الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ويراد به ما بان عن غيره فكان متحيزاً عنه، فإن أردت بالمتحيز الأول؛ لم يكن سبحانه متحيزاً؛ لأنه بائن عن المخلوقات، لا يحوزه غيره، وإن أردت الثاني؛ فهو سبحانه بائن عن المخلوقات، منفصل عنها، ليس هو حالاً فيها، ولا متحداً بها؛ فبهذا التفصيل يزول الاشتباه والتضليل)) . اهـ
وقال الشيخ العثيمين رحمه الله في ((القواعد المثلى)) (ص40) : ((وممَّا لم يرد إثباته ولا نَفْيه لفظ (الجهة)، فلو سأل سائل: هل نُثْبِت لله تعالى جهة؟ قلنا له: لفظ الجهة لم يرد في الكتاب والسنة إثباتاً ولا نفياً، ويُغني عنه ما ثبت فيهما من أنَّ الله تعالى في السَّماء، وأما معناه؛ فإمَّا أنَّ يراد به: جهةُ سُفْلٍ أو جهةُ عُلُوٍ تحيط بالله أو جهةُ عُلُوٍ لا تحيط به.
فالأول باطل؛ لمنافاته لعلو الله تعالى الثابت بالكتاب والسنة والعقل والفطرة والإجماع.
والثاني باطلٌ أيضاً، لأنَّ الله تعالى أعظم من أنَّ يحِيط به شيء من مخلوقاته.
والثالث حقٌّ؛ لأنَّ الله تعالى العليّ فوق خلْقه ولا يحيط به شيء من مخلوقاته)) اهـ.
الْجُودُ
يوصف الله عز وجل بالجود، وهي صفةٌ ذاتيةٌ، من (جواد) ، وهو اسم
له ثابت بالسنة الصحيحة.
? الدليل:
حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه مرفوعاً: ((
…
إنَّ الله جوادٌ يحب الجود
…
)) . حديث صحيح بمجموع طرقه. رواه الترمذي (ضعيف سنن الترمذي/ص 332) ، وأبو يعلى، والبزار، وابن حبان في ((المجروحين)) ، وابن أبي الدنيا في ((مكارم الأخلاق)) ، والخطيب في ((الجامع)) ، والدولابي في ((الكنى)) ، وابن عساكر، والضياء في ((المختارة)) ؛ بألفاظ مختلفة، وإسنادُ كلِّ واحد منهم لا يخلو من مقال. انظر:((مسند سعد)) للبزار (51-الحويني) ، و ((مسند سعد)) للدورقي (31) ، و ((السلسلة الصحيحة)) (236، 1378، 1627) .
وممن أثبت هذا الاسم لله عز وجل ابن منده في ((كتاب التوحيد)) (2/99)
وأثبته أيضاً ابن القيم في ((نونيته)) (2/88) فقال:
((وَهُوَ الجَوَادُ فَجُودُهُ عَمَّ الوُجُو
…
دَ جَمِيعَهُ بِالفَضْلِ وَالإحْسَانِ
وَهُوَ الجَوَادُ فَلا يُخَيِّبُ سَائِلاً
…
وَلَوْ أنَّهُ مِنْ أُمَّةِ الكُفْرَانِ))
…
قال الهرَّاس: ((الجواد المتصف بالجود، وهو كثرة الفضل والإحسان، وجوده تعالى أيضاً نوعان
…
)) .
وممن أثبته كذلك الشيخ محمد العثيمين رحمه الله في كتابه الفذ: ((القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى)) .