الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الأول
معنى الاسم والصفة والفرق بينهما
(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: وردت هذه الصفحة في المصورة (الطبعة الثالثة)، هكذا:
الصفة والوصف والنعت بمعنى واحد، قال شيخ الإسلام ابن تيمية:((الصفة والوصف تارة يراد به الكلام الذي يوصف به الموصوف كقول الصحابي في (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) : أحبها لأنها صفة الرحمن، وتارة يراد به املعاني التي دلَّ عليها الكلام: كالعلم والقدرة، والجهمية والمعتزلة وغيرهم تنكر هذه وتقول إنما الصفات مجرد العبارة التي يعبر بها عن الموصوف، والكلابية ومن اتبعهم من الصفاتية قد يفرقون بين الصفة والوصف فيجعلون الوصف هو القول والصفة المعنى القائم بالموصوف، وأما جماهير
الناس فيعلمون أن كل واحدٍ من لفظ الصفة والوصف مصدر في الأصل كالوعد والعِدة، والوزن والزِّنة، وأنه يراد به تارة هذا وتارة هذا)) (1)
والنعت لغة بمعنى الصفة، قال ابن فارس:((الصفة: الأمارة اللازمة للشيء)) (2)، وقال:((النعت: وصفك الشيء بما فيه من حسن)) (1) .
وانظر: ((النعت)) (ص 345)
_________
(1)
مجموع الفتاوى (3/ 335)
(2)
معجم مقاييس اللغة (5/ 448) .
الاسم: ((هو ما دل على معنى في نفسه)) (1) ، و ((أسماء الأشياء هي الألفاظ الدالة عليها)) (2)
[[ ((وقيل: الاسم ما أنبأ عن المسمى، والفعل ما أنبأ عن حركة المسمى، والحرف ما أنبأ عن معنى ليس باسم ولا فعل)) (3) .
الصفة: ((هي الاسم الدال على بعض أحوال الذات
…
وهي الأمارة اللازمة بذات الموصوف الذي يُعرف بها)) (4) ، ((وهي ما وقع الوصف مشتقاً منها، وهو دالٌ عليها، وذلك مثل العلم والقدرة ونحوه)) (5) .
وقال ابن فارس: ((الصفة: الأمارة اللازمة للشيء)) (6)، وقال:((النعت: وصفك الشيء بما فيه من حسن)) (7) .
الفرق بين الاسم والصفة:]] (*)
سُئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالسعودية عن الفرق بين الاسم والصفة؟ فأجابت بما يلي:
((أسماء الله كل ما دل على ذات الله مع صفات الكمال القائمة به؛ مثل: القادر، العليم، الحكيم، السميع، البصير؛ فإن هذه الأسماء دلَّت على ذات الله، وعلى ما قام بها من العلم والحكمة والسمع والبصر، أما الصفات؛ فهي نعوت الكمال القائمة بالذات؛ كالعلم والحكمة والسمع والبصر؛ فالاسم دل على أمرين، والصفة دلت على أمر واحد، ويقال: الاسم متضمن للصفة، والصفة مستلزمة للاسم
…
)) (8) .
ولمعرفة ما يُميِّز الاسم عن الصفة، والصفة عن الاسم أمور، منها:
أولاً: ((أن الأسماء يشتق منها صفات، أما الصفات؛ فلا يشتق منها أسماء، فنشتق من أسماء الله الرحيم والقادر والعظيم، صفات الرحمة والقدرة والعظمة، لكن لا نشتق من صفات الإرادة والمجيء والمكر اسم المريد والجائي والماكر)) (9) .
(1)((التعريفات)) للجرجاني (ص24) .
(2)
((مجموع الفتاوى)) (6/195) .
(3)
((الكليات)) لأبي البقاء الكفوي (ص 83) .
(4)
((التعريفات)) (ص 133) .
(5)
((الكليات)) (ص546) ويعنى بالوصف هنا الاسم؛ فالعلم صفة، والعالم وصف دال عليها، والقدرة صفة، والقادر وصف دال عليها.
(6)
((معجم مقاييس اللغة)) (5/448) .
(7)
المصدر السابق (6/115) .
(8)
((فتاوى اللجنة الدائمة)) (3/116-فتوى رقم 8942) .
(9)
انظر: القاعدة الثامنة.
(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: ما بين [[معكوفين]] ليس في المصورة (الطبعة الثالثة)
فأسماؤه سبحانه وتعالى أوصاف؛ كما قال ابن القيم في ((النونية)) :
أسماؤُهُ أوْصافُ مَدْحٍ كُلُّها
…
مُشْتَقَّةٌ قَدْ حُمِّلَتْ لِمَعان
ِ
ثانياً: ((أن الاسم لا يُشتق من أفعال الله؛ فلا نشتق من كونه يحب ويكره ويغضب اسم المحب والكاره والغاضب، أما صفاته؛ فتشتق من أفعاله فنثبت له صفة المحبة والكره والغضب ونحوها من تلك الأفعال، لذلك قيل: باب الصفات أوسع من باب الأسماء)) (1) .
ثالثاً: أن أسماء الله عز وجل وصفاته تشترك في الاستعاذة بها والحلف بها (2) ، لكن تختلف في التعبد والدعاء، فيتعبد الله بأسمائه، فنقول: عبد الكريم، وعبد الرحمن، وعبد العزيز، لكن لا يُتعبد بصفاته؛ فلا نقول: عبد الكرم، وعبد الرحمة، وعبد العزة؛ كما أنه يُدعى اللهُ بأسمائه، فنقول: يا رحيم! ارحمنا، ويا كريم! أكرمنا، ويا لطيف! الطف بنا، لكن لا ندعو صفاته فنقول: يا رحمة الله! ارحمينا، أو: يا كرم الله! أو:يا لطف الله! ذلك
(1) انظر: ((مدارج السالكين)) (3/415) .
(2)
انظر: القاعدة الثانية عشرة
أن الصفة ليست هي الموصوف؛ فالرحمة ليست هي الله، بل هي صفةٌ لله، وكذلك العزة، وغيرها؛ فهذه صفات لله، وليست هي الله، ولا يجوز التعبد إلا لله، ولا يجوز دعاء إلا الله؛ لقوله تعالى:{يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا} [النور: 55]، وقوله تعالى {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر:60] وغيرها من الآيات (1) .
(1) انظر: ((فتاوى الشيخ ابن عثيمين)) (1/26-ترتيب أشرف عبد المقصود) ، وقد نسب هذا القول لشيخ الإسلام ابن تيمية، لكن ينبغي هنا أن نفرق بين دعاء الصفة كما سبق وبين دعاء الله بصفة من صفاته؛ كأن تقول: اللهم ارحمنا برحمتك، فهذا لا بأس به. والله أعلم.