الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الرحمة، وهي عامة لجميع الخلق في الدنيا ولبعضهم في الآخرة)) .
وقال الخطابي في ((شأن الدعاء)) (ص 91) :
((الرَّؤوف: هو الرحيم العاطف برأفته على عباده، وقال بعضهم: الرأفة أبلغ الرحمة وأرقها، ويقال: إنَّ الرأفة أخص والرحمة أعم، وقد تكون الرحمة في الكراهة للمصلحة، ولا تكاد الرأفة تكون في الكراهة؛ فهذا موضع الفرق بينهما)) .
وانظر: ((جامع الأصول)) (4/182) .
وقال الأزهري في ((تهذيب اللغة)) (15/238) : ((ومن صفات الله عز وجل: الرؤوف، وهو الرحيم، والرأفة أخص من الرحمة وأرقّ)) .
الرُّؤيَةُ
…
الرؤية - كالبصر والنظر- صفةٌ ذاتيةٌ ثابتةٌ لله عز وجل بالكتاب والسنة.
? الدليل من الكتاب:
1-
قوله تعالى: {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [طه: 46] .
2-
وقوله: {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرَى} [العلق: 14] .
? الدليل من السنة:
1-
حديث جبريل المشهور وفيه: ((
…
قال: ما الإحسان؟ قال: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه؛ فإنه يراك
…
)) . رواه: البخاري
(50)
، ومسلم (9) ؛ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. ورواه مسلم أيضاً (1) من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
2-
قول أنس بن النضر رضي الله عنه في غزوة أحد: ((
…
لئن الله أشهدني قتال المشركين؛ لَيرَيَنَّ الله ما أصنع)) . رواه البخاري (2805)، ورواه مسلم (1903) بلفظ:((ليراني الله)) .
قال قَوَّامُ السُّنَّة الأصبهاني في ((الحجة)) (1/181) : ((قال الله تعالى: {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا} ، وقال:{تَجْري بِأَعْيُنِنَا} ، وقال:{وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} ، وقال:{وَاصْبِرْ لِحُكمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا} ؛ فواجب على كل مؤمن أن يثبت من صفات الله عز وجل ما أثبته الله لنفسه، وليس بمؤمن من ينفي عن الله ما أثبته الله لنفسه في كتابه؛ فرؤية الخالق لا تكون كرؤية المخلوق، وسمع الخالق لا يكون كسمع المخلوق، قال الله تعالى:{فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} ، وليس رؤية الله تعالى أعمال بني آدم كرؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، وإن كان اسم الرؤية يقع على الجميع، وقال تعالى:{يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ} ، جل وتعالى عن أن يشبه صفة شيء من خلقه صفته، أو فعل أحد من خلقه فعله؛ فالله تعالى يرى ما تحت الثرى، وما تحت الأرض السابعة السفلى، وما في السماوات العلى، لا يغيب عن بصره شيء من ذلك ولا يخفي؛ يرى ما في جوف البحار ولججها كما يرى ما في السموات، وبنو آدم
يرون ما قرب من أبصارهم، ولا تدرك أبصارهم ما يبعد منهم، لا يدرك بصر أحد من الآدميين ما يكون بينه وبينه حجاب، وقد تتفق الأسامي وتختلف المعاني)) اهـ.
رُؤْيَتُهُ سبحانه وتعالى
…
أهل السنة والجماعة يؤمنون أنَّ المؤمنين يرون ربهم عياناً يوم القيامة، وهذا ثابت بالكتاب والسنة.
? الدليل من الكتاب:
قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ - إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 22-23]
? الدليل من السنة:
1-
قوله صلى الله عليه وسلم: ((إنكم سترون ربكم [عياناً] كما ترون القمر ليلة البدر، لا تضامون في رؤيته
…
)) . رواه البخاري (554) ، ومسلم (633) ؛ من حديث جرير بن عبد الله رضي الله عنه.
2-
حديث صهيب رضي الله عنه مرفوعاً: ((إذا دخل أهل الجنة الجنة؛ يقول الله تبارك وتعالى: تريدون شيئاً أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار؟ قال: فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئاً أحبّ إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل، ثم تلا هذه الآية: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحسنَى وَزِيَادَةٌ} .رواه مسلم (181) .
قال أبو الحسن الأشعري في ((رسالة إلى أهل الثغر)) (ص 237) : ((وأجمعوا على أنَّ المؤمنين يرون الله عز وجل يوم القيامة بأعين وجوههم، على ما أخبر به تعالى، في قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ. إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} ، وقد بيَّن معنى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، ودفع إشكاله فيه؛ بقوله للمؤمنين: ((ترون ربكم عياناً)) ، وقوله:((ترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر؛ لا تُضامون في رؤيته)) ، فبيَّن أنَّ رؤيته تعالى بأعين الوجوه)) اهـ.
وقال الشيخ عبد الله الغنيمان في ((شرحه لكتاب التوحيد من صحيح البخاري)) (2/8) : ((والأحاديث في رؤية المؤمنين لربهم في الآخرة كثيرة جدّاً، وقد تواترت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتلقاها أتباعه بكل قبول وارتياح وانشراح لها، وكلهم يرجو ربه ويسأله أن يكون ممن يراه في جنات عدن يوم يلقاه)) .
وانظر: كتاب ((الرؤية)) للدارقطني، و ((الرد على الجهمية)) (ص 87) و ((الشريعة)) للآجري (ص 251) ، و ((التصديق بالنظر إلى الله تعالى في الآخرة)) له أيضاً، وكتاب ((رؤية الله تعالى وتحقيق الكلام فيها)) للدكتور أحمد بن ناصر آل حمد، وكتاب ((دلالة القرآن والأثر على رؤية الله تعالى بالبصر)) للأستاذ عبد العزيز الرومي.