الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2-
حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: ((
…
صَدَقَ الله وكذب بطن أخيك)) . رواه: البخاري (5684) ، ومسلم (2217) .
قال أبو القاسم الزجاجي في ((اشتقاق أسماء الله)) (ص 168) : ((الصادق في خبره: الذي لا تكذيب له؛ فالله عز وجل الصادق في جميع ما أخبر به عباده. قال الفراء: الصدق: قوة الخبر، والكذب: ضعف الخبر
…
(ثم قال أبو القاسم:) والصادق أيضاً: الصادق في وعده، الوافي به، يقال: وفي بعهده ووعده وأوفي به
…
فالله عز وجل الصادق في جميع ما وعد به عباده، وهذه
الصفة
من صفاته مستنبطة من سورة مريم، من قوله:{إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيَّاً} ؛ أي: آتياً، مفعول بمعنى فاعل، وإذا كان وعده آتياً؛ فهو الصادق فيه، وكل شيء وعد الله عز وجل عباده به؛ فهو كائن كما وعد به عز وجل لا محالة)) ا. هـ
- الصِّفَةُ
يجوز إطلاق هذه اللفظة وإضافتها إلى الله تعالى، فتقول: صفة الله، وصفة الرحمن، ومن صفاته وأوصافه كذا
…
ونحو ذلك، وهذا ثابت بمفهوم القرآن ومنطوق السنة.
? الدليل من الكتاب:
1-
قوله تعالى: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون}
[الصافات:180]
وسيأتي توجيه ابن حجر للآية.
? الدليل من السنة:
حديث عائشة رضي الله عنها؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلاً على سرية، وكان يقرأ لأصحابه في صلاته، فيختم بـ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} ، فلما رجعوا؛ ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال:((سلوه: لأي شيء يصنع ذلك؟)) . فسألوه، فقال: لأنها صفة الرحمن، وأنا أحب أن أقرأ بها. فقال النبي صلى الله عليه وسلم:((أخبروه أن الله يحبه)) رواه: البخاري (7375) ، ومسلم (813)
وقد بوَّب البخاري رحمه الله في كتاب التوحيد من ((صحيحه)) : ((باب: قول الله تعالى: {وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} ، {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون} {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ} ، ومن حلف بعزة الله وصفاته)) .
وقال: ((باب: {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللهُ} ؛ فسمى الله تعالى نفسه شيئاً، وسمى النبيُّ صلى الله عليه وسلم القرآن شيئاً، وهو صفةٌ من صفاته)) اهـ.
ومن طالع كتب السلف رحمهم الله؛ كـ ((كتاب التوحيد)) لابن خزيمة، و ((كتاب التوحيد)) لابن منده، و ((رد الدارمي على المريسي)) ، وغيرهم؛ وجد أنهم يستخدمون ذلك كثيراً.
وأنكر ابن حزم إطلاق الصفة، ورد عليه الحافظ في ((الفتح)) (13/356) ؛ فقال:((وفي حديث الباب حجة لمن أثبت أن لله صفةً، وهو قول الجمهور، وشذَّ ابن حزم، فقال: هذه لفظة اصطلح عليها أهل الكلام من المعتزلة ومن تبعهم، ولم تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحدٍ من أصحابه، فإن اعترضوا بحديث الباب؛ فهو من أفراد سعيد بن أبي هلال، وفيه ضعف. قال: وعلى تقدير صحته؛ فـ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} صفة الرحمن كما جاء في هذا الحديث، ولا يزاد عليه؛ بخلاف الصفة التي يطلقونها؛ فإنها في لغة العرب لا تطلق إلا على جوهرٍ أو عَرَضٍ. كذا قال! وسعيد متفق على الاحتجاج به؛ فلا يلتفت إليه في تضعيفه، وكلامه الأخير مردود باتفاق الجميع على إثبات الأسماء الحسنى، قال الله تعالى: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} .وقال بعد أن ذكر منها عدة أسماء في آخر سورة الحشر: {لَهُ الأسْمَاءُ الْحُسْنَى} ، والأسماء المذكورة فيها بلغة العرب صفات، ففي إثبات أسمائه إثبات صفاته؛ لأنه إذا ثبت أنه حي مثلاً؛ فقد وُصف بصفة زائدة على الذات، وهي صفة الحياة، ولولا ذلك؛ لوجب الاقتصار على ما ينبئ عن وجود الذات فقط، وقد قال سبحانه وتعالى: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُون} ، فنَزَّه نفسه عما يصفونه به من صفة النقص، ومفهومه أن وصفه بصفة الكمال مشروع)) .اهـ.
وقال الشيخ عبد الله الغنيمان في ((شرحه لكتاب التوحيد من صحيح