الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ما معنى قوله: ((إنَّ الله يدني العبد يوم القيامة؛ فيضع عليه كَنَفَه؟)) قال: هكذا نقول: يدنيه ويضع كَنَفَه عليه؛ كما قال؛ يقول له: أتعرف ذنب كذا.
قال الخلال: أنبأنا إبراهيم الحربي؛ قال: قوله: ((فيضع عليه كَنَفَه)) ؛ يقول: ناحيته.
قال إبراهيم: أخبرني أبو نصر عن الأصمعي؛ يقال: نزل في كَنَفِ بني فلان؛ أي: في ناحيتهم)) اهـ.
قال الحافظ أبو موسى المديني في ((المجموع المغيث)) (3/78) : ((في الحديث: ((يُدنى المؤمن من ربه عز وجل حتى يضع عليه كَنَفَه)) ؛ أي: يستره، وقيل: يرحمه، وقال الإمام إسماعيل: لم أر أحداً فسَّرَه؛ إلا إن كان معناه: يستره من الخلق، وقيل في رواية: يستره بيده. وكنفا الإنسان: ناحيتاه، ومن الطائر: جناحاه)) .
وقال الشيخ الغنيمان في المصدر السابق: ((قوله: ((حتى يضع كَنَفَه عليه)) : جاء الكَنَفُ مفسراً في الحديث بأنه السِّتر، والمعنى: أنه تعالى يستر عبده عن رؤية الخلق له؛ لئلا يفتضح أمامهم فيخزى؛ لأنه حين السؤال والتقرير بذنوبه تتغير حاله، ويظهر على وجهه الخوف الشديد، ويتبين فيه الكرب والشدة)) .
الْكَيْدُ لأعْدَائِهِ
صفةٌ فعلِيَّةٌ خبريَّةٌ ثابتة لله عز وجل بالكتاب، ولا يوصف به إلا مقيداً
في مقابلة كَيْدِ المخلوق.
? الدليل:
1-
قوله تعالى: {كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ} [يوسف: 76] .
2-
وقوله: {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا - وَأَكِيدُ كَيْدًا} [الطارق: 16] .
3-
وقوله: {وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ} [الأعراف: 183، القلم: 45]
قال أبو إسحاق الحربي في ((غريب الحديث)) (1/94)((الكيد من الله خلافه من الناس، كما أنَّ المَكْر منه خلافه من الناس)) اهـ.
وهذا إثباتٌ منه لصفة الكيد والمَكْر على حقيقتهما.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في ((مجموع الفتاوى)) (7/111) رادَّاً على من زعم أنَّ في القرآن مجازاً: ((وكذلك ما ادعوا أنه مجاز في القرآن؛ كلفظ: (المَكْر) و (الاستهزاء) ، و (السخرية) ؛ المضاف إلى الله، وزعموا أنه مسمى باسم ما يقابله على طريق المجاز، وليس كذلك، بل مسميات هذه الأسماء إذا فعلت بمن لا يستحق العقوبة؛ كانت ظلماً له، وأما إذا فعلت بمن فعلها بالمجني عليه عقوبة له بمثل فعله؛ كانت عدلاً؛ كما قال تعالى:{كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ} ، فكاد له كما كادت إخوته لما قال له أبوه:{لا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً} ، وقال تعالى:{إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً - وَأَكِيدُ كَيْداً} )) . اهـ.
وقال في ((التدمرية)) (ص 26) : ((وهكذا وصف نفسه بالمَكْر والكيد، كما وصف عبده بذلك، فقال: {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ} ، وقال: {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً - وَأَكِيدُ كَيْداً} ، وليس المَكْر كالمَكْر ولا الكيد كالكيد)) .
وانظر كلام ابن القيم في ((مدارج السالكين)) (3/415) ، و ((مختصر الصواعق المرسلة)) (2/32-34) .
وقال الشيخ محمد خليل هرَّاس في ((شرح الواسطية)) (ص 123) عند قوله تعالى: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللهُ
…
} ، وقوله:{إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً - وَأَكِيدُ كَيْداً} ، قال رحمه الله: ((تضمنت هذه الآيات إثبات صفتي المَكْر والكيد،