الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
زعم أنَّ هناك مجازاً في القرآن: ((وكذلك ما ادعوا أنه مجاز في القرآن؛ كلفظ (المكر) و (الاستهزاء) و (السخرية) المضاف إلى الله، وزعموا أنه مسمى باسم ما يقابله على طريق المجاز، وليس كذلك، بل مسميات هذه الأسماء إذا فعلت بمن لا يستحق العقوبة؛ كانت ظلماً له، وأما إذا فعلت بمن فعلها بالمجني عليه عقوبة له بمثل فعله؛ كانت عدلاً؛ كما قال تعالى:{كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ} ، فكاد له كما كادت إخوته لما قاله له أبوه:{لا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا} ، وقال تعالى:{إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا - وَأَكِيدُ كَيْدًا} ، وقال تعالى:{وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ - فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ} ، وقال تعالى:{الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَاّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللهُ مِنْهُمْ} )) .اهـ.
فأهل السنة والجماعة يثبتون صفة السخرية لله عز وجل كما أثبتها لنفسه، كما يثبتون صفة الكيد والمكر، ولا يخوضون في كيفيتها، ولا يشبهونها بسخرية المخلوق؛ فالله {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} .
وانظر كلام ابن جرير الطبري في صفة (الاستهزاء) ، فإنه مهم.
السَّخَطُ أو السُّخْطُ
صفةٌ من صفات الله الفعليَّة الخبريَّة الثابتة بالكتاب والسنة.
الدليل من الكتاب:
1-
قوله تعالى: {لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللهُ عَلَيْهِمْ} [المائدة: 80] .
2-
قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ} [محمد: 28] .
? الدليل من السنة:
1-
حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: ((إن الله عز وجل يقول لأهل
الجنة: يا أهل الجنة! فيقولون: لبيك وسعديك
…
(إلى أن قال فيه:) فيقول: ألا أعطيكم أفضل من ذلك؟ فيقولون: وأي شيء أفضل من ذلك؟ فيقول: أحل عليكم رضواني؛ فلا أسخط عليكم بعده أبداً)) . رواه: البخاري (7518) ، ومسلم (2829) .
2-
حديث بريدة رضي الله عنه: ((لا تقولوا للمنافق سيد، فإن يك سيداً؛ فقد أسخطتم ربكم عز وجل) . رواه: أبو داود (4977) ، وأحمد، والبخاري في ((الأدب المفرد)) . وانظر:((السلسلة الصحيحة)) (371) .
قال أبو إسماعيل الصابوني في ((عقيدة السلف أصحاب الحديث)) (ص 5) : ((وكذلك يقولون في جميع الصفات (يعني: الإثبات) التي نزل بها القرآن ووردت بها الأخبار الصحاح من السمع والبصر والعين
…
والرضى والسخط
…
)) اهـ