد)) اهـ.
وقال أبو موسى المديني في ((المجموع المغيث)) (1/514) : ((في
حديث زيد بن عمرو: ((حنانيك؛ أي: ارحمني رحمة بعد رحمة)) اهـ.
وقال الأزهري في ((تهذيب اللغة)) (3/446) : ((روى أبو العباس عن ابن الأعرابي؛ أنه قال: الحنَّان: من أسماء الله؛ بتشديد النون؛ بمعنى: الرحيم. قال: والحنَان؛ بالتخفيف: الرحمة. قال: والحنان: الرزق، والحنان: البركة، والحنان: الهيبة، والحنان: الوقار)) .
ثم قال الأزهري: ((وقال الليث: الحنان: الرحمة، والفعل التحنُّن. قال: والله الحنَّان المنَّان الرحيم بعباده، ومنه قوله تعالى: {وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا} ؛ أي: رحمة من لدنا. قلت (أي: الأزهري) : والحنَّان من أسماء الله تعالى، جاء على فعَّال بتشديد النون صحيح، وكان بعض مشايخنا أنكر التشديد فيه؛ لأنه ذهب به إلى الحنين، فاستوحش أنَّ يكون الحنين من صفات الله تعالى، وإنما معنى الحنَّان: الرحيم، من الحنان، وهو الرحمة)) .
ثم قال: ((قال أبو إسحاق: الحنَّان في صفة الله: ذو الرحمة والتعطف)) اهـ كلام الأزهري.
وقال أبوسليمان الخطابي في ((شأنَّ الدعاء)) (ص 105) : ((الحنَّان: ذو الرحمة والعطف، والحنان - مخفف - الرحمة)) .
وقال ابن تيمية في ((شرح حديث النُّزول)) (ص184) : ((وقال (يعني: الجوهري) : الحنين: الشوق، وتوقان النفس. وقال: حنَّ إليه يحنُّ حنيناً فهو حانٌّ، والحنان: الرحمة، يقال: حنَّ عليه يحنُّ حناناً، ومنه قوله تعالى:{وَحَنَانَاً مِنْ لَدُنَّا وزكاةً} ، والحنَّان بالتشديد: ذو الرحمة، وتحننَّ
عليه: ترحَّم، والعرب تقول: حنانيك يا رب! وحنانك! بمعنى واحد؛ أي: رحمتك. وهذا كلام الجوهري، وفي الأثر في تفسير الحنَّان المنَّان:((أنَّ الحنان هو الذي يقبل على من أعرض عنه، والمنَّان الذي يبدأ بالنوال قبل السؤال)) ، وهذا باب واسع)) اهـ كلام ابن تيمية.
وقال ابن القيم في ((القصيدة النونية)) (1/50) راداً على الجهمية نفاة الصفات:
((قالوا وليس لربِّنَا سَمْعٌ ولا بَصَرٌ
…
ولا وَجْهٌ فكيفَ يَدَانِ
وكذاك ليس لربِّنَا من قُدْ
…
رَةٍ وإرادةٍ أو رحمةٍ وحَنَانِ
كلا ولا وَصْفٌ يَقُومُ بِه
…
سِوى ذاتٌ مجردةٌ بِغَيْرِ مَعَانِ))
تنبيهات:
الأول: فَسَّرَ بعض المفسرين، ومنهم ابن كثير:{وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيَّاً - وَحَنَانَاً مِنْ لَدُنَّا} ؛ أي آتيناه الحكم وحناناً وزكاةً؛ أي: جعلناه ذا حنان وزكاة، فيكون الحنان صفة ليحيى عليه الصلاة والسلام.
الثاني: روى ابن أبي شيبة في ((المصنف)) (9410) ، وأحمد في ((المسند)) (3/120)، وابن ماجه (3858) ؛ من طريق وكيع عن أبي خزيمة عن أنس بن سيرين عن أنس بن مالك رضي الله عنه؛ قال: سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً يقول: اللهم إني أسألك بأنَّ لك الحمد، لا إله إلا أنت، وحدك، لا شريك لك، المنان، بديع السماوات والأرض
…
)) ، وهذا إسناد صحيح.
ورواه أحمد في ((المسند)) (3/245) ، والنسائي (1300) ، وأبو داود (1495) ، والطبراني في ((الدعاء)) (116) ، والبغوي في ((شرح السنة)) (1258)، والحاكم في ((المستدرك)) (1/503) ؛ من طريق خلف بن خليفة عن حفص بن عمر أخي أنس بن مالك لأمه؛ بلفظ:((المنَّان)) .
وأخرجه أحمد في ((المسند)) (3/158) من طريق خلف بن خليفة به بلفظ: ((الحنَّان)) .
وأخرجه ابن حبان في ((صحيحه)) (893) من طريق خلف بن خليفة به بلفظ: ((الحنَّان المنَّان)) .
وخلف بن خليفة: قال عنه الحافظ في ((التقريب)) : ((صدوق، اختلط في الآخر، وادَّعى أنه رأى عمرو بن حريث الصحابي، فأنكر عليه ذلك ابن عيينة وأحمد)) اهـ.
الثالث: روى الإمام أحمد في ((المسند)) (3/230) وغيره حديث: ((أنَّ عبداً في جهنم لينادي ألف سنة يا حنَّان يا منَّان
…
)) .وإسناده ضعيف، انظر تخريجه في ((الأسماء والصفات)) للبيهقي تحقيق عبد الله الحاشدي (1/206-207) .
الرابع: روى الحاكم في ((المستدرك)) (1/17) من طريق عبد العزيز بن الحصين بن الترجمان حديث: ((إنَّ لله تعالى تسعةً وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة
…
)) فذكرها وعدَّ منها: ((الحنَّان)) ، وعبد العزيز هذا