الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحافظ الذي لا يغيب عنه شيء)) .
وقال ابن الأثير في ((جامع الأصول)) (4/179) : ((الحافظ الذي لا يغيب عنه شيء)) .
وقال السعدي في ((التفسير)) (5/301) :
((الرقيب: المطلع على ما أكنَّته الصدور، القائم على كل نفس بما كسبت، الذي حفظ المخلوقات وأجراها على أحسن نظام وأكمل تدبير)) .
قال القرطبي في ((الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى)) (1/401) : ((رقيب؛ بمعنى: رَاقِب، فهو من صفات ذاته، راجعة إلى العلم والسمع والبصر؛ فإن الله تعالى رقيب على الأشياء بعلمه المقدس عن مباشرة النسيان، ورقيب للمبصَرات ببصره الذي لا تأخذه سنة ولا نوم، ورقيب للمسموعات بسمعه المُدرِكِ لكل حركة وكلام؛ فهو سبحانه رقيب عليها بهذه الصفات، تحت رِقبته الكليات والجزئيات وجميع الخفيات في الأرضين والسماوات، ولا خفي عنده، بل جميع الموجودات كلها على نمطٍ واحدٍ، في أنها تحت رِقبته التي هي من صفته)) .اهـ.
الرَّوْحُ
الرَّوح؛ بفتح الراء وسكون الواو؛ بمعنى: الرحمة، ونسيم الريح، والراحة (انظر:((لسان العرب)) ) ، وعلى المعنى الأول تكون صفة لله
عزَّ وجلَّ.
? ورود (رَوْح) بمعنى (رحمة) في القرآن الكريم:
قوله تعالى: {وَلا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللهِ إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إِلا الْقَوْمُ الكَافِرُونَ} [يوسف: 87] .
قال ابن جرير في ((التفسير)) (16/232 - شاكر) : (( {إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ} ؛ يقول: لا يقنط من فرجه ورحمته ويقطع رجاءه منه)) ، ثم نقل بسنده عن قتادة قوله:{وَلا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللهِ} ؛ أي: من رحمته)) اهـ.
وقال البغوي: (( {مِنْ رَوْحِ اللهِ} ؛ أي: من رحمة الله، وقيل: من فَرَجِه)) .
وقال السعدي في تفسير الآية أيضاً (4/27) : (( {وَلا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللهِ} ؛ فإن الرجاء يوجب للعبد السعي والاجتهاد فيما رجاه، والإياس يوجب له التثاقل والتباطؤ، وأولى ما رجا العباد فضل الله وإحسانه ورحمته ورّوْحه. {إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إِلا الْقَوْمُ الكَافِرُونَ} ، فإنهم لكفرهم يستَبعدون رحمته، ورحمته بعيدة منهم، فلا تتشبَّهوا بالكافرين، ودلَّ هذا على أنه بحسب إيمان العبد يكون
رجاؤه لرحمة الله وروحه)) .
? ورود لفظة (رَوْح) في السنة:
حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً ((الريح من رَوْح اللهِ
…
)) .حديث صحيح. رواه: أبو داود (5075) ، وابن ماجه (3727) ،
وأحمد (7619 - شاكر) ، وغيرهم، وانظر:((الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين)) (1417) .
و (رَوْح) هنا إما بمعنى رحمة أو هي نسيم الريح، وعلى الأول تكون صفة، وعلى الثاني تكون من إضافة المخلوق لله عز وجل.
قال ابن الأثير في ((النهاية)) (2/272) : ((وفيه: ((الريح من روح الله)) ؛ أي: من رحمته بعباده)) .
وقال النووي في ((الأذكار)) (ص 232) : (( (من روح الله) ؛ هو بفتح الراء، قال العلماء: أي: من رحمة الله بعباده)) .
وقال شمس الحق العظيم آبادي في ((عون المعبود)) (14/3) : (( (الريح من روح الله) ؛ بفتح الراء؛ بمعنى الرحمة؛ كما في قوله تعالى: {وَلا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللهِ إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إِلا الْقَوْمُ الكَافِرُونَ} )) .
وقال أحمد شاكر في ((شرحه للمسند)) (13/144) : ((وقوله: ((من روح الله)) ؛ بفتح الراء وسكون الواو؛ أي: من رحمته بعباده)) اهـ.
وبنحوه قال الألباني رحمه الله في ((الكلم الطيب)) (153) .
ولشيخ الإسلام تفسير آخر للحديث، سيأتي ذكره قريباً في لفظة (رُوح) ؛ بالضم، وكأنه جعل لفظ الحديث:((الريح من رُوحِ الله)) .