الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وانظر ((مجموع الفتاوى)) أيضاً (9/300-301) .
وقال ابن القيم في ((بدائع الفوائد)) (1/162) : ((
…
ما يطلق عليه في باب الأسماء والصفات توقيفي، وما يطلق عليه من الأخبار لا يجب أن يكون توقيفيَّاً؛ كالقديم، والشيء، والموجود
…
)) .
الصَّبْرُ
يوصف الله عز وجل بصفة الصبر؛ كما هو ثابت في السنة الصحيحة، أما (الصبور) ؛ ففي إثبات أنه اسم لله تعالى نظر؛ لعدم ثبوته.
? الدليل:
حديث أبي موسى رضي الله عنه: ((ما أحدٌ أصبر على أذى سمعه من الله؛
يدَّعون له الولد، ثم يعافيهم ويرزقهم)) رواه: البخاري (7378) ، ومسلم (49)
قال الخطابي في ((شأن الدعاء)) (ص 98) : ((معنى الصبور في صفة الله سبحانه قريب من معنى الحليم؛ إلا أن الفرق بين الأمرين أنهم لا يأمنون العقوبة في صفة الصبور كما يسلمون منها في صفة الحليم، والله أعلم بالصواب)) .
قال قَوَّام السنة الأصبهاني في ((الحجة)) (2/456) : ((قال بعض أهل النظر: لا يوصف الله بالصبر، ولا يقال: صبور، وقال: الصبر تحمل
الشيء، ولا وجه لإنكار هذا الاسم؛ لأن الحديث قد ورد به؛ ولولا التوقيف؛ لم نقله)) .اهـ.
قلت: وصف الله عز وجل بالصبر ثابت؛ كما مرَّ في حديث أبي موسى رضي الله عنه، أما اسم الصبور؛ فلعله يعني بالحديث حديث سرد الأسماء عند الترمذي، وهو ضعيف، ولا أعرفُ آيةً أو حديثاً صحيحاً يثبت هذا الاسم له سبحانه وتعالى.
وقال الحافظ ابن القيم في ((عدة الصابرين)) (ص 408) : ((وصبره تعالى يفارق صبر المخلوق ولا يماثله من وجوه متعددة،
…
والفرق بين الصبرِ والحلمِ: أنَّ الصبر ثمرة الحلم وموجبه، فعلى قدر حلم العبد يكون صبره، فالحلم في صفات الرب تعالى أوسع من الصبر
…
وكونه حليماً من لوازم ذاته سبحانه، وأمَّا صبرُه سبحانه فمتعلقٌ بكفرِ العباد وشركهم ومسبتهم له سبحانه وأنواع معاصيهم وفجورهم)) اهـ.
وقال الشيخ عبد الله الغنيمان في ((شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري))
(1/93) تعليقاً على كلام المازري الذي نقله النووي في شرح حديث أبي موسى رضي الله عنه؛ حيث قال المازري: ((حقيقة الصبر: منع النفس من الانتقام أو غيره؛ فالصبر نتيجة الامتناع، فأطلق اسم الصبر على الامتناع في حق الله تعالى)) ؛ قال الغنيمان:
((قلت: قوله: ((فأطلق اسم الصبر على الامتناع في حق الله تعالى)) ؛ فيه