الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قناديل الذهب والفضة في سماء غواشيها، وبسط على مهادها فرش الحرير والديباج إلى أطرافها وحواشيها ومن جملة هذه القناديل قنديل من ذهب زنته أربعة آلاف مثقال، رطل واحد بالسمرقندي وبالدمشقي عشرة أرطال ثم رتب على حفرته القراء والخدمة، وأرصد على المدرسة البوابين والقومة وقدر لهم الإدارات، من المسانهات والمياومات والمشاهرات، ثم نقله بعد ذلك بمدة إلى تابوت من فلاذ، صنعه رجل من شيزار ماهر في صنعته أستاذ، وقبره في مكانه المشهور، تنقل إليه النذور، وتطلب عنده الحاجات، ويبتهل عنده بالدعوات، وتخضع الملوك إذا مرت به إعظاماً، وربما تنزل عن مراكبها إجلالاً له وإكراما
فصل في اعتدال الزمان، وأخبار خليل سلطان
ولما أخذت تيمور الصيحة بالحق فصار غثا، وقعد خليل سلطان على التخت وقام الشتاء بعد أن كان جثا، مد الشعراء ألسنتهم للزمان بالمدح ولخليل سلطان بالتهنئة ولتيمور بالرثا، فسمع الشتاء وغنى صوته وأجاز، ورفع عن العالم في نهوضه الكلاكل والإعجاز فابتهج
الكون بورود الربيع، وشكر الروض للساحب ما أسداه إليه من حسن الصنيع، ورفع على الروابي من الشقائق أعلامه، ونصب مما زهره خيام الصنع من أزهار الأشجار خيامه، ونور الحدق بأنوار الحدائق، واستنطق بتسبيح الخالق، من خطباء الأطيار على منابر الأغصان في جوامع الرياض ما استنصت بلغاته كل ناطق، من كل مغرب في ديوان الفصاحة رائق، ومعجب بأسرار البلاغة فائق، فرقصت الأشجار، لغناء الأطيار، وصفقت الأنهار، واعتدل الليل والنهار، واكتسى البسيط الأغبر خلع السندس المزهر، وتبدلت الأغصان من قطنى الثلوج، كل ثوب بأصباغ القدرة مزهر وبدمقس الأزهار منسوج، وكل قباء صار مزهرا في كل دف أغن لكل طائر وفروج، وبسط الكون على المكان لإقدام قدوم خليل سلطان، شقق الورود والريحان
" فصل " ولما فرغ خليل سلطان من ذلك شرع في تمهيد الممالك وتسليك المسالك وعلم أنه لا يتقيد به إنسان، إلا بقيد الإحسان، ولا يجتمع له البال، إلا بتفريق المال، فعقد القلب على فك طلسمات الختوم وحل