الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال أبو الحسن الأشعري في ((رسالة إلى أهل الثغر)) (ص227) : ((وأجمعوا على أنه عز وجل يجيء يوم القيامة والملك صفاً صفاً
…
)) اهـ.
وقال الشيخ محمد خليل الهرَّاس في ((شرح الواسطية)) (ص112) بعد أن ذكر شيخ الإسلام الآيات السابقة: ((في هذه الآيات إثبات صفتين من صفات الفعل، وهما صفتا الإتيان والمجيء، والذي عليه أهل السنة والجماعة الإيمان بذلك على حقيقته، والابتعاد عن التأويل الذي هو في الحقيقة إلحاد وتعطيل)) اهـ
وانظر كلام البغوي في صفة (الأصابع) .
فائدة: لقد جاءت صفتا الإتيان والمجيء مقترنتين في حديثٍ واحدٍ، رواه مسلم (2675-3) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً:((إذا تلقَّاني عبدي بشبرٍ؛ تلقَّيْته بذراع، وإذا تلقَّاني بذراع، تلقَّيْته بباع، وإذا تلقَّاني بباع، جئتُه أتيتُه بأسرع)) .
قال النووي: ((هكذا هو في أكثر النسخ: ((جئتُه أتيتُه)) ، وفي بعضها ((جئتُه بأسرع)) فقط، وفي بعضها:((أتيتُه)) ، وهاتان ظاهرتان، والأوَّل صحيح أيضاً، والجمع بينهما للتوكيد، وهو حسن، لاسيما عند اختلاف اللفظ، والله أعلم)) .
الإِجَابَةُ
صفةٌ فعليةٌ ثابتةٌ لله عز وجل بالكتاب والسنة، والمجيب اسمٌ من أسمائه تعالى.
الدليل من الكتاب:
1-
قوله تعالى: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ} [آل عمران: 195] .
2-
وقوله: {إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ} [هود: 61] .
3-
وقوله: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِِِ} [البقرة: 186] .
? الدليل من السنة:
1-
حديث: ((لا يزال يستجاب للعبد؛ ما لم يدعُ بإثم أو قطيعة رحم؛
ما لم يستعجل)) . قيل: يا رسول الله! ما الاستعجال؟ قال: ((يقول: قد دعوتُ وقد دعوتُ فلم أر يستجيب لي، فيستحسِر عند ذلك، ويدع الدعاء)) . رواه مسلم (2735) .
2-
حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما مرفوعاً: ((
…
ألا وإني قد نهيت عن القراءة في الركوع والسجود فإذا ركعتم فعظموا ربكم وإذا سجدتم فاجتهدوا في الدعاء فإنه قَمِنٌ أن يستجاب لكم)) رواه النسائي. انظر: (صحيح سنن النسائي 1072)
قال الحافظ ابن القيم في ((النونية)) (2/87) :
((وَهُوَ المجُيبُ يَقُوُلُ من يَدْعُو أُجِبْـ
…
ـهُ أنا المجُيبُ لِكُلِّ مَنْ نَادَانِي
وَهُوَ المجُيبُ لِدَعْوَةِ المُضْطَّرِّ إذْ
…
يَدْعُوهُ في سِرٍّ وفي إعْلانِ))