المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فَاحِشَةً وَمَقْتاً وَسَاءَ سَبِيلاً} [النساء: 22] ؛ قال الزجاج: ((المَقْت: - صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة

[علوي السقاف]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة الطبعة الثانية

- ‌مقدمة الطبعة الأولى

- ‌المبحث الأولمعنى الاسم والصفة والفرق بينهما

- ‌المبحث الثانيقواعد عامَّة في الصفات

- ‌القاعدة الأولى:((إثباتُ ما أثبته الله لنفسه في كتابه، أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم؛ من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل))

- ‌القاعدة الثانية:((نفيُ ما نفاه الله عن نفسه في كتابه، أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم، مع اعتقاد ثبوت كمال ضده لله تعالى))

- ‌القاعدة الثالثة:((صفات الله عز وجل توقيفية؛ فلا يُثبت منها إلا ما أثبته الله لنفسه، أو أثبتهله رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا يُنفى عن الله عز وجل إلا ما نفاه عن نفسه، أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم)

- ‌القاعدة الرابعة:((التوقف في الألفاظ المجملة التي لم يرد إثباتها ولا نفيها، أما معناها؛ فَيُسْتفصل عنه، فإن أريد به باطل يُنَزَّه الله عنه؛ رُدَّ، وإن أريد به حق لا يمتنع على الله؛ قُبِلَ، مع بيان ما يدلُّ على المعنى الصواب من الألفاظ الشرعية

- ‌القاعدة الخامسة:((كل صفة ثبتت بالنقل الصحيح؛ وافقت العقل الصريح، ولابد))

- ‌القاعدة السادسة:((قطع الطمع عن إدراك حقيقة الكيفية))

- ‌القاعدة السابعة:((صفات الله عز وجل تُثبت على وجه التفصيل، وتنفى على وجه الإجمال))

- ‌القاعدة الثامنة:((كل اسم ثبت لله عز وجل؛ فهو متضمن لصفة، ولا عكس))

- ‌القاعدة التاسعة:((صفات الله تعالى كلها صفات كمال، لا نقص فيها بوجهٍ من الوجوه))

- ‌القاعدة العاشرة:((صفات الله عز وجل ذاتِيَّة وفعليَّة، والصفات الفعليَّة متعلقة بأفعاله، وأفعاله لا منتهى لها))

- ‌القاعدة الحادية عشرة:((دلالة الكتاب والسنة على ثبوت الصفة:

- ‌القاعدة الثانية عشرة:((صفات الله عز وجل يستعاذ بها ويُحلف بها))

- ‌القاعدة الثالثة عشرة:((الكلام في الصفات كالكلام في الذات))

- ‌القاعدة الرابعة عشرة:((القول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر))

- ‌القاعدة الخامسة عشرة:((ما أضيف إلى الله مما هو غير بائنٍ عنه؛ فهو صفة له غير مخلوقة، وكلُّ شيء أضيف إلى الله بائن عنه؛ فهو مخلوق؛ فليس كل ما أضيف إلى الله يستلزم أن يكون صفةً له))

- ‌القاعدة السادسة عشرة:((صفات الله عز وجل وسائر مسائل الاعتقاد تثبت بما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن كان حديثاً واحداً، وإن كان آحاداً))

- ‌القاعدة السابعة عشرة:((معاني صفات الله عز وجل الثابتة بالكتاب أو السنة معلومة، وتُفسر على الحقيقة، لا مجاز ولا استعارة فيها البتة، أمَّا الكيفية؛ فمجهولة))

- ‌القاعدة الثامنة عشرة:((ما جاء في الكتاب أو السنة، وجب على كل مؤمن القول بموجبه والإيمان به، وإن لم يفهم معناه))

- ‌القاعدة التاسعة عشرة:((باب الأخبار أوسع من باب الصفات، وما يطلق عليه من الأخبار؛ لا يجب أن يكون توقيفياً؛ كالقديم، والشيء، والموجود

- ‌القاعدة العشرون:((صفات الله عز وجل لا يقاس عليها))

- ‌القاعدة الحادية والعشرون:صفات الله عز وجل لا حصر لها

- ‌المبحث الثالثأنواع الصفات

- ‌أولاً: من حيث إثباتها ونفيها

- ‌أ - صفات ثبوتيه:

- ‌ب- صفات سلبية:

- ‌ثانياً: من حيث تعلقها بذات الله وأفعاله:

- ‌أ - صفات ذاتِيَّة:

- ‌ب- صفات فعليَّة:

- ‌ثالثاً: من حيث ثبوتها وأدلتها:

- ‌أ - صفات خبرية:

- ‌ب - صفات سمعية عقلية:

- ‌المبحث الرابعثمرات الإيمان بصفات الله عز وجل

- ‌الصفات

- ‌الأوَّلِيَّةُ

- ‌الإتْيَانُ وَالْمَجِيءُ

- ‌الإِجَابَةُ

- ‌الإِحَاطَةُ

- ‌الأَحَدُ

- ‌الإِحْسَانُ

- ‌الإِحْيَاءُ

- ‌الأَخْذُ بِالْيَدِ

- ‌الأَذَنُ (بمعنى الاستماع)

- ‌الإِرَادَةُ والْمَشِيئَةُ

- ‌الاسْتِحْيَاءُ

- ‌اسْتِطَابَةُ الْرَّوَائِحِ

- ‌الاسْتِهْزَاءُ بِالْكَافِرِينَ

- ‌الاسْتِوَاءُ عَلَى الْعَرْشِ

- ‌الأَسَفُ (بمعنى الغَضَب)

- ‌الأَصَابِعُ

- ‌الإِلَهِيَّةُ والأُلُوهِيَّةُ

- ‌الأمر

- ‌الإِمْسَاكُ

- ‌الأَنَامِلُ

- ‌الانْتِقَامُ مِنْ الْمُجْرِمِينَ

- ‌الإِيجَابُ والتَّحْلِيلُ والتَّحْرِيمُ

- ‌الْبَارِيءُ

- ‌الْبَاطِنُ (الْبَاطِنِيَّةُ)

- ‌بَدِيعُ السَّمَوَاتِ والأَرْضِ

- ‌الْبِرُّ

- ‌البَرَكَةُ والتَبَارُكُ

- ‌البَسْطُ والقَبْضُ

- ‌الْبَشْبَشَةُ أو الْبَشَاشَةُ

- ‌البَصَرُ

- ‌الْبَطْشُ

- ‌الْبُغْضُ

- ‌الْبَقَاءُ

- ‌الْتَأْخِيِرُ

- ‌الْتَبَارُكُ

- ‌التَّجَلِّي

- ‌الْتَحْلِيِلُ والْتَحْرِيِمُ

- ‌التَّدَلِّي (إلى السماء الدنيا)

- ‌التَّرَدُّدُ فِي قَبْضِ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ

- ‌التَّرْكُ

- ‌التَّشْرِيعُ

- ‌التَّعَجُّبُ

- ‌التَّقْدِيمُ والتَّأْخِيرُ

- ‌التَّقَرُّبُ والْقُرْبُ والدُّنُوُّ

- ‌التَّوْبُ

- ‌الْجَبَرُوتُ

- ‌الْجَلالُ

- ‌الْجَمَالُ

- ‌ الْجَنْبُ

- ‌ الْجِهَةُ

- ‌الْجُودُ

- ‌الْحَاكِمُ وَالْحَكَمُ

- ‌الْحُبُّ وَالْمَحَبَّةُ

- ‌الْحَثْوُ

- ‌الْحُجْزَةُ وَالْحَقْوُ

- ‌ الحديث

- ‌الْحَرْفُ

- ‌ الْحَرَكَةُ

- ‌الْحَسِيبُ

- ‌الْحِفْظُ

- ‌ الحَفِي

- ‌الْحَقُّ

- ‌الْحَقْوُ

- ‌الْحَكَمُ

- ‌الْحِكْمَةُ

- ‌الْحِِلْمُ

- ‌الْحَمِيدُ

- ‌الْحَنَانُ (بمعنى الرحمة)

- ‌الْحَيَاءُ وَالاسْتِحْيَاءُ

- ‌الْحَيَاةُ

- ‌الْخَبِيرُ

- ‌الْخِدَاعُ لِمَنْ خَادَعَهُ

- ‌الْخَطُّ

- ‌الْخَلْقُ

- ‌الخُلَّةُ

- ‌الدَّلالَةُ أو الدَّلِيِلُ

- ‌الدُّنُوُّ

- ‌الدَّيَّانُ

- ‌ الذَّاتُ

- ‌الرَّأفَةُ

- ‌الرُّؤيَةُ

- ‌الرُّبُوبِيَّةُ

- ‌الرِّجْلُ وَالْقَدَمَانِ

- ‌الرَّحْمَةُ

- ‌الرَّزْقُ

- ‌الرُّشْدُ

- ‌الرِّضَى

- ‌الرِّفْقُ

- ‌الرَّقِيبُ

- ‌الرَّوْحُ

- ‌ الرُّوُحُ

- ‌الزَّارِعُ

- ‌السَّآمَةُ

- ‌السَّاقُ

- ‌السُّبُّوُحُ

- ‌السِّتْرُ

- ‌السُّخْرِيَةُ بِالكافِرينَ

- ‌السَّخَطُ أو السُّخْطُ

- ‌السُّرْعَةُ

- ‌السُّكُوُتُ

- ‌السَّلامُ

- ‌السُّلْطَانُ

- ‌السمع

- ‌السَّيِّدُ

- ‌الشَّافِي

- ‌ الشَّخْص

- ‌الشِّدَّةُ (بمعنى القوَّة)

- ‌الشُّكْرُ

- ‌الشِّمَالُ

- ‌الشَّهِيدُ

- ‌ شيء

- ‌الصَّبْرُ

- ‌الصِّدْقُ

- ‌ الصفة

- ‌الصَّمَدُ

- ‌الصُّنْعُ

- ‌الصَّوْتُ

- ‌الصُّورَةُ

- ‌الضَّحِكُ

- ‌الطَّبِيبُ

- ‌الطَّيُّ

- ‌الطَّيِّبُ

- ‌الظَّاهِرِيَّةُ

- ‌ الظِّلُّ

- ‌الْعِتَابُ أوِ الْعَتْبُ

- ‌الْعَجَبُ

- ‌الْعَدْلُ

- ‌الْعِزُّ وَالْعِزَّةُ

- ‌الْعَطَاءُ وَالْمَنْعُ

- ‌الْعَظَمَةُ

- ‌الْعَفْوُ وَالْمُعَافَاةُ

- ‌الْعِلْمُ

- ‌الْعُلُوُّ وَالْفَوْقِيَّةُ

- ‌الْعَمَلُ وَالْفِعْلُ

- ‌الْعَيْنُ

- ‌الْغَضَبُ

- ‌الْغُفْرَانُ

- ‌الْغَلَبَةُ

- ‌الْغِنَى

- ‌الْغَيْرَةُ

- ‌الْفَتْحُ

- ‌الْفَرَحُ

- ‌الْفَطْرُ

- ‌الْفِعْلُ

- ‌الْفَوْقِيَّةُ

- ‌الْقَبْضُ وَالطَّيُّ

- ‌الْقُدْرَةُ

- ‌ الْقِدَمُ

- ‌الْقَدَمَانِ

- ‌الْقُدُّوُسُ

- ‌ القرآن))

- ‌الْقُرْبُ

- ‌الْقَطْعُ

- ‌الْقَهْرُ

- ‌الْقَوْلُ

- ‌الْقُوَّةُ

- ‌الْقَيُّوُمُ

- ‌الْكَافِي

- ‌الْكِبْرُ وَالْكِبْرِيَاءُ

- ‌الْكَبِيرُ

- ‌الْكِتَابَةُ وَالْخَطُّ

- ‌الْكَرَمُ

- ‌الْكُرْهُ

- ‌الْكَفُّ

- ‌الْكَفِيلُ

- ‌الْكَلامُ

- ‌الْكَنَفُ

- ‌الْكَيْدُ لأعْدَائِهِ

- ‌اللُّطْفُ

- ‌اللَّعْنُ

- ‌الْمُؤْمِنُ

- ‌الْمُبِينُ

- ‌الْمَتَانَةُ

- ‌الْمَجِيءُ

- ‌الْمَجْدُ

- ‌الْمِحَالُ

- ‌الْمَحَبَّةُ

- ‌الْمُحِيطُ

- ‌الْمُحْيِي وَالْمُمِيتُ

- ‌الْمُسْتَعَانُ

- ‌الْمَسْحُ

- ‌الْمَشِيئَةُ

- ‌الْمُصَوِّرُ

- ‌الْمَعِيَّةُ

- ‌الْمَغْفِرَةُ وَالْغُفْرَانُ

- ‌الْمَقْتُ

- ‌الْمُقِيتُ

- ‌الْمُلْكُ وَالْمَلَكُوتُ

- ‌الْمَلَلُ

- ‌الْمُمَاحَلَةُ وَالْمِحَالُ

- ‌الْمُمِيتُ

- ‌الْمَنْعُ

- ‌الْمَنُّ وَالْمِنَّةُ

- ‌الْمُهَيْمِنُ

- ‌الْمَوْجُوُدُ

- ‌الْمُوُسِعُ

- ‌الْمَوْلَى

- ‌النَّاصِرُ وَالنَّصِيرُ

- ‌النِّدَاءُ

- ‌النِّسْيَانُ (بمعنى الترك)

- ‌النَّصِيرُ

- ‌النَّظَرُ

- ‌ النَّعْتُ

- ‌النَّفْسُ (بسكون الفاء)

- ‌النَّفَسُ (بالتحريك)

- ‌النُّوُرُ، ونُوُرُ السَّمَاوَاتُ والأرْضُ

- ‌الْهَادِي

- ‌الْهُبُوُطُ (إلى السماء الدنيا)

- ‌الْهَرْوَلَةُ

- ‌الْهَيْمَنَةُ

- ‌الْوَاحِدُ وَالْوَحْدَانِيَّةُ

- ‌الْوَارِثُ

- ‌الْوَاسِعُ وَالْمُوسِعُ

- ‌الْوِتْرُ

- ‌الْوَجْهُ

- ‌الْوُجُوُدُ

- ‌الْوَحْدَانِيَّةُ

- ‌الْوَدُوُدُ

- ‌الْوَصْلُ وَالْقَطْعُ

- ‌الْوَكِيلُ

- ‌الْوَلِيُّ وَالْمَوْلَى (الْوِلايَةُ وَالْمُوَالاةُ)

- ‌الْوَهَّابُ

- ‌الْيَدَانِ

- ‌الْيَسَارُ

- ‌((اليَمِين)

- ‌الآخِرِيَّةُ

الفصل: فَاحِشَةً وَمَقْتاً وَسَاءَ سَبِيلاً} [النساء: 22] ؛ قال الزجاج: ((المَقْت:

فَاحِشَةً وَمَقْتاً وَسَاءَ سَبِيلاً} [النساء: 22] ؛ قال الزجاج: ((المَقْت: أشد البغض)) اهـ.

وقد استشهد شيخ الإسلام في ((الواسطية)) (ص 108) لإثبات صف (المَقْت) بقوله تعالى: {كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ} .

وقال الشيخ محمد خليل الهرَّاس شارحاً هذه الآيات: ((تضمنت هذه الآيات بعض صفات الفعل؛ من الرضى لله والغضب

والمَقْت والأَسَف، وهي عند أهل الحق صفات حقيقية لله عز وجل، على ما يليق به، ولا تشبه ما يتصف به المخلوق من ذلك، ولا يلزم منها ما يلزم في المخلوق)) اهـ.

وقال شيخ الإسلام أيضاً في ((التدمرية)) (ص 26) : ((وكذلك وصف نفسه بأنه يمقت الكفار، ووصفهم بالمَقْت، فقال: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ

} ، وليس المَقْت مثل المَقْت)) .

‌الْمُقِيتُ

يوصف الله عز وجل بأنه مُقِيت، يقدر لعباده القوت، ويحفظ عليهم رزقهم، وهذا ثابت بالكتاب العزيز. والمقيت من أسمائه تعالى.

? الدليل:

قوله تعالى: {وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً} [النساء: 85] .

قال ابن جرير في تفسير الآية (8/583-شاكر) : ((اختلف أهل التأويل

ص: 322

في تأويل قوله: {وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً} ، قال بعضهم: تأويله: وكان الله على كل شيء حفيظاً وشهيداً - ونقل بإسناده هذا القول عن ابن عباس ومجاهد -

وقال آخرون: معنى ذلك: القائم على كل شيءٍ بالتدبير

وقال آخرون: هو القدير - ونقل ذلك بإسناده عن السدي وابن زيد -

والصواب من هذه الأقوال قول من قال: معنى (المُقِيت) : القدير)) اهـ.

وممَّن قال من أهل اللغة: المُقِيت بمعنى القدير: أبو إسحاق الزَّجَّاج في ((تفسير أسماء الله الحسنى)) (ص 48) - وله قولٌ آخر سيأتي -، وتلميذه أبو القاسم الزَّجَّاجِي - نسبةً إلى شيخه الزَّجَّاج - في ((اشتقاق أسماء الله)) (ص 136) ، والفراء في ((معاني القرآن)) (1/280) .

ومِمَّن قال: المُقِيت بمعنى الحفيظ: الزجاج في ((معاني القرآن وإعرابه)) (2/85) ، وهذا قولٌ آخرٌ له، ووافقه أبو جعفر النحاس في ((معاني القرآن الكريم)) (2/147) .

قال القرطبي في ((الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى)) (1/275) : ((وعلى القول بأنه القادر يكون من صفات الذات، وإن قلنا إنه اسم الذي يعطي القوت؛ فهو اسم للوهَّاب والرزاق، ويكون من صفات الأفعال)) .

وقد عدَّ الشيخ العثيمين رحمه الله (المُقِيت) من أسماء الله تعالى، انظر:((القواعد المثلى)) ، وانظر أيضاً:((النهج الأسمى)) (1/337) .

ص: 323

الْمَكْرُ عَلَى مَنْ يَمْكُرُ بِهِ

من صفات الله الفعليَّة الخبريَّة التي لا يوصف بها وصفاً مطلقاً، وهي ثابتة بالكتاب والسُّنَّة.

? الدليل من الكتاب:

1-

قوله تعالى: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} [آل عمران54]

2-

وقوله: {وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ} [النمل50]

? الدليل من السُّنَّة:

حديث ابن عباس رضي الله عنهما: ((رب أعني ولا تعن علي، وانصرني ولا تنصر علي، وامكر لي ولا تمكر علي

)) . رواه أبو داود (صحيح سنن أبي داود/1337) ، والترمذي (2816) ، وابن ماجه.

قال أبو إسحاق الحربي في ((غريب الحديث)) (1/94) : ((والكيد من الله خلافه من الناس، كما المَكْر منه خلافه من الناس)) .

وهذا إثبات منه لصفتي الكَيْد والمَكْر على الحقيقة.

قال شيخ الإسلام في ((التدمرية)) (ص 26) : ((وهكذا وصف نفسه بالمَكْر والكيد، كما وصف عبده بذلك، فقال:{وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ} ،

ص: 324

وقال: {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً - وَأَكِيدُ كَيْداً} ، وليس المَكْر كالمَكْر، ولا الكيد كالكيد)) .

وانظر كلام تلميذه ابن القيم في ((مختصر الصواعق المرسلة)) (2/32-34)

وفي ((المجموع الثمين)) (2/65) سئل الشيخ العثيمين رحمه الله هل يوصف الله بالمَكْر؟ وهل يسمى به؟ فأجاب: ((لا يوصف الله تعالى بالمَكْر إلا مقيداً، فلا يوصف الله تعالى به وصفاً مطلقاً؛ قال الله تعالى: {أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَاّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} ، ففي هذه الآية دليل على أنَّ لله مكراً، والمَكْر هو التوصل إلى إيقاع الخصم من حيث لا يشعر، ومنه جاء في الحديث الذي أخرجه البخاري ((الحرب خدعة)) .

فإن قيل: كيف يوصف الله بالمَكْر مع أنَّ ظاهره أنه مذموم؟ قيل: إن المَكْر في محله محمود، يدل على قوة الماكر، وأنه غالب على خصمه، ولذلك لا يوصف الله به على الإطلاق، فلا يجوز أن تقول: إنَّ الله ماكر! وإنما تذكر هذه الصفة في مقام يكون مدحاً؛ مثل قوله تعالى: {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ} ، وقوله {وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ} ، ومثل قوله تعالى:{أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ} ، ولا تنفى عنه هذه الصفة على سبيل الإطلاق، بل إنها في المقام التي تكون مدحاً؛ يوصف بها، وفي المقام التي لا تكون مدحاً؛ لا يوصف بها، وكذلك لا يسمى الله به؛ فلا يقال: إنَّ من أسماء الله الماكر.

ص: 325