المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الْتَبَارُكُ صفةٌ ثابتةٌ لله عز وجل. انظر صفة: (البركة) .   ‌ ‌التَّجَلِّي صفةٌ فعليةٌ خبريَّةٌ - صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة

[علوي السقاف]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة الطبعة الثانية

- ‌مقدمة الطبعة الأولى

- ‌المبحث الأولمعنى الاسم والصفة والفرق بينهما

- ‌المبحث الثانيقواعد عامَّة في الصفات

- ‌القاعدة الأولى:((إثباتُ ما أثبته الله لنفسه في كتابه، أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم؛ من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل))

- ‌القاعدة الثانية:((نفيُ ما نفاه الله عن نفسه في كتابه، أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم، مع اعتقاد ثبوت كمال ضده لله تعالى))

- ‌القاعدة الثالثة:((صفات الله عز وجل توقيفية؛ فلا يُثبت منها إلا ما أثبته الله لنفسه، أو أثبتهله رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا يُنفى عن الله عز وجل إلا ما نفاه عن نفسه، أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم)

- ‌القاعدة الرابعة:((التوقف في الألفاظ المجملة التي لم يرد إثباتها ولا نفيها، أما معناها؛ فَيُسْتفصل عنه، فإن أريد به باطل يُنَزَّه الله عنه؛ رُدَّ، وإن أريد به حق لا يمتنع على الله؛ قُبِلَ، مع بيان ما يدلُّ على المعنى الصواب من الألفاظ الشرعية

- ‌القاعدة الخامسة:((كل صفة ثبتت بالنقل الصحيح؛ وافقت العقل الصريح، ولابد))

- ‌القاعدة السادسة:((قطع الطمع عن إدراك حقيقة الكيفية))

- ‌القاعدة السابعة:((صفات الله عز وجل تُثبت على وجه التفصيل، وتنفى على وجه الإجمال))

- ‌القاعدة الثامنة:((كل اسم ثبت لله عز وجل؛ فهو متضمن لصفة، ولا عكس))

- ‌القاعدة التاسعة:((صفات الله تعالى كلها صفات كمال، لا نقص فيها بوجهٍ من الوجوه))

- ‌القاعدة العاشرة:((صفات الله عز وجل ذاتِيَّة وفعليَّة، والصفات الفعليَّة متعلقة بأفعاله، وأفعاله لا منتهى لها))

- ‌القاعدة الحادية عشرة:((دلالة الكتاب والسنة على ثبوت الصفة:

- ‌القاعدة الثانية عشرة:((صفات الله عز وجل يستعاذ بها ويُحلف بها))

- ‌القاعدة الثالثة عشرة:((الكلام في الصفات كالكلام في الذات))

- ‌القاعدة الرابعة عشرة:((القول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر))

- ‌القاعدة الخامسة عشرة:((ما أضيف إلى الله مما هو غير بائنٍ عنه؛ فهو صفة له غير مخلوقة، وكلُّ شيء أضيف إلى الله بائن عنه؛ فهو مخلوق؛ فليس كل ما أضيف إلى الله يستلزم أن يكون صفةً له))

- ‌القاعدة السادسة عشرة:((صفات الله عز وجل وسائر مسائل الاعتقاد تثبت بما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن كان حديثاً واحداً، وإن كان آحاداً))

- ‌القاعدة السابعة عشرة:((معاني صفات الله عز وجل الثابتة بالكتاب أو السنة معلومة، وتُفسر على الحقيقة، لا مجاز ولا استعارة فيها البتة، أمَّا الكيفية؛ فمجهولة))

- ‌القاعدة الثامنة عشرة:((ما جاء في الكتاب أو السنة، وجب على كل مؤمن القول بموجبه والإيمان به، وإن لم يفهم معناه))

- ‌القاعدة التاسعة عشرة:((باب الأخبار أوسع من باب الصفات، وما يطلق عليه من الأخبار؛ لا يجب أن يكون توقيفياً؛ كالقديم، والشيء، والموجود

- ‌القاعدة العشرون:((صفات الله عز وجل لا يقاس عليها))

- ‌القاعدة الحادية والعشرون:صفات الله عز وجل لا حصر لها

- ‌المبحث الثالثأنواع الصفات

- ‌أولاً: من حيث إثباتها ونفيها

- ‌أ - صفات ثبوتيه:

- ‌ب- صفات سلبية:

- ‌ثانياً: من حيث تعلقها بذات الله وأفعاله:

- ‌أ - صفات ذاتِيَّة:

- ‌ب- صفات فعليَّة:

- ‌ثالثاً: من حيث ثبوتها وأدلتها:

- ‌أ - صفات خبرية:

- ‌ب - صفات سمعية عقلية:

- ‌المبحث الرابعثمرات الإيمان بصفات الله عز وجل

- ‌الصفات

- ‌الأوَّلِيَّةُ

- ‌الإتْيَانُ وَالْمَجِيءُ

- ‌الإِجَابَةُ

- ‌الإِحَاطَةُ

- ‌الأَحَدُ

- ‌الإِحْسَانُ

- ‌الإِحْيَاءُ

- ‌الأَخْذُ بِالْيَدِ

- ‌الأَذَنُ (بمعنى الاستماع)

- ‌الإِرَادَةُ والْمَشِيئَةُ

- ‌الاسْتِحْيَاءُ

- ‌اسْتِطَابَةُ الْرَّوَائِحِ

- ‌الاسْتِهْزَاءُ بِالْكَافِرِينَ

- ‌الاسْتِوَاءُ عَلَى الْعَرْشِ

- ‌الأَسَفُ (بمعنى الغَضَب)

- ‌الأَصَابِعُ

- ‌الإِلَهِيَّةُ والأُلُوهِيَّةُ

- ‌الأمر

- ‌الإِمْسَاكُ

- ‌الأَنَامِلُ

- ‌الانْتِقَامُ مِنْ الْمُجْرِمِينَ

- ‌الإِيجَابُ والتَّحْلِيلُ والتَّحْرِيمُ

- ‌الْبَارِيءُ

- ‌الْبَاطِنُ (الْبَاطِنِيَّةُ)

- ‌بَدِيعُ السَّمَوَاتِ والأَرْضِ

- ‌الْبِرُّ

- ‌البَرَكَةُ والتَبَارُكُ

- ‌البَسْطُ والقَبْضُ

- ‌الْبَشْبَشَةُ أو الْبَشَاشَةُ

- ‌البَصَرُ

- ‌الْبَطْشُ

- ‌الْبُغْضُ

- ‌الْبَقَاءُ

- ‌الْتَأْخِيِرُ

- ‌الْتَبَارُكُ

- ‌التَّجَلِّي

- ‌الْتَحْلِيِلُ والْتَحْرِيِمُ

- ‌التَّدَلِّي (إلى السماء الدنيا)

- ‌التَّرَدُّدُ فِي قَبْضِ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ

- ‌التَّرْكُ

- ‌التَّشْرِيعُ

- ‌التَّعَجُّبُ

- ‌التَّقْدِيمُ والتَّأْخِيرُ

- ‌التَّقَرُّبُ والْقُرْبُ والدُّنُوُّ

- ‌التَّوْبُ

- ‌الْجَبَرُوتُ

- ‌الْجَلالُ

- ‌الْجَمَالُ

- ‌ الْجَنْبُ

- ‌ الْجِهَةُ

- ‌الْجُودُ

- ‌الْحَاكِمُ وَالْحَكَمُ

- ‌الْحُبُّ وَالْمَحَبَّةُ

- ‌الْحَثْوُ

- ‌الْحُجْزَةُ وَالْحَقْوُ

- ‌ الحديث

- ‌الْحَرْفُ

- ‌ الْحَرَكَةُ

- ‌الْحَسِيبُ

- ‌الْحِفْظُ

- ‌ الحَفِي

- ‌الْحَقُّ

- ‌الْحَقْوُ

- ‌الْحَكَمُ

- ‌الْحِكْمَةُ

- ‌الْحِِلْمُ

- ‌الْحَمِيدُ

- ‌الْحَنَانُ (بمعنى الرحمة)

- ‌الْحَيَاءُ وَالاسْتِحْيَاءُ

- ‌الْحَيَاةُ

- ‌الْخَبِيرُ

- ‌الْخِدَاعُ لِمَنْ خَادَعَهُ

- ‌الْخَطُّ

- ‌الْخَلْقُ

- ‌الخُلَّةُ

- ‌الدَّلالَةُ أو الدَّلِيِلُ

- ‌الدُّنُوُّ

- ‌الدَّيَّانُ

- ‌ الذَّاتُ

- ‌الرَّأفَةُ

- ‌الرُّؤيَةُ

- ‌الرُّبُوبِيَّةُ

- ‌الرِّجْلُ وَالْقَدَمَانِ

- ‌الرَّحْمَةُ

- ‌الرَّزْقُ

- ‌الرُّشْدُ

- ‌الرِّضَى

- ‌الرِّفْقُ

- ‌الرَّقِيبُ

- ‌الرَّوْحُ

- ‌ الرُّوُحُ

- ‌الزَّارِعُ

- ‌السَّآمَةُ

- ‌السَّاقُ

- ‌السُّبُّوُحُ

- ‌السِّتْرُ

- ‌السُّخْرِيَةُ بِالكافِرينَ

- ‌السَّخَطُ أو السُّخْطُ

- ‌السُّرْعَةُ

- ‌السُّكُوُتُ

- ‌السَّلامُ

- ‌السُّلْطَانُ

- ‌السمع

- ‌السَّيِّدُ

- ‌الشَّافِي

- ‌ الشَّخْص

- ‌الشِّدَّةُ (بمعنى القوَّة)

- ‌الشُّكْرُ

- ‌الشِّمَالُ

- ‌الشَّهِيدُ

- ‌ شيء

- ‌الصَّبْرُ

- ‌الصِّدْقُ

- ‌ الصفة

- ‌الصَّمَدُ

- ‌الصُّنْعُ

- ‌الصَّوْتُ

- ‌الصُّورَةُ

- ‌الضَّحِكُ

- ‌الطَّبِيبُ

- ‌الطَّيُّ

- ‌الطَّيِّبُ

- ‌الظَّاهِرِيَّةُ

- ‌ الظِّلُّ

- ‌الْعِتَابُ أوِ الْعَتْبُ

- ‌الْعَجَبُ

- ‌الْعَدْلُ

- ‌الْعِزُّ وَالْعِزَّةُ

- ‌الْعَطَاءُ وَالْمَنْعُ

- ‌الْعَظَمَةُ

- ‌الْعَفْوُ وَالْمُعَافَاةُ

- ‌الْعِلْمُ

- ‌الْعُلُوُّ وَالْفَوْقِيَّةُ

- ‌الْعَمَلُ وَالْفِعْلُ

- ‌الْعَيْنُ

- ‌الْغَضَبُ

- ‌الْغُفْرَانُ

- ‌الْغَلَبَةُ

- ‌الْغِنَى

- ‌الْغَيْرَةُ

- ‌الْفَتْحُ

- ‌الْفَرَحُ

- ‌الْفَطْرُ

- ‌الْفِعْلُ

- ‌الْفَوْقِيَّةُ

- ‌الْقَبْضُ وَالطَّيُّ

- ‌الْقُدْرَةُ

- ‌ الْقِدَمُ

- ‌الْقَدَمَانِ

- ‌الْقُدُّوُسُ

- ‌ القرآن))

- ‌الْقُرْبُ

- ‌الْقَطْعُ

- ‌الْقَهْرُ

- ‌الْقَوْلُ

- ‌الْقُوَّةُ

- ‌الْقَيُّوُمُ

- ‌الْكَافِي

- ‌الْكِبْرُ وَالْكِبْرِيَاءُ

- ‌الْكَبِيرُ

- ‌الْكِتَابَةُ وَالْخَطُّ

- ‌الْكَرَمُ

- ‌الْكُرْهُ

- ‌الْكَفُّ

- ‌الْكَفِيلُ

- ‌الْكَلامُ

- ‌الْكَنَفُ

- ‌الْكَيْدُ لأعْدَائِهِ

- ‌اللُّطْفُ

- ‌اللَّعْنُ

- ‌الْمُؤْمِنُ

- ‌الْمُبِينُ

- ‌الْمَتَانَةُ

- ‌الْمَجِيءُ

- ‌الْمَجْدُ

- ‌الْمِحَالُ

- ‌الْمَحَبَّةُ

- ‌الْمُحِيطُ

- ‌الْمُحْيِي وَالْمُمِيتُ

- ‌الْمُسْتَعَانُ

- ‌الْمَسْحُ

- ‌الْمَشِيئَةُ

- ‌الْمُصَوِّرُ

- ‌الْمَعِيَّةُ

- ‌الْمَغْفِرَةُ وَالْغُفْرَانُ

- ‌الْمَقْتُ

- ‌الْمُقِيتُ

- ‌الْمُلْكُ وَالْمَلَكُوتُ

- ‌الْمَلَلُ

- ‌الْمُمَاحَلَةُ وَالْمِحَالُ

- ‌الْمُمِيتُ

- ‌الْمَنْعُ

- ‌الْمَنُّ وَالْمِنَّةُ

- ‌الْمُهَيْمِنُ

- ‌الْمَوْجُوُدُ

- ‌الْمُوُسِعُ

- ‌الْمَوْلَى

- ‌النَّاصِرُ وَالنَّصِيرُ

- ‌النِّدَاءُ

- ‌النِّسْيَانُ (بمعنى الترك)

- ‌النَّصِيرُ

- ‌النَّظَرُ

- ‌ النَّعْتُ

- ‌النَّفْسُ (بسكون الفاء)

- ‌النَّفَسُ (بالتحريك)

- ‌النُّوُرُ، ونُوُرُ السَّمَاوَاتُ والأرْضُ

- ‌الْهَادِي

- ‌الْهُبُوُطُ (إلى السماء الدنيا)

- ‌الْهَرْوَلَةُ

- ‌الْهَيْمَنَةُ

- ‌الْوَاحِدُ وَالْوَحْدَانِيَّةُ

- ‌الْوَارِثُ

- ‌الْوَاسِعُ وَالْمُوسِعُ

- ‌الْوِتْرُ

- ‌الْوَجْهُ

- ‌الْوُجُوُدُ

- ‌الْوَحْدَانِيَّةُ

- ‌الْوَدُوُدُ

- ‌الْوَصْلُ وَالْقَطْعُ

- ‌الْوَكِيلُ

- ‌الْوَلِيُّ وَالْمَوْلَى (الْوِلايَةُ وَالْمُوَالاةُ)

- ‌الْوَهَّابُ

- ‌الْيَدَانِ

- ‌الْيَسَارُ

- ‌((اليَمِين)

- ‌الآخِرِيَّةُ

الفصل: ‌ ‌الْتَبَارُكُ صفةٌ ثابتةٌ لله عز وجل. انظر صفة: (البركة) .   ‌ ‌التَّجَلِّي صفةٌ فعليةٌ خبريَّةٌ

‌الْتَبَارُكُ

صفةٌ ثابتةٌ لله عز وجل.

انظر صفة: (البركة) .

‌التَّجَلِّي

صفةٌ فعليةٌ خبريَّةٌ ثابتةٌ لله عز وجل بالكتاب والسنة. ومعناه الظهور للعيان، لا كما تقول الصوفية: التَّجَلِّي: ما ينكشف للقلوب من أنوار الغيوب.

? الدليل من الكتاب:

قوله تعالى {قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنْ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنْ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ مُوسَى صَعِقاً} [الأعراف: 143]

- الدليل من السنة:

1-

روى الإمام أحمد في ((المسند)) (3/125) بإسناد صحيح: ((حدثنا

أبو المثنى معاذ بن معاذ العنبري قال حدثنا حماد بن سلمة حدثنا ثابت البناني عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ} قال: قال هكذا يعني أنه أخرج طرف الخنصر قال أحمد أرانا معاذ قال: فقال له حميد الطويل: ما تريد إلى

ص: 92

هذا يا أبا محمد قال فضرب صدره ضربة شديدة وقال من أنت يا حميد وما أنت يا حميد يحدثني به أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم فتقول أنت ما تريد إليه)) .

وعند الترمذي (3282) بإسناد صحيح أيضاً من حديث سليمان بن حرب حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس رضي الله عنه: ((أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً} قال حماد هكذا وأمسك سليمان بطرف إبهامه على أنملة إصبعه اليمنى قال فساخ الجبل وخَرَّ موسى صعقاً)) .انظر: ((صحيح سنن الترمذي)) (3/51)

2-

حديث تجلِّي الله عز وجل لعباده يوم القيامة المشهور. رواه البخاري (7438) والترمذي (2480) وقال: ((هذا حديث حسن صحيح، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم رواياتٌ كثيرة مثل هذا ما يذكر فيه أمر الرؤية أنَّ الناس يرون ربهم وذِكر القدم وما أشبه هذه الأشياء، والمذهبُ في هذا عند أهل العلم من الأئمة مثل سفيان الثوري ومالك بن أنس وابن المبارك وابن عيينة ووكيع وغيرهم أنهم رووا هذه الأشياء ثم قالوا تُروى هذه الأحاديث ونؤمن بها ولا يقال كيف، وهذا الذي اختاره أهل الحديث أن تُروى هذه الأشياء كما جاءت ويُؤمَن بها ولا تُفَسَّر ولا تُتَوَهَّم ولا يقال كيف وهذا أمر أهل العلم الذي اختاروه وذهبوا

ص: 93

إليه ومعنى قوله في الحديث:

((فَيُعَرِّفَهم نفسه)) يعني: يَتَجَلَّى لهم))

قال الإمام أحمد كما في ((مجموع الفتاوى)) (5/257) لشيخ الإسلام ابن تيمية: ((وهو الذي خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش، وهو الذي كَلَّم موسى تكليماً، وتَجَلَّى للجبل فجعله دكاً، ولا يماثله شىءٌ من الأشياء في شيءٍ من صفاته، فليس كَعِلمه علمُ أحدٍ، ولا كقدرته قدرةُ أحدٍ، ولا كرحمته رحمةُ أحدٍ، ولا كاستوائه استواء أحدٍ، ولا كسمعه وبصره سمع أحدٍ ولا بصره، ولا كتكليمه تكليم أحدٍ، ولا كَتَجَلِّيِهِ تَجَلِّي أحدٍ))

قال ابن عبد البر في ((التمهيد)) (7/153) : ((وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يَنْزِل ربُّنَا إلى السماء الدنيا)) عندهم مثل قول الله عز وجل {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ} ومثل قوله: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالمَلَكُ صَفَّاً صَفَّاً} كلهم يقول يَنْزِل ويَتَجَلَّى ويجيء، بلا كيف، لا يقولون: كيف يجيء وكيف يَتَجَلَّى وكيف يَنْزِل، ولا من أين جاء ولا من أين تَجَلَّى ولا من أين يَنْزِل، لأنه ليس كشيءٍ من خلقه، وتعالى عن الأشياء، ولا شريك له، وفي قول الله عز وجل {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ} دلالةٌ واضحةٌ أنه لم يكن قبل ذلك متجلِّيَاً للجبل وفي ذلك ما يفسر معنى حديث التَنْزيل ومن أراد أن يقف على أقاويل العلماء في قوله عز وجل:{فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ} فلينظر في تفسير

ص: 94

بقيُّ بن مخلد ومحمد بن جرير وليقف على ما ذكرا من ذاك ففيما ذكرا منه كفاية وبالله العصمة والتوفيق))

وقال شيخ الإسلام في ((مجموع الفتاوى)) (6/37) : ((وطريقة الرسل هي ما جاء بها القرآن والله تعالى في القرآن يثبت الصفات على وجه التفصيل وينفي عنه - على طريق الإجمال - التشبيه والتمثيل. فهو في القرآن يخبر أنه بكل شيء عليم وعلى كل شيء قدير وأنه عزيز حكيم غفور رحيم وأنه سميع بصير وأنه غفور ودود وأنه تعالى - على عظم ذاته - يحب المؤمنين ويرضى عنهم ويغضب على الكفار ويسخط عليهم وأنه خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش وأنه كلم موسى تكليما وأنه تَجَلَّى للجبل فجعله دكاً ; وأمثال ذلك))

وقال في ((مجموع الفتاوى)) (23/76)((ثبت في الأحاديث الصحيحة: أنه إذا تَجَلَّى لهم يوم القيامة سجد له المؤمنون، ومن كان يسجد في الدنيا رياءً يصيُر ظهرُه مثل الطبق))

وقال الحكمي في ((معارج القبول)) (2/772) : ((وقوله فتنظرون إليه وينظر إليكم فيه إثبات صفة التَجَلِّي لله عز وجل وإثبات النظر له واثبات رؤيته في الآخرة ونظر المؤمنين إليه))

قال ابن منظور في ((لسان العرب)) : ((قال الزجاج: {تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ} أي: ظهر وبان. قال: وهذا قول أهل السنة والجماعة))

ص: 95