الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الدليل:
قوله تعالى: {فَلَمّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ} [الزخرف: 55] .
وقد استشهد بها شيخ الإسلام ابن تيمية في ((العقيدة الواسطية)) ، وكل من شرحها بعد ذلك.
قال ابن قتيبة في ((تفسير غريب القرآن)) (ص 399) : {فَلَمّا آسَفُونَا} ؛ أي: أغضبونا، والأسف: الغضب، يُقال: أسِفت آسَف أسفاً؛ أي: غضبت)) اهـ.
ونقل هذا المعنى ابن جرير في ((التفسير)) بإسناده عن ابن عباس ومجاهد وقتادة والسدي وابن زيد.
قال الهرَّاس في ((شرح الواسطية)) (ص 111) : ((الأسف يُستعمل بمعنى شدة الحزن، وبمعنى شدة الغضب والسخط، وهو المراد في الآية)) اهـ
وانظر: ((تهذيب اللغة)) (13/96) .
الأَصَابِعُ
صفةٌ فعليَّةٌ خبريَّةٌ ثابتةٌ لله عز وجل بالسُّنَّة الصحيحة.
? الدليل:
1-
حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما؛ أنه سمع
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن
…
)) . رواه مسلم (2654) .
2-
حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه؛ قال: ((جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم من أهل الكتاب، فقال: يا أبا القاسم! إن الله يمسك السماوات على إصبع، والأرضين على إصبع
…
إلى أن قال: فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه، ثم قرأ {وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ} )) . رواه: البخاري (7415) ومسلم (2786) .
قال إمام الأئمة أبو بكر بن خزيمة في كتاب ((التوحيد)) (1/187) : ((باب إثبات الأصابع لله عز وجل) ، وذكر بأسانيده ما يثبت ذلك.
وقال أبو بكر الآجري في ((الشريعة)) (ص 316) : ((باب الإيمان بأن قلوب الخلائق بين إصبعين من أصابع الرب عز وجل، بلا كيف)) .
وقال البغوي في ((شرح السنة)) (1/168) بعد ذكر الحديث السابق:
((والإصْبَع المذكورة في الحديث صفةٌ من صفات الله عز وجل، وكذلك
كلُّ ما جاء به الكتاب أو السنَّة من هذا القبيل من صفات الله تعالى؛ كالنَّفس، والوجه، والعين، واليد، والرِّجل، والإتيان، والمجيء، والنُّزُول إلى السماء الدنيا، والاستواء على العرش، والضحك، والفرح)) اهـ.
وقال ابن قتيبة في ((تأويل مختلف الحديث)) (ص 245) بعد أن ذكر
حديث عبد الله بن عمرو السابق:
((ونحن نقول: إنَّ هذا الحديث صحيح، وإن الذي ذهبوا إليه في تأويل الإصبع لا يشبه الحديث؛ لأنه عليه السلام قال في دعائه: ((يا مقلب القلوب! ثبت قلبي على دينك)) . فقالت له إحدى أزواجه: أوَ تخاف يا رسول الله على نفسك؟ فقال: ((إنَّ قلب المؤمن بين أصبعين من أصابع الله عز وجل)، فإن كان القلب عندهم بين نعمتين من نعم الله تعالى؛ فهو محفوظ بتينك النعمتين؛ فلأي شيء دعا بالتثبيت؟ ولِمَ احتج على المرأة التي قالت له: أتخاف على نفسك؟ بما يؤكد قولها؟ وكان ينبغي أن لا يخاف إذا كان القلب محروساً بنعمتين.
فإن قال لنا: ما الإصبع عندك ها هنا؟
قلنا: هو مثل قوله في الحديث الآخر: ((يحمل الأرض على إصبع)) ، وكذا على إصبعين، ولا يجوز أن تكون الإصبع ها هنا نعمة، وكقوله تعالى:{وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} ، ولم يجز ذلك.
ولا نقول: إصبعٌ كأصابعنا، ولا يدٌ كأيدينا، ولا قبضةٌ كقبضاتنا؛ لأن كل شيء منه عز وجل لا يشبه شيئاً منا)) اهـ.
فأهل السنة والجماعة يثبتون لله تعالى أصابع تليق به {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}