الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولكنهم لا يفسرون كلَّ قربٍ وَرَدَ لفظه في القرآن أو السنة بالقرب الحقيقي؛ فقد يكون القرب قرب الملائكة، وذلك حسب سياق اللفظ.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في ((الفتاوى)) (5/466) : ((وأما دنوه وتقربه من بعض عباده؛ فهذا يثبته من يثبت قيام الأفعال الاختيارية بنفسه، ومجيئه يوم القيامة، ونزوله، واستواءه على العرش، وهذا مذهب أئمة السلف وأئمة الإسلام المشهورين وأهل الحديث، والنقل عنهم بذلك متواتر)) .اهـ.
ويقول في موضعٍ آخر من ((الفتاوي)) (6/14) : ((
…
ولا يلزم من جواز القرب عليه أن يكون كل موضع ذكر فيه قربه يراد به قربه بنفسه، بل يبقى هذا من الأمور الجائزة، وينظر في النص الوارد، فإن دل على هذا؛ حُمل عليه، وإن دل على هذا؛ حُمل عليه، وهذا كما تقدم في لفظ الإتيان والمجيء)) . اهـ.
وقد أطال الكلام رحمه الله على هذه المسألة بما لا مزيد عليه، وانظر إن شئت المواضع التالية (5/232-237، 240-241، 247-248، 459-467، 494-514) ، (6/5، 8، 12-14، 19-25، 30-32، 76)، وانظر:((القواعد المثلى)) للشيخ ابن عثيمين (المثال الحادي عشر والثاني عشر) .
التَّوْبُ
صفةٌ فعليةٌ ثابتةٌ بالكتاب والسنة، و (التَّوَّاب) من أسمائه تعالى.
الدليل من الكتاب:
1-
قوله تعالى: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّاب الرَّحِيمُ} [البقرة: 37] .
2-
وقوله: {وَاللهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ} [النساء: 27] .
? الدليل من السنة:
1-
حديث أبي هريرة رضي الله عنه: ((من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها؛ تابَ الله عليه)) . رواه مسلم (2703) .
2-
حديث ابن عباس رضي الله عنهما: ((لو أنَّ لابن آدم وادياً من ذهب؛ أحب أن يكون له واديان، ولن يملأ فاه إلا التراب، ويتوبُ الله على من تاب)) . رواه: البخاري (6436) ، ومسلم (1049) .
يقول ابن القيم في ((نونيته)) (2/92) :
((وَكَذَلِكَ التَّوَّاب مِنْ أوصَافِهِ
…
والتَّوْبُ في أوصَافِهِ نَوْعَانِ
إذْنٌ بِتَوْبَةِ عَبْدهِ وقَبُولُهَا
…
ِبَعْدَ المَتَابِ بِمِنَّةِ المنَّانِ))
قال الشيخ الهرَّاس في شرح هذين البيتين: ((وأما التَّوَّاب؛ فهو الكثير التَّوْب؛ بمعنى: الرجوع على عبده بالمغفرة وقبول التوبة
…
وتوبته سبحانه على عبده نوعان:
أحدهما: أنه يلهم عبده التوبة إليه، ويوفقه لتحصيل شروطها من الندم والاستغفار والإقلاع عن المعصية والعزم على عدم العود إليها واستبدالها