الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الإِلَهِيَّةُ والأُلُوهِيَّةُ
صفةٌ ثابتةٌ لله عز وجل من اسمه (الله) واسمه (الإله) ، وهما اسمان ثابتان في مواضع عديدة من كتاب الله عز وجل.
وأصل كلمة (الله) إلاه كما رجَّحَه ابن القيم في ((بدائع الفوائد)) ، وإلاه بمعنى مألوه؛ أي: معبود؛ ككتاب بمعنى مكتوب.
والإلهية أو الألوهية صفة مأخوذة من هذين الاسمين.
قال الحافظ ابن القيم في ((مدارج السالكين)) (1/34) عند الحديث عن أسماء الله تعالى (الله) ، (الرب)، (الرحمن) ؛ قال: ((
…
فالدين والشرع و
الأمر
والنهي مظهره وقيامه من صفة الإلهية، والخلق والإيجاد والتدبير والفعل من صفة الربوبية، والجزاء والثواب والعقاب والجنة والنار من صفة الملك)) .
وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي في ((التفسير)) (5/298) : ((الله: هو المألوه المعبود ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين لما اتصف به من صفات الألوهية التي هي صفات الكمال)) .
الأَمْرُ
صفةٌ لله عز وجل؛ كما قال في محكم تَنْزِيله {أَلا لَهُ الخَلقُ وَالأمْرُ}
(الأعراف: 54) ؛ إلا أنَّ هذا لا يعني أنه كلما ذكرت كلمة (الأمر) في الكتاب أو السنة مضافة إلى الله؛ مثل (أمر الله) أو (الأمر لله) ؛ أنها صفة له.
لذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية في ((الفتاوى)) (6/17) مثبتاً لهذه الصفة ومنبهاً لهذه القاعدة بقوله: ((
…
لفظة (الأمر) ؛ فإن الله تعالى لما أخبر بقوله: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} ، وقال:{أَلا لَهُ الخَلقُ وَالأمْرُ} ، واستدل طوائف من السلف على أنَّ الأمر غير مخلوق، بل هو كلامه، وصفة من صفاته بهذه الآية وغيرها؛ صار كثير من الناس يطرد ذلك في لفظ الأمر حيث ورد، فيجعله صفة، طرداً للدلالة، ويجعل دلالته على غير الصفة نقضاً لها، وليس الأمر كذلك؛ فبينت في بعض رسائلي أنَّ الأمر وغيره من الصفات يطلق على الصفة تارة وعلى متعلقها أخرى؛ فالرحمة صفة لله، ويسمى ما خلق رحمة، والقدرة من صفات الله تعالى، ويسمى المقدور قدرة، ويسمى تعلقها بالمقدور قدرة، والخلق من صفات الله تعالى، ويسمى (المخلوق) خلقاً، والعلم من صفات الله، ويسمى المعلوم أو المتعلِّق علماً؛ فتارة يراد الصفة، وتارة يراد متعلقها، وتارة يراد نفس التعلُّق)) اهـ.
وقال أبو الحسن الأشعري في ((رسالة إلى أهل الثغر)) (ص 221) : ((وأجمعوا على أنَّ أمره عز وجل وقوله غير محدث ولا مخلوق، وقد دلَّ الله تعالى على صحة ذلك بقوله تعالى: {أَلا لَهُ الخَلقُ وَالأَمْرُ} )) اهـ.