الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أهل السنة والمعرفة - وهو المشهور عند أصحاب الإمام أحمد وأبي حنيفة وغيرهم من المالكية والشافعية والصوفية وأهل الحديث وطوائف من أهل الكلام من الكرامية وغيرهم - أنَّ كون الله سبحانه وتعالى خالقاً ورازقاً ومحيياً ومميتاً وباعثاً ووارثاً
…
وغير ذلك من صفات فعله، وهو من صفات ذاته؛ ليس من يخلق كمن لا يخلق.
ومذهب الجمهور أنَّ الخلق غير المخلوق؛ فالخلق فعل الله القائم به، والمخلوق هو المخلوقات المنفصلة عنه)) .
وقد نقل رحمه الله في ((مجموع الفتاوى)) (6/149) قول أبي يعلى الصغير الحنبلي: ((
…
فالخلق صفة قائمة بذاته، والمخلوق الموجود المخترَع، وهذا بناء على أصلنا، وأن الصفات [الناشئة] عن الأفعال موصوف بها في القدم، وإن كانت المفعولات محدثة)) . قال:((وهذا هو الصحيح)) .
الخُلَّةُ
صفةٌ فعليةٌ خبريَّةٌ ثابتةٌ بالكتاب والسنة، فالله عز وجل يحبُ ويخالِلُ من يشاء ويكرهُ ويبغضُ من يشاء.
? الدليل من الكتاب:
قوله تعالى: {وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً} [النساء: 125] .
الدليل من السنة:
1-
حديث: ((
…
ولقد اتخذ الله صاحبكم خَلِيلاً)) ؛ يعني نفسه صلى الله عليه وسلم. رواه مسلم (2383) .
2-
حديث أبي هريرة رضي الله عنه: ((قيل: يا رسول الله من أكرم الناس؟ قال: أتقاهم، فقالوا: ليس عن هذا نسألك، قال: فيوسف نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله؛
…
)) رواه البخاري: (3353) ومسلم (4383) .
قال البغوي في تفسير آية النساء: (( {وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً} ؛ صفيَّاً، والخُلَّةُ: صفاء المودة)) ، ثم قال: ((
…
قال الزجاج: معنى الخليل الذي ليس في محبته خلل، والخُلَّة: الصداقة، فسمي خليلاً لأن الله أحبه واصطفاه)) .
وقال ابن كثير في تفسير الآية نفسها: ((وإنما سمي خليل الله لشدة محبة ربه عز وجل له؛ لما قام له من الطاعة التي يحبها ويرضاها)) .
ونقل ابن تيمية في ((مجموع الفتاوى)) (5/80) من كلام أبي عبد الله محمد بن خفيف من كتابه ((اعتقاد التوحيد بإثبات الأسماء والصفات)) قوله: ((والخُلَّة والمحبة صفتان لله، هو موصوف بهما، ولا تدخل أوصافه تحت التكييف والتشبيه، وصفات الخلق من المحبة والخُلَّة جائز عليها الكيف
…
)) . وانظر أيضاً: ((مجموع الفتاوى)) (5/71) .