الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثعلبة عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها، وحدد حدوداً فلا تعتدوها، وحرم محارم فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء رحمة لكم من غير نسيان فلا تسألوا عنها))
ويقول الفقهاء في دلالة المنطوق والمسكوت، وهو ما نطق به الشارع - وهو الله ورسوله - وما سكت عنه: تارة تكون دلالة السكوت أولى بالحكم من المنطوق، وهو مفهوم الموافقة، وتارة تخالفه، وهو مفهوم المخالفة، وتارة تشبهه، وهو القياس المحض.
فثبت بالسنة والإجماع أنَّ الله يوصف بالسكوت، لكن السكوت يكون تارة عن التكلم وتارة عن إظهار الكلام وإعلامه)) اهـ
السَّلامُ
يوصف الله عز وجل بأنه السلام، وهو اسم له ثابت بالكتاب والسنة.
? الدليل من الكتاب:
قوله تعالى: {الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ} [الحشر: 23]
? الدليل من السنة:
حديث ثوبان رضي الله عنه: ((اللهم أنت السلام، ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام
…
)) . رواه: مسلم (591) ، وأبو داود، والترمذي، والنسائي.
قال ابن قتيبة في ((تفسير غريب القرآن)) (ص 6) : ((ومن صفاته (السلام) ؛ قال: {السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِن} ، ومنه سمي الرجل: عبد السلام؛ كما يُقال: عبد الله، ويرى أهل النظر من أصحاب اللغة أنَّ السلام بمعنى السلامة؛ كما يُقال: الرَّضاع والرَّضاعة، واللَّذاذ واللَّذاذة؛ قال الشاعر:
تُحَيِّي بالسلامةِ أُمَّ بَكْرٍ
…
فَهَلْ لَكَ بَعْدَ قَوْمِكَ مِنْ سَلامِ
فسمى نفسه جلَّ ثناؤه سلاماً لسلامته مما يلحق الخلق من العيب والنقص والفناء والموت)) اهـ.
وقال الخطابي في ((شأن الدعاء)) (ص 41) : ((السلام في صفة الله سبحانه هو الذي سلم من كل عيب، وبريء من كل آفة ونقص يلحق المخلوقين؛ وقيل: الذي سلم الخلق من ظلمه)) .
وقال ابن كثير في تفسير الآية السابقة: ((السلام؛ أي: من جميع العيوب والنقائص؛ لكماله في ذاته وصفاته وأفعاله)) .
وقال ابن الأثير في ((جامع الأصول)) (4/176) : ((السلام: ذو السلام؛ أي: الذي سلم من كل عيب وبريء من كل آفة)) .
وقال السعدي في ((التفسير)) ((5/300)) : ((القُدُّوس السَّلام؛ أي: المعظم المنَزَّه عن صفات النقص كلها، وأن يماثله أحد من الخلق؛ فهو المتنَزِّه عن جميع العيوب، والمتنَزِّه عن أن يقاربه أو يماثله أحدٌ في شيء من