الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شدة البدن وصلابته وجلده، وذلك في صفات الله عز وجل غير سائغ، بل يكون الشديد في صفاته بمعنى القوي حسب، والشديد: خلاف الضعيف.
والآخَرُ: أنْ يُراد بالشديدِ في صفاته عز وجل: أنه شديد العقاب، فيرجع المعنى في ذلك في الحقيقة إلى أنَّ عذابَهُ شديدٌ؛ كما قال:{إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} ، ألا ترى أنا إذا قُلنا: زيدٌ كثيرٌ العيال؛ أنَّ المعنى إنما هو وصف عيالهِ بالكثرة، وكذلك إذا قلنا: زيدٌ كثيرٌ المالِ؛ فإنَّما وصفنا مالهُ بالكَثْرةِ، وإنْ كان الخبر قد جَرى عليه لفظاً، وكذلك إذا قلنا: زيدٌ شديد العقاب؛ فإنما وَصَفنا عقابه بالشدَّة، فكذلك مجراه في قولنا:{الله شديد العقاب} : {وشديد العذاب} )) اهـ.
وقد عدَّ الزجاجي وابن منده في ((كتاب التوحيد)) ووافقه محققه (الشَّدِيدَ) من أسماء الله تعالى، ولا يُوافَقُونَ على ذلك.
الشُّكْرُ
صفةٌ فعليةٌ لله عز وجل، و (الشاكر) و (الشكور) من أسمائه تعالى، وكل ذلك ثابت بالكتاب والسنة.
? الدليل من الكتاب:
1-
قوله تعالى: {وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 158] .
2-
وقوله: {وَاللهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ} [التغابن: 17] .
الدليل من السنة:
حديث أبي هريرة رضي الله عنه في قصة ساقي الكلب ماءً، وفيه: ((
…
فنَزل البئر، فملأ خفه ماءً، ثم أمسكه بفيه حتى رقي، فسقى الكلب، فشكر
الله له، فغفر له
…
)) .رواه: البخاري (2363) ، ومسلم (2244) .
قال ابن منظور في ((لسان العرب)) : و ((الشكور: من صفات الله جل اسمه، معناه: أنه يزكو عنده القليل من أعمال العباد، فيضاعف لهم الجزاء، وشكره لعباده: مغفرة لهم)) .
وقال أبو القاسم الزجاجي في ((اشتقاق أسماء الله)) (ص 152) : ((وقد تأتي الصِّفة بالفعل لله عز وجل ولعبده، فيقال: ((العبد شكور لله)) ؛ أي: يشكر نعمته، والله عز وجل شكورٌ للعبد؛ أي: يشكر له عمله؛ أي: يجازيه على عمله، والعبد توابٌ إلى الله من ذنبه، والله توابٌ عليه؛ أي: يقبل توبته ويعفو عنه)) .
قلت: تفسير شكر الله لعباده بالمغفرة والمجازاة قد يُفهم منه صرفه عن الحقيقة وهذا غير صحيح.
قال ابن القيم في ((عدة الصابرين)) (ص 414) : ((وأما شكر الرب تعالى؛ فله شأن آخر؛ كشأن صبره، فهو أولى بصفة الشكر من كل شكور، بل هو الشكور على الحقيقة؛ فإنه يعطي العبد، ويوفقه لما يشكره عليه
…
)) .