الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الألواح فيها تبيان كل شيء، وقربك نجيّاً؛ فبكم وجدت الله كتب التوراة قبل أن أخلق؟
…
)) رواه: البخاري (6614)، ومسلم (2652) . وفي رواية: ((وخط لك التوراة بيده
…
)) .
قال أبو بكر الآجري في ((الشريعة)) (ص 323) : ((باب الإيمان بأن الله عز وجل خلق آدم عليه السلام بيده، وخَطَّ التوراة لموسى عليه السلام بيده
…
))
وقال الشيخ عبد الله الغنيمان في ((شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري)) (1/260) : ((قوله: ((كتب في كتابه)) : يجوز أن يكون المعنى: أمر القلم أن يكتب؛ كما قال الحافظ، ويجوز أن يكون على ظاهره؛ بأن كتب تعالى بدون واسطة، ويجوز أن يكون قال: كن؛ فكانت الكتابة، ولا محذور في ذلك كله، وقد ثبت في ((سنن الترمذي)) و ((ابن ماجه)) في هذا الحديث:((أن الله عز وجل لما خلق الخلق؛ كتب بيده على نفسه: إنَّ رحمتي سبقت غضبي)) .
قلت: أما حديث الترمذي وابن ماجه؛ فلا يصح إلا على أن الكتابة كانت
بدون واسطة، وأنها كانت بيده سبحانه وتعالى.
الْكَرَمُ
صفةٌ ذاتيةٌ ثابتةٌ لله عز وجل بالكتاب والسنة، ومن أسمائه:(الكريم)
و (الأكرم) .
? الدليل من الكتاب:
1-
قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} [الانفطار: 6]
2-
وقوله: {فَأَمَّا الإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ} [الفجر: 15] .
3-
وقوله: {اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ} [العلق: 3] .
? الدليل من السنة:
1-
حديث عوف بن مالك رضي الله عنه في الدعاء على الجنازة: ((
…
اللهم اغفر له، وارحمه، وعافه، واعف عنه، وأكرم نُزُلَه، ووسع مدخله
…
)) . رواه مسلم (963) .
2-
حديث طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه، وقول الأعرابي للنبي صلى الله عليه وسلم ((والذي أكرمك بالحق؛ لا أتطوع شيئاً
…
)) . رواه البخاري (1891) .
3-
حديث غيرة سعد بن عبادة رضي الله عنه، وقوله للنبي صلى الله عليه وسلم: ((
…
بلى؛ والذي أكرمك بالحق
…
)) . رواه مسلم (1498) .
4-
أثر عبد الله بن مسعود وابن عمر رضي الله عنهما: ((رب اغفر وارحم، وتجاوز عما تعلم، إنك أنت الأعز الأكرم)) . تقدم تخريجه في صفة (العِز) .
قال ابن منظور في ((لسان العرب)) : ((الكريم من صفات الله وأسمائه، وهو الكثير الخير، الجواد المعطي، الذي لا ينفد عطاؤه، وهو الكريم المطلق)) .
قال الشيخ السعدي في ((التفسير)) (5/299) : (( ((الرحمن الرحيم والبر الكريم الجواد الرؤوف الوهاب)) ؛ هذه الأسماء تتقارب معانيها، وتدل كلها على اتصاف الرب بالرحمة والبر والجود والكرم، وعلى سعة رحمته ومواهبه التي عم بها جميع الوجود بحسب ما تقتضيه حكمته، وخص المؤمنين منها بالنصيب الأغر والحظ الأكمل)) اهـ.
وقال أبو هلال العسكري في ((الفروق)) (ص 143) : ((الفرق بين الكرم والجود أن الجود هو الذي ذكرناه (يعني: كثرة العطاء من غير سؤال) ، والكرم يتصرف على وجوه، فيقال لله تعالى: كريم، ومعناه أنه عزيز، وهو من صفات ذاته، ومنه قوله تعالى:{مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} ؛ أي: العزيز الذي لا يغلب، ويكون بمعنى الجواد المفضال، فيكون من صفات فعله
…
)) . وذكر معانيَ وأقوالاً أخرى.
وقال الزجاجي في ((اشتقاق أسماء الله)) (ص 176) : ((الكريم: الجواد، والكريم: العزيز، والكريم: الصَّفوح. هذه ثلاثة أوجه للكريم في كلام العرب، كلها جائز وصف الله عز وجل بها، فإذا أريد بالكريم الجواد أو الصفوح؛ تعلق بالمفعول به؛ لأنه لا بدَّ من مُتكرم عليه ومصفوح عنه